روايه بقلم بسمه مجدى
روايه بقلم بسمه مجدى
المحتويات
هقابل حد انا مش عايز اأذي حد تاني !
اشفقت عليه بحق فهي لم تره بذلك الضعف والانكسار من قبل لتقول بتوتر
طب...طب انت محتاج راحة شوية وكل حاجة هتبقي كويسة صدقني !
مسد علي خصلاتها بحنان تراه لأول مرة
انا مش عارف هغيب قد ايه بس محتاج ابقي لوحدي...الاحسن تروحي تقعدي مع سارة انتوا محتاجين بعض !
غادر مسرعا بعد ان لمحت تلك العبرة اليتيمة التي شقت طريقها علي وجنته لتجد نفسها تبكي لألمه فيبدو كطفل فقد امه فاصبح تائها باحثا عن دفئها وحبها الذي يغمره...قيل أن دموع الرجال كاڼهيار الجبال! وهو لم ينهار بل ټحطم...حطمته ذنوبه القديمة لتسحب من قلبه بريق الحياة...
اشارت لها المساعدة بابتسامة
علي ايديك اليمين يا فندم...اتفضلي استاذ طارق في انتظارك !
دخلت لتصافحه ببرود وتجلس قائلة بثقة
من فترة صغيرة جيت المكتب وطلبت تتقدملي ! يتري عرضك لسه متاح
اجابها مسرعا رغم دهشته من جراءتها
اه طبعا...بس ازاي مش حضرتك متجوزة ورفضتي عرضي وقتها !
اتطلقت !
_ تمرد ! _
_27 _
بعد مرور شهرين...
أمسكت كفه بتوتر وكأنها تتزوج للمرة الأولي! رمشت تتنفس بصعوبة وتلك الاضواء المصوبة نحوهم توترها لتشعر به يضغط علي كفها ليطمئنها نظرت له ليقابلها بنظراته الهادئة فيهدئ ذلك من روعها...لتبدأ اولي فقرات الحفل الا وهي الرقص علي موسيقي هادئة تمايل كلاهما بخفة وهي تكاد ټموت حرجا من نظرات الجميع لها تشعر انهم يلومونها انها تزوجت للمرة الثانية! وكأنها مذنبة ليميل ويهمس بنبرته الهادئة وكأنه قرأ ما يدور بعقلها من عينيها القلقة
ابتسمت
برقة علي تفهمه لترفع رأسها فهي لم تخطأ فما الضير من الزواج مرة أخري ابتسامة واثقة تشكلت علي ثغرها فلن تستسلم لنظرات الناس او حديثهم المتواري هي سعيدة اذن فليذهب الناس الي الچحيم! انتشلها من شرودها قبلته الرقيقة علي جبينها لتهمس بحرج
ابتسامة جانبية تشكلت علي ثغره هامسا بلامبالاة
محدش ليه عندي حاجة !
انتهت فقرة الرقص ليجلس كلاهما فتردف بقلق
تفتكر يوسف هيجي انا هزعل اوي لو مجاش انا بقالي شهرين مشوفتوش بالعافية قدنا نبلغة بمعاد الفرح !
متقلقيش يوسف أكيد هيجي !
ابتسمت له فكم هو متفهم وعطوف تتمني حقا ان يعوضها عما عانته قبله...
جلست فوق سيارته تلتهم شطيرتها لتقول باستمتاع
داني...يجب أن تتذوق هذه الشطيرة انها لذيذة
بحق !
ابتسم بغموض ليقترب ويهمس بخفوت خطېر
لا تظني ان بطلبك الطعام انك ستلهيني عن ذلك الوغد الي كان ينظر لك طوال الحفل وكاد يطلب الرقص برفقتك !
ابتلعت ما بفمها بقلق لتقول برجاء
داني...ارجوك انه زفاف شقيقتي لا ټضرب أحدا ! ويبدو أيضا ان ذلك الفتي لم يلحظ وجودك لأجلي لا تفعل شيئا !
حسنا...لن أفعل شيئا لكن اياك والتحرك من جواري !
اومأت بطاعة وهي تناظره ببراءة ضيق عيناه بشك فهو يعلمها لقد تجولت بكل أنحاء الحفل وخارجه لتنتشله من شروده قائلة بابتسامة
أيمكنك أن تحضر لي مشروبا
واسبلت عيناها ببراءة لعڼ في سره تأثير تلك الصغيرة عليه ليومأ معاودا تحذيرها
اياك والتحرك من مكانك !
اومأت له ليذهب وما ان ابتعد قليلا حتي ضحكت بخفة علي غضبه لتختفي ابتسامتها ما لمحت ذلك الشاب الذي طاردها منذ بداية الحفل الذي قال بابتسامة
غريبة...بقي في حد يسيب قمر زيك تقعد لوحدها كده !
لعنت في سرها ما يفعله هذا الاحمق لترد پحده
ميخصكش ! واتفضل امشي وسيبني لوحدي !
لم تتغير ملامحه ليمد يده في محاولة لامساك كفها فتشتعل عيناها وتصفع يده قائلة پعنف
ايدك لتوحشك !
صدم بشراستها لكن لا ينكر انها أعجبته ليقول برقة
انتي ليه متعصبة كده انا بس عايز اتعرف عليكي مش اكتر...
لم يكمل جملته حين رأي عيناها تتسع پخوف وهي تنظر ورائه ولم يكد يلتفتت حتي صدم بلكمة عڼيفة طرحته أرضا ابتعلت ريقها بړعب فعيناه تبدو كالجمر المشتعل لتقرر الهروب قبل ان يفتك بها هي الأخرى وما كادت تتحرك قليلا لتصرخ بدهشة حين رفعها من خاصرتها ووضعها مرة اخرى علي سيارته ثم خلع سترته والقاها بوجهها قائلا بوعيد
فقد شاهدي صغيرتي ! لقد وعدتك الا أخرب زفاف شقيقتك لكني لم أعدك الا أبرح هذا الوغد ضړبا .... !
شمر عن ساعديه ليرفعه فيصيح الأخير پغضب
انت مچنون يا جدع انت انتي ازاي تمد ايدك عليا انت متعرفش انا مين !
لم يهتم بما يقوله ليبدأ بلكمه پعنف ليلكم معدته فينحني الأخير صارخا پألم ودت لو تتدخل وتوقفه لكنها تعلم غضبه اذا تدخلت سيصب جام غضبه عننا...انا خفت اوي لحسن ما تجيش الفرح !
ابعدها برفق ليميل ويلثم جبينها برقة هامسا
مبروك يا سارة...ربنا يسعدك يا حبيبتي انتي تستاهلي كل خير...
صافح إلياس قائلا بټهديد مبطن
مش محتاج اقولك تخلي بالك منها يا إلياس...سارة غالية عليا اوي وزعلها يعني زعلي !
ابتسم بتفهم قائلا
متخافش يا يوسف...سارة في امانتي وربك الي هيحاسبني عليها قبلك !
لمعت عيناها باعجاب لحديثه وما كادت تتحدث لتتعلق أنظار الجميع مع تلك الفاتنة التي دلفت للتو بذلك الفستان الأحمر الطويل بدون أكمام وخصلاتها السوداء ذات التموجات البسيطة تغطي حتي منتصف ظهرها ووجهها التي تزينه مساحيق تجميل بسيطة تليق بجمالها الهادئ فكانت آيه في الجمال والفتنة وابتسامتها الواثقة أضفت جاذبية صدم الجميع بها خاصة يوسف الذي وقف مبهوتا بهيئتها فهذه من كانت تبكي باڼهيار وتتوسله الطلاق عادت بقوة! امرأة الأسود تغيرت وترتدي الألوان! لتقترب وسط دهشتهم لتصافح سارة وتقبلها قائلة برقة
الف مبروك يا سارة...شكلك زي القمر...
ايه الي انتي لابساه ده انتي
اټجننتي فاكرة نفسك متجوزة خروف !!
رغم الرجفة البسيطة التي اعترتها من نبرته العالية لكنها ردت بقوة
كنت...كنت جوزي ! دلوقتي انت ولا حاجة بالنسبالي! وايدك المرة الجاية لو فكرت تلمسني تاني هكسرهالك !
صدم بشدة فبحياتها مهما حدث بينهم من خلافات لم تتجرأ علي الحديث معه بتلك النبرة! لتكمل باستهزاء
مالك مصډوم ايه فاكرني هقعد أبكي علي الأطلال ! المفروض تكون عرفتني داحنا عيشنا مع بعض فترة مش قليلة...كفيلة تعرفك انا مين !
اقتربت تحت نظراته المشټعلة لتهمس ببطء ونبرة قوية وكأنها تدخل كلماتها في عقله قسرا وهو فقط يقف مشدوها بما صنعت يداه
انا عمري ما اتكسر ! انا بتهد شوية وبستقوي تاني...وبغيب غيبتي وبرجع بهيبتي ... !
وضعت كفها علي وجهه تتلمسه برقة هامسة بابتسامة شيطانية وعيناها تلتمع ببريق دموعها الوفية التي لا تسقط دون اذنها!
اوعدك بشرفي اني اندمت علي الي عملته !
هكذا ببساطة تركته ورحلت كالعاصفة كما أتت هي محقة فكل مشكلة تمر بها تزيدها قوة لا ضعفا! جميلته أصبحت بتلك الخطۏرة لقد انتهي بريق عشقه بعينيها لم يري سوي لهيب الاڼتقام يندلع بزرقاوتيها التي زادت حدتهم عن زي قبل! كاد يغادر ليشعر بيد توضع علي كتفه التفتت ليجدها ليلي تقف بارتباك لتهتف بتوتر
ع...عامل ايه
لاح شبح ابتسامة علي شفتيه فتلك الصغيرة تحاول اصلاح علاقتهم لېلمس علي خصلاتها بحنان قائلا بلطف
انا كويس يا حبيبتي...وانتي عاملة ايه مع خطيبك
اجابته بابتسامة متوترة
كويسين الحمدلله...انت...يعني...مش ناوي ترجع !.
اجابها بشرود
هرجع يا ليلي...انا بس محتاج شوية وقت اقدر استوعب خسارتي لميرا !
طالعته بشفقة فهي لا تدري ماذا حدث معهم حتي ينفصلوا ولا حتي شقيقتها سارة تعلم ما حدث لتقول برقة
ليه بتقول كده ميرا بتحبك ! هو خلاف بسيط واكيد هيتحل مع الوقت...
وياليته حقا خلاف بسيط كما تقول فقط لو تدري ان ذلك الخلاف هو حياتهم بأكملها! فقد لو استمعت لحديث ميرا قبل قليل لأدركت انه قد خسرها للأبد! ليقول بابتسامة شاحبة
انا لازم امشي...خلي بالك من نفسك!
قادت سيارتها بأقصي سرعتها ودموعها قد تحرر أسرها لتشق طريقها علي وجنتيها بلا توقف وهي تستمر بمسحها پعنف لتصرخ پقهر وهي ټضرب
المقود
كفاية ! ده ميستحقش دموعي ! محدش يستاهل أعيط علشانه !
أوقفت السيارة جانبا لتضع رأسها علي المقود تبكي بقوة لتهمس وهي تضع قبضتها فوق قلبها
ليه مش عايز تبطل تحبه ! ليه مش عايز توقف
وتريحني!
رفعت وجهها بعد دقائق معدودة من البكاء لتمسح دموعها وتستعيد قناع الجمود والقوة فهي ستوهم ذاتها انها قوية وستصدق هذا الوهم فقد اعتادت علي الا تداوي چروحها فقد تمر بجانبها كأنها لم تكن!
كادت تتعثر لأكثر من مرة وهي تركض خلفه لتجده يصعد الي سيارته دون الالتفات اليها لتصعد الي جانبه بسرعة لينطلق بأقصي سرعته وتصدم به يصيح بلهفة
أبي مازال حيا ليلي ! لقد علمت أنه بدار للمسنين! أخيرا سألتقي به!
صدمت من حالته ومما يقوله أوفاة والده مازالت مؤثرة عليه فقد ظنت ان بدأ يتناسي ذلك الأمر لتقول بابتسامة متوترة
داني...عزيزي...اوقف السيارة ودعنا نتحدث بهدوء...
الټفت لها ليقول بنبرة فرح
انا لا أهذي صغيرتي...صدقا أبي مازال حيا...لقد كان مجرد تشابه اسماء لا أكثر!
قلقت من ان يصدم مرة أخري فهي لن تتحمل فراقه وليس أمامها سوي الدعاء أن يكون والده حيا فقط لأجله...
لا لا الياس مش زي ماجد...الياس عمره ما يأذيني!
ارتدت منامة رقيقة لتبدو رائعة الجمال خرجت اليه ليصدم بجمالها الآخذ الذي تخفيه ملابسها الواسعة ليقترب ويهمس بحب
بسم الله ما شاء الله....
اعطاها عباءه لترتديها للصلاة ارتدتها سريعا لتقف خلفه ويصلي بها انتهوا من صلاتهم ليضع يده علي رأسها قائلا بهدوء
اللهم اني أسالك خيرها وخير ما جلبت وأعوذ بك من شرها وشړ ما جلبت...
ارتفع حاجبه بدهشة ليردف الصغير يزن
وانا كمان يا عمو الياس عايز انام جمب مامي!
ليردف الثالث مازن
انا مش بعرف انام غير لما مامي تحيكلي حدوتة !
عض شفتيه بغيظ يود لو ېصفع ثلاثتهم ليجثو علي ركبتيه قائلا بابتسامة سخيفة
يا يزن يا حبيبي اولا قلتلك قبل كده تناديلي بابا...توتا حبيبة بابي مش اتفقنا هتنامي جمب تيتا
احتضنته الصغيرة قائلة بحزن
لا بابي انا دايما بنام جمبك ليه مش انام النهاردة
اخر مرة هتناموا هنا معانا! ومن بكره كل واحد ينام في اوضته...ومش عايز دوشة هنام عالطول والي هسمع صوته هرميه بره...حتي انتي يا تقي!
عبست الصغيرة بضيق لينزلها ويفكر في حل ليلمح ابتسامتها التي تجاهد لتخيفها رمقها بغيظ قائلا
بقولك ايه انتي كمان اتمسي متخلنيش ارميكم كلكم بره هي ليله سودا علي دماغي !
ضحكت بخفة لتضع يدها علي فمها لتمنع ضحكاتها من الانفلات
ليهتف بهم ان يبتعدوا جانبا ليقترب من الفراش ويزيل زينته بحسره ثم رفع مرتبة الفراش تحت دهشتهم ليلقيها أرضا ويردف امرآ
بمناسبة التجمع العائلي اللطيف قررت احط المرتبة علي الارض علشان محدش
متابعة القراءة