بدور

بدور

موقع أيام نيوز

من أمجد وبدوراللذان علما أن هذا هو مكان إقامتها .
نزل ثلاثتهم وإقترب رسلان من باب الفيلا الخارجي ورن الجرس ثم تبادل النظرات معهم وكل واحد منهم يخفق قلبه بقوة ظنا منهم أن هذاالباب هو الفاصل بينهم وبين معرفة الحقيقة الكاملة .
فتح الباب بعد ثوان قليلة بدت لهم وكأنها دقائق طويلة ثم ظهرت من خلفه تلك المرأة والتي هتفت بدور فور رؤيتها 
_ ماما دخلت القصر رفقة أمجد ورسلان وهي شاردة بما حدث قبل قليل عند ذهابهم لتلك المرأة وحديثهم معها .. إنتبه أمجد لشرودهافوضع يده على كتفها متسائلا 
_ بتفكري في ايه 
رفعت بدور نظرها إليه وحدقت به قليلا ثم إبتسمت قائلة 
_ ولا حاجة أنا بس مبسوطة لان ماما طلعت بريئة !
سكتت قليلا تراقب إبتسامة أمجد التي ظهرت على ثغره هو الآخر ثم أردفت بحماس 
_ احنا لازم نقول لبابا الي حصل بسرعة لازم يعرف ان ماما معملتش حاجة من الي هو فاكره .
إلتفتت إلى رسلان الذي كان شاردا هو الآخر ولكنها لم تنتبه لذلك وتساءلت مخاطبة إياه 
_ انت هتروح الشركة النهاردة صح يعني هتشوفه وهتقوله الي حصل ..
_ مش عارف .
ظهر الإستغراب على وجهها كما ظهر على وجه أمجد والذي إستفسر بتعجب 
_ يعني ايه مش عارف احنا لازم نقوله .
أومأ رسلان برأسه مردفا بتفكير 
_ عارف بس أنا مش عايزه يحس بالذنب لانه ظ لمها لما يعرف الحقيقة .
تبادل كل من أمجد وبدور النظرات الحائرة وإلتزما الصمت حتى تحدثت بدور بعد ثوان بتساؤل 
_ يعني ايه احنا هنسيبه على عماه 
نفى رسلان برأسه قائلا 
_ لا طبعا ! لازم يشيل الفكرة الۏحشة الي اخدها عن ماما من دماغه بس .. مش هقدر اكون السبب في
احساسه بالذنب .
فكرت بدور قليلا ثم قالت بإقتراح 
_ طب هتكلم معاه أنا لما يرجع .
تطلع إليها لثوان ثم نفى برأسه معترضا 
_ لا خلاص هقوله أنا . وقف بعد نهاية كلامه وصعد إلى غرفته ليستعد للذهاب إلى الشركة تاركا بدور تطالع أمجد بترقب ثم تساءلت 
_ هنعمل ايه احنا دلوقتي 
رفع كتفيه بجهل ثم فكر قليلا قبل أن يهتف 
_ ايه رايك نطلع شوية أنا زهقت ..
أومأت برأسها بإستحسان صائحة 
_ وأنا موافقة يلا بينا بقى !
دخلت عبر الباب المؤدي إلى المطبخ مباشرة وهي تمسك كف شقيقها الصغير وتلقي عليه تلك الكلمات للمرة الرابعة منذ خروجهم من البيت 
_ بص انت هتقعد جنبي ومتتكلمش خالص ومتتحركش من مكانك خالص اوك 
أومأ سيف برأسه وتمتم بضيق 
_ على فكرة دي رابع مرة تقوليهالي وأنا كل مرة بقولك حاضر حااضر مش هتحرك من مكاني خااالص !
إبتسمت رحمة برضا ووصلت حيث تقف والدتها مع إحدى الخادمات وصاحت 
_ ماما احنا جينا .
إنتبهت كريمة إلى وجودهم فإبتسمت لهما بحب وقالت 
_ اهلا وسهلا بيكم .
ثم إنحنت فجأة لتحمل سيف بين ذراعيها تحت تذمره من معاملتها له كالطفل الصغير وهتفت بمرح 
_ وحشتني اوي يا سفسف .
زفر بضيق من ذلك اللقب الذي تطلقه عليه دائما وكاد يعترض لولا إنتباه الجميع إلى دخول ليلى المطبخ وهي تصيح بصوت عال 
_ هو مفيش حد في القصر والا ايه أنا مش سامعة صوت حد ..
إنزعجت الخادمات من صوتها العالي وأجابت كريمة ببسمة متكلفة وهي تنحني ليقف إبنها على الأرض 
_ كلهم راحوا للشغل يا آنسة ليلى وعبد الرحمن بيه خرج تقريبا ومفيش غيرنا احنا وعائشة وبراءة
بس تلاقيهم دلوقتي نايمين !
تأففت ليلى بضيق ثم جلست على إحدى الرخامات وتحدثت بتكبر مخاطبة كريمة 
_ طب اعمليلي فطار دلوقتي أنا جعانة !
طالعتها رحمة بقرف وصاحت 
_ انت بتكلميها كده ليه مش هتنقص منك حاجة لو قلتيلها ممكن تعمليلي الفطار لو سمحت ..
إلتفتت ليلى إلى رحمة التي كانت تحمل ملامح رقيقة أفسدتها عقدة حاجبيها الدالة على الڠضب فإبتسمت بإستفزاز ثم أجابت ببرود 
_ دي مجرد خدامة هنا ولما اقولها تعمل حاجة لازم تقولي حاضر وتنفذ يعني مش مضطرة اطلب منها حاجة بالطريقة الي انت قولتيليعليها .. وبعدين انت مين 
إزدادت عقدة حاجبي رحمة وإقتربت لتقف أمام ليلى مباشرة وهي تقول بشراسة 
_ ميغركيش وشي الي مبين اني كيوت وضعيفة المظاهر خداعة أصلا وأنا مش هسمع حد يهين ماما واسكت !
رفعت ليلى حاجبيها وواصلت إستفزازها قائلة 
_ اهاا انت بقى بنت الخدامة دي وأنا الي كنت فاكرة انك تبع واحد من شباب العيلة !
إشتعلت عيني رحمة وكادت تنقض عليها لولا إمساك كريمة لها لتمنعها ومحاولة بقية الخادمات للتفريق بينهما بينما خرج سيف من المطبخبخوف باحثا عن أي شخص يستطيع إيقاف ما سيحصل .. لكنه تفاجأ بشاب يجلس على أريكة بقاعة الجلوس ويمسك بذراعه اليسرى التيكانت ټنزف د ما وهو يعض على شفته السفلى پتألم .
إرتعب سيف من منظر الد م الذي رآه ففلتت صړخة من حنجرته رغما عنه لفتت إنتباه من كانوا بالمطبخ ليركضوا إلى الخارج پخوف .. وقفترحمة بجانب سيف وهي ترى الدما ء التي ملأت قميص ياسر بينما تابعت كريمة طريقها نحوه مرددة پخوف 
_ ياسر بيه
! ايه الي حصل 
نظر إليها ياسر بطرف عينه وحاول إخفاء ملامح الألم عن وجهه وهو يراها تمسك بذراعه التي ټنزف تتفحصها ثم تصرخ بإحدى زميلاتها 
_ جيبيلي علبة الإسعافات بسرعة يا علياء !
ركضت علياء لتحضر ما طلبته منها وإقتربت ليلى لتجلس بجانب ياسر من الجهة الأخرى ومسدت على ذراعه السليمة قائلة بقلق 
_ انت كويس صح هو ايه الي حصل 
أومأ ياسر بهدوء مصطنع وأجاب 
_ مش عارف كنت ماشي في الشارع عادي فجأة لقيت واحد ضر بني برصاصة على دراعي لما بصيتله حسيت انه اتفاجأ وبعدها هربأعتقد انه كان قاصد حد تاني وضر بني أنا بالغلط !
كانت علياء قد حضرت بعلبة الإسعافات الأولية عند نهاية كلامه فصاحت ليلى مخاطبة كريمة 
_ انت قاعدة كده ليه اتحرك اعملي حاجة لجرحه !
إلتفت ياسر إلى كريمة فوجدها تنفي برأسها ويديها ترتعشان إستغرب ذلك وكادت ليلى تصرخ بها ثانية لولا رحمة التي تدخلت قائلة بهدوء 
_ ماما عايزة تقول انك لازم تروح لدكتور عشان يطلعلك الړصاصة .
تجاهل ياسر كلامها وكذلك وجودها ثم وقف قائلا قبل أن يتجه للخروج من القصر 
_ أنا هتصرف لوحدي محدش ليه دعوة بيا
!
إبتعد عن أنظارهم وكاد يعبر الباب الرئيسي للخروج لولا صوت سيف الذي أوقفه وهو يهتف بقلق 
_ استنى يا عمو !
إستدار إليه ياسر وطالعه بإستغراب بينما واصل سيف ببراءته التي ټخطف القلوب 
_ انت هتروح المستشفى وهتبقى كويس صح 
إبتسم له ياسر رغما عنه ورغم أنه لا يعرف هوية ذلك الصغير إلا أنه أجابه بهدوء 
_ ايوه متقلقش استنى انت هنا لحد ما ارجع وهتشوف ومنه نتعرف على بعض ايه رايك 
إبتسم سيف بحماس وردد 
_ موافق وعلى فكرة أنا إسمي سيف !
إرتشفت من كوب العصير الذي كان بين يديها وهي تجلس أمام أمجد في أحد المقاهي وتنظر إلى النيل المطل عليه بشرود أفاقها منه أمجدحين قال بمرح 
_ هو انت كل ما تبقي معايا بتسرحي ويا ترى سرحانة في ايه المرة دي 
إبتسمت له بخفة ثم أجابت بضحكة 
_ عادي كنت سرحانة في حياتي الي اتغيرت بين يوم وليلة لما عرفت ان بابا عايش لا وكمان عنده عيلة كبيرة فيها تسعة اولاد وأنا البنتالوحيدة بينهم !
تطلع إليها أمجد بحنان وتساءل 
_ ومبسوطة 
_ مبسوطة اوي أنا عرفت معاكم يعني ايه عيلة بجد !
قالت ذلك ثم تنهدت قبل أن تردف وهي تنظر إلى كوبها 
_ بس اتمنيت لو ماما تبقى معانا !
أخفض أمجد بصره بحزن ولم يعلم بما عليه أن يجيب لكنه حاول تغيير الموضوع قائلا بعد ثوان من الصمت 
_ على فكرة أنا قررت اسمع كلامك واخطب ملاك .
رفعت بدور نظرها إليه سريعا وتساءلت بفرحة 
_ ده بجدد !
أومأ أمجد مؤكدا فصاحت بدور بحماس 
_ يبقى هنعمل فرحنا مع بعض صح 
رفع أمجد حاجبيه متمتما بتعجب 
_ ليه هو انت وافقت على رسلان 
أومأت برأسها بخجل فإبتسم أمجد بإتساع ثم تساءل بنبرة ماكرة 
_ ويا ترى وافقت ليه مش كنت شايفاه زي أخوك 
أخفضت رأسها بخجل وهي ترفع كتفيها مجيبة بصوت منخفض 
_ عادي يعني أنا مش عايزة اسيب العيلة لو اتجوزت حد تاني ..
قهقه أمجد بصوت عال جذب إنتباه من بالمقهى فحاول إخفاض صوته حين قال 
ماء !
ضحكت بدور بخفة متمتمة 
_ بصراحة أنا أصلا تخيلتكم كده ساعتها !
قالت كلماتها تلك ثم عادت تنظر إلى النيل قبل أن تتابع كلامها هامسة ببسمة صغيرة 
_ بس بصراحة حبيت المغامرة وقدرت أعرف تقريبا كل أسرار العيلة الي كانت بالنسبالي غامضة ..
تمتم أمجد بضحكة صغيرة 
_ أسرار 
أومأت بدور بتأكيد ثم أردفت بفخر 
_ وأنا عرفتهم كلهم !
وقبل أن تسمح لأمجد بالحديث كانت هي تستطرد سريعا 
_ لا استنى ! في حاجة واحدة لسه معرفتهاش !
_ هي ايه 
نظرت إلى عينيه وتساءلت بحيرة 
_ مرات عمي أحمد .. اڼتحر ت ليه 
طالعها أمجد لثوان ثم ضحك قائلا 
_ منصحكيش تعرفي لانك لو عرفت ممكن ترجعي تخافي مننا تاني !
إستفسرت بدور بفضول 
_ ليه 
نفى أمجد برأسه متمتما 
_ أنا مش هقولك اسألي حد تاني لو عايزة !
كانت تجلس لوحدها بغرفة الجلوس بعد أن صعدت دينا إلى غرفتها لتحضر هاتفها عندما وجدت رجلا عجوزا يدخل البيت فجأة فنظرت إليهبإستغراب وتساءلت فور وقوع نظره عليها 
_ انت مين 
طالعها رشاد _ جدها _ باستغراب وقال 
_ انت مين ايه يا هناء هو انت بقيت بتعرفي تهزري 
توقعت هناء أنه أحد أقاربها لمعرفته إسمها فأجابت وهي تنفي برأسها 
_ أنا مش بهزر أنا بجد مش فاكراك لاني فقدت الذاكرة .
طالعها رشاد پصدمة سرعان ما تحولت إلى الملل هاتفا 
_ في ايه يا بنتي هو انا اسيبك يومين ارجع الاقيك اتعلمت الهزار البايخ 
نزلت دينا في ذلك الوقت وإستمعت إلى جملته الأخيرة فقالت بتوتر 
_ ااء جدو ! هناء فقدت الذاكرة فعلا !
إلتفت رشاد إلى دينا مطالعا إياها پصدمة في نفس الوقت الذي ظهر فيه عامر من خلفها متقدما من والده وتحدث بهدوء 
_ تعال فوق يا بابا وأنا هشرحلك ..
حول رشاد أنظاره إلى عامر والذي سحبه من ذراعه ليصعد إلى غرفته في الأعلى وفور وصولهم صاح رشاد بقلق 
_ احكيلي يا عامر حصل ايه في غيابي 
أجبره عامر على الجلوس على سريره ثم تنهد قبل أن يبدأ الحديث 
_ هناء استغفلتني وقررت انها تكمل انتقا مها من وائل وراحت لحد فيلته .. مش عارف كانت ناوية على ايه بس الي عرفته بعدين انه قدرياخد منها .. عذريتها 
قال الأخيرة بصعوبة غير غافل عن أعين والده المتسعة من الصدمة لكنه إسترسل كلامه قائلا 
_ بس في ست طيبة شافتهم وهما داخلين للفيلا وحاولت تلحقها وأخدتها
تم نسخ الرابط