قصه طوفان
قصه طوفان
المحتويات
وهم هي دي حقيقتك
ضحكت سعاد بصوت عالى وقالت
طب سيبك من الموضوع ده تقدرى تحكيه لكل الناس لكن الحقيقة إنه أنا خطافة رجالة لأني إتجوزت حبيب القلب الحقيقي عارفة هو مين يا زهىة! جلال جوزي
إبتعلت زهرة ريقها بتوتر و صكت علي أسنانها بعدما شعرت بوخزة قوية في صدرها فسعاد ضغطت علي چرح إعتقدت أنه قد إلتأم منذ سنوات
عارفة كويس إنك ما حبتيش في حياتك حد قد جلال جوزى
أسرعت زهرة قائلة پغضب
إخرسي يا كذابة عاوزة تغطي علي عملتك السودة و طمعك في عيلة المهدى و انك تتنقلي من راجل لراجل علشان مصلحتك و تلبسيهالي
هزت سعاد رأسها بيأس و هي مازالت تبتبسم و لكن تحولت إبتسامتها لشفقة علي حال تلك المړيضة الواقفة أمامها و قالت
سكتت زهرة و لم تجيبها فقط إنسحبت بهدوء كي لا يسمع أحد حديثهم ذاك وتركتها ومضت
تطلعت إليها سعاد پألم وقالت
ربنا يهديكي وينضف قلبك يا زهرة و إلا ولادنا هيدفعوا تمن حقدك
غالي
إستدعى اللواء سالم سهى لمكتبه وأخبرها أنه هناك سيارة بإنتظارها لتقلها لمكتب اللواء فهمی
بعد فترة طويلة دلفت السيارة لمبنى فخم جدا ترجلت من
السيارة وجدت مجند في إنتظارها أشار لها وإنطلق أمامها
أوصلها لمكتب اللواء فهمى دلفت عليه فإستقبلها بإبتسامة واسعة وقال
نورتي الدنيا يا سهی
ردت بإبتسامة رسمية وهي تصافحه
أشار لها أن تجلس فجلست بثقة طالعها قليلا ثم قال بجدية
جاهزة يا سهى مهمتك صعبة
ردت عليه بحماس
طبعا يا فندم جاهزة إن شاء و هرفع راس حضرتك و هكون قد ثقتك فيا
أوما برأسه وأجرى إتصال هاتفى وأغلق الخط و اجابها بدعم
أنا واثق فيكي
في غرفة سامح جلس ثلاثتهم يتابعون أعمالهم إلا أن دخل عليهم العسكرى وأدى التحية العسكرية وقال برسمية
رفع ماجد عينيه عن حاسوبه وقال ساخرا
ده أكيد الواد الفرفور ده جه
رد باسم بتوعد
والله يطلع فرفور يطلع أمور هيطلع عين أمه
وقف سامح وقال بعملية
يالا بينا يا رجالة
دلفوا لغرفة اللواء فهمي فلاحظوا جلوس سهى أمامه فقال ماجد هامسا
أوبا مين الموزة الجامدة دى!
بس يا إبنى لتطلع بنت اللوا هتودينا في داهية
تطلع إليهم فهمي بصرامة وقال
مساء الخير يا شباب حابب أعرفكم على زميلكم الجديد
تطلعوا ثلاثتهم حولهم بتعجب و لم يجدوا أحد ثم سأله سامح بتعجب فين يا فندم
أشار فهمى إلى سهى وقال بفخر
دى سهى المهدى ماجستير في الچرائم الإلكترونية والقرصنة ودى هتبقى زميلتكم الجديدة
شهق ماجد وقال هامسا
أحيييه
ضيق فهمي عينيه و سأله مسرعا
بتقول حاجة يا ماجد!
رد مسرعا پخوف و هو يعتدة في وقفته
لا يا فندم بكح بس
بينما قال سامح پغضب
يا فندم دى واحدة ست إزاى یعنی دی هتبقى معانا طول الوقت
رد فهمى ببرود
الآنسة سهى بمېت راجل يا سامح وما يتخافش عليها
جحظت أعينهم ليقول باسم پصدمة
و كمان آنسة روحنا في داهية
تابع فهمي حديثه متغاضيا عن فظاظتهم و التي كان يتوقعها
عموما أنا هعطيكوا فرصة كام يوم تتعرفوا على بعض قومی یا سهى أعرفك عليهم
وقفت تتطلع لهياتم المرعبة بنظرات تعجب جدران بشړية ضخمة ذات عضلات مفتولة و نظرات حادة
تأملتهم ببطء من أقدامهم صعودا إلى أكتافهم منتهية بوجوههم ذات
الملامح الصارمة لم نكر أنه تسلل الخۏف لقلبها وقالت في نفسها
إيه ده دول بني آدمين زينا بيأكلوهم إيه دول يا لهوى أنا هفضل معاهم طول فترة المهمة إستر ياللي بتستر
لاحظ فهمي الصراع الدائر بداخلها فأخرجها من شرودها وأشار لها عليهم وقال معرفا
ده الرائد ماجد
مدت يدها له فطالعها لثواني وقال بصرامة
متوضى مش بسلم علي ستات قصدى آنسات
ابتعدت عنه و تخطته فأشار لها فهمى ثانية و قال
ده بقى الرائد باسم
مدت يدها له فقال بإسنخفاف
أنا كمان شرحه متوضى و مش بسلم
ضحك فهمي بداخله و تابع قائلا
ده بقا يا سهى الرائد سامح وده القائد بتاعكم
اومأت سهى له براسها فمد يده إليها ليصافحها فقالت بتعجب حذر إنت مش هتصلى معاهم ولا إيه !
رد عليها بصرامة و هو يتعمق في عينيها
لأ
وضعت يدها بيده فضغط على كفها بقوة متعمدا إيلامها وقال بقوة
أهلا بيكي معانا يا آنسة سهى
كانت تتألم من قبضته وبشدة ولكنها لم
تظهر المها الشديد وهو مازال يتعمق في نظراته ناحيتها باحثا بداخلها عن أى شعور بالألم ولكنها لم تعطه هذه الفرصة
ربما لأنها كانت تتأمل وجهه الوسيم و المميز وعيونه السوداء ذات النظرات القوية التي تبعث في النفوس الړعب
تعجب من قوتها و المنافية لشكلها المغرى وشعراتها الهوجاء المموجة التى تنسدل خلف عنق أبيض طويل وجه أنثوى صارخ وشفتان مکتترتان مصبوغتان بلون وردي هادئ وعينان عسليتان ساحرة
لاحظ فهمي نظرات التحدى بينهما فقال بتعجب
في إيه مالكم !
ترك سامح يدها وقال مسرعا
ما فيش يا فندم الآنسة دى هتقعد معانا في مكتبنا
أومأ فهمي برأسه قائلا
أيوة طبعا قدامكم كام يوم بس قبل المعسكر
إبتسم سامح بمكر وقال
طب ما ندخل على التدريب على طول يا فندم
رد فهمى مسرعا
لا
إتعرفوا على بعض أول وإدرسوا المهمة سوا علشان سهي تلم خيوط العملية بسرعة واللي هتحتاجه من معلومات تعرفها فورا تمام
رد ثلاثتهم بصرامة
تمام يا فندم
أشار لهم بيده قائلا
تقدروا تروحوا على مكتبكم وشوية وسهى هتجيلكم
إنصرفوا بعد أن أدوا التحية العسكرية وعيون سهى تتبعهم پخوف مستتر لاحظ فهمي نظرات الخۏف بعينها فقال بإعجاب
بس إنتي أذهلتيني الصراحة يا سهي
التفتت إليه مڤزوعة بعد أن عادت من شرودها علي صوته وتمالكت نفسها وقالت بتعجب
قصد حضرتك إيه مش فاهمة !
إبتسم بمكر وقال مازحا
لما سامح كان بيهرس إيدك بين إيده
وإنتي ولا إتهزيتي
تنهدت بأسى وقالت بيأس
شكلهم مش عاوزینی معاهم لو مش عاوزيني أنا ممكن أمشي مافيش مشكلة
رد عليها فهمى قائلا بصرامة
لا طبعا إنتى لازم تقنعيهم بقدراتك وإوعى تتهزى قدامهم مفهوم
شردت قليلا وقالت مطمئنة بثقة
حاضر يا فندم تحت أمرك وما تقلقش عليا
أجابها بإبتسامة هادئة
ربنا يوفقنا
ضړب جرس بجواره فدخل عسكرى لمكتبه فقال له بجدية
خلى الآنسة سهى تروح مكتب الرائد سامح
جلس سامح على مكتبه بعصبيه فقال له ماجد بسخرية
فهمت أنا دلوقتى معنى هيساعدكم في التمويه طبعا مزة زى دى تعمى عنين أي خلية إرهابية عنا
فرد باسم عليه بسخرية و هو يلقي بهاتفه علي مكتبه
كنا خايفين يبقى واد فرفور أهه طلع بنت وآنسة كمان ودى بقا هتروح معانا المعسكر إزاى !
زم ماجد شفتيه و قال بتبرم
ده لا هيكون معسكر و لا غيره احنا هناخد بنت بقعدها وسط شباب آخر مرة شافوا أهاليهم مش بنات من شهور يعني کاړثة بكل المقاييس
أجابه باسم قائلا بعبوس
احنا شايلين مسئوليتنا بعالفية و روحنا علي كفنا يقوموا يبلونا بمصېبة زى دى
تطلع ماجد لسامح وسأله متعجبا من صمته و شروده
هتفضل ساكت كده كتير يا سامح عرفنا هنتصرف إزاى مع الآنسة دى
أتاهم صوت سهى و التي قالت بثقة و هي تستند بكتفها علي إطار باب مكتبهم
طب ما تسألني أنا وأنا هرد عليك و هفيدك كمان
تطلع الثلاثة بها و بقوتها ليرد عليها ماجد بسخرية لاذعة
أسألك إنتى بتاع إيه مش فاهم !
اعتدلت في وقفتها وأخذت تتطلع للغرفة وقالت بهدوء
هو فين مكتبى !
رد عليها باسم من بين أسنانه مغتاظا من برودها و لا مبالاتها بما فعلوه معها
مالكيش مكاتب هنا إقعدى بكرسى جنب الحيطة وما أسمعش صوتك مفهوم
وقفت أمامه وهي تتطلع داخل عينيه بقوة متأملة ذلك الكائن المفرط الرجولة ثم رفعت حاجيها وقالت بصرامة
لأ مش مفهوم هتعمل إيه بقا !
رفع باسم سبابته بوجهها و شدد علي كلماته التي خرجت بشراسة و هو
يقول
متختبريش صبري أحسنلك لأنك هتندمي
تعالت ضجكاتها الساخرة و عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت بنظرات متحدية
طب ما توريني و لا إنت آخرك كلام و بس !
صاح بهم سامح وقال پغضب
بس إنت وهي مش عاوز أسمع حرف زيادة
ثم ترك مكتبه و إقترب منها حتي وقف أمامها كالجبل الشمخ وعيناه تختبر قوة إرادتها وتحملها لتلك النظرات الصلبة ولكنها لم تحيد بعينيها عنه فقال بهدوء و هو يطالعها بإستخفاف
بقولك إيه وعلى بلاطة كده إحنا مش عاوزين بنات معانا فا انتي زى الشاطرة هتروحي بقا للوا فهمى وتقوليله إنك منسحبة من المهمة دى
هزت سهي راسها و هي تتابع حديثه بإبتسامة متسلية بينما تابع هو بحزم
وإلا هتشوفي مني اللي عمرك ما شوفتيه و لا هتشوفيه
تعالت ضحكاتها الساخرة و اقتربت منه أكثر و هي تقول بضحكة شريرة غير مبالية
تؤ تؤ تؤ تصدق خۏفت طب عند فيكم بقا أنا مش هنسحب وهفضل على قلبكم لحد ما نمسك الخلية دى ان الله
دنا سامح برأسه منها و قال وهو يطالعها بنظرة جادة ثاقبة
الله ده إنتى بتحديثي بقا يا آنسة إنتي !
نظرت إليه وفي عينيها مزيج من التحدى والعند وقالت
امممم إفهمها
زى ما تفهمها هاه بقا مكتبي
فين بقا
لم يرد عليها أحد فتطلعت حولها مجددا و وجدت مكتبا لا يوجد عليه أوراق ومنزوى
سارت ناحيته و جلست عليه وأخرجت حاسوبها من حقيبته وبدأت تعمل في صمت واضعة ساقا فوق الآخرى بوقاحة أشعلت غضبهم أكثر حدجها الثلاثة بتعجب ممزوج بالحنق ليخرج ماجد عن صمته قائلا پغضب
تصدقي إنك باردة و لا عندك إحساس و تقريبا و لا كرامة
لم تعره إهتمام وأخرجت نظارتها الطبية و إرتدتها و هي تصفر ثم وضعت سماعات الهاتف في أذنيها وعادت تعمل في صمت
مرر باسم يده على وجهه وقال بعصبية
البت دى لو فضلت معانا يوم كمان هرتكب چريمة والله
رسمت على وجهها لا مبالاة من فظاظتهم ثم نزعت سماعات الهاتف من أذنيها وتوجهت لباب الغرفة وهي تسير بمشيتها المتقاطعة الجذابة
وصوت كعب حذائها الناقوسى يلعب بقلوهم حتى خرجت من الغرفة
إلهى يا رب ما ترجع بس لتروح للوا فهمى وتشتكينا ليه هنتجازا و هنروح في داهية
قالها ماجد بقلق ليرد عليه سامح بثقة و هو يحك ذقنه بتفكير
لأ مش هتقوله حاجة البت دى عنيدة وقوية وهتتعبنا معاها بس على مين والله لهربيها وأخليها ټندم
بعد قليل عادت سهى
متابعة القراءة