خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

شاء الله هتبقى احسن الدكتور طمني ويومين وهيكتبلك على خروج
هو ايه اللي حصل
الدكتور قال غيبوبة سكر
جعد حاجبيه مستنكرا لتستأنف هي
كنت زيك مستغربة بس الدكتور قالي أن السكر زي الضغط بيتأثر بالعوامل النفسية والظاهر أن الخبر اللي سمعته هو السبب
تجهمت معالم وجهه واخبرها بنبرة واهنة
مواد البناء والمعدات اللي جوة الموقع اتسرقت كلها
ازاي وفين بتوع الحراسة
الشغل واقف والمرتبات وقفت معاه وكل الموظفين وحتى شركة الحراسة انسحبت من الشركة و مكنش فاضل غير الغفير ولقوه مضړوب ومتربط واللي قهرني أن اللي بلغني قال إن منار هي اللي ورا كل حاجة واعترفت على ابناللي اسمه حسام
وليه مبلغكش في ساعتها 
انا كنت قافل تلفوني وانا عند يامن علشان اتهرب من المستشار القانوني بتاع الشركة اللي متعاقد معاها اصله طالبني بالشرط الجزائي ومكنتش عارف هتصرف ازاي
تنهدت حانقة ثم طمئنته
متقلقش انا هتصرف وهحل كل حاجة المهم دلوقت تشد حيلك وتقوم بالسلامة
هتتصرفي ازاي يا رهف 
مش واثق فيا يا حسن مش كده
انا مبقتش واثق فأي حاجة ليها علاقة بيك انت اتغيرتي اوي عن رهف اللي كنت اعرفها
قصدك اللي أنت غيرتها..في فرق كبير بين الاتنين لكن دايما كان في حاجة ثابتة بينهم أنك أنت ابو ولادي اللي عمري ما اتمناله حاجة وحشة
سألها بتنهيدة مثقلة بالندم
انا ازاي ضيعتك من ايدي يا رهف
السؤال اجابته انت عارفها كويس يا حسن
رهف انا لسه
كان على وشك محاولة استعطافها لكن قاطعه اندفاع الباب ودخول سيدة في الثلاثين او أكثر من عمرها ويظهر القلق جلي على تقاسيم وجهها عقدت رهف حاجبيها وسألتها بأدب
حضرتك مين
رمقتها بطرف عيناها ثم اجابتها متعجرفة
انا جاية اطمن على مستر حسن 
انا شغالة عنده في الشركة
رحبت رهف بها بملامح ثابتة
تمام اتفضلي
تقدمت من فراشه وانحنت بجزعها عليه بطريقة لا تنتمي للحياء بشيء ثم وضعت باقة الورود بيده قائلة
حمد الله على سلامتك يا مستر حسن
تحمحم هو ثم تناوب نظراته بتوتر بينهم و أجابها بإقتضاب وهو يضع الباقة اعلى الكومود بلا اكتراث
شكرا
ابتسمت واخبرته 
اسمي سميرة وشغالة في قسم الحسابات انا من ضمن اللي لسه مسابوش الشغل ومخلصين لحضرتك
أومأ لها وعينه لاتفارق رهف يتوجس من ردة فعلها ويخشى أن تظن به السوء فهو يقسم أن تلك المرة الأولى التي يرى بها تلك ال سميرةغريبة الأطوار
بينما هي كانت تتناوب نظراتها بينهم بملامح ثابتة لم يستشف منها شيء وزادت من توتره لتجلس الأخرى على المقعد المواجه لفراشه وترشق رهف من أعلاها لأخمص قدمها ثم تشدقت بسؤالها
مش أنت طليقة مستر حسن برضو ولا بيتهيئلي
ردت رهف ببرود وهي محتفظة بثباتها
اه انا في مشكلة 
نفت برأسها وصبت كافة تركيزها عليه قائلة بأهتمام فائق
حمد الله على سلامتك يا مستر حسن انا اول ما عرفت جيت جري علشان اطمن عليك 
لتزفر رهف انفاسها وتخبره بهدوء يخالف تلك العاصفة التي تقصف بها
لما الزيارة اللطيفة دي تخلص هجيب الولاد يطمنوا عليك اصل ما حبتش يشوفوك قبل ما تفوق
كادت تفتح الباب لتغادر الغرفة ولكن سؤاله اوقفها
هما الولاد فين
اجابته ببسمة استفزته على الأخير وجعلت نيران الغيرة تشتعل بقلبه
في أوضة الدكتور نضال اصل انت في نفس المستشفى اللي بيشتغل فيها
ذلك أخر ما قالته قبل أن تترك الغرفة تاركته 
يزمجر غاضبا من سيرة ذلك ال نضال التي تثير جنون غيرته 
أما عن تلك الزائرة كانت تستغرب ما اعتراه وتسألت 
هو أنت كويس يا مستر حسن!
لعنها بسره واجاب بإقتضاب وبملامح متجهمة
كويس
دفعت باب مكتبه وهي تظنه غير متواجد بداخله ولكن خالف ظنونها و وجدته يجلس يربع قدمه ويتوسط اطفالها ويتناول معهم الطعام وحين رأوها شهقوا متفاجئين بها وهدر هو بخفة وهو يدس قطعة

البيتزا بأكملها بفم شريف المنفرج صدمتا من حضورها الغير متوقع 
قفشتنا!وملحنقاش نداري الچريمة
قهقهوا الصغار بقوة حتى كادو يختنقوا بطعامهم بينما هي كادت البسمة تتسلل على ثغرها ايضا ولكنها قلبت عيناها بلافائدة و ظلت على ثباتها معاتبة
كده برضو يا ولاد بتاكلوا أكل من برة أنتو مش عارفين أنه مضر ومش مفيد ابدا
عقبت شيري على حديثها بعدما اندثرت ضحكاتها
سورى يا مامي بس كنا جعانين اوي وزهقنا من السندوتش
ابتلع شريف ما بفمه بصعوبة واعتذر مثلها
سوري يا مامي هو نضال سألنا واحنا اللي طلبنا منه
تنهدت هي ونظرت له نظرة مطولة مؤنبة جعلته يهب من جلسته ويقول ببساطة دون تعقيد
بلاش تبصيلي كده كانوا جعانين يعني اقف اتفرج عليهم وبعدين حرام بقالهم يومين مش بياكلوا غير ساندوتشات وزهقوا منها
تقوم تسمع كلامهم يا دكتور 
تنهد بقلة حيلة واجابها وهو ينظر لهم بنظرات حانية
طب بذمتك ازاي عايزاني اصمد قدام اتنين زيهم وبعدين كنت عايزاني اعمل ايه!اجبلهم اكل من بتاع المستشفى اللي بيطفشوا العيانين بيه 
كان لازم اتصرف وبعدين مرة واحدة مش هتضر يا بشمهندسة
اصهب في شرح الموقف لها بطريقة اقنعتها وجعلتها تزفر انفاسها وتهز رأسها دون حديث ثم جلست على المقعد المواجه لمكتبه ساهمة مما اثار ريبته وجعله يطلب من صغارها
طيب عارفين طريق الحمام روحوا اغسلوا ايدكم و وشكم يا ولاد ليربت على خصلات شيري ويستأنف مشاكسا
بس اوعي يا زقردة تبلي هدومك وتلعبي في الماية زي عوايدك 
هزت رأسها بطاعة ولكن
لم يتحركوا خطوة واحدة إلا حين هزت رهف رأسها ليركضوا سويا من أمامها ليتسأل هو
مالك حاجة حصلت
تنهدت وهزت برأسها ليلح هو
لو حابة تتكلمي هسمعك
تحدثت دون تفكير وبتنهيدة متثاقلة غير عابئة بتلك النيران التي ستندلع به بعد حديثها
في حاجات كتير جوايا مش عارفة اترجمها وحاسة إني تعيسة وضايعة ومتلخبطة
شعر بقلبه ېحترق بين احشائه من تصريحها الذي يعلم انه نابع من تأثرها بما حدث ل حسن ثم اجابها بتلك البسمة التي يجيد اقتناصها في أكثر أوقاته بؤسا وهو يجلس مواجه لها
بس أنا اتعس منك
زفرت بضيق ومررت يدها على وجهها قائلة بضجر
مش فايقة بجد لهزارك
اجابها بكل ثبات انفعالي كعادته وهو محافظ على بسمته
انا مش بهزر انا حاسس إني اتعس واحد في الدنيا وكل ما اقرب خطوة الظروف تعاندني وارجع ألف لورا
استشعرت بحدثها ما يلمح له وحينها دق ناقوص الخطړ وجعلها تود الفرار
انا هروح اشوف الولاد واخليهم يطمنوا على ابوهم
قالتها وهي تهب واقفة كي تغادر مكتبه ولكنه منعها قائلا وهو يقبض على رسغها برفق
عارف إنك عايزة تهربي بس متهيئلي جه الوقت تعرفي بقيت الحكاية
عاندت هي ورفضت قائلة
ارجوك انا مش عايزة اسمع حاجة سيبني اخرج
أصر بنبرة يائسة تملك الاحباط منها
مش هسيبك غير لما تسمعيني اعتبريها محاولة من واحد بائس محبط مبقاش فاضله أي أمل
نضال لو سمحت 
حانت منه بسمة مختلفة عن سابقتها وهمس بغصة تسكن احشائه منذ زمن
تعرفي أن اسمي حلو أوي منك كان نفسي اسمعه من سنين
ارجوك اسكت مهما كان اللي عايز تقوله مش هيغير حاجة
لأ هيغير يا رهف
ليه قررت تتكلم في التوقيت ده !
اجابها بنبرة مرتعشة مټألمة وهو يشعر بيأس لا مثيل له 
علشان حاسس إني هخسرك للمرة التانية بسببه و عارف أن لو اتحطيت في مقارنة معاه هتختاريه هو مش انا 
وليه احطك معاه في مقارنة اصلا
جمدت خضراويتاه لثوان لايصدق انها الى الان لم تتفهم مشاعره نحوها ولأول يشعر أنه ضئيل مقارنتا بالآخر وبما تكنه له لذلك تسأل محبطا
افهم من كده ان مفيش وجه مقارنة بينا بالنسبالك وأن انتمائك هيفضل ليه مش كده
زفرت و نزعت يدها من قبضته مبررة
نضال افهم  تعبه مش هيغير حاجة انا وقفت جنبه علشان هو ابو ولادي
بس خۏفك عليه بيقول غير كده
نضال لو سمحت انا موعدتكش بأي حاجة ومفيش حاجة تذكر بينا
غامت عينه وقال بنبرة موجعة يكشف الستار عن تلك القصة التي يملك طرف وحيد بها و لم تواتيه الشجاعة سابقا أن يصرح بتفاصيلها
يمكن ده بالنسبالك بس بس انا عمري ما عرفت انساك بسببك سافرت واتغربت علشان انسى انك بقيتي لراجل تاني عارف إني اتأخرت وقتها ومصرحتكيش بمشاعري بس ظروف مرض ابويا ومۏته وتعب امي منعوني إني اتقدملك و مكنش عندي الشجاعة ولا القوة وقتها إن اصارحك بمشاعري
ده نصيب وبعدين ما انت كمان اتجوزت
استرسل بنبرة مخټنقة بائسة وخضراويتاه الدامعة تحاول اقناعها 
امي هي سبب جوازي من هاجر 
وكانت بتقنعني بشتى الطرق ومش معنى ده إني مقدرتهاش بالعكس انا كنت بحترمها وبقدر مشاعرها وكان عندي استعداد اكمل عمري معاها او مع غيرها بس يمكن ربنا رتب كل حاجة من تاني علشان يديني فرصة تانية انا بجد محتاجها
لتفر دمعة عاصية من سجن عيناه ويتلاشى ثباته الانفعالي ويستأنف بنبرة مخټنقة متحسرة يذكرها بذلك اليوم المشؤوم 
انا لما جريت على صړيخ سعاد ولقيتك غرقانة في دمك وقفت عاجز قدامك وحسيت بروحي بتنسحب وكان قلبي هو اللي پينزف مش

انت واتمنيت اروح اقتله بس بأي حق كنت هعمل كده أنا كنت مستغرب أزاي واحد زيه يخون ويهين ويأذي ويبقى ناقم وبيقلل من نعمة أنه متجوز واحدة هي كل احلام وامنيات راجل تاني
لاتعلم ما اصابها كل ما تعلمه أن دمعاتها كانت تتساقط من عيناها دون ارادة وبعد ثوان من الصمت المعذب من كلاهما لم يكن يسمع غير انين دمعاتهم غمغمت هي
قولتلك كلامك مش هيغير حاجة يا نضال انا آسفة على كل حاجة بس انا معنديش حاجة اقدر اديهالك سامحني وحاول زي ما عشت سنين من غيري تكمل حياتك أنت راجل أي ست في الدنيا تتمناك 
ابتلع غصته المعذبة وصارحها بكل وضوح
بس مش عايز غيرك
استرسلت بنبرة مخټنقة بأنين جرحها
مش هينفع صدقني هظلمك انا واحدة مبقاش جواها حاجة تديها لحد وحتى لو فكرت أنا مش هقدر اخسر ولادي صدقني انا معنديش استعداد ولا طاقة لكده
حاول دعمها وكأنه يتوسل حبها
حبي ليك هيقويك يا رهف وصدقيني أنا هبقى راضي بأقل القليل منك
نفت برأسها ثم غمغمت من بين دمعاتها التي لاتعلم سببها
مش هينفع
احتل اليأس معالمه وتنهد تنهيدة حاړقة محملة بأنين ذلك القلب المعذب ثم غمغم وهو يمرر يده على وجهه بنبرة مخټنقة مغلفة بحزن مرير
مشكلتك أنك مش عارفة تصالحي نفسك ولا تسامحيها على اللي فات وبتحاولي تباني قوية وزي ما اتأذيتي بتحاولي ټأذي كل اللي حواليك خليك صريحة مع نفسك قبل أي حد و صدقيني لو حبيتيها واتصالحتي معاها الأول هتشوفي كل حاجة بمنظور تاني و هتتأكدي انك تستاهلي فرصة تانية
صراحته ټقتلها وتعريها دائما أمام نفسها فكيف يستطيع أن يسبر أغوارها لهذا الحد و تكون مكشوفة هكذا أمامه لذلك کرهت الأمر و استنكرت ضعفها بقولها التي لم تعنيه حقا ولكن تفوهت به كي تحافظ على ماء وجهها 
يمكن أنت معاك حق بس مش معني كده أن الفرصة التانية دي هتبقى معاك
نظر لها نظرة مطولة مټألمة بسبب ذلك النصل التي غرسته بقلبه لتوها بحديثها فما
تم نسخ الرابط