خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
المحتويات
حينها أن يبوح بما يختلج بقلبه لها ولكنه منع ذاته فلن يصرح ويعطي ذلك الوعد الصريح منه إلا إذا كان جدير به وفي استطاعته مجابهته والتصدي لكافة عقباته بينما هي كانت تشعر بحالة من السلام النفسي غير عادية فلولا محادثة شهد لها بالأمس وحديثها عن مخاوفه وتلك القناعات الراسخة التي يتمسك بها لم تكن تعلم فيما يفكر ولم تكن تشعر بتلك المعاناة التي تدور برأسه فحقا هي لا تكترث كونه لم يبوح لها بمكنون قلبه فيكفيها أنها ترى ذلك في عيناه وفي كافة أفعاله فهي تعشقه ولا سبيل لها من دونه لذلك يتوجب عليها أن تحترم تلك القناعات الراسخة بداخله فقد شعرت بموافقته الضمنية لها كي تظل بجواره وذلك كافي لها بل أكثر من كافي كي تشعر بالراحة والأمان.
كأس يتبعه أخر حتى أصاب بحالة من الثمالة يرثى لها وكأن تلك الطريقة الوحيدة التي تلهيه كونها جعلته اغبى رجل على وجه الأرض فمنذ تلك الليلة المشؤمة وهو يكاد يجن كي يتواصل معها ولكن لم يحدث ذلك حتى صديقتها الذي اضطر أن يسايرها كي تطمأنه عنها لم تريحه بل عاملته بطريقة فظة للغاية استفزته ولكنه صمد كي لا يجعل الشبهات تحوم حوله ولكن اليوم وكعادته في الآونة الأخيرة كان يقف أمام منزلها بصورة متوارية على أمل رؤيتها والاطمئنان عنها وبالفعل حالفه الحظ ووجدها تعود برفقة الأخر وياليته لم يراها بأم عينه حينها وهو يقبلها داخل السيارة يقسم حينها كان سينقض عليه وهو يظن أنه يتودد لها و يرغمها على ذلك ولكن لصډمته حين أمعن النظر داخل السيارة وجدها هي راضية مما جعل شيطانين الأرض جميعا تتراقص أمام عينه وهو يدرك انها كانت تتلاعب به لذلك حاك شيطانه برأسه خطة جهنمية سوف تطيح بعدوه اللدود وتجعلها تأتي تحت قدمه كي يرضى بها بعد أن يتخلى عنها الأخر.
قالها فايز وهو يجاوره
على أحد المقاعد العالية التابعة لذلك
عايز منك خدمة
أجابه فايز برحابة
أنت تأمر يا طارق قولي عايز أيه
هقولك بس الأول عايزك تراقبلي ميرال وتعرفلي مصاحبة مين وايه أراره
استغرب فايز وقال متهكما
ميرال إشمعنا أنت حنيت ليها ولا ايه
نفى طارق برأسه وأخبره بعيون قاتمة تقطر بالخبث
الثاني والعشرون
المرأة التي تسرق عقل الرجل أذكى من التي تسرق قلبه لأن الرجل لديه ألف قلب وعقل واحد
ديستوفيسكي.
بعد مرور اسبوعين
كان هو بحالة يرثى لها فبعد ذلك اليوم المشؤوم الذي باته بالحبس وهو يتوافد عليه الكوابيس المرعبة كل ليلة وقد ساءت نفسيته لدرجة كبيرة وخاصة كونه لم يستطيع بشتى الطرق أن يجدها بعد ما حدث ولا يعلم شيء عن ابنائه مما جعله يكاد يفقد صوابه ويشعر أن شيء كبير ينقصه ورغم أن الأخرى تحاول أن تحتل تركيزه بشتى الطرق إلا انه يشعر بفتور غريب نحوها حقا يستغرب ذاته فمن كانت سابقا لا يلق لها بال ولم يهتم بها يوم أصبحت هي محور أفكاره الآن فقد أصبح لايفعل شيء سوى التفكير بها وكيف أصبحت بعد خسارتها ورغم أنه يحمل سخط عظيم تجاهها كونها صعدت الأمر ولكنه يكاد يجن ويطمئن عليها وعلى أطفاله ولكن كعادته تدخل شيطانه وبرر له انها تثير أعصابه وتثأر لكبريائها لا أكثر بفعلتها وسوف تعود وحينها سيتمكن من التأثير عليها فمازال يكمن بداخله هاجس كونها لا تستطيع العيش دونه وسوف تتفهم اعذاره ككل مرة وتعود إليه وحتى أنه توقع انها ستتنازل عن ذلك البلاغ اللعېن الذي سيتسبب في مقاضاته. حقا التفكير كان ينهكه بشدة لدرجة انه أهمل عمله و جعل أحد العاملين ينوب عنه في كل شيء على أمل أن يجدها ويضع حل لمعضتله معها
هو أنت هتفضل في الحال ده لأمتى إن شاء الله أنا زهقت
أجابها بنفاذ صبر وهو يطفأ سيجارته التي لا يعلم عددها لليوم بالمنفضة
ابعدي عني يا منار أنا مش ناقصك
لوحت بيدها وردت متهكمة
تنهد بضيق وأجابها بثبات حاول أن يتقمصه وثقة ليست ابدا بمحلها
عارف أنها هترجع هي أجبن من أنها تهرب بولادي...هي بس بتكدني علشان كنت سبب في خسارة اللي في بطنها بس ملحوقة هتروح مني فين مسيرها ترجع
يوووه بقى خلاص اللي حصل حصل وبعدين مراتك دي مملة أوي ومكبرة الموضوع وعطياه فوق حجمه...وبعدين دي المفروض تحمد ربنا علشان البيبي نزل بدل ما يبوظ جسمها و تعاني مع الوش والزن والمسؤولية و ۏجع دماغ
ظل لثوان قتامة بنيتاه متعلقة بها بملامح جليديدة لا تنم عن شيء ولكن بداخله كانت المقارنات تطرح لتنهكه أكثر فأكثر فكل مدى ويكتشف أن شتان بينهما يعلم أن ذلك سر اعجابه بها في بادئة الأمر فكان يظن أنه سيرضي غرور ذاته ويجد الكمال الذي طالما طمع به ولا ينكر كونها ارضت ذلك الذكر الذي بداخله واشبعت ولكن لم يشعر بالفتور الأن تجاهها فهل فعلا احبها كما ادعى وأخبر الجميع حقا لايعلم اجابة لسؤاله فكل ما يشعر به هو الخواء.
طال شروده ولم يعجبها الأمر فهي تعلم انه يفكر في الأخرى لذلك حرضته بنبرة تقطر بالخبث
إنت هتفضل ساكت كده المفروض تلاقيها و تخرب الدنيا على دماغها علشان البلاغ الزفت اللي قدمته ضدك
زفر بضيق ورد وهو يمرر يده بين خصلاته الفحمية
أنت ناسية أنهم مضوني في القسم على عدم تعرض وبعدين هلاقيها فين دي من يوم اللي حصل وهي فص ملح وداب ومش عارف اوصلها لا هي ولا بنت عمها حتى الولاد مش بتوديهم مدرستهم ومسبتش حد غير وسألته عليهم وسبت رقمي مع كل المحلات اللي حولين البيت علشان لو ظهرت يكلموني وبرضو مفيش فايدة
قلبت منار عيناها من سيرة تلك الخبيثة التي خربت عليها مخططها وعكرت صفو حياتها التي كانت تتخيلها ستكون أكثر رغدا عن ذلك الوضع المقيت الذي سئمت منه ومن مماطلته واعذاره الواهية لها فهي تشعر بسر خطېر خلف تصرفاته تلك لذلك قررت أن تستغل أسلحتها كي تسبر أغواره وها هي تجلس على ساقيه وتتعلق بعنقه قائلة بنبرة مغوية ماكرة
متقلقش يا سونة هترجع هتروح فين يعني أنت بتقول أن ملهاش حد وبعدين سيبك منها بقى وخليك معايا أنا ذنبي أيه تنكد عليا
أنا زهقت يا سونة أنت طول الوقت سرحان وقاعد لوحدك ومش معايا خالص وكل ما أطلب منك حاجة تقولي بعدين وأنا
مش متعودة منك على كده أنا كنت اللي بشاور عليه بتجبهولي أيه اللي حصلك!
زفر بسأم من محاولاتها الشتى التي أصبحت تصيبه بالضجر في بعض الأحيان وقال بمسايرة
حاضر يا منار أوعدك هنفذلك كل طلباتك بس اديني شوية وقت اشوف حل للمصېبه اللي الهانم التانية وقعتني فيها
عقدت حاجبيها وهبت واقفة تربع يدها قائلة بعتاب يغلفه بعض الإنفعال
نعم وأنا مالي وبعدين أنت بتحجج بس علشان مش عايز تجبلي حاجة... انا بجد مصډومة فيك مكنتش فاكرة انك هتبقى بخيل كده ده من ساعة ما حطتلي المبلغ التافه ده في الفيزا بتاعتي قبل ما نتجوز مطلبتش منك أي حاجة
حانت منه بسمة ساخرة على تبسيطها للأمور فذلك المبلغ التافه التي ذكرته الأن يعد ثروة لأحدهم ولكن ماذا يفعل كان مغيب تحت وطأة رغبته فتبا لذلك الشيطان اللعېن الذي عبث برأسه حينها
يووووه انت هتفضل ساكت كده أنا متأكدة إن في حاجة وأنت مش عايز تقولها ده حتى الشغالة أنا اللي عطيتها مرتبها ومصروف البيت كمان...وحتى شغلك الموظفين قالبين عليك الدنيا ومسؤول الشئون المالية اتصل اكتر من مرة
زفر حانقا من إلحاحها المقيت الذي لا ينقصه بتاتا وقال
مفيش زفت مخبيه عنك وياريت تحلي عن دماغي أنا مش فايقلك
قالها بنفاذ صبر و بملامح صارمة اغاظتها وجعلتها تتأفف قائلة
أفففف بقى انا زهقت منك ومن طريقتك دي مش دي الحياة اللي كنت متخيلاها معاك
هب واقفا بعدما ثارت ثائرته وقبض على رسغها قائلا من بين أسنانه
بقولك ايه ده اللي عندي وبلاش تستفزيني علشان انا مش طايق نفسي ومضمنش ممكن اعمل ايه
نظرت له نظرة قوية غير خاضعة وردت وهي تجذب يدها من بين قبضته بكل ثقة
هتعمل ايه يعني أنت متقدرليش على حاجة...ولو فاكرني شبه المسهوكة بتاعتك هسكتلك واحط كرامتي تحت رجلك تبقى غلطان
زمجر غاضبا من تصديها له ومجابهتها له كلمة بكلمة
اخرسي و مترديش عليا و متجبيش سيرتها وابعدي عن وشي
رشقته بنظرات متوعدة وقالت قبل أن تكف عن المجادلة
هبعد يا سونة بس صدقني أنت اللي هتخسر
لم يكن يريد أن يحتد بينهم الحوار لهذا الحد ولكنها من تستفزه بفضولها وتلك الأسئلة اللعېنة التي لا يود أن يخوض بها
فهو على يقين تام إن علمت بشأن أخذ رهف لماله لن تصمت وسوف تهزأ منه وتقيم قيامته لذلك كان يتعمد أن يخفي عنها إلى الأن فقد تجاهل ما قالته كعادته وأخذ يفكر في تلك الألتزامات التي تثقل كاهله فكيف سيتمكن من الإيفاء بها وهو صفر اليدين لا يملك قرش واحد في حسابه المصرفي فلولا انه وجد مبلغ بسيط في خزنة شركته لم يكن يعلم كيف كانت ستمر تلك الأيام القليلة عليه فكان يشعر أن رأسه تكاد ټنفجر من كثرة التفكير يحاول جاهدا إيجاد حل وفي أسرع وقت قبل أن يسوء الأمر أكثر
طرقات على باب غرفتهم قطعت تفكيره ليسمح للخادمة بالدخول وفور دلوفها للغرفة قالت
في واحد محضر من المحكمة عايز حضرتك يا بيه
شحب وجهه وهرول إلى الأسفل وقد تبعته مناروما أن قابله قال ذلك الشخص برسمية شديدة
استاذ حسن طايل ياريت توقع على استلام الاعلان ده
نابت هي عنه السؤال
إعلان إيه ده
أجابها وهو يناوله القلم كي يوقع بالاستلام
قضية طلاق للضرر من قبل السيدة رهف حسين
لاحت على ثغرها بسمة متخابثة أخفتها سريعا بينما هو كانت الصدمة حليفته فقد شحب وجهه أكثر وزاغت نظراته وشعر بالصقيع يداهم اطرافه التي تحكم بها بصعوبة كي يضع توقيعه على الورق فكان يشعر بالأرض تميد به ولا يستوعب كونها مقتته لهذا الحد الذي يجعلها تريد مقاضاته والطلاق منه في آن واحد فيقسم أن آخر شيء كان يريد أن يتوصل له هو خسارتها!
أما عن رهف فيبدو
متابعة القراءة