خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

يوم بسبب أي ازمة أو مشكلة بل كانت تدعمه بكل الطرق وتساعده بكل طاقتها التي بالفعل استنفذها كاملة وجعلها بعد أن كانت تستجدي حبه واهتمامه أصبحت تمقته ويصعب عليها حتى أن تنطق بأسمه وتنفر حتى أن يلمسها بيده...أما عن ابنائه فقد ادرك انه لا يملك شيء بتلك الحياة أثمن منهم فهم ثمرة عمره التي بكل أسف خرب تربتها الخصبة بيده فحقا يشعر بالخزي من ذاته ومن أفعاله فهو يفتقدهم بشدة وكم يريد أن يدثرهم بين احضانه حد الأكتفاء ولكن كيف وهو يشعر بالخزي من نفسه فبأي حق سيذهب لها بعد فعلته فكم كان يمنى نفسه الآن بأعادة يوم واحد من الماضي كي يشبع حنينه إليهم عندما كانوا 
يهرولون إليه حين عودته من العمل هاتفين بسعادة مهللين لمجيئه ويستقبلوه بشقاوتهم وضحكاتهم التي كان تشعره بالضجر حينها ويتحجج صارخا كونه ينعم بالكثير من الصخب خارج المنزل ولا ينقصه ضجيجهم حينها ويا ليته لم يفعل وياليته لم ينقم على نعم الله حينها وياليته حافظ على ذلك السلام الذي كان يأتي مرافق لربيع بسمتها.
فقد أدرك اخيرا أن هناك خسارات كبيرة الى حد لا خسارة بعدها تستحق الحزن والندم وهو خسرها

وخسر كل شيء بعدها. 
أما عنه فكان يقود سيارة الأجرة التي تعينه بجانب وظيفته بأحد الشركات على تحقيق ذلك الهدف البعيد الذي يشعر أنه كالنجم الساطع في السماء يصعب الوصول إليه مهما دأب في السعي .
فقد تنهد بضيق وهو يتذكر حديثها الأخير المفعم بالكبرياء...فنعم هو أخطأ حين كان يود أن يتخلى عنها ولكن يقسم أن الأمر ليس بيسير عليه بالمرة ورغم أن صديقتها برئتها إلا أن أخذ الأمر منه وقت وفير كي يحاول أن يقنع به عقله ويزحزح تلك القناعات الراسخة التي تشقيه فنعم يحبها بل يعشقها وكم يود أن يكلل هذا الحب الطاهر بقلبه بالحلال فقد أدرك انها تستحق الوعد ولا داعي لكتمان مشاعره أكثر هي محقة لابد أن يكون واضح معها ومع ذاته وهو الآن يعلم ما عليه فعله ويقسم أنه لن ييأس وسيفعل من أجلها أي شيء.
أنت كويس يا شقيق وحياة ابوك ركز في الطريق
انتشله من شروده صوت غليظ ساخر يأتي من المقعد الخلفي ليزفر حانقا ويجيبه پحده
مركز...وأوي كمان متقلقش 
وبنظرة عابرة نحو ذلك الراكب بالمقعد الخلفي كانت كفيلة أن تجعله يتوجس منه ويفطن بفطرته كون وجهه وتلك البسمة الساخرة التي تعتلي وجهه ليست مريحة بالمرة وحتى نظراته كانت تحمل شړ غريب لم يريحه لأ والانكى انه طلب منه أن يوصله لأحد الطرق الصحراوية البعيدة وبالطبع لم يرفض طلبه فهو اولا وأخرا يسعى لنيل رزقه ولكن لا مانع من توخي الحذر...
فقد توقف بجانب الطريق وتحجج قائلا وهو يتدلى من السيارة دون أن يعطيه وجه للأعتراض 
العربية سخنت و عايزة تزود ميا ثوان وراجع
ضيق الراكب الذي لم يكن سوى سنقر عينه بشك بينما هو بالفعل فتح شنطة السيارة واخرج منها أحد العدد الحادة التي يحتفظ بها في شنطة السيارة ثم رفع كنزته و وضعه بحزام بنطاله من الخلف كي لا يلفت النظر ثم تناول زجاجة المياه وتوجه بها الى مقدمة السيارة بعدما فتح كبوتها وقام بأضافة القليل من المياه ثم و اغلقه وعاد يصعد للسيارة دون حديث وباشر في قيادته تحت نظرات سنقر التي ينقط منها الغدر... طال الطريق وزاد قلق محمد مما دفعه للعديد من الأسئلة عن المكان المقصود راوغه الأخر إلى أن اعترض طريق السيارة اثنان ملثمين يحملون عصي غليظ مدبب من الأطراف بقطع حديدية حادة وقبل أن يستوعب الأمر كان المدعو سنقر يحاوط عنقه بيد وباليد الأخرى يسلط مديته على عنقه راشق طرفها بلحمه قائلا بفحيح إجرامي يحفه التحذير
وقف العربية احسنلك وانزل عندنا حساب ولازم نصفيه
تعالت وتيرة أنفاسه وهو يشعر بالخطړ يداهمه ويأهب كافة حواسه بالتصدي له ولكن بحكمة فقد إنصاع إليه وتوقف بتروي دون أي مقاومة... 
ابتسم الأخر بإجرام وقال ببسمة سمجة للغاية وهو يسبقه ويتدلى من السيارة
براوة عليك يا شقيق احب الناس اللي بتسمع الكلام 
اجابه سنقر بغيظ وبوعيد يقطر بالشړ
اه يا ابن بقى انا واحد زيك يعلم عليا وحياة الغالين لو مكنش اللي موصيني عليك اقرص ودنك بس أنا كنت دفنتك هنا
منحه محمد ضړبة قوية على ذراعه جعلته ېصرخ مټألما وتسأل من جديد
مين اللي باعتك يا وعايز مني

ايه...انطق احسنلك
ليجيبه سنقر بنبرة مټألمة
انت متوصي عليك جامد علشان تحرم تبص لفوق وتعشم نفسك...اللي باعتني عايز يحذرك ويقرص ودنك علشان تبعد عنها ...ونصيحة يا شقيق اسمع الكلام أنا عبد المأمور وزي ما بعتتني ليك تقدر تبعت غيري ... الناس دي معندهاش رحمة فياريت تخليك عاقل وتبعد عن الشړ وتغنيله
تفهم كل شيء من حديثه فمن بعثت له بذلك الكلب هي انثى وبالطبع يعلم من لها مصلحة في ذلك فقد ألقى العصا من يده وبصق عليه وقبل أن يلتفت ليصعد لسيارته كان أحد الرجال يباغته من الخلف بضړبة قوية على رأسه كانت كفيلة أن تجعله يفقد الوعي في حينها بينما سنقر حانت منه بسمة متشفية مليئة بالشړ وهسهس ورجاله يساعدوه بالنهوض 
ابن طلع قارح وعلم علينا
ليصيح احد رجاله الذي تغطي الډماء وجهه
نخلص عليه يا معلم
نفى سنقر برأسه وسار لجسد محمد المسجي على الأرض ثم بكل غل ركل ذراعه التي ضربه بها وهو يلعنه ويسبه بفجوج ثم أجاب رجاله
معندناش أوامر بقټله...بس الديابة بتاعة الصحرا والكلاب المسعورة هتقوم بالواجب...
يلا يارجالة احنا عملنا اللي علينا 
لينصاعوا له ويغادرو بواسطة دراجاتهم الڼارية التي كانوا يصفوها بجانب الطريق تاركين الأخر غائب عن الوعي بحالة يرثى لها.
يا ترى كيف ستلقى مصيرك يا صاحب القناعات الراسخة هل ستنجو أم ستكون تلك هي نهايتك ونهاية قصة عشقك التي حجمتها وطمستها بداخلك وجعلت قناعاتك تشيد فوارق عدة تحيل بينك وبينها ...مهلا إن كنت تظن أنك وحدك من يصنع الفوارق فاهو القدر ذكرك بواحدة من الفوارق الحقيقية التي نبهتك من قبل أنها ستكون سبب هلاكك.
الحادي والثلاثون
الحياة رواية جميلة عليك قراءتها حتى النهاية لاتتوقف أبدا عند سطر حزين قد تكون النهاية جميلة.
أخبرتها بتلك المكالمة التي استمعت لها وقصت عليها كل ما تمكنت من سماعه ولكن ميرال لم تستوعب الأمر وقالت
مش فاهمة حاجة يا داده!
لتكرر محبة
يا ضنايا افهمي الصفرا كانت بتقوله نفذ وشكلها والله أعلم بتخطط لمصېبة.
بتكلم مين...ومصېبة أيه!
والله ما عارفة يا بنتي ربنا يستر ويوقعها بشړ أعمالها
تنهدت ميرال بضيق تحاول أن تتوقع ما الذي ممكن أن تفعله دعاء ولكن عقلها لم يتوصل لشيء.
ليتعالى رنين هاتفها كي يأتي بالإجابة الفورية لها حين ردت متلهفة على رقم شهد واتاها صوت الصغيرة باكية
طنط ميرال...حمود في المستشفى...
هبت من فراشها وتساءلت پخوف عظيم وبملامح متقلصة تكاد ټموت ړعبا
طمطم ايه اللي حصل...اهدي لو سمحتي وفهميني طب فين شهد...
أجابتها الصغيرة پبكاء
ماما راحت المستشفى وسابتني عند جدتي
مستشفى ايه يا طمطم متعرفيش
ايوة سمعت ماما بتتكلم وبتقول مستشفى...
وقبل أن تغلق الخط مع الصغيرة كانت تسحب حقيبتها ومفتاح سيارتها وتغادر بخطوات متلهفة يحفها الخۏف والقلق بأنن واحد...
تاركة محبة ټضرب كف على أخر هاتفة
جيب العواقب سليمة يارب
هرولت باكية بين طرقات المشفى لحين استدلت على غرفته لتندفع دافعة الباب وتخطو نحوه بلهفة الكون أجمع هامسة بأسمه بجذع
محمد
كان هو ممد على الفراش مغمض العينين بحالة يرثى لها رأسه مضمد و محاط بالشاش و وجهه مكدوم ويده مجبرة ومعلقة بحامل قماشي معلق برقبته
شهقت بقوة وفرت دمعاتها حزنا عليه لتحملها قدميها لمؤخرة فراشه تطالعه عن كثب بقلب يرتجف من الخۏف والقلق معا...في حين دخلت شهد بعدما كانت تستفسر من الطبيب عن حالته ومع أنه طمئنها إلا انها لم تستطيع كبح بكائها ولا أنفعالها حين وقعت عيناها عليها بجانب فراش شقيقها
أنت مين اللي قالك يا ميرال
لم تنتبه لحده سؤالها و همست پخوف وعيناها لم تبرح رقدته
إيه اللي حصل يا شهد ايه اللي عمل فيه كده
اجابتها شهد بملامح لا تفسر وبنبرة مازالت تحمل ذات الحدة
جماعة ولاد حرام طلعوا عليه وعدموه العافية ربنا ينتقم منهم ده لولآ أن سواق عربية نقل ابن حلال لقاه على الطريق وجابه على هنا كان الله أعلم هيحصله ايه
عملوا فيه كده ليه
تنهدت شهد بضيق وقالت مندفعة دون تفكير
بتسأليني أنا يا ميرالروحي
اسألي مرات ابوك هي الوحيدة اللي ليها مصلحة في اللي حصل لخويا
أنت بتقولي ايه...دعاء!
ايوة دعاء
الهانم جاتلي وهددتني من فترة انه يبعد عنك بس انا مجبتلهوش سيرة وقولت أنها جبانة وبتقول أي كلام والسلام بس يظهر انها حطت اخويا في دماغها واحنا غلابة ملناش في الشړ يا ميرال
وطول عمرنا عايشين

في حالنا جنب الحيط
زاغت نظراتها الباكية وتلعثمت قائلة
قصدك ايه يا شهد
أنا عارفة انك بتحبيه بس انا معنديش في الدنيا اغلى منه هو ابويا واخويا و مليش ضهر وسند غيره بعد ربنا وهو اللي طلعت بيه من الدنيا انا وبنتي ولو كان لقدر الله حصله حاجة كنت موتت بعديه
في ايه يا بركة بتفولي عليا كمان...
قالها هو بوهن بعدما استمع لمعظم حديثهم... لتتلهف كل منهم إليه وتحاول أن تساعده ليتأوه هو بقوة ويحتل الألم معالم وجهه وهو يعتدل بجسده...لتصيح شهد بحزن وهي تضع وسادة خلف ظهره
ألف سلامة عليك يا قلب أختك إن شاء الله أنا وأنت لأ
حانت منه بسمة باهتة تحمل قدر من الوهن والألم معا وأجابها
بعد الشړ عليك يا شهد أنا كويس متقلقيش لسة ليا عمر
منهم لله يا اخويا كان مستخبيلك فين كل ده ربنا ينتقم من اللي كان السبب..
نظرة معاتبة من عيناه كانت كفيلة أن تجعلها تبتلع باقي حديثها وتضع يدها على فمها تستوعب زلفة لسانها التي كان نتيجتها أن ميرال والتهم ظهرها واڼفجرت بالبكاء لتغمغم شهد بندم
انا مكنش قصدي...
خلاص يا شهد
قالها هو برزانة جعلتها تنكس رأسها بخزي فقلقها على شقيقها وخۏفها من خسارته جعلها تتحامل بالحديث على تلك المسكينة التي لا ذنب لها.
أرسل محمد نظرة ذات مغزى لها جعلتها تتفهم ماذا يعني لتنظر لظهرها نظرة نادمة ثم تغادر الغرفة بينما هو أنتظر حتى اغلقت الباب خلفها ثم همس بأسم تلك التي لم تكف عن البكاء
ميرال
لم تجيبه بل كان يتعالى نحيبها لذلك كرر اسمها مرة أخرى برجاء واهن
ميرال كفاية عياط
لم تجيبه ايضا ليشاكسها بوهن وبصوت متعب وهو يغمض عينه بقوة ويتحامل على الألم الناتج من چرح رأسه الذي تم تقطيبه ويكاد يفتك به من شدته
خلاص بقى يا حلو أنا مبحبش النكد قولتلك كويس تحبي اقوم واوريكي
هنا استدارت متلهفة له پخوف
لأ علشان خاطري انت لسه
تم نسخ الرابط