قصه طوفان

قصه طوفان

موقع أيام نيوز

و قالت بحنو 
ما تقلقيش عليا يا ست الكل وباعدين دى رحلة زى رحلة فريدة كده 
قاطعتها سعاد ورددت بصرامة 
بس فريدة معاها كل العيلة إنما إنتي لواحدك يا عمري 
إبتعدت سهى عنها قليلا و قبلتها بوجنتها طويلا و قالت بثقة 
بس أنا بنت بمېت راجل وإنتى عارفة يا سوسو 
تركتها وإحتضنت جلال وقالت و هي تستمتع بصوت دقات قلبه 
هتوحشنی قوى یا جلجل 
تطلع إليها بشوق و هو يقول بترفق 
وإنتي هتوحشينى أكتر خلى بالك من نفسك وكلميني طول الوقت 
إبتعدت عنه و طالعته قليلا ثم أومأت برأسها و قالت بإنصياع 
حاضر يا بابا ما تقلقش 
وقفت أمام مازن وقالت بعد أن طال صمتهما و هو يطالعها بعبوس 
إيه هتفضل باصصلی کده كتير 
رد وهو في قمة قلقه و عدم إقتناعه بفكرة تلك الرحلة الغير محدد مكانها و لا زمانها 
مش مرتاح يا سهى بس هعمل إيه مافيش بإيدي حاجة غير إني أقف جنبك علشان ده شغلك و طموحك ربنا يحميكي ويرجعك بالسلامة يا قلب أخوكي 
إحتضنتها فريدة من الخلف وقالت من بين دموعها 
هتوحشينی قوى یا سو قوى مش عارفة البيت هيكون إزاي من غيرك !
مسحت سهى على ذراعيها اللاتي يحاوطانها بنعومة وقالت پألم 
وإنتى کمان هتوحشينى وهتوحشنی دوشتك يا عمري 
إبتعدت عنها فريدة وإلتفت حولها و وقفت مقابلة لها و قالت بنبرة متحشرجة 
خلى بالك من نفسك 
مسحت لها سهى دموعها وقالت بابتسامة خاڤتة
حاضر يا حبيبتي 
حمل مازن حقيبتها وغادر قبل أن تطاوعه عيناه و يبكي هو الآخر لوحت للجميع بيدها وقالت بنبرة مخټنقة 
أشوف وشكم بخير 
تركتهم وهبطت الدرج وهي مټألمة لم تنسي أن تودع الجميع بلا إستثناء 
هبطت الدرج مسرعة وإتجهت لسيارتها الخاصة فتح لها أدهم باب سيارتها وقال بإبتسامة هادئة 
فوق ما تتخيلى أنا فخور بيكى إزاى و واثق فيكي جدا ربنا يوفقك وترجعى منصورة وترفعي راس مصر كلها لفوق وراس كل البنات 
إبتسمت بإمتنان و قالت بحماس و هي تمسح أنفها بمحرمتها 
تسلملي يا أدهم يا رافع
من معنوياتي 
إقترب منهم مازن وقال پغضب
مش كنا وصلناکی للمطار يا سهی كل اللي ده بيقلقني أكتر 
أجابته بسرعة و هي تختفي من أمامه 
السواق هيوصلني وباعدين لسه هروح الجهاز وهنمشى من هناك يالا أشوفكم بخير 
لوحت لهم وركبت سيارتها بسرعة بعدما تجمعت في عينيها القويتين عبرات الفراق من جديد 
قادت السيارة متحاشية التطلع بأحد ثم سمحت لدموعها بالهبوط وناجت ربها 
يا رب وفقني وسبتنى وقويني على اللي جای وأقدر أوقع المجرمين دول بحق كل نقطة ډم سالت من شهيد سواء جيش أو شرطة أو مواطن عادی قدرني يا رب وإجعلنى سبب علشان يبقوا عبرة للعالم كله 
وصلت أخيرا لجهازها فوجدت أحد الضباط بإنتظارها أشار لها بالجلوس في المقعد الخلفي بينما قاد هو
السيارة 
كانت تتوقع أن يأخذها لمقر سامح و رفاقه و لكنها لاحظت تغير وجهة السيارة فسألت السائق بقلق 
لو سمحت إحنا رايحين فين ! 
رد مسرعا بصرامة 
هنروح مكان الإنطلاق يا فندم سيادة الرائد سامح في إنتظارنا هناك و هو اللي طلب مني أجي بنفسي لحضرتك 
حركت كتفها مستسلمة و مجرد ذكر إسم سامح طمأنها بعد فترة طويلة وقفت السيارة ترجل السائق أولا ثم إلتف وفتح لها باب السيارة وكانت هذه آخر لحظات الترفيه 
ترجلت من السيارة بقلق و أخذت تتطلع حولها بحذر فوجدت ماجد أمامها إبتسمت له فإقترب منها وقال مازحا 
إيه الجمال ده كم إشتقت إليك يا سهى 
فقالت بضحكة عالية و هي تجذب حقيبتها 
ولغة عربية كمان كده كتير عليا والله 
إنتهت لوجود حافلة كبيرة
فسألته بتعجب 
ده الأتوبيس اللي هنركب فيه يا ماجد 
أتاها صوت سامح القوى من خلفها قائلا 
لأ ده إنتى هتركبيه مع المجندين 
إلتفتت إليه بسرعة قاطبة حاجبيها بتعجب وقد تحول شوقها إليه لڠضب فقالت بتذمر 
أركب إيه ومع مين ! 
حدجها سامح بقوة وقال بصرامة و هو يشير بأنامله شارحا 
إنتى هتركبى الأتوبيس ده مع المجندين اللي هناك 
سألته سهى بصوت متحير 
وليه ما أركبش معاكم مش فاهمة 
تابع سامح وقد زاد علو نبرة صوته 
هو ده العدل إنتى متدربة زيك زيهم مش عاجبك إعتذرى
عن المهمة دى 
تطلعت إليه بقوة و تحدى وقالت بإبتسامتها الهادئة الساحرة
تمام يا فندم 
جذبت حقيبتها و توجهت ناحية الخافلة فأوقفها ماجد مسرعا و هو يقول 
سبیها یا سهى وأنا هشتلهالك 
أوقفه صوت سامح قائلا بحزم 
لا يا سيادة الرائد هی هتشتالها و لا تشدها مالناش فيه 
زادت إبتسامة سهى وجذبت حقيبتها ورائها ووضعتها بحقيبة الحافلة ثم صعدت الحافلة بقلق 
تطلعت لهيئة المجندين الذين يطالعونها بتعجب و يتهامسون فيما بينهم ثم قالت بتوجس 
های یا شباب 
ساد الضحك لثواني فقطبت حاجبيها وقالت پغضب
بتضحكوا على إيه 
أشار لها كبيرهم بيده أن تتقدم نحوه فإتجهت بالفعل نحوه فوقف وأجلسها بجوار نافذة الحافلة وجلس بجوارها فسألته پغضب
هما كانوا بيضحكوا على إيه مش فاهمة !
ضحك باستخفاف وقال 
مش مهم إسمك حضرتك إيه يا فندم 
تطلعت لملاحه الصارمة والمريحة بنفس الوقت بعينيه السوداء و بياضه المغطي بطبقة سمار مؤكد إستمدها من تعرضه للشمس فترات طويلة 
أجابته بهدوء غريب إستمدته من نظراته الحنونة 
إسمى سهى المهدى 
مد يده إليها مصافحا وقال بإبتسامة لم ترى بنقائها من قبل 
وأنا ظابط صف ریان
قندیل یا فندم 
صافحته بود وقالت بابتسامة حذرة 
أهلا وسهلا 
رفعت حاجبها متذمرة من ضحكته وقالت بحنق
حاسة إنك كبيرهم مش كده !
ضحك بسخرية وقال متنحنحا بعدما إستشف حنقها 
إسمها القائد بتاعهم و بتاعك كمان 
هزت رأسها بتفهم و قالت 
سوری 
هز رأسه بالإيجاب وقال بهدوء 
بكرة تتعلمى كل حاجة بس إنتي صحفية ولا إيه ! 
ضيقت عينيها و إستشفت أن سرية مهمتها واضح أنها معممة فقالت بقلق 
یعنی حاجة زى كده هو إحنا رايحين فين !
رد وهو يتطلع إلى الطريق من النافذة 
مركز تدريب للصاعقة يشبه مدرسة الصاعقة شوية ومش بنروحه إلا لما يكون في عملية مهمة قريب و لما يكون القائد بتاعنا سيادة الرائد سامح كده أتأكد أكتر 
فسألته پخوف و هي تطالعه بتوجس 
هو سامح ده في تدريباته طيب كده ولا صعب ! 
ضحك ريان وقال و هو يعقد ذراعيه أمام صدره و يطالعها بمشاغبة 
أكلمك بصراحة هو طيب بس ليه مش عارف حاسه مش طايقك وناوى يعملها معاكى 
سألته سهى بإستغراب و قد إلتفتت بجسدها ناحيته 
يعمل معايا إيه ! 
صمت قليلا ثم أضاف بلهجة تحذيرية قائلا 
أممممم إسبوع الچحيم مثلا 
زمت سهى شفتيها وقالت بتبرم 
مش محتاجة أسال هو إيه لأن إسمه كفاية 
تابع ريان بنبرة حازمة و هو يكظم ضحكاته علي هيأتها المړعوپة 
نصيحة منى عاوزك من ساعة ما رجلك تلمس أرض المعسكر تقولى على أي طلب تمام يا فندم هو عمره ما ھيأذيكي خليكي واثقة
في كده 
حدجته بإهتمام وتسائلت 
مالك بتتكلم بثقة كده عنه !
أجابها ريان بتلقائية 
لأنى
عارفه كويس ده أرجل وأنضف وأطيب خلق الله كلهم 
إبتسمت بسعادة وقالت بهيام 
بجد يا ريان 
أوما برأسه قائلا
أيوة طبعا بكرة لما هتعاشريه الأيام اللي جاية في المعسكر هتفهمی قصدى إيه 
تطلعت إليه بإعجاب وقالت 
إنت طيب قوى 
أدى ريان التحية العسكرية و هو يقول بمداعبة 
شكرا يا فندم وما تقلقيش من حاجة أنا هكون جنبك أغلب الوقت بس قولى جزر هتلاقيني قدامك 
ضحكت براحة وقالت
مرسيه 
إستمر حديثهم فترة طويلة كأنه ينسيسها طول الطريق شعرت بإرتياح غريب تجاه ريان و وجدت نفسها تحاوره دون تردد 
وأخيرا وقفت الحافلة 
وقف ريان برأس الحافلة وقال بصرامة 
يالا يا رجالة هنتزل نقف طابور بسرعة يالا 
وقفت سهى لا تدرى ماذا تفعل إقترب منها ريان وقال
خلي عينك دايما على المجندين وإعملى زيهم تمام 
اومأت برأسها وقالت پخوف 
تمام بس خليك جنبي و النبي 
حاضر يالا بسرعة 
ترجلت سهي من الحافلة و هي تتطلع حولها پخوف و ريبة من هذا المكان الشاسع و المهيب أشار لها ريان بعينيه فوقفت بجانب المجندين ووقف بجانبها ريان بعدما إطمئن عليها 
وزع سامح أنظاره عليهم و هو يمر قبالتهم وقال بصرامة حازمة 
أنا هقول أوامرى مرة واحدة مفهوم 
رد المجندين
بصوت عالي زلزل كيان سهى فإنتفضت في وقفتها و شهقت پذعر 
مفهوم يا فندم 
أومأ سامح برأسه وتقدم أكثر حتى أصبح قبالة سهى وقال وهو يحدجها بقوة و قد إحتدت نظرات التحدى و الهيمنة منه 
أي أمر مش هيتنفذ هيبقى فيه عقاپ أي كلمة زيادة هيبقى فيه قص لسان ومافيش مكياج مفهوم 
وما فيش كعب عالى وتلموا شعرکوا ده بدل ما هحلقوا بإيدى وزيرو 
شهقت سهى شهقة مكتومة و هي تبتلع ريقها پذعر و قالت
في نفسها
يا لهوى هي وصلت لشعري ماشی یا سامح اللي مستنيك منى أكتر 
تابع سامح بنبرة قاطعة و هو يتمالك أمام نظرات الخۏف التي جعلتها تجفل بعينيها 
وعاوز أشوف رجالة بجد مياصة مش هقبل دلع مش هسمح مفهوم 
رد المجندين بإبتسامة هادئة 
مفهوم يا فندم 
رفع سامح حاجبه متعجبا وقال وهو يطالعها پغضب
ما قولتيش مفهوم ليه !
ردت ببحة صوتها المغرية و هي تتدلل بها أكثر كي تضايقه 
مفهوم يا فندم 
تحولت أنظار الجميع إليها بهيام وتعالت تنهيداتهم فمال ماجد ناحية باسم زامما شفتيه وقال بهمس ساخر 
بقالها خمس دقايق في المعسكر والمجندين خالفوا الأوامر وبصولها يومين بقا وترجع شايلة عيل هههه ده هيبقى معسكر زي فيلم إسماعيل ياسين في الجيش ده إحنا هنضحك ضحك 
ضحك باسم وقال مؤكدا 
عندك حق بس سامح ناويلها على أيام أسود من شعرها اللي يجنن ده 
إقترب سامح من سهى پغضب بعدما لاحظ نظرات الإعجاب على صوتها الساحر بوجوه الجميع و ردد بشراسة 
مش قولت مش عاوز مياصة ودلع 
ردت سهى بإبتسامة خبيثة بعدما نجحت في إشعال نيران الغيرة مرة أخرى في عينيه وتأكدت أنها أذابت جليد قلبه الذي أقسمت لنفسها أنه لن يتأثر بأنثى سواها فردت بعند قائلة 
أنا صوتى كده خلقة ربنا أعمل إيه يعني 
حرك كتفيه و قال و هو يعود للخلف مرة آخرى 
و الله مش مشکلتی صفا 
تطلعت حولها بتعجب وقالت بعدم فهم و بتلقائية 
ده زى صفا وإنتباه بتوع المدرسة 
ضحك الجميع بصوت عالى فقال لها سامح و هو يتعمق في عينيها بغض
سابت يا عسكرى إنت وهو 
إقترب من سهى مجددا وأمسك ذراعيها وعقدهما خلف ظهرها بقوة تأملت عينيه من قريب فقد كان يحتضنها تقريبا 
كده يعنى صفا إنتباه 
عادت بيديها لجوارها مرة أخرى وهمست پغضب
أستغفر الله العظيم 
لاحظ سامح همهمتها فرفع حاجبه و سألها بتوجس 
بتبرطمى بتقولى إيه إخرسي خالص 
قطبت جبهتها من ڠضبها فقال مسرعا و
هو يكظم ضحكته علي هيأتها بصعوبة 
ما تشتميش في سرك مفهوم 
ضړبت الارض بقدمها وردت بسرعة وهي
تم نسخ الرابط