خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
المحتويات
وما خفي كان أعظم لأ وكمان بتستغفلني وكانت هتأذيك بالحبوب اللي بتخدرك بيها ... والله أعلم للمرة الكام اللي عملت فيها كده وبعد كل ده بتقوليلي افتريت عليها لأ انا مفترتش ولو ابوها نفسه مكاني كان هيعمل أكتر من كده
ليكوب رأسه بين كفيه ويقول بنبرة ممزقة مثقلة بالكثير من الألم
انا من ساعة ما ابوها وصاني عليها وانا حاسس إني شايل هم الدنيا كله فوق كتافي وانا تعبت ومش عايز حاجة غير إني ارتاح.
ليزفر مرة أخرى من صحة يقينه نحوها ويتوجه بها للمرحاض وهو يشعر أن قلبه يكاد ېحترق معها.
هتبقي كويسة...
ظلت تهز رأسها بضعف تجهش پبكاء واهن إن دل على شيء دل على هشاشتها التي تتوارى دائما خلف رداء التمرد والقوة التي تدعيها كوب وجنتها بكف يده وتمتم بنبرة مهزوزة بعض الشيء تأثرا بهوانها وهو
بلاش بكى ...هتبقي كويسة
نظرت له نظرة ضعيفة منكسرة
لأبعد حد يقسم انها المرة الأولى التي يراها بعينها فقد ألمت قلبه وجعلته يشعر ب أعاصير ټضرب دواخله من وطأتها فهو يعلم انه قسى عليها ولكن لن يغشم حاله هي تستحق وهو ليس نادم على ردة فعله بل مازال غاضب حد الچحيم من فعلتها ولكن سيجبر ذاته أن يضع كل هذا جانبا الآن إلى أن تتحسن حالتها دام تواصلهم البصري عدة ثوان قبل أن تغلق عيناها لم يتحرك هو بل ظل مستكين على وضعيته الغير مريحة بالمرة من أجلها و لمدة عدة دقائق وحين
لازم تغيري هدومك
أومأت له بضعف وبعيون مسبلة بأرهاق جعلته يلعن وهو يتمنى لو يتبرأ من ذلك العاصي بين ويخبره أن يرأف بها ليزفر أنفاسه على دفعات متتالية كي يستعيد رباط جأشه فعلتها وبين قلقه وخوفه عليها وهي بتلك الحالة ليجد ذاته يزفر حانقا مرة آخرى وكأن تضيق به أنفاسه ثم نظر لأعلى وكأنه يناجي ربه أن يرأف بنكبة قلبه ويعينه عليها.
لم أحبك يوما لأن أيامي تجري بشكل جيد أو لأن في حياتي فراغا بشكل أو بآخر. أحببتك بأكثر أيامي إحباطا أحببتك بمنتصف يأسي وفي إزدحام يومي ومن بين جميع أفكار عقلي..كنت أنت دائما حيلتي الوحيدة التي أتمسك بها لأنجو من هلاك أفكاري.
ودعته بنظرات تفيض بمكنون قلبها لعله يشعر بها ويشاركها إياها ولكنه كان ثابت بشكل حقا احبطها وجعلها تظن كونه متلبد المشاعر غافلة أنه يجاهد ذاته من أجلها
كل ده تأخير يا بنتي
أنتبهت لحديثه ونظرت لموقع جلسته على ذلك المقعد الوثير بزوايا الردهة وردت بنبرة آسفة وهي تسير نحوه
اسفة يا بابي الوقت عدى بسرعة ومحستش بيه
تنهد فاضل وقال بحنو
نفت برأسها بمشاكسة وجلست على أحد المقاعد بجواره قائلة
لأ أنا مش هكبر ابدا
قهقه فاضل وشاكسها
ازاي بقى ده انت بقيتي عروسة وبعدين افرضي اتجوزتي جوزك يقول ايه جوزناه عيله
رفعت ميرال منكبيها وأخبرته بنفس النبرة المشاكسة التي جعلت أبيها يشعر بالسعادة كونها استعادت بسمتها ومشاكستها من جديد
طب لعلمك بقى يا سي بابي أنا مش هتجوز غير راجل بجد يعرف يحتويني بكل حالاتي ويشاركني فيها كمان أصل انا مش عايزة راجل ينتقدني ويقلل من أي حاجة بعملها بالعكس عيزاه يبقى فخور بيا و بأتفه انجازاتي
لتتنهد تنهيدة حالمة وهي تتذكر ذلك المتلبد صاحب البندقيتان وتضيف
والاهم من كل ده يكون بيحبني
ربنا يصلح حالك يا بنتي و يكرمك بالزوج الصالح... عارفة يا ميرال أنا نفسي اشوفك مبسوطة وعندي أستعداد اعمل علشانك أي حاجة في الدنيا بس أشوف ضحكتك دي على طول
اتسعت بسمتها وقالت
ربنا يخليك ليا يا بابي وميحرمنيش منك
ده ايه الحب ده كله
قالتها دعاء متهكمة وهي تنضم لهم لتخبو بسمة ميرال وتقول ا
تصبح على خير يا بابي
احتدت نبرة دعاء وقالت متهكمة من تجاهلها لها في الآونة الأخيرة
إذا جاءت الملائكة فرت الشياطين ولا ايه يا ميرال...
حانت من ميرال بسمة ساخرة وأخبرتها وهي تتخطاها كي تصعد لغرفتها
لو تقصدي نفسك بالشياطين فعندك حق ...تصبحي على خير
نظرت دعاء لآثارها بغيظ وقالت بحدة لزوجها
عجبك كده ... خليك مدلعها ومقويها
هز فاضل رأسه بعدم رضا وأخبرها بدفاع قوي نابع من عاطفته الأبوية
دي بنتي الوحيدة اللي طلعت بيها من الدنيا يا دعاء ومعنديش أغلى منها علشان ادلعه
يوووه بقى... ما أنا كان نفسي اجبلك بيبي و اتحايلت عليك ألف مرة نروح للدكتور سوا نعرف المشكلة فين وانت اللي مش راضي
أغمض فاضل عينه بإنفعال من إصرارها المقيت التي لا تكف عنه وقال بحدة قبل أن ينسحب هو أيضا ويصعد لغرفته
احنا اتكلمنا كتير في الموضوع واخدنا في قرار نهائي واظن ان ده كان واحد من شروطي قبل الجواز وانت وافقتي عليه ياريت بقى تقفلي السيرة دي ومتتكلميش فيها تاني
دبت الأرض بقدميها وزفرت بقوة وهي تنظر لظهره وهو يبتعد عنها فرغم أنها تملك سلطة عليه و تتمكن بسهولة من إقناعه بأي شيء إلا أن ذلك الأمر فشلت به فشل ذريع فكلما تطرقت لهذا الأمر يرفض رفض قاطع دون سبب مقنع بالنسبة لها و رغم عطائه السخي معها إلا أن هيأ لها شيطانها أن تطمع في المزيد لتهمس بعيون تلمع بوميض الخبث
مش هيأس يا فاضل ومش هخلي بنتك تكوش على كل ده لوحدها
أما عن صاحب القلب الثائر التي أنهكته تلك المتمردة فقد كان يسير بها إلى تلك الاريكة القريبة كي يضعها عليها بشكل مؤقت لحين استبدال ملابسها تحسبا لعدم بل الفراش وقبل أن يضعها قال بأهتمام
هنادي ماما تساعدك
نفت برأسها التي بوهن وبعيون مغلقة وهي تتشبث به أكثر دليل على رفضها مما جعله
يتنهد بعمق ويقول وهو يجلسها برفق
أنا مش هعرف اتصرف
نفت هي مرة أخرى وكادت تجهش بالبكاء وتزوم بطريقة جعلته يشعر بالضيق من تيبس رأسها فما كان منه غير أن ينسل من بين يدها ويذهب كي يحضر ملابس جافة لها وقبل أن يباشر بالأمر أغلق إضاءة الغرفة كي لا يشعرها بالحرج فيما بعد ولكن كان الأمر ليس بيسير عليه مطلقا فنعم العتمة كانت تخيم على الغرفة وتحجب رؤيته ولكن ماذا عن شعوره
هغير هدومي علشان اتبلت وارجعلك
افلتت يده وهزت رأسها بحركة ضعيفة واغلقت عيناها وغفت من شدة وهنها بينما هو تنهد تنهيدة مثقلة بالكثير وغادر إلى غرفته كي يبدل ثيابه وحين عاد لغرفتها من جديد و جد والدته تجلس بجوارها وهي تتمتم بالدعاء لها بصدق نابع من صميم قلبها تحمحم هو وأخبرها بهدوء
وهو يرمق تلك التي تسقط في سبات عميق
بقت أحسن
أومأت ثريا وأخبرته بصوت خفيض كي لا تقلقها
السخونية نزلت شوية الحمد لله بس كان نفسي أأكلها حاجة تسند قلبها وهي يا حبة قلبي غرقانة في النوم ومش هاين عليا اقلق منامها واصحيها
هز رأسه بتفهم وقال
إن شاء هتبقى احسن لما تصحى ويقول بنبرة رغم ثباتها إلا ان ثريا تيقنت ما يغوص بها من قلق يحاول أن يخفيه
تقدري تروحي ترتاحي يا ماما انا هقعد جنبها
كانت تعلم أن ابنها يجاهد ذاته من أجل تلك الغافية ولذلك لم تعترض بل وافقت قائلة
ماشي يا حبيبي ولو احتجت حاجة نادي عليا
ابتسم بسمة عابرة وأومأ لها لتتركه والدته و يجلس هو على المقعد بجانب فراشها ينظر لها أثناء نومها بنظرات عميقة وبتنهيدات حاړقة يستغرب تلك البراءة التي تشع من ملامحها الآن وتنافي أفعالها فمن يراها بتلك الهيئة الملائكية ينخدع بها مثله تماما.
وأثناء شروده ومداهمة أفكاره تململت هي بوهن وسعلت عدة مرات قائلة بضعف
عطشانة
هب واقفا وملأ كوب من الدورق الذي يعتلي الكومود وناولها إياه
خليك جنبي
تجمدت نظراته من طلبها ورد بنبرة هادئة نسبيا خالية من أي لين وهو يظن أنها حيلة آخرى من حيلها الملتوية للتأثير عليه غافل كون أحتياجها صادق غير مصتنع
ارتاحي يا نادين أنت تعبانة ومش في وعيك
لم تستوعب حديثه وكانها بعالم آخر ولم تعي لشيء سوى قربه فقد رفعت نظراتها المسبلة الواهنة التي بالكاد تفتح وأخذت تنظر له بطريقة جعلته يلعن تحت انفاسه المضطربة فهو يعلم أنها ستلقي بثباته عرض الحائط وخاصة أن ذلك الخائڼ بين أضلعه مازال يتأثر بها و يطعن به من أجلها فحقا كان الوضع مربك وخاصة عندما صدر منها تلك الهمهمات الخاڤتة التي تتوسله بها و وخزت قلبه فنعم يعشقها بل مهوس بها رغم بشاعة افعالها ولكن عزة نفسه وكبريائه كرجل أقوى من رغبته ومن ارادة ذلك اللعېن الذي يود أن يتبرأ منه لذلك دفعها عنه برفق وقال بنبرة ثابتة جاهد كي يتقنها
مش عايز...
كانت هي رغم وهنها وكونها ليست بكامل وعيها إلا أنها أصرت عليه وترجته بضعف من جديد وكأنها كغريق يتعلق ب طوق نجاة
خليك علشان خاطري
تعلقت بنيتاه الثائرة بعيناها وهو يقسم انه لن ينخدع مرة أخرى وحاول بكل ما اوتي من قوة ان لا يضعف ويظل يقاوم تأثيرها عليه ولكن تفاقم الأمر وزاده ارتباك حين همست بأسمه بتلك الطريقة التي تعبث بثباته بعدما مدت يدها
يامن ....خليك
تثاقلت أنفاسه وطلب منها بإضطراب وهو يحل يدها قبل أن يفقد سيطرته
نادين...انت مش في وعيك
لم تستوعب حديثه وكأنها بعالم آخر بين الوعي ولا وعي فقد مالت أكثر
متسبنيش انا محتجاك
بتعملي فيا كده ليه حرام عليك
لم يصدر منها شيء مما جعله يتفهم ما أصابها
صباح يوم جديد داخل الحرم الجامعي
كانت تخطو بخطى واسعة نحو كافتيريا الجامعة كي تجلب أي شيء يساعدها على التركيز في بادئ ذلك اليوم العصيب المليء بالمحاضرات ولكن اوقفها صوته
أنسة نغم
توقفت ترمقه بنفور ظهر بين على ملامحها وهدرت بجدية شديدة
أفندم
تحمحم طارق بحرج من جديتها الزائدة وسألها
كنت هسألك على نادو أصل من فترة حصل مشكلة وكلنا قلقانين عليها
جعدت ما بين حاجبيها وهي تضم كتبها واستفسرت بقلق
مشكلة ايه
طب ممكن نقعد واحكيلك اللي حصل
أسفة مش بقعد مع حد اتكلم وخلصني
أخبرها طارق بما حدث ولكن بالطبع أخفى الجزء الذي يخصه فمنذ ما حدث وهو يكاد يجن و يحاول التواصل مع نادين بشتى الطرق لكن بلا جدوى حتى انه توصل به الحال إن يمكث أمام منزلها لعله يلمحها فقط
متابعة القراءة