خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

اختفت بسمتها تعلم انه غاضب منها ورغم ذلك تكابر وتعاند وتوجه الدفة لها قائلة
انا مش بكلمك على فكرة ولسة زعلانة
اعتلى جانب فمه ببسمة ساخرة وهو يتناول منشفته وملابسه البيتية بغرض التوجه للمرحاض كي يزيح

عنه إرهاق يوم مليء بالضغوط وقال غير مباليا
براحتك و اعملي اللي يريحك مبقتش تفرق
اتسعت عيناها وتسألت متسرعة
يعني ايه مبقتش تفرق اللي يسمعك يقول إني بتلكك انت اللي احرجتني قدام حتة بنت ملهاش لازمة وكمان قعدت تمجد فيها قدامي ولا عملت اعتبار ليا
ابتسم هازئا ورد منفعل
انت اللي عمرك ما احترمتي مشاعر حد ومعتقدة ان مطلوب من الكل يحترم جنابك
تأففت هي بغيظ وردت بعنجهية
انت مكبر الموضوع ليه دي حتة طباخة فاشلة وڠصب عنها لازم تحترمني
هز رأسه بلا فائدة وهو يمرر يده على وجهه ثم قال بسأم
مفيش فايدة عمرك ما هتتغيري
قالها وهو يتوجه لباب المرحاض وإن كاد غلقه دبت هي بقدمها الأرض وقالت بتمرد كعادتها
اه مش هتغير يا يامن علشان انا صح انا رايحة اوضتي تصبح على خير
اشرأب برأسه واخبرها بتهكم تقصده كي يثير اعصابها كما تفعل معه
وماله اعملي اللي يريحك بس متنسيش لما خالك يطمن عليك بليل تقوليله جوزي المفتري طردني من الأوضة وياريت تخليه ياخدك في ايده وهو ماشي
ذلك آخر ما تفوه به قبل أن يغلق باب المرحاض تاركها فاغرة الفاه تحاول أن تستوعب ما استشفته من حديثه وإن فعلت توترت كثيرا ولعنت ذاتها فكيف لم تفكر في ذلك الأحتمال من قبل
كانت تشعر بشعور غريب من الألفة خلال لقاء ابنة عمها وكم كانت منبهرة بها عندما أخبرتها عن انجازاتها في العمل مع زوجها و دعمه لها لتحقيق طموحها وجعلها أن تكاتفه بكل أعماله في مجال ترويج العقارات وكم كانت هي كفأ في ذلك فهي شخصية مفعمة بالطاقة والطموح وتملك طرق مميزة للأقناع فمازالت كما هي لم تتغير كما عاهدتها وعند تلك الفكرة وجدت ذاتها تتذكر نفسها القديمة وكم غيرتها تلك السنوات تنهدت بعمق وهي تنظر له نائم بجانبها لتبتسم بسمة باهتة معاتبة لأبعد حد فبرغم كل ما يصدر منه تجاهها إلا انها خجلت أن تستفيض مثل ابنة عمها وتخبرها بمستجداتها حفاظا على شكله الأجتماعي أمامها نفضت أفكارها بعيدا وهي مازالت تتأمله و همست بتضرع قبل أن تغلق عيناها كي تتحايل على النوم
ربنا يهديك ويصلح حالك ويخليك ليا ولولادك يا حسن
تمكنت المياه الدافئة ان تزيح غضبه وتهدأ اعصابه لحد كبير وعندما انتهى راهن ذاته عليها وهاهي منكمشة داخل فراشه كما توقع تماما دون أن يكلف ذاته المجادلة معها وكم يروقه ذلك الشعور عندما يتعمد ان يرهبها كي تلجأ له بكامل ارادتها حانت منه بسمة ماكرة اخفاها سريعا وهو يلحظ توترها وانفاسها المضطربة حين اقترب من الفراش وتسطح بجوارها لتنتفض هي تصيح بريبة شديدة
هو انت هتنام جمبى
تصنع عدم الفهم وقال بثبات
نعم يعني ايه
أضاءت نور الأباجور القريب وقالت وهي تعتدل بجلستها
انا مش هعرف نام على الكنبة وسيب السرير
نفى برأسه قائلا بعناد كي يغيظها
مش هسيب سريري واحمدي ربنا إني هرضى انيمك جنبي
رفعت حاجبيها واعترضت وهي تنهض من الفراش تقف أمامه وتضع يدها بخصرها
انت تطول تنام جنبي اصلا
كانت نظراته تتجول عليها ويعتلي ثغره بسمة ماكرة وهو يلاحظ أنها ترتدي قميص بجامته القطنية التي تصل لبداية ركبتها مما جعله يقول متهكما
وكمان لابسة البجامة بتاعتي لأ ده انت داخلة على طمع بقى
توترت تحت نظراته وبررت باندفاع
خۏفت اخرج من الأوضة ألاقيه برة واضطريت استلف هدوم من عندك
طب اللي يستلف ده مش يكمل الشياكة ولا البنطلون ملهوش نصيب و مش قد المقام زي صاحبه
أصله كبير عليا اوي وكنت هتكعبل بيه
طب يلا تعال نامي علشان هنصحى الصبح بدري نودع خالك
قالها ببحة صوته المميزة ولكن بنبرة لينة جعلتها تشعر من جديد بتلك النبضة العاصية تطرق بين أضلعها لكنها عاندت ذاتها ونفت برأسها قائلة بتمرد كعادتها
مش هنام نام انت وملكش دعوة بيا
لتسير نحو الشرفة وتفتحها على مصراعيها وتقف تواليه ظهرها تستقبل نسمات الهواء العليل بزفرة قوية حانقة وهي تجاهد ذلك الشعور المريب الذي بدأ يتسربل لها شيء فشيء.

التي تطوقها
مش بكابر انا مش غلطانة ... ولوسمحت سبني براحتي لما احب انام هبقى انام على الكنبة
همست بأسمه بأنفاس مضطربة
يامن احنا بينا اتفاق وانت وعدتني انك عمرك ما هتخل بيه
عارف وانا لسة عند وعدي بس انت مراتي ومن حقي على الأقل احس بوجودك جنبي نفسي اتنفس معاك نفس الهوا 
عارفة لما ببعد عنك شوية بعد الدقايق واتمنى محسبش الوقت ده من عمري انا مش بحس براحة غير وأنت جنبي قلبي بيبقى عايز يطمن بيك 
بلاش تحرميني من قربك تعالي نضحك على الزمن و نوقفه ونسرق منه شوية وقت بعيد عن كل حاجة ليبتلع غصة ملتهبة بحلقه ويضيف راجيا اياها بأخر شيء يخشى حدوثه
سبيلي ذكريات علشان لو سبتيني أعيش عليها
لم تخفق هكذا ايها القلب رجاء تمهل قليلا فلن تستطيع ان تجعلني أحيد عن غايتي حتى وإن كان صوت دقاتك تقرع كطبول حرب الآن فأنا لن أتهاون و سأظل صامدة امامه مهما حاول استمالتيلا لن أضعف فهو يحاول خداعي.
ذلك ما كانت تفكر به ولكن ما صدر منها كان مختلف بتاتا وهي ذاتها لم تجد مبرر له فقد ألتفت لتواجهه وتسألت بتشتت لا تعلم مصدره
الصبح في المطعم قولت لو مبقناش مع بعض ودلوقتي بتقولي لما تسبيني
هو انت ليه متأكد إني هسيبك
تنهد تنهيدة حاړقة نابعة من صميم قلبه وصرح لها قائلا 
علشان عارف ان دي رغبتك وصدقيني عمري ما هتردد ولا هفرض نفسي عليك ويمكن عارف انك هتتخطيني ومش هفرق معاك بس خليك متأكدة أني عمر ما مشاعري نحيتك هتتغير هتفضلي أنت البنت العنيدة أم ضفاير طويلة اللي كبرت قصاد عيني وتمنيت تبقى ليا و أكتفي بيها عن الدنيا كلها
غامت عيناها لوهلة و لا تعلم لم شعرت بصدق حديثه و وجدت ذاتها لأول مرة تقبل على شيء دون تفكير ودون أي غرض خبيث منها فقد وضعت يدها على يده تتشبث به بقوة تعاند ذلك التمرد الذي يود أن يسيطر عليها وكم مقتت ذلك التناقض بذاتها ولكنها بررت أنها تفعل كما قال هو يسترقون من الزمن بضع الذكريات التي سيحيا عليها حين تنتصر عليه وتحقق غايتها غافلة انها هي من ستفعل حينها.
يامن نزلني متفقناش على كده
ششششش اهدي وياريت تلغي عقلك ده شوية ومتفكريش كتير علشان مفيش مفر هتنامي في 
نفت برأسها ولكن لم يمهلها فرصة للاعتراض ليضعها على الفراش بحرص شديد ثم يتمدد بجوارها في غضون دقائق تتخلى عن تلك الحړب الضارية برأسها والتوتر الذي كان يتملك منها ويحل موضعه سکينة ودفء جعلها تسقط في سبات عميق وكأنها لم تحظى بهم من قبل بينما هو ظل يتمعن بها ويحثه ان يستمتع بتلك اللحظات الفريدة التي هو على يقين تام أنها لن تتكرر مرة آخرى
اهتزاز هاتفه الذي يعتلي الكومود اجفله وجعله يتنبأ أن مكالمة واردة ليلتقط الهاتف بنعاس شديد وما ان علم بهوية المتصل تردد كثيرا فبعد معرفته بحمل زوجته وحديث ثريا تسربل له شيء من الرهبة وكان يفكر جديا في التراجع وحتى انه تجاهل كل اتصالتها ولكن كيف وهي لن تكف عن ملاحقته ومحاولاتها الشتى طوال اليوم ان تهاتفه حسم أمره و نهض بخطوات حثيثة من الفراش بعدما تأكد انها نائمة ثم تناول هاتفه و تحرك خارج الغرفة يغلق بابها بحرص ثم توجه نحو المرحاض وقام بإعادة الإتصال قائلا بصوت خفيض منفعل
أنت اټجننتي يامنارازاي تتصلي بيا في وقت زي ده
أتاه ردها المغتاظ من الطرف الآخر
انت بتتهرب مني مش كده ايه رجعت في كلامك ولا ايه
تحمحم وإن كاد يراوغها قاطعته هي متهكمة
ولا تكون خاېف من مراتك يا بشمهندس
مرر يده بخصلاته الفحمية واجابها بنفاذ صبر وبنبرة منفعلة جعلتها تتراجع عن حدتها
انت عارفة إني مش بخاف من حد بس مش عايز ۏجع دماغ
يبقى بلاش تعمل كده انا كنت هتجن لما مردتش عليا ومجتش الشغل وبصراحة لو مكنتش رديت كنت هجيلك البيت واللي يحصل يحصل
قالتها بطريقة مغلفة بالټهديد ألجمته وجعلت الحديث يتوقف في حلقه وخاصة عندما أضافت بنبرة واثقة للغاية 
انا مش هسمحلك تبعد عني يا سونة ومعنديش حاجة اخسرها بعدك
زمجر غاضبا وقد اعتلت نبرة صوته قائلا
انت بټهدديني يامنار
شهقت وقالت ببراءة مصتنعة وبنبرة مفعمة بالغنج تعرف تأثيرها عليه
ابدا يا حبيبي انا بس بعرفك إني بحبك ومقدرش اعيش من غيرك ونفسي ادلعك يا سونة واعرفك يعني ايه سعادة عارف نفسي في ايه دلوقتي
تنهد وسألها بترقب بعدما تمكنت من استمالته بطريقتها
في ايه
نفسي تبقى معايا دلوقتي علشان أثبتلك انا بحبك أد أيه ... انا محتجاك أوي ياسونة
انا كمان ھموت عليك ومبقتش قادر
اجابته هامسة ومازالت محتفظة بنبرتها المغوية
امتى ياسونة انا كمان مبقتش قادرة اعيش من غيرك
هانت يا قلب سونة انا هكلم مامتك علشان نستعجل كتب الكتاب
قلبي الحنين انت بحبك يا سونة
وانا
كمان بحبك ياقلب سونة
قالها بلطف شديد دون أي تفكير منطقي منه وكأن غريزته هي من تولت أمر كل شيء ليغلق الخط ويبتسم بسمة واسعة وهو يشعر بالسعادة لمجرد تخيل الأمر بعقله ليزفر أنفاسه دفعة واحدة و دون ذرة تفكير أكثر كان ينزع ملابسه البيتية ويقف تحت المياه الجارية لكي يهدئ مشاعره .
ولكن ماذا عن حړقة قلبها هي تلك التي كانت تقف واهنة بملامح شاحبة تحاكي المۏتى مستندة على باب المرحاض من الخارج وقد استرقت السمع لكل كلمة تفوه بها من الداخل فهل ياترى ماذا سيكون موقفها وماذا ستكون ردة فعلها هل ستبكي وتنتحب مثل كثير من النساء في موقف مشابه أم ستصمت وتقدم كبريائها كعادتها تحت قدمه بكل طواعية مهلا دعونا نتمهل بتوقعاتنا لأن جميعها ليست بمحلها
الحادي عشر
على قدر حب المرأة يكون انتقامها وعلى قدر غباء المرأة يكون سقوطها.
شكسبير 
اخبرني ما هي خطيئتي التي تعاقبني عليها بما قصرت وكيف تمكنت بكل قسۏة ان تختزل سنوات عمري وآمالي التي تخليت عنها من أجلك ماذا ينقصني كي لا استحق إخلاصك لي أخبرني بربك لم وأرح انين قلبي المدمي 
ذلك ما كان ېصرخ به عقلها وهي تقف تستند بثقل جسدها على باب المرحاض من الخارج وكأن ساقيها أصبحوا كالهلام ولم يعدوا يستطيعون حملها فكانت عيناها جاحظة ملامحها شاحبة وأنفاسها كانت متلاحقة لا تستطيع التحكم بوتيرتها وحتى جسدها يرتجف وأسنانها تصطك ببعضها وكأنها تعاني إحدى نوبات الفزع
ورغم انها كانت قاب قوسين أو أدنى من أن يغشي عليها إلا أنها تماسكت وكتمت صوت
تم نسخ الرابط