خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

كان منها غير أن تقطع أخر السبل معه كي لا يتأمل هباء
أنا هبعد يا نضال وارجوك حاول تقدر موقفي
حانت منه بسمة ممزقة مټألمة ورد بسخرية مريرة يسخر بها من حظ قلبه اللعېن الذي لم ينفك طوال سنين من حبها
موقفك على العموم انا مش هفرض نفسي عليك اكتر من كده ومش ضروري تبعدي انا هبعد وهضغط على الزرار وانساك واوعدك بعدها مش هعترض طريقك ابدا أنا حتى لو شوفتك في حتة هدور وشي وهعمل نفسي معرفكيش ليرفع رأسه بكبرياء ويضيف متهكما
تأمريني بحاجة تانية يا بشمهندسة
نفت برأسها وهرولت مغادرة و رغم أن ما فعلته هي راضية عنه إلا ان دمعاتها كانت تلاحق خطواتها وهي تشعر بشعور لم يراودها من قبل شعور غريب يتعدى التشتت و الضياع بمراحل عارمة.
الثاني والأربعون
ستفقد كل الفرص التي سنحت لك بمجرد أنك قررت عدم محاولة استغلالها.
واين جريتزكي
جلست بعيون ذابلة وملامح 
متهدلة بزاوية الغرفة أمام النافذة شاردة لا تعلم ما بها نعم ذلك ما ارادته ولكن لم تشعر بالضيق ولما ايضا تشعر أنها فقدت شيء عزيز على قلبها ترى هو محق هل من المفترض أن تعطي فرصة لذاتها ترى هو حقا سيكون هو جدير بها ولكن مهلا ماذا عن أنين قلبها وماذا ايضا عن خوائها حقا لا تعلم اجابة واحدة لتسائلاتها كل ما تعلمه أن قواها خارت ورغبتها منعدمة نحو كل شيء تعالت ضحكات صغارها لتنتشلها من افكارها لتجدهم يجلسون بجانبه على الفراش ويقوم هو بدغدغتهم معا 
وسط قهقهاتهم وضحكاتهم المستمتعة حانت منها بسمة باهتة على ذلك المشهد النادر الذي لم يتكرر سوى مرات تعد على أصابع اليدين وتسائلت هل ياترى هي ظلمت ابنائها بأنفصالها يعلم الله أنها تهاونت من اجلهم كثيرا وكانت دائما تتغاضى و تتدبر السبل كي تحيا بسلام ولكنه خزلها وهدم كل سبلها ولم يقدر تضحياتها فلم تفعل ما فعلته إلا حين فاض بهانعم على أتم الاستعداد أن تفعل أي شيء من اجل ابنائها ولكن ماذا عنها وعن حق ذاتها عليها إلا يحق لها أن تستعيد كيانها وتستقل بحياتها. 
لاحظ هو شرودها ليتوقف عن ما يفعله ويضمهم له متسائلا
مالك يا رهف
نفت برأسها وتمتمت ببسمة باهتة
مفيش حاجة مرهقة بس شوية
طب لو حابة تروحي ترتاحي انت والولاد أنا معنديش مشكلة
تنهدت وأيدت اقتراحه
فعلا انا محتاجة ارتاح والولاد كمان انا هروح دلوقتي وهبقى ارجعلك الصبح الدكتور قال أنه هيكتبلك على خروج بكرة
وهنا اشرأب شريف برأسه متسائلا
مامي هو بابي هيروح معانا البيت
تعلقت نظراتهم ببعض ولم تجيب هي لتضيف شيري وهي تعانق ابيها
مامي بابي مش ينفع يقعد لوحده ولازم نبقى معاه
انتظر جوابها بفارغ الصبر ولكنها زفرت انفاسها وقالت كي تخيب رجاءه في غفرانها
مش هنسيبه لوحده يا ولاد هنبقى نزوره متقلقوش
رهف انا بجد محتاجلكم خلينا نرجع نتلم من تاني والولاد يتربوا وسطينا
حاول اقناعها ولكنها اغمضت عيناها

بقوة ټلعن شتاتها ودون أن تضيف كلمة واحدة تريح قلبه كانت تنهض وتتوجه نحو الخزانة تدس يدها بملابسه التي كان يرتديها تخرج مفاتيح شقته قائلة
أنا هدفع حساب المستشفى قبل ما امشي وهجيبلك بكرة هدوم من البيت قبل ما اجيلك انا والولاد وهبعت حد ينضفه ويعملك أكل علشان لما تخرج عايز حاجة تانية اجبهالك قبل ما اجي
عايزك تريحيني يارهف
راحتك مش اهم من راحتي يا حسن حمد الله على سلامتك
ذلك آخر ما قالته قبل أن تغادر الغرفة مصطحبة اطفالها تاركته ينظر لآثارها وهو يبتلع غصة مريرة مر الحنضل من شدة ندمه كونه خسرها.
عادو للمنزل بعد انقضاء بضع ايام بالمشفى وقد تحسنت حالته كثيرا وطمئنه الطبيب أن يمارس حياته العادية فقد اصرت ثريا فور وصولها أن تذهب كي تطمئن على حسن
وها هي نادين تجلسه على طرف الفراش قائلة بسعادة هائلة
حمد الله على سلامتك البيت نور
البيت وحشني اوي
ابتسمت بسمة هادئة ثم انحنت كي تنزع عنه كنزته كي تساعده في ارتداء غيرها قائلة
كان مضلم من غيرك
نزعت عنه كنزته ثم رفعتها لأنفها تستنشقها بعمق مستمتعة ليباغتها هو ويجذبها من رسغها ويجلسها 
بجواره متسائلا بمشاكسة
بتعملي ايه ما انا قدامك اهوا
اجابته بتنهيدة مسهدة
ريحتك وحشتني أوي يا يامن تعرف إني اقدر اميزها من بين ألف ريحة غيرها
اجابها بتلقائية
اه البرفان ده حلو انا كمان بحبه ومتعود عليه
مش ريحة البرفان .ريحة جسمك
ابتلع ريقه عندما دفعته برفق تمدده على السرير 
جف حلقه ثم رفع رأسها بأنامله وقال بنبرة متهدجة
نادين حرام عليك
ابتسمت تلك البسمة الماكرة التي أوقعته بها ثم اقتربت من وجهه بشكل خطېر هامسة بنبرة غريبة هي ذاتها تستغربها
وحشتني اوي  يا يامن 
ابتلع ريقه وقال وهو يجذبها من مؤخرة رأسها
هي تقريبا الهرمونات دي هتكون مفيدة اوي 
قهقهت هي ولكنه كتمها حين ..
اليوم هو اليوم الموعود التي طالما انتظرته بفارغ الصبر فقد اتموا كافة التحضيرات وتم حجز أحد القاعات الصغيرة التي تناسب إمكانياته فلم يقبل مساعدة من فاضل بأي شكل من الأشكال وكم كانت فخورة هي به وبعزة نفسه بعدها فهي لا ترغب في حفل زفاف اسطوري بل كل ما تطمح به هو حفل صغير يسعها بقربه والأقربون لقلبها. 
يخربيت جمالك والنعمة هعيط
قالتها شهد بعدما انتهت خبيرة التجميل من وضع اللمسات الاخيرة لها لتبرز جمالها وحين انتهت نهضت ميرال بفستانها الابيض الزاهي الذي يضيق من عند الصدر وينسدل باتساع من عند الخصر بعدة طبقات من الشيفون المطرز بذلك اللؤلؤ البراق الذي انعكس ضيه داخل عيون الجميع واولهم نادين التي قالت بانبهار
تحفة يا ميرال تجنني
اتسعت بسمتها وهي ترى انعكاسها في المرآة ثم قالت بسعادة تتقافز من عيناها
بجد حلو يعني هعجب حمود
يابت بطلي سهوكة بقى القلوب اللي طالعة من عينك ملت الأوضة
قالتها نغم بمشاكسة مما جعل ميرال تجيبها وهي تخرج لسانها
وماله مهو بقى جوزي جوزي .جوزي
كررت اخر كلمة وهي تدور حول نفسها مما جعلهم يقهقهون على جنانها وتعقب نغم
لاحول ولا قوة إلا بالله البنت كانت بعقلها
لتسايرها نادين وهي تتذكر مالك قلبها وتقبل دبلته التي تزين بنصرها بتنهيدة مسهدة
معلش معذورة الحب بيعمل اكتر من كده
رفعت نغم سبابتها بوجههم محذرة
وانت كمان لأ بقولكم ايه انا سنجل راعو مشاعري وبطلوا نحنحة منك ليها
قهقهوا من جديد تزامنا مع دخول محبة التي فور رؤيتها أخذت تبكي من شدة سعادتها لتعاتبها ميرال
بټعيطي ليه يا دادة حرام عليك دلوقت
اجابتها محبة وهي تكفكف دمعاتها
مش مصدقة يا بنتي إني عيشت وشوفتك بالفستان الابيض
ميرال قائلة
ربنا يخليك ليا يا دادة ويديك طولة العمر علشان تربي ولادي كمان
ربتت محبة على ظهرها بحنو وأخذت تطلق الزغاريد هي وشهد حتى تردد صداها ليبعث البهجة في في الأجواء التي بدأت لتوها حين دلف فاضل إليها كي يصطحبها ليسلمها لزوجها وفور رؤيته إياها دمعت عينه ودثرها متأثرا
زي القمر يا بنتي ربنا يسعدك
مررت ميرال يدها على ظهره بحنو داعية
ربنا يخليك ليا يا بابي
قائلا بغيرة ابوية
هياخدك مني الولد ده
محدش يقدر ياخدني منك أنت حبيبي قبل منه
ابتسم بسعادة متناهية ثم اخذ يدها يعلقها بذراعه وتقدم بها عبر ذلك الرواق الكبير الذي يوصل لتلك القاعة التي سيقام بها الزفاف وحين لمحته يقف من بعيد يواليها ظهره تقافزت ضربات قلبها وتعالت انفاسها وهي تشعر أنها بحلم جميل وكل ما يمر بها هو من نسج خيالها 
ربت ابيها على يدها المسنودة على ذراعه وحثها كي تتقدم منه من أجل تلك اللقطات التصويرية التي يحرصون المصورون رصدها كي تخلد تلك الذكرى للأبد نقرت هي على كتفه ليلتفت لها بتلك الطلة المبهرة مرتديا بذلة سوداء ذات تصميم رجولي مميز للغاية تحتها قميص أبيض زاهي اللون وبيبيون لتكمل اناقته.
لثوان وقف كل منهم منبهر بالأخر دون حديث وكأن كافة امانيهم واحلامهم متجسدة أمامهم لتتسع بسمته شيء فشيء مع بسمتها 
تعالت الزغاريد تزامنا مع وضعه ليدها بذراعه ثم سيره بها لداخل القاعة

الصغيرة التي تضم عدد قليل من الاقارب والاصدقاء
وقد صدحت أصوات الأغاني الدارجة تعلن عن بدء فقرات حفل الزفاف كما هي متعارف عليها 
وقفت تتأملهم من احد الزوايا اثناء رقصهم تلك الرقصة الهادئة حين باغتها هو
عقبالنا يا شهد
ابتسمت قائلة بخجل
إن شاء الله
طب امتى مش هترضي عني بقى
قولتلك إني موافقة بس بعد ما اطمن على حمود وميرال 
انا معاك ومستعد استناك العمر كله يا شهد 
تهربت بنظراتها منه واشټعل وجهها حرجا من جملته ولم تعرف ماذا تجيب ليزيدها هو عليها
على فكرة أنت مختلفة النهاردة
ابتسمت بهدوء وهي تطالع فستانها النبيذي المحتشم وتسألت بتوجس وهي تتأكد بأناملها من لفة حجابها
حلوة يعني!
لأ.
شهقت متفاجئة في حين اكمل هو برزانة
انت علطول حلوة يا شهد مش النهاردة بس ومش ده اللي اقصده
أمال ايه أنت بتقول فوازير يا كاظم
ابتسم بسمة هادئة على نطقها لأسمه ثم عقب بإعجاب شديد
منكرش الفستان والميكب ظهروا جمالك اكتر بس انا بحب اشوفك على طبيعتك من غير رتوش
فركت يدها متوترة وقالت بتلقائية 
والنعمة دي عيونك
حانت منه بسمة مستمتعة على تلقائيتها وهمس بعيون مسبلة 
على فكرة عيونك أنت احلى صافية وفيها دفى غريب بيخلي الواحد يرتاح بعد ما يبص فيها
مهلا هل الأرض تدور بها أم ذلك أثر حديثه فقد رفعت نظراتها كالمغيبة ثم ابتلعت رمقها من نظراته التي ارجفت اوصالها وكشفت الستار عن تلك المشاعر الكامنة التي كانت تناست تواجدها من الأساس لتتلعثم بحرج
نهار اسوح براحة عليا ربنا يخليك
تنهد وقال وهو يشمل خجلها بنظرة تعدت الاعجاب بمراحل عارمة
انا مقولتش حاجة لسه يا شهد
شهقت واستنكرت وهي تتهرب من نظراته
كل ده ولسه مقولتش لأ انا همشي من قدامك احسن واروح اشوف البنات
قالتها وهي تهرول من امامه هاربة حتى لا يغدقها اكثر بأقاويله التي تكاد تبعثرها وتفقدها اتزانها.
بينما على الجانب الأخر كانت تجلس بجواره على الطاولة تتنهد تنهيدات حالمة وهي تشاهد ميرال ومحمد يتمايلون على أنغام تلك الرقصة الهادئة ليباغتها هو
تحبي ترقصي
هزت رأسها واسندت رأسها على كتفه قائلة
لأ يا حبيبي أنت لسه تعبان ومش عايزة اتعبك كفاية جيت معايا
انا بقيت كويس على فكرة والدكتور بنفسه قالك كده ليه مش مقتنعة
ايوة مش مقتنعة يا يامن وهفضل خاېفة عليك لغاية متأكد بنفسي أنك أحسن
رفع حاجبه بمكر وتسائل
طب وهتتأكدي ازاي
تنهدت وقالت بعدم معرفة 
هاا معرفش
طيب سبيني اكدلك بطريقتي لما نروح
اجابته ببسمة ماكرة
نبقى نعمل مفاوضات ونشوف
قلب عينه وحاول استعطافها
حرام عليك والله انا لو في حاجة تعباني فهو انت
هتبقى مفاوضات سلمية يا يامن
تأهب متسائلا
بجد سلمية من غير شغب ولا احتجاج
هزت رأسها ب لا لتتسع بسمته البشوشة ويقول مشاكسا
طب حيث كده يلا بينا عايز اروح دلوقت بس الاول هوديك مكان هيعجبك
هتوديني فين
متستعجليش هتعرفي
طب خلينا شوية وطالما اعترفت انك بقيت احسن تعالى نرقص الأول
قالتها وهي تجذبه من
تم نسخ الرابط