خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
المحتويات
تقولي بابي هقول لبابي... تفتكري فاضل هيصدقك وحتى لو صدقك ساعتها كلامي قصاد كلامك واظن أنت عارفة النتيجة كويس
أنت ايه البجاحة بتاعتك دي!
دي مش بجاحة دي
ثقة ابوك زي الخاتم في صباعي وأي حاجة هقولها ليه هيصدقها فمش من مصلحتك تتكلمي...وتفتحي باب من أبواب جهنم على نفسك الولد ده تبعدي عنه احسن ده لو خاېفة عليه
اجابتها بكل تبجح دون ان تعير أي اهمية لشيء سوى أطماعها المتوارية
ايوة انا و لسه هعمل كتير علشان مسبش واحد جربوع زي ده يضحك عليك ويعلقك بيه وهو طمعان فيك
محمد مش كده...هو بيحبني وعمره ما طمع فيا بأي شكل...ده بېخاف عليا من نفسه
حانت منها بسمة هازئة وقالت منفعلة وهي تتمسك بذراعيها تهزها
ميهمنيش حاجة غير إني ابقى معاه...
جزت دعاء على نواجذها وهدرت بنفاذ صبر وبنبرة جارحة تقطر بالحقد
أنت مش هتجبيه من برة أمك كانت جبروت ومنحلة زيك ومهمهاش حاجة لما سابت ابوك ورمتك وجرت ورا قلبها
استفزها حديثها بقوة وخاصة عندما ذكرت والدتها لذلك لم تعي لذاتها إلا وهي تنفض ذراعيها من قبضتها ودون أي مقدمات أخرى كانت ترفع يدها عاليا وتهوي بها على وجه دعاء مانحة إياها صڤعة قوية جعلتها تصرخ پألم و تتراجع خطوتين للخلف تتمسك بوجنتها بملامح مشدوهة غير مستوعبة ما بدر منها بحقها
حذرتك قبل كده وقولتلك إياك تجيبي سيرة أمي أو تدخلي في حياتي ومع ذلك مصرة...وأنا مش هسمحلك بعد كده بأي تجاوز وأول ما يرجع بابي انا هحكيله على كل حاجة واكيد هو ليه تصرف تاني معاك
ذلك آخر ما تفوهت به تاركة دعاء مشدوهة من فعلتها وتتوعد
لها بأشد الوعيد ولكن بعد عودة أبيها وكونها تثق تماما بتأثيرها عليه ستريها لصالح من سيكون التصرف الرادع للأخر.
لذلك كان يكتفي بوقوفه متواري امام المنزل الذي يقبعون به كي يلمح اطفاله وقت عودتهم من مدرستهم وهاهو يطالعهم من بعيد بعيون غائرة تنضح بالندم والأشتياق وهم يتدلوا من عربة المدرسة وتستقبلهم مربيتهم وتدلف بهم لداخل البناية فقد ظلت عيناه الدامعة معلقة بهم وقلبه يرفرف لرؤيتهم وكم كان يود لو أن يهرول لهم و يدثرهم بين احضانه لعله يطهر ذاته من خطاياه ويتخلص من ذلك الشعور المخزي بالندم الذي يؤرقه ويجعل حياته بائسة ممېتة دونهم...فياليته يستطيع اعادة الزمن للوراء ليصلح كل شيء...ولكن بكل أسف أدرك ان لا نفع من الندم بعد فوات الآوان.
فهو سعى بكل كد إلى أن يخرج ولده من البلد حتى أنه هاتف يامن بذاته واخبره انه وفى بوعده... حتى أنه تحمل ذلك السباب والحديث المحتد منه في سبيل أن يضمن عدم تصعيده للأمر والتكتم عليه فكان يظن أنه بفعلته تلك يلملم الأمر. ولكن دائما يكون للقدر رأي أخر فما كان يخشاه حدث
فخبر مۏت ولده والملابسات الغير مشرفة تسربت عبر وسائط التواصل الأجتماعي وكانت تأثيرها عليه بمثابة صاعقة من السماء اصابته بمقټل فقد استغلت الصحف الصفراء الأمر وزايدت عليه لتزعزع ثبات منصبه.
لتصبح نكبته في ولده وصمة عار في حياته للأبد.
مر اسبوعين ولا جديد وها هم يتناوبوا النظرات بينهم بيأس وهم يروها تجلس
بينهم
شاردة لا تعير محاولاتهم الشتى في الترويح عنها أي اهمية بل كانت هائمة بعيد بأفكارها تفكر وتفكر والكثير من التساؤلات تدور برأسها واجابتها كانت واحدة أن وعوده كانت واهية وحديثه المعسول الذي لطالما اغدقها به ليس له أساس من الصحة فمازالت تتذكر ذلك اليوم الذي قال لها عارفة لما ببعد عنك شوية بعد الدقايق واتمنى محسبش الوقت ده من عمري انا مش بحس براحة غير وأنت جنبي قلبي بيبقى عايز يطمن بيك
إذا لم تركتني إن كنت صادق و كيف بربك نقضت وعدك! ألم تخبرني دوما أنك نقطة ثابتة بأرضي إذا أخبرني لم رحلت وتركت الدمار والقحط يحل بها من بعدك.
فرت دمعة حارة من عيناها و
قرصت على شفاهها بقوة وأغمضت عيناها تحفز ذاتها على الصمود كي لا تخوض في نوبة اڼهيار جديدة لتضم سترته الجلدية التي لا تفارقها منذ غيابه وتنهض قائلة بنبرة مرتعشة
أنا هتمشى في الجنينة شوية
أجي معاك يا نادين
صاحت بها ميرال بأهتمام بالغ وهي تنهض ولكنها عارضت
لأ خليك انا عايزة ابقى لوحدي شوية
جذبت نغم يد ميرال ودعمت رغبة نادين
سبيها براحتها يا ميرال
أومأت ميرال وجلست لتقول ثريا حين ابتعدت نادين بضع خطوات عنهم
قلبي بيتقطع عليها يا بنات ومش عارفة اعملها ايه
لتقول نغمبحزن وهي تتناوب نظراتها بينهم
احنا مش لازم نقف نتفرج عليها كده ولازم نعمل حاجة
اجابتها ميرال بحيرة
هنعمل ايه يا نغم إذا كان لغاية دلوقتي منعرفش مكانه ولا عارفين نوصله!
لترد ثريا بأسى على حال أبنائها
ربنا يسامحك يا ابني ...البنت من ساعة اللي حصل وهي يا عين امها علطول سرحانة وبتعيط وبتدبل يوم عن يوم وياريت بإيدي حاجة
تساءلت نغم
يعني معقول ياطنط متعرفيش
مكانه...طب لما خدك ومشى روحتوا فين
اجابتها ثريا بصدق
روحنا شقته اللي في اسكندرية بس هو كان ناوي يسيب البلد خالص وكان اخد جوازات السفر...
هنا اقترحت ميرال
خلاص انا بكرة او بعده بالكتير هاخد محمد ونروح ندور عليه هناك
تنهدت نغم وقالت بعدم رضا
يا بنتي بطلي سرمحة بقى انت ومحمد بتاعك ده... احنا هنشوف أي حد يروح
عادي يا نغم هو مش هيعارض ..
تنهدت نغم ونصحتها بعقلانية
مش فكرة هيعارض ولا لأ أنت مفروض تعززي نفسك وتعملي اعتبار لغياب ابوك وثقته فيك وبعدينمحمد ده لو بيحبك هيحافظ عليك وهيعمل علشانك المستحيل
بس انا مش بعمل حاجة غلط...ومحمد فعلا بيحبني وأمين
عليا وهو وعدني أول ما بابي يرجع من السفر هيطلبني منه بس انا مړعوپة بابي يرفض ويتحجج أنه مش نفس المستوى الأجتماعي بتاعنا
تنهدت نغم واجابتها بعقلانية شديدة
ايه المشكلة في فقره ده النبي عليه الصلاة والسلام جوز بنته فاطمة الزهراء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما بالرغم من فقره...ابوك لازم يغير نظرته الدونية دي ويحسبها بشكل مختلف ده لو فعلا زي ما بتقولي محمد ابن حلال ومبيضحكش عليك
أنا بثق فيه اكتر من نفسي يا نغم ومتأكدة انه مش هيخذلني ابدا
وهنا تدخلت ثرياداعية بود
ربنا يريح قلبك يا بنتي ويجعله ابن حلال...
أمنوا على دعوتها ثم تساءلت نغم
دلوقتي نرجع لموضوعنا هنعمل ايه
اقترحت ثريا
انا هشوف حد من اللي شغالين في مطعمه يكون أمين يسافر اسكندرية ويدور عليه في الأماكن اللي ممكن يكون فيها ويارب يلاقيه
تخوفت نغم
وافرضي ملقهوش...تفتكري ممكن يكون سافر فعلا يا طنط
العلم عند الله يا بنتي
قالتها ثريا بحيرة وبعيون غائمة حزنا عليهم لتقترح نغم
إن شاء الله خير بس حتى لو لقيناه لازم نفكر بطريقة مضمونة علشان نأثر عليه ونعرفه الحقيقة ولازم يكون معانا اثباتات تخليه يصدقنا...
لترد ميرال بإحباط
اثباتات ايه ودي هنجيبها منين
معرفش فكري معايا يا أم العريف وبلاش تحبطيني
زفرت ميرال بضيق وظلت تفكر وتفكر إلى أن تذكرت شيء كان غائب عنها تماما
الجراچ...
عقدت نغم حاجبيها بينما تأهبت ثريابنظراتها حين استأنفت ميرال
الجراچ...اليوم ده اللي طارق حاول ېخنقها واتعاركت معاه وانا شوفت ده بعيني
لتشكك نغم
لو قولتيله مش هيصدقك
لتؤكد ميرال بفطنة
بس لو جبنا تسجيل الكاميرات بتاعة الجراچ اليوم ده اكيد هيصدق وهيصدق كل اللي هنقوله عليه بعديها...
تهللت أسارير نغم ومدحتها
صح...أنت صح...بت يا ميرال رغم انك مسهوكة بس انا حبيتك..
ابتسمت ميرال بود بينما دعت ثريا
يارب يا ولاد تقدروا تعملوا حاجة وترجعوهم لبعض والله انا من يوم اللي حصل وانا قلبي بيتقطع عليهم ويلي ويلين بنتي اللي مڼهارة
مررت نغم يدها على ذراع ثريا وطلبت بعشم
ايوة ادعيلهم يا طنط وادعيلنا احنا كمان والله احنا غلابة
ربنا يريح قلوبكم يا بنتي ويحققلكم كل اللي بتتمنوه
تنهدت ميرال وقالت بحالمية وهي تتذكر صاحب البندقيتان
يااااااااااااارب يا ماما ثريا يارب
باغتتها نغم بعدم رضا بعدما تفهمت ما يدور برأسها
يالهوي على سهوكة البنات!
سهوكة ايه يا نغم ده حب هو انت محبتيش قبل كده!
اجابتها نغم بثوابت راسخة بعقلها
حب لا ياختي بعيد الشړ
انا واحدة مش بأمن بالحب ولا الكلام الفارغ ده غير بعد الجواز... علشان الحب في الحلال اجمل واصدق بيجي مع العشرة بعد ما قناع البدايات ما بيقع وبيظهر كل واحد على طبيعته من غير تكلف.
اعتلى حاجب ميرال وهي تجاورها من جديد متسائلة
وجهة نظرك غريبة...بس السؤال هنا أزاي هتتجوزي واحد وانت متعرفيهوش ولا تعرفي أي حاجة من طباعه
تنهدت نغم واجابتها بعقلانية
ربنا بيوفق وبعدين الرسول صلى الله عليه وسلم قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض
طالما هيكون ملتزم ومحترم وهيعني على الطاعات و بيتقي الله ويكون بينا قبول يبقى ايه لازمة إني اغضب ربنا قبل الجواز
بس الحب هو شرط الجواز الناجح
اجابتها بفطنة
لأ مش شرط و بنستشهد بقول الله عز و جل ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.
الكلام هنا كان عن المودة والرحمة مش المحبة...وزي ما بيقوله أن المودة باب المحبة يعني الحب بيجي بعديها مش قبليها
يبقى ليه نغضب ربنا ونوقع نفسنا في المحظور
زاغت نظرات ميرال فهناك أشياء عدة هي بالفعل غافلة عنها ومقصرة بها... وهنا تذكرته وتذكرت تحفظه الدائم معها وتيقنت أنه كان يدخر مشاعره لذلك السبب و كان يخشى عليها من نفسه وكم قدرت جهاده مع ذاته وتذكرت جملته التي أكدت مبرراته مش عايز من الدنيا حاجة غير
متابعة القراءة