خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
المحتويات
أن تفقده لذلك تتعمد أن تلمح له وتنتظر ليبادر هو
ولكن يا ترى إلى متى سيدوم انتظارها
تنهدت تنهيدة مسهدة بضجيج مشاعرها ثم قالت والإحباط يحتل معالم وجهها
تصبح على خير يا حمود
لم تنتظر أن يجيبها وتدلت من السيارة لتجد
زوجة ابيها تتربص بهم و تقف تربع كتفيها وتنظر لهم نظرات حادة مشټعلة أثناء اقترابها من موضع السيارة متسائلة بخبث
قلبت ميرال عيناها واخبرتها بسام فأخر شيء ينقصها هي
ملكيش دعوة بيا لو سمحتي واظن بابي بنفسه قالك قبل كده متدخليش في اللي يخصني
قبضت دعاء على ذراعيها قائلة بحدة ما أن حاولت ميرال تخطيها
تعالي هنا عيب لما تسيبني وتمشي وانا بكلمك
قولتلك ملكيش دعوة بيا
كان يشاهد ما يحدث من جلسته خلف المقود ولكنه لم يشأ أن يتدخل فتلك الصفراء لا يروقه طريقة حديثها بتاتا ويغشى أن يزلف لسانه معها
ولكن لسوء حظه أنها بادرت بفتح باب السيارة وقالت بنبرة آمرة استفزته
انزل وقولي الهانم دي كانت فين
انا سواق مش دادة حضرتك وكل اللي بعمله إني استناها في المكان اللي بتقولي عليه لكن معرفش بتروح فين
اعتلى حاجب دعاء بغيظ وحذرته
اسمع أنا مش مرتحالك واظن أمرتك قبل
كده توصلي كل تحركاتها بس أنت طنشت وانا صابرة عليك بس علشان اختك لكن قسم بالله لو ما تكلمت وقولتلي الهانم دي بتعمل ايه من ورانا لكون طرداك وقاطعة عيشك
جز على نواجذه بقوة كي يتحكم بلجام نفسه ولكن كان الأمر ليس بيسير عليه فقد وجد كبرياءه ېصرخ قائلا دون أي تفكير بعقابات شيء
قولتلك قبل كده الأرزاق على الله يا هانم وبعدين انت مش ولية أمرها ولو في حاجة أنا بنفسي هبلغ فاضل بيه ابوها
بس أنا مرات باباها ومن حقي...
لأ مش من حقك ...انت مش أمها بلاش تعيشي دور مش بتاعك يا هانم...
قاطعها هو بحمئهة ودفاع مستميت جعلها تهدر بتعالي وهي تستشيط غيظا منه
انت واحد وقح وانا غلطانة إني عطفت على أمثالك أتفضل أنت مطرود واستغنينا عن خدماتك وياريت متورناش وشك تاني...
استغفر ربه بسره ثم قال وعينه يشتعل بها الڠضب
شملته بنظرة متدنية وقالت باشمئزاز وهي تؤشر بسبابتها صعودا وهبوطا على هيئته
انا اللي غلطانة إني عملت قيمة لأمثالك
جز على نواجذه بقوة فلأول مرة يتعرض لموقف مشابه فقد تم اهانته والتقليل منه بشدة حتى أنها أشعرته بمدى ضئالته لذلك رد بحمئة شديدة وبدماء حامية
امثالي يا هانم اللي مش عجبينك كنت انت واحدة منهم ياريت متنسيش اصلك وإذا كان على الشغل يغور مبقاش يلزمني اصلا
ليخرج مفتاح السيارة ويفتح التابلوه الخاص بها يخرج رخصتها ثم بكل كبرياء وعزة نفس ناولها إياهم قائلا بنبرة قوية اجفلتها
شكرا لعطف سعادتك الله الغني يا هانم...
ذلك آخر ما تفوه به قبل أن يغادر ويقرر أن لا عودة من جديد بعد إهانته فحديث تلك الصفراء له كان بمثابة صڤعة قوية ليعرف حجم ذاته.
ورغم صرخات قلبه بعدم ترك من ملكته إلا أنه أخذ يقنع ذاته أن ما حدث كان صائبا ولابد أن يبتعد فتلك الفوارق الطبقية بينهم اسوارها عالية يصعب عليه تخطيها لذلك لايجب أن يغشم حاله اكثر ويغرق بها دون أمل.
استيقظ في صباح اليوم التالي بمزاج عكر للغاية فأخذ حمام دافئ يساعد عضلاته المتشنجة وأعصابه المشدودة على الاسترخاء وحين انتهى لف خصره بأحد المناشف العريضة
ثم خرج لينتقي ملابس له كي يذهب ل رهف كي يبرر فعلته ولكن عندما فتح الخزانة لم يجد شيء بها مما أثار حنقه للغاية وجعله يصيح بأسمها ولكن لم يأتيه رد لذلك خطى نحو غرفة نومهم وما أن فتح بابها وجدها تسقط في سبات عميق ولم تلق بال لشيء وكزها بغيظ قائلا
منار فين هدومي
تأففت هي اثناء نومها وسحبت الوسادة تضعها على وجهها قائلة والنعاس يسيطر عليها
افففف بقى عايزة انام بتصحيني ليه
احتدت نبرته وقال پحده وهو ينزع الوسادة عنها
قومي وكفاية دلع فين هدومي
تأففت من جديد ولوحت بيدها بلامبالاه واخبرته
يوووه لسة في الشنط
بيعملوا ايه في الشنط لسه مش المفروض يترتبوا في الدولاب
نفخت هي أوداجها وقالت وهي تنفض الغطاء عنها كاشفة عن ذلك القميص النبيذي الذي يكشف أكثر مما يخفي .
ده مش شغلي انا يا سونة ده شغل الخدامة وأنت لغاية دلوقتي مجبتليش حد اعملك ايه يعني
لم يكن بمزاج يسمح له أن يلق بال لهيئتها بل استغرب حديثها وقال وهو يعقد حاجبيه
افندم ...أنت مراتي و ده شغلك وبعدين خدامة ليه انا متعودتش إن يكون حد غريب وسط بيتي ويقيد حريتي
تنهدت ثم قالت بعتاب وبنبرة متصنعة تدعي الحزن
انت مش بتحبني ومش بتفكر في راحتي...وبعدين مش كفاية مزعلني ومنكد عليا وانا لسه في شهر العسل
قالت آخر جملة وهي تخفي وجهها وتتصنع البكاء مما جعله يزفر حانقا و يجاورها مبررا
انا مش ناقص نكد واللي فيا مكفيني وبعدين انا جوزك مفهاش لو امتصيت ڠضبي واتحملتيني
رغم تبجحه حتى في تبريره ولكنها تداركت الأمر بدهاء بعدما ازاحت يدها عن وجهها وراحت تجلس على ساقيه هامسة بنبرة باكية
انا مش بحب العڼف اوعدني متكررش اللي حصل ده تاني و تزعلني منك انا بحبك يا سونة
خلاص حقك عليا
خلاص سامحتك... اصلك وحشتني اوي يا سونة
ابتلع ريقه بتوتر وامسك يدها بين قبضتيه قبل أن تضطره أن ينجرف معها وتحجج قائلا
انت كمان يا قلب سونة وحشتيني بس أنا لازم انزل علشان عندي مشوار مهم
خرجت من بين يديه واعتلى حاجبيها بتساؤل
مشوار ايه إن شاء الله
أجابها وهو يحاول أن يبدو ثابت في رده كي يقنعها
هروح اشوف الولاد واطمن عليهم ومش هتأخر
التوى ثغرها وزفرت قائلة
ماشي بس متتأخرش عليا علشان بتوحشني
أومأ لها ونهض من جانبها هادرا
طب انا هروح اشوف فين الشنط وانت حضري الفطار
نفت برأسها واخبرته بلا مبالاة
انا مش بحب افطر لو انت عايز اعملك ساندوتش أنا هكمل نوم
قالتها وهي تتمدد من جديد وتوليه ظهرها ليزفر هو حانقا ويتوجه
للغرفة كي يفض الحقائب ويرتدي ملابسة وما إن انتهى اتاه صوت جرس الباب وتلاها خبطات قوية عليه جعلته يهرول متوعدا
في ايه يا اللي بتخبط ما براحة...
ابتلع باقي صراخه بجوفه عندما فتح الباب و وجد اثنان من العساكر يرتدون الزي الرسمي ويقفون أمام باب منزله وقبل أن يسأل ماذا يريدون بادر واحد منهم قائلا بنبرة قوية اجفلته
أنت حسن طايل
جف حلقه واجابه بعيون زائغة
ايوة أنا في ايه ...
أجابه العكسري برسمية شديد وهو يباغته ويقبض على ذراعه ويسحبه للخارج
اتفضل معانا عندنا أوامر بظبطك وإحضارك للقسم فورا
العشرون
لا بأس بقليل من الحزن في مقابل أن تتخذ قرارا صحيحا تبني عليه حياتك أحيانا تكون القرارات القاسېة هي السبيل الوحيد لواقع أفضل و حقيقي الوقت يعالج كل شيء و يهدم كل شيء حتى الذكريات الجميلة و أنبل العواطف ټموت و يحل محلها نوع من الحكمة الباردة التي تجعل كل شيء يهدأ
أحمد خالد توفيق
كانت متحمسة للغاية لرؤيته حتى أنها لم تعطي أهتمام لتناول الفطور مع أبيها وزوجته رغم إلحاحه عليها بل كانت كل ما توده هو أن تراه وتنعم بصحبته تجهمت معالم وجهها عندما لم تجده بداخل السيارة ينتظرها فأخذت تبحث عنه بمحيط حديقة القصر لعله هنا أو هناك ولكن بلا جدوى لتقرر أن تسأل الحارس عنه قائلة
هو محمد مجاش النهاردة
هب الحارس من موضعه أمام البوابة وأجابها
لا ياهانم محمد أمبارح شد مع ست دعاءو مشى
تقلصت معالم وجهها وقبل أن يكمل حديثه كانت تهرول للداخل من جديد هادرة بنبرة هجومية لزوجة ابيها
انت اللي طردتيه مش كده ازاي تاخدي قرار زي ده من غير ما ترجعيلي
رمقتهادعاء ببسمة متشفية وكادت ترد لولآ تدخل فاضل بمحاولة بائسة منه أن يهدأ روعها
اهدي يا بنتي متعصبة ليه كده
كادت ميرال تجيبه لولآ أن دعاء
سبقتها قائلة بنبرة تحمل خبث مقيت بين جنباتها وهي تدعي عليه كي تجعل عودته مستحيلة للعمل مرة آخرى
السواق ده أنا اللي مشغلاه وأظن إني أنا برضو اللي مشيته مش فاهمة فين المشكلة وبعدين الولد ده وقح وقل أدبه عليا وكان لازم اطرده
دافعت ميرال باستماتة عنه
محمد مش قليل الأدب واكيد أنت اللي استفزتيه وبعدين هو من يوم ما جه هنا وهو شغال معايا وانا مرتاحة معاه ليه تمشيه
تكاثرت الشكوك برأسها من دفاعها عنه وحمئتها الغير مبررة بالمرة بالنسبة لها لتنظر لها نظرة مطولة كي تسبر أغوارها وتقول وهي تضيق عينيها
ومالك متعصبة كده ده حتة جربوع لا راح ولا جه وميستاهلش حمقتك دي كلها يا ميرال
استنكرت ميرال بإنفعال
محمد مش جربوع ومش من حقك تقللي منه أو من أي حد كلنا بشړ زي بعض
نفخت دعاء أوداجها وزجرت زوجها الذي كان يتابع بصمت مقيت حوارهم المحتد وكأنه كان ينتظر أشارتها كي ينوب الرد عنها بما اقنعته مسبقا
مفيهاش حاجة يا ميرال وبعدين دعاء عندها حق الولد غلط وكان لازم تطرده...
أنت بتصدقها يا بابي دي كدابة...
ميرال عيب كده واعملي اعتبار ليا وبعدين لو عايزة سواق خلاص عم مؤنس خلصت اجازته وهيرجع الشغل يبقى يوصلك ويجيبك
اعترضت هي
بس أنا كنت مرتاحة مع محمد يا بابي
تنهد فاضل وهو يطالع ساعة يده وينهض كي يغادر
ياريت متكبريش المواضيع وتديها أكبر من حجمها لو مش عايزة مؤنس خلاص اللي يريحك وانا معنديش مشكلة أنك ترجعي تسوقي تاني بنفسك عربيتك في الجراچ من يوم ما بتوع الصيانة رجعوها وهي مركونة ابقي خديها لو حابة...أنا اتأخرت على الشغل وعندي اجتماع مهم لازم امشي
لتختم دعاء الموقف بخبث لا مثيل له وهي تقترب تربت على ذراعيها بأهتمام زائف تدعي أنها تريد مصلحتها
اوعي تسمعي كلام ابوك وترجعي تسوقي بنفسك أنت سواقتك متهورة خالص وانا بخاف عليك اصبري يومين واجبلك سواق احسن منه
نفت ميرال برأسها واخبرتها بنبرة مستنفرة
ابعدي عني أنا مش عايزة حاجة منك...
غادرت هي بينما دعاء حانت منها بسمة شيطانية وهسهست بوعيد
يظهر أن في حاجات فايتاني يا ميرال ومعرفهاش عنك بس ملحوقة ومسيري أعرف وساعتها لو اللي في بالي كان صح يبقى يا ويلك مني انت والجربوع بتاعك.
كان يسير برفقة العساكر بمضض شديد يعترض على معاملتهم العڼيفة معه ويستغرب لم يشعرونه أنه قبض عليه بالجرم المشهود لتوه فكان يسستشيط غيظا ولم يكف عن سخطه وعجرفته طوال الطريق عندما
متابعة القراءة