خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

بالقرنفل على الأقل اعرفه وعمره ما قصر معايا
لتقهقه ميرال من جديد وتشاركها هي ضحكاتها حين وصلهم صوته وهو يقترب منهم
ميرال ايه الصدفة الحلوة دي مقولتيش انك جاية هنا
اندثرت ضحكات شهد ونظرت له نظرة عابرة متوترة في حين قال هو دون مصافحة
ازيك يا

مدام شهد 
هزت رأسها بمعنى انها بخيربينما ميرال قالت مرحبة
اهلا أبيه كاظم بتعمل ايه هنا!
ابدا كنت بحاول اشتري فستان ل سنا لكن فشلت فشل ذريع...هو ينفع تسعدوني في اختياره
اكيد يا أبيه هنيجي معاك
زجرتها شهد بنظراتها وجذبتها لتهمس بأذنها
نروح معاه فين هنتأخر وحمود هيعلقنا..
ترجتها ميرال بصوت خفيض للغاية لم يصل له
معلش مش هنتأخر هنجيب الفستان بسرعة اصل عيب نكسفه
تنهدت شهد موافقة ونهضت مضطرة معهم وهي تشعر بعدم الراحة فرغم تحفظه وهيبة شخصيته إلا أنها توترت وشعرت انها تحت المجهر بحضرته.
بينما هو كان يشعر بلأمتنان لتلك الصدفة التي قدرها الله كأشارة مبشرة تمهد لمشيئته. 
سيبوني خد مني كل حاجة كل حاجة... ده ذنبها...ذنبها... وذنب ناس كتير انا مش عايزة اعيش سيبوني...
ذلك ما كانت تصرخ به حين حاول أحد الأطباء اعطائها حقنة المهدئ المعتاد الذي وصف لحالتها بعد ذلك الاڼهيار العصبي التي انتابتها بعد فعلته بها فلم تعي على ذاتها إلا وهي بالمشفى بعدما وجدتها خادمتها حين عودتها بالصباح ټنزف بشدة وبحالة مريعة يرثى لها فقد قامت بالإبلاغ وتم نقلها لأقرب مشفى بعد أن تم اڠتصابها بكل ۏحشية وتم فعل كل الأفاعيل بجسدها بشكل لا ينتمي للأدمية بشيء لا والأنكى أنه لم يكتفي بذلك بل سرق كل مالها ومصوغاتها التي جنتهم من خلف سذاجة الرجال وقهر نسائهم فكانت لسوء حظها تحتفظ بكل شيء في منزلها ولم يمر الأمر عليه فهو ليس بذلك الغباء حتى انه لم يترك شيء يدينه ومحى أي أثر له يدل على دخوله منزلها من الأساس وأثبتت
التحقيقات التي اجرتها الشرطة فور اتهامها له أنه فر من البلد تاركها تجني ثمار ما جنته يديها وتتجرع مرارة القهر التي أذاقته لغيرها.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير .
قالها المأذون بعدما انتهى من عقد قرانهم
وفور نطقه لأخر جملة تعالت الزغاريد والمباركات من حولهم وهاهي بعد انقضاء الحدث السعيد تصحبه معها كي تريه ذلك الركن المحبب لها بالحديقة الخاصة بالقصر حيث زهور الأقحوان...فكانوا يسيرون معا ونظراتهم متشابكة والبسمة لا تفارق وجههم يتنهدون تنهيدات مسهدة مفعمة بسعادة قلوبهم 
اخيرا بقيت حلالي يا حلو
اخيرا يا حمود انا قلبي دقاته بترقص وخاېفة يقف من الفرحة
تنهد تنهيدة محملة بالكثير وهمس وهو يلملم خصلاتها ويضعها خلف اذنها 
سلامة قلبك ودقاته يا حلو...ربنا يقدرني واسعدك
انا مش عايزة حاجة تانية من الدنيا انت كل احلامي يا حمود 
وهنا صرح بنظرات حالمة أفقدتها عقلها
وانت سر قلبي اللي معرفتش ادفنه جوايا...و النجمة البعيدة اوي اللي عمري ما اتخيلت إني اوصلها أو امتلك قلبها يا ميرال
أنت مملكش قلبي وبس أنت امتلكت روحي وعقلي وكل كياني أنا بحبك اوي يا حمود بحبك
لم يستطيع كبح رغبته أكثر من ذلك بعد حديثها فقد ترك العنان لرغبة قلبه حين
حلو أوي يا حمود
مش بس على فكرة
أنت ازاي حلوة كده حرام عليك
بعد الشړ عليك يا حبيبي
همست بها بلهفة وخوف قبل أن تطرق رأسها وتعي لزلفة لسانها
لتتسع بسمته ويشاكسها وهو يرفع وجهها بطرف انامله
قولتي ايه
حمود خلاص بقى متكسفنيش
يخربيت حمود وسنين حمود دي... ده يا سبحان من كان مصبرني على حمود اللي كانت بتطلع منك تقومي تقوليلي يا حبيبي لأ انا كده مضمنش نفسي بصراحة والشيطان زي ما انت عارفة شاطر
أنت بقيت غريب!
انا مش عرفاك! فين حمود
قهقه هو بكامل صوته الرجولي وطوح رأسه للخلف بطريقة رفرفت قلبها وجعلتها تتسأل ترى للمرة الكام التي وقعت بها بحبه
لتهدأ ضحكاته ويلتقط نظراتها ثم يقول مشاكسا
متبصليش كده بقى علشان ارجع مؤدب...وبطلي جر شكل انا ماسك نفسي بالعافية 
شهقت متفاجئة من جرأته الغير معهودة ثم دبت الأرض بحذائها وكأنها تود ان تنشق وتبتلعها كي تخفي خجلها
أنت غلس وهمشي واسيبك
كادت تخطوا خطوتين بعيد عنه ولكنه لحق بها وهو بالكاد يخفي بسمته المستمتعة
خلاص ياحلو ... ميبقاش زعلك وحش...
نفت برأسها ليضيف مشاكسا
شكلك عايزة تتصالحي مش كده
قالها بغمزة من عينه ذات مغزى تفهمته هي وتوجست خيفة منه و تقهقرت بخطواتها
لأ خلاص انا مش زعلانة...مش زعلانة
قهقه من جديد على ردة فعلها ثم عقب يطمئنها
طب خلاص تعالى نرجع و وعد مش هغلس عليك تاني
حانت منها بسمة هادئة وهي ترى نظراته الصادقة وهزت رأسها بموافقة

ليختصر هو المسافة التي صنعتها 
بصي علشان ابقى صريح هو مش وعد اوي يعني... ويجوز اخل بيه
حمود
يخربيت حمود
قالها وهو يقلب عينه بنفاذ صبر وببسمة واسعة وهو يكمل سيره معها وبينه وبين ذاته يحمد الله الذي أتم نعمته عليه على خير.
بينما في الجانب الأخر للقصر وخاصة على تلك الأرجوحة الكبيرة كانت تجلس الفتاتان وتقوم هي بدفعهم برفق حين قالت سنا وهي تتلمس جديلة شعر طمطم
تسريحة شعرك حلوة اوي يا طمطم انت اللي عملاها انا نفسي اعمل شعري كده
لأ ماما اللي عملهالي
تهدلت معالم سنا وقالت بحزن
انا معنديش ماما علشان تعملهالي
حديثها قطع نياط قلبها وجعلها تقول وهي توقف الارجوحة
خدوني جنبكم هو انا مليش نفس ولا ايه
رحبوا بها وافسحو لها بينهم لتقول وهي تجلس و تدير سنا لتواليها بظهرها 
هعملك ضفيرة إنما ايه احلى من بتاعت البت طمطم ألف مرة وهعلمك تعمليها كمان بطريقة سهلة 
اتسعت بسمة سنا وقالت بسعادة
بجد يا طنط شهد هتعلميني اعملها كمان
اكدت شهد لها وهي تقوم
بتفريق خصلاتها الشقراء الناعمة إلى ثلاث ثم قامت بجدلهم وهي تشرح لها كيفية عملها وإن انتهت احتارت في ايجاد شيء يحكم أخرها لتحل حجابها وتنزع رابطة شعرها الحريري الذي انساب كشلال متدفق حالك السواد ليعيق رؤيتها ويعيق معه حركة ذلك الذي تسمر بأرضه هناك منبهر بها لم تنتبه لوجوده قط فقد هزت رأسها للخلف ترجع شعرها و وضعت حجابها مرة اخرى على رأسها ثم ربطتت رابطتها بشعر سنا كي تنهي مظهرها قائلة
ايه رأيك بقى بقيتي شبه البت ربنزل
طب تعالي نلعب بقى وعايزة اشوف حوض الورد
البنات مبسوطين اوي مع بعض
تنهدت وصوبت نظراتها نحو لهو الفتاتان من جديد
خلاص محصلش حاجة
تحمحم هو وحاول أن يتجاذب معها أطراف الحديث
سنا حبت طمطم جدا واتعلقت بيها
اجابته بعفوية ومازالت عيناها على الصغار
وانا وطمطم كمان حبناها اوي وبصراحة بنتك أسم الله عليها تتحب بسرعة وتدخل القلب من غير استئذان
أكثر ما يروقه بها هو عفويتها وصراحتها المتناهية التي تنم عن قلب لا يعرف الضغينة ولا يوجد به ذرة لؤم واحدة وحقا بعد تعامله المتحفظ معها أمس عن قرب وما فعلته مع ابنته الأن ورأه بأم عينه تأكد ان قراره بمحله لذلك حاول أن يلمح لها
مش لوحدها ...في ناس من كتر ما هي بسيطة ومريحة تدخل القلب برضو ومن غير استئذان
استشعرت بفطنتها ما يرمي له ولكنها حاولت أن تتروي وهي تحاول اقناع ذاتها أنه لم يتعمد أن يغازلها فهيئته بعيدة كل البعد عن هؤلاء الرجال الذين يستهون العبث ولكنه استأنف ليزعزع رأيها
زيك كده يا شهد 
وهنا لم تستطيع كبح لجام لسانها وقالت بشراسة متسرعة دون لحظة تفكير واحدة وهي تهب من على الأرجوحة
لأ بقولك ايه انا مش مرتحالك من الأول أقف معوج واتكلم عدل...إلا كلامك مايل ومش لايق على هيبتك.
توقع ردة فعلها لذلك حاول تهدئتها
اهدي علشان اعرف افهمك واكمل كلامي
تفهمني ايه اصلا مفيش كلام بينا وابعد من سكتي بقى أنا لولآ مش عايزة انكد على اخويا كان ليا تصرف تاني معاك
قالتها وهي تخطوا بعيد عنه ولكنه لحق بها قائلا
على فكرة أنا مستئذن محمد إني افاتحك واتكلم معاك
مش فاهمة
طيب بصراحة كده انا طلبت ايدك من اخوك
احتلت الصدمة وجهها وانحشر الحديث بحلقها ليستأنف هو برزانة وبنبرة عقلانية هادئة
اسمعيني لو سمحت انا عارف أنك متعرفنيش كفاية وعارف أننا شوفنا بعض مرات قليلة لكن أنا ارتحتلك ولقيت فيك حاجات مصدفتهاش قبل كده... مش هقولك حبيتك واضحك عليك وعلى نفسي بس هقولك معجب جدا بيك وبشخصيتك ولقيت فيك مميزات كتير أنا وبنتي محتاجينها...وصدقيني لو وافقتي هبقى اسعد حد في الدنيا واوعدك أنك مش هتندمي
حديثه وترها بشدة وجعل وجيب قلبها يتعالى..فدون قصد منه عزز ثقتها بنفسها و ايقظ مشاعر كامنة كانت تناستها بعد ۏفاة زوجها...فشعور كونها مازالت مرغوبة كان أكثر من مرضي لها ولكن ما يطلبه هو لم تفكر به قط من قبل وكانت ترفض رفض قاطع كل من يتقدم لها

وتوبخ بشدة من يحاول إقناعها بالأمر ولكن الأن لاتعلم ما اصاب لجام لسانها الذي نطق على غير عادته مترويا
هو محمد قالك ايه
اجابها بنظرات متحفظة وببسمة مريحة هادئة
قالي أنت صاحبة القرار
زاغت نظراتها بتوتر واطرقت برأسها ثم تهربت قائلة 
انا هروح اشوفه فين علشان لازم نمشي الوقت اتأخر
شهد
جمدها بأرضها
فلا تعلم لم ارتجف بدنها حين نطق بأسمها مجرد دون ألقاب لتلتفت له بملامح متوترة حين استأنف برزانة وبنبرة هادئة
هسيبك تفكري براحتك ومش هضغط عليك بس بتمنى يكون قرارك في صالحي
ابتلعت ريقها وتهربت بنظراتها متلعثمة
اللي فيه الخير يقدمه ربنا...عن اذنك
لتحين منه بسمة متفائلة ويدعو الله أن تكون من قسمته فمنذ الوهلة الاولى التي رأها تجسدت بها تلك السکينة و الانتماء والدفئ الذي طالما كان يفتقده في سنوات غربته.
طرقات على باب منزلها جعلتها تهرول تفتح الباب لتتفاجئ به أمامها ترددت لوهلة قبل أن تدعوه قائلة
ادخل يا بشمهندس اتفضل
انصاع لها ببسمة باهتة وإن فعل هرولو اطفاله له مهللين
بابي... وحشتنا
وانتو كمان يا ولاد
تعمدت ان تمنحه بعض الوقت معهم وجلست تباشر عملها على حاسوبها وبعد بعض الوقت
طلب هو منهم بأرهاق ظهر جلي على تقاسيم وجهه
معلش يا ولاد انا تعبان من الطريق ومحتاج اروح ارتاح
لتدخل هي
يلا ياولاد علشان هتصحوا بدري عندنا مدرسة الصبح
انصاعوا لها وقاموا بتركهم لتتسأل هي بأهتمام
يامن عامل ايه دلوقتي
اجابها وهو يحل اول زرار بقميصه
الحمد لله فاق وكلها كام يوم ويخرج من المستشفى
إن شاء الله هيبقى احسن وهيخرج بالسلامة متقلقش
هز رأسه يستبشر بحديثها ثم اخرج مفاتيح سيارتها قائلا
معلش مقدرتش ارجعهالك قبل كده مكنش ينفع اسيب خالتي انا حتى هرجع لهم تاني بس بعد ما اشوف الشغل
لو عايز خلي العربية معاك
نفى برأسه وهب واقفا ينوي المغادرة
لأ ملوش لزوم...
انا همشي محتاج ارتاح
استنى
قالتها وهي تفرك بيدها ولا تعلم من اين تبدأ مما جعله يتأهب بأهتمام بالغ لحديثها وهو يظن انها ستعدل عن قرارها بينما هي 
كادت تفاتحه بأمر مساعدتها له بشأن عمله ولكن منعه رنين هاتفه الذي صدح بألحاح عجيب جعله يضغط زر الألغاء و يزفر حانقا
تم نسخ الرابط