قصه طوفان
قصه طوفان
المحتويات
يتصيط ما يرجعش يعيط فاهمني يا أدهم
وأشارت برأسها على فريدة التي صبغ وجهها باللون الأحمر من ڠضبها فقالت سهى بإبتسامة وهي تطالع فريدة بتوجس
يا عيني يا أدهم ده إنت داخل على منعطف تاریخی
تطلع أدهم لعمر پغضب وقال ببساطة
إنت إيه اللي جابك يا عم إنت
إبتسمت فريدة بهدوء وقد فهمت مغزى عمر من كلماته فقالت بثقة موجهه حديثها لعمر
عليا جوة قلبه وكبر حبى جواه وحافظ على طهارته ونضافته
صفر ياسين بينما صفق البقية لكن عمر إكتفى بإبتسامة ساخرة فقال مازن لأدهم الهائم بها بغمزة عين
مكتوبالك يا عم أدهم الكلام الحلو علشانك والدبش علشنا
حملها بين يديه و إشتم رائحتها الطفولية و الذي مازال يشتمها كل ما إقترب منها لتكتمل حصريته لها و تملكه القاطع لكل شىء يخصها
بينما إستند ياسين برأسه علي ظهر مقعده الخشبي رافعا رأسه للسماء راسما تلك العنيدة التي ترفض ترك عقله و لو لثانية
أخرج محفظته من جيبه الخلفي و فتحها و أخرج طرف صورتها فإبتسم مسرعا و هو يهز رأسه بيأس علي حالته يكفيه مقدمة شعراتها التي ظهرت أمامه حتي تراقص قلبه بفرحة غريبة لا يشعر بها سوى مع أي شىء يخصها
ليلي
مساء الفل عالكل
الفصل السادس
طوفان الأمل
تناولوا عشائهم وقد تعالت ضحكاتهم وهم مستمعين بوقتهم حتى وقفت فريدة وتنحنحت قائلة
إحم إنتوا عارفين إن إمتحانات أغلبنا قريب إيه رأيكم في بريك من المذاكرة رحلة المطروح يومين تبع الكلية نروحها كلنا
قطب أدهم حاجبيه متعجبا وقال
أجابته بثقة و هي ترتشف من فنجان قهوتها
لا مش فجأة وإنت هتبقى الدكتور المسئول عن الرحلة دى وبكده نقدر نطلع كلنا
وقفت مي وقالت بحماس و هي تقفز من فرحتها
أنا موافقة جدا
وقف مازن هو الآخر وقال بتنهيدة مقتضبة
وأنا موافق بجد محتاج أبعد عن هنا شوية وأفكر مع نفسي
وأنا كمان موافق محتاج أبقى لوحدى في مكان جديد
وقفت حياة أيضا وقالت و هي تطالع فريدة بإبتسامة رائقة
طالما أدهم المسئول عن الرحلة دى يبقى موافقة أروح
حدجتها فريدة بقرف وقالت پغضب
وإنتى يا سهى مش معانا
رفعت سهى عيناها عن هاتفها و ردت وكأنها تفجر القنبلة دون أن تدرى
لا أنا out لأنى هكون مسافرة مع زمايلي لمهمة بره مصر
حدجها مازن بتعجب وقال بصياح حاد
وده قرارك لوحدك مثلا من غير إذننا و إحنا رجلين كنب في أم البيت ده
إعتدلت سهي بجلستها و أغلقت هاتفها و هي
تطالع غضبه پخوف تحولت مقلتيها ناحية أدهم كي ينقذها و هو لم يتردد و قال بسرعة لتهدأته
إهدا يا مازن في إيه مش كده أنا هفهمك كل حاجة
قطب مازن حاجبيه و عبس بعينه قليلا غير مصدق ما سمعه و هو يسأله پصدمة
تفهمني ! هو إنت عارف أصلا و أنا آخر من يعلم و لا ماليش كلمة علي إخواتي خلاص
مرر أدهم كفيه علي وجهه و طالعه قائلا بهدوء
أبوك وأعمامك عارفين وموافقين و أنا عرفت منهم ماتقلقش
زادت نوبه ڠضب مازن وقال بضيق و هو يضرب سطح الطاولة بيده
يا سلام كده بقا أنا أخرس و أحط جزمة ببوقي طالما كلكم عارفين و موافقين
فقالت سهى مسرعة لتهدئة أخاها الأكبر خشية أن يعرقل مهمتها تلك و التي زادت أهمية بوجود سامح بها
إهدا يا مازن أنا كنت هقولك بالليل أصلا وطلبت من بابا إنى أنا اللي أستأذنك بنفسي إحترام ليك و لأني عاوزة أكبرك
إبتسمت فريدة و عضت علي شفتها و قالت بهمس
يا بنت اللعيبة يا سهي معلمة و ربنا
كان وقع كلمات سهي كالبلسم على مازن الذي زظفر بقوة قائلا بهدوء
وهتقعدى فترة طويلة إن شاء الله
زمت شفتيها ورفعت كتفيها وقالت
مش عارفة بصراحة بس هي مهمة كبيرة جدا و هتفيدني جدا جدا و وعد مني هكلمك كل يوم
جلس رة أخرى بوجه متجهم و قال بهدوء مصطنع
نشوف الكلام ده لما نطلع بس
زفرت فريدة بضيق وقالت بصياح محتد
نسيتونا الرحلة كده في إجماع يا أستاذ أدهم ومش هتقدر تقول لا
ضحك أدهم على طريقتها الطفولية والمحببة لقلبه وقال بإستسلام و هو يلتهمها بعينيه
خلاص يا ستى بعد موافقة أعمامنا ستأتی موافقتی طبعا
طالعت حياة نظراته ناحيتها بنفور و حولت مقلتيها ناحية عمر الهائم هو الآخر بفريدة و قالت بمكر
وإنت يا عمر مش هتيجى معانا و لا إيه !
فكر عمر قليلا وقال ببساطة
لو مش هضايقكم فا أنا ما عنديش مانع و الله الواحد لسه ما بدأش شغل و أتمني اروح مطروح عمرى ما روحتها
قبضت فريدة كفيها بضيق و تخطت ما حدث
قائلة بنزق
عموما هى هتبقى من يوم الجمعة بالليل لغاية الإتنين بالليل تمام
وقف أدهم وجذبها من يدها وقال بنفاذ صبر
بعد إذنكم يا جماعة دقيقة واحدة
إبتعد بها
و عيون حياة و عمر تلاحقهما بعبوس وقف يها
أمام شجرتهما وقال وهو يتأمل عينيها بحب
هي إيه حكاية الرحلة دى بالظبط يا فريدة !
زمت فريدة شفتيها بدلال وقالت بحنق
هيكون ليه يعنى حياة وحشتني مثلا فاعاوزة أقرب منها شوية في
مکان رومانسی زی شاطئ عجيبة أو صخرة ليلي مراد مثلا
الله ده إنتى بتحبى حياة بقا
راقب أدهم خجلها وهي تبتعد بعيناها عنه و تقول بهمس
بحبها قوی یا أدهم بس تفتكر هي كمان بتحبنى زى ما بحبها كده !
حمل كفيها بين راحتيه و شدد عليهما قليلا متحكما في نفسه و قال بتنهيدة ساخنة متعمقا بعيونه في عينتاها
اللي أعرفه إنها بتحبك فوق ما خيالك يجيبك و فوق الحب بمراحل وإنتي عندها اللي جای واللى فات وكل حاجة
لاحظت نظراته الجريئة وإستشفت على أطراف شفتيه نية من النيات والتي تنبيء عن خطوة چنونية قادمة فقالت بخجل
بتهيألي نروح نقعد معاهم أحسن و لا إيه
ترك كفيها وهو يشعر بالخجل من قبضه عليهما بهذا الشكل ومرر أنامله في شعراته وإبتعد قائلا و هو يتنحنح بإرتباك
أنا كمان بقول كده صحيح أنا أنا لاقيت شقتين يجننوا وقريبين من هنا وكنت عاوز نروح مع عمى نشوفهم
هزت فريدة كتفيها وقالت بتسليم
تمام إتفقوا على الوقت المناسب ليكم وأنا معاكم
عاد لمشاغبته قائلا بنبرة هادئة و ببطء شديد وهو ينظر إليها بتمعن
كويس وكنا عاوزين نقعد كمان شوية لوحدنا ضروری
قالها وهو يحدجها بلهفة جعلتها تبتلع ريقها بتوتر فقالت له بلوم
أدهم مش قولنا هنقعد معاهم
غمز لها بعينيه وقال بإبتسامة ماكرة
إنتى إفتكرتي إيه ده علشان القضية بتاعت الأغذية اوعى تفهميني صح
ضحكت بخجل وتركته وعادت تجلس مكانها ووجهها مزين بإبتسامة حالمة حتى إصطدمت نظراتها بنظرات عمر المتفحصة لها فإختفت إبتسامتها بسرعةو إبتعدت بعينها متطلعة باللاشىء
جلس أدهم مكانه مرة أخرى وهو يتطلع لفريدة بشوق فعادت لها إبتسامتها المشرقة مرة أخرى
إقتربت مى من فريدة ومالت عليها قليلا وقالت هامسه
بس عمر ده قمر ېخرب بيت جماله
فقالت سهى التي وصل لمسامعها كلمات مي و هي تخفي إبتسامتها
عندك حق يا ميوش ده مركز حلاوة قمر ولا عنيه الزرقا دى تجنن
رفعت فريدة عيناها بملل و قالت وتعابير الإشمئزاز مرتسمة على وجهها
والنبي نفسكوا حلوة ده رجالة المهدى اللي قاعدين قدامكم
دول برقبته رجالة صوح
عبثت حياة بأظافرها و قالت بخبث
صحيح قمر بس مش ملاحظين إن القمر ده ما شالش عينه عن فريدة ثانية غريبة !
أغمضت فريدة عينيها پغضب كأنها تعتصرهما وزفرت بضيق وقالت هامسة من بين أسنانها
بلاش أعملها معاكى يا حياة أنا طول الوقت بقربلك وبنسى مواقفك وكلامك المقرف بس لو زودتيها أكتر من كده همسح بكرامتك الأرض قدام الكل
أشاحت حياة بوجهها عنها فقالت مى لفريدة بخجل و هي تطالع أختها بضيق
سوری یا فريدة هي كده لازم تعكنن علينا و الا ما ترتاحش
إنتهت الجلسة وصعد الجميع لشققهم وغادر عمر بينما بقيت فريدة وأدهم بالحديقة جلسوا سويا لمناقشة أوراق القضية
إستمرت جلستهم لمدة ساعة فوقفت فريدة وقالت بإرهاق
خلاص تعبت كفاية كده النهاردة كان يوم متعب جدا
وقف أمامها يطالع إحمرار عينيها فقال بإشفاق
تمام يا حبيبتي نكمل بكرة إن شاء الله
حملت أوراقها وقالت وهي منصرفة بهدوء
يالا تصبح على خير يا أدهم
وقف أمامها بسرعة معترضا تقدمها وقال بتعجب
إيه على فين !
أجابته فريدة ببديهية
هروح فين يعني هطلع بيتنا
إستعطفها هامسا
لسه ما قعدتش معاكى النهاردة خليكي شوية علشان خاطرى
تطلعت إليه بجدية وقالت بإرتباك من تماديه معها بنظراته و كلماته
بقولك إيه بلاش سهوكتك دى أنا مش نقصاك
إقترب منها وقال بتنهيدة ساخنة و هو يبتسم برقة
أنا بتسهوك برضه فريدة
ردت عليه وهي ذائبة بصوته الناعم
أيوة
بعشقك
ونظر إليها مرة أخرى وعلى ثغره إبتسامة لم تزده إلا وسامة إرتبكت فريدة للغاية ونظرت إليه وشعرت
بأنها لا تستطيع التنفس
وضعت يدها على قلبها من آثر إنتقاضته القوية وقالت برعشة تملكت من كل أعصابها
تصبح على خير
تركته وإبتعدت كأنها ركبت الريح وهي تستجمع قواها قدر الإمكان بينما إستنشق أدهم هواء الليل البارد بلذة علها تسكن فؤاده
و جموحه بها
بعد مرور ثلاثة أيام إستعدت سهى لسفرها بعدما تركها سامح ورفاقه بمفردها بالمكتب لمدة ثلاث أيام مروا عليها شهورا وهي تنتظر دلوفه عليها المكتب طوال الوقت
ولكنه تفادى لقائها وآسر السلامة ببعدها عنه فتقدم مشاعره ناحيتها أقلقه
كانت
أسعد شخص بالدنيا عندما هاتفها اللواء فهمي يخبرها بأن تحضير نفسها للمعسكر
لا تعرف ما ينتظرها هناك و اكنها بسبيل رؤيته مجددا جنبت خۏفها و توجسها
تسوقت كثيرا وإبتاعت أي قطعة ملابس تشبه ملابس الجيش أو ألوان مشابهه له
جهزت نفسها بكل أسلحتها للحرب القادمة بينها وبينه فهي تعلم أن ما ينتظرها كثير سواء معه أو منه
بعد تناولهم الغداء ودعت سهي أسرتها والجميع غير مقتنع بفكرة سفرها
إحتضنتها سعاد وقالت بقلق
مش عارفة خاېفة علیکی لیه كده رغم إنها مش أول مرة تسافرى بمأموريات ربنا يحميكي يا بنتی
قبضت سهى علي قميصها من دبر
متابعة القراءة