رواية جديدة شيقة جدا بقلم ساره علي
المحتويات
بوهن ...
أمسكت والدة زياد بيد ابنها محاولة التماسك كي لا تفقد وعيها من هول الصدمة بينما ربتت دينا على ظهره تواسيه ...
استيقظت زينة من نومها على صوت رنين جرس الباب ..
تطلعت الى نور النائمة جانبها بسعادة قبل أن تنهض من فوق سريرها وتتجه مسرعة نحو الباب لفتحها ..
فتحت زينة الباب لتجد والدتها ومريم أمامها ..
اهلا بيكم ..
دلفت والدة زينة وأختها مريم الى الداخل لتحتضن زينة والدتها وتقبلها من وجنتيها قبل ان تهبط الى مستوى مريم وتقبلها من وجنتيها ايضا وټحتضنها بشوق ..
جلس الثلاثة في صالة الجلوس لتخرج نور من الغرفة وتتجه إليهم وهي تهتف بسعادة
والله وحشتيني اوي يا طنط ..
وحشتيني اوي يا مريوم ...
جلس الثلاثة بعدها يتحدثون في امور شتى حينما سألت زينة والدتها
هو بابا اللي جابكم هنا ..!
اومأت والدة زينة وهي تجيبها
ايوه وهيعدي علينا كمان شوية ..
يعني مش هتتغدوا معانا ...
قالتها زينة بحزن لتمسكها والدتها من كفي يديها وتهتف بها
اومأت زينة برأسها وهي تجاهد لإخفاء دموعها ليرن هاتف والدتها معلنا عن وصول أبيها فنهضت الأم بسرعة وقالت
احنا لازم نروح دلوقتي يا زينة ..
تماسكت زينة أماميهما وهي تقول
طيب يا حبيبتي ..
ردت والدة زينة
نسيت اقولك اننا هنبيع شقتنا ونشتري شقة فمنطقة تانيه ..
قالتها زينة مستغربة لتومأ الأم برأسها فتقول زينة
انا هنزل اسلم على بابا معاكي ...
ثم سارت أماميهما وفتحت الباب وهبطت الى الطابق السفلى .. اتجهت خارج العمارة لتجد والدها واقف بجانب سيارته ينتظر خروج والدتها ومريم ..
تفاجئ والد زينة من رؤيتها تقترب منه وهي تبتسم بحنان قبل ان تهتف به
وحشتني اوي يا بابا ..
ابتعدت عنه والفرحة تغمرها لانها شعرت به يبادلها حضنها لتهتف زينة به
ايه رأيك تشرب شاي عندي ..!
رد الأب
مش هقدر عشان عندي شغل وهتأخر عليه ..
.مش ناوي ترضى عني ..!
سألته زينة بشحوب ليتنهد الأب وهو يجيبها
طفرت الدموع من عينيها ليشعر الأب بالشفقة لأجلها فيحن قلبه عليها ..
هتف الأب أخيرا
مفيش شقة للبيع قريبة منكم هنا ..
اتسعت عينا زينة الدامعتين لتقول والفرحة تغمرها
اكيد فيه هشوفلك واقولك ..
ربت الاب على ذراعها بينما هطلت هي دموعها من مقلتيها لكن دموع فرح لا حزن هذه المرة ..
بعد مرور عدة أشهر ..
وقف زياد امام باب الغرفة التي تقطن بها رنا ينظر إليها من خلف الحاجز الزجاجي بحزن ورغما عنه تكونت الدموع داخل عينيه ..
لا يصدق أن من يراها الان ممددة على سرير المشفى ببطن منتفخ هي رنا اخته الوحيدة ومدللته الصغيرة ..
في نفس الوقت شعر بوالده يقترب منه وهو يهتف بنبرة خاڤتة
هنعمل ايه دلوقتي يا زياد ..! ميعاد ولادتها قرب ..
رد زياد بقوة فهو قد فكر كثيرا بما سيفعله طوال الشهور الفائتة .. لقد كان حريصا ألا يعلم احد بحمل رنا ونبه الطبيب على هذا بينما كان هو يبحث عن حاتم الذي هجر البلاد دون عودة ..
رنا مش حامل يا بابا والطفل اللي هيتولد هيتكتب بإسمي ..
تطلع والده إليه بعدم تصديق قبل أن يفهم بأن هذا الحل الوحيد الموجود امامه ...
اكمل زياد بخشونة
انا كنت متجوز من كان شهر والطفل اللي هيتولد هو ابني وهيستجل بإسمي وكده محدش هيجيب سيرة رنا بكلمة ..
تنهد الأب وقال
انا مش عارف اقولك ايه يابني ... بجد مش عارف ..
قاطعه زياد بجدية
متقولش حاجة يا بابا رنا اختي وانا مسؤول عنها ..
ربت الاب على كتفه قبل ان يحتضنه بقوة ...
كانت زينة تتناول طعام غدائها مع نور التي استقرت معاها في نفس الشقة ..
لقد تحسنت أوضاعها كليا وكذلك علاقتها بعائلتها خاصة بعدما اشتروا شقة في العمارة المقابلة لعمارتها ..
حتى ان والدها طلب منها أن تسكن معهم في نفس الشقة الا انها رفضت هذا فهي قد اعتادت على شقتها هذه وحياتها بها ..
تطلعت نور الى زينة التي تقلب طعامها بشرود لتهتف بحيرة
مالك يا زينة ..! ساكته ليه..!
نظرت زينة اليها وقالت كاذبة
مفيش ..
بتفكري فإيه يا زينة ..! اتكلمي ..!
قالتها نور بإصرار فهي تعلم ان وراء شرود زينة الكثير لترد زينة أخيرا
بفكر فزياد ..
قالت نور بخفوت
ربنا يعينه اللي هو فيه مش سهل ..
تعرفي اني فكرت اشوفه ..
تعجبت نور
متابعة القراءة