قصه طوفان
قصه طوفان
المحتويات
حولها
هو عمر فين يا أدهم مش شايفاه يعني !
رد أدهم و هو يحرك كتفيه
مش عارف مشى فجأة إمبارح من غير ما يقول
أشاحت فريدة بوجهها حتى لا يلاحظ أدهم ڠضبها و ارتباكها فقال ياسين پغضب
بتسألى عليه ليه يا ليلي هانم !
ردت ليلى بدلال و هي تطالعه بطرف عينها
مالكش فيه يالا يا ديدة نركب الباص
بعد الراحة إنطلق الطابور لمكان قفزات الثقة تطلعت سهى حولها بفارغ صبر وقالت بإبتسامة لريان
والله خضتنی یا ريان مش تقول إن الموضوع ليه علاقة بحمام السباحة
إقترب منها ريان وقال هامسا
زمت شفتيها وقالت بعدم فهم
مش فاهمة حاجة برضه هو لغز و لا ايه !
أعطاهم ريان اللايف جاكيت إرتدته سهی بقلق ثم صاح بهم سامح قائلا بصرامة
جاهزین یا وحوش
رد المجندين بقوة
جاهزين يا فندم
إتجه أول مجند لسلم متحرك وصعد عليه وعيون سهى تتبعه للأعلى ببلاهه
يا لهوى أنا بخاف من المرتفعات
ضحك ريان وقال
يالا رب ضارة
خير من ألف مرة ادينا هنعالج خۏفك ده
ردت ساخرة
إضحك يا أخوياحقك ربنا يوريني فيكم يوم
بدأت الجنود في التسلق والقفز داخل المسبح بثقة إلا أن جاء دور سهى إلتفت وإختبات خلف ريان المڼهار من الضحك إقترب منها سامح وهو يدارى ضحكه قائلا
خرجت برأسها من خلف ريان و هي متمسكة بذراعيه وقالت برقة لإغوائه
بليز يا سامح أنا بخاف من المرتفعات و لسه تعبانة و الله
رد عليها سامح بسخرية و هو يشير لها بذراعه كي تقترب
لا والله دلوقتى بقيت سامح مش هندسة يا طلبة !
ردت بإبتسامة رجاء و هي تطالعه بنظرات جرو صغير لإستمالته
لم يتمالك سامح نفسه وإنفجر ضاحكا فقالت بغمزة من عينها
ضحكت يبقى قلبك مال
وخلاص الفرق اللي مابيما إتشال صح
إختفت
ضحكته وقال بصرامة
لأ مش صح قدامی يالا
تصنعت البكاء وقالت و هي ټضرب الارض بساقيها
أنا لسه في عز شبابى ومش عاوزة أنتحر دلوقتي عاوزة أموت مۏتة ربنا
إخلصى يالا هتتسلقى السلم ده وتقفي فوق المانع وتنطى
ردت سهى بثقة زائفة وهي تنتصب في وقفتها
خلصانة حالا وخلصانة وقتى إتفرجوا بقا على حورية البحر اللي هتنط دلوقتى و اتعلموا
إبتسم ريان عليهاو هو يوارى وجه عنهما إلتفتت إيه وقالت پخوف مازحة
وصيتك العيال يا ريان اوعى تديهم لحماتي علشان بنتها رباب ما خلفتش صبيان وھتموت على ولد وسلفتها سهير بتعايرها طول الوقت علشان عندها ولد سميته بقا محمد زى ما كان جوزها عاوز لانه مبيض محارة بيشتغل مع المعلم الشنواني بتاع الأسمنت المضړوب اللي بیشتريه من فرج بت
زادت ضحكات ریان بينما قاطعها سامح قائلا پغضب
إيه الهرى ده كله إنتي إتجنتی صبرنی یا رب
ردت بصوت عالى
الله مش بكتب وصيتي قبل ما اموت
زفر سامح بضيق في وجهها فقالت پخوف
خلاص يا هندسة هتطيرني أشهد أن لا إله إلا الله
وقفت أمام السلم وقالت بداخلها
يا رب أنجح مش عاوزاهم يشمتوا فيا يا رب
تسلقت السلم پخوف وكلما تطلعت بالأسفل أغمضت عيناها وزاد خۏفها طالعها ريان بإشفاق و قال خوف
إستر يا رب أنا خاېف لتدوخ و تقع دى لسه تعبانة
وقف سامح على أعصابه كلما إقتربت من القمة زاد قلقه عليها و زاد ندمه و
غباؤه فهي مازالت مريضة و لن تحتمل الارتطام القوى بالماء خاصة و أنه لم يعلمها طريقة القفز بحرفية
تسلقت سهى السلم ووقفت فوق المانع تتطلع للأسفل پخوف تطلعت للمياة بړعب و كأنها ضاقت و صغر حجمها
تحكمت في انفعالاتها وقالت بصوت عالي مازح
لو سمحتوا يا رجالة كله يطلع من البركة دى علشان هيحصل فيضان دلوقتی
ضحك الجميع عليها وإبتعدوا
لحظات ترقب قاټلة من الجميع وقف باسم بجوار سامح وقال بإبتسامة متسعة
هي سهى هربت ولا إيه ! و عاملة فيها جامدة الجبانة
حرك سامح رأسه نافيا وأشار له بعينيه فوق المانع إتسعت عينى باسم وقال بصياح غاضب
إنت مچنون يا سامح دى ممكن تروح فيها إنت ناوى على خړاب بيتنا صح !
هز رأسه بيأس و أردف بصوت عالي و هو يحيط فمه بكفيه كي يعلي صوته أكثر
استر يا رب إنزلى يا سهی خلاص
ردت سهى پخوف
حاضر هنط أهه بلاش تستعجلوني خاېفة
هنا رق قلب سامح وقال بنبرة صارمة
لأ إنزلى يا سهى أنا آسف خلاص إنزلي متنطيش
كان صوتهم يصلها مذبذب فقالت بضيق
مش سمعاك كويس عموما انا مستعدة
أغلقت عينيها و تلت الشهادة و أغلقت أنفها بيدها و قفزت و هي تصرخ بړعب
بينما صاح بها الجميع
لأ لا إستنى
سحبها بسرعة وطفى بها على سطح الماء
سهی قومی یالا سمعانی یا سهی
لم يتوقف سعالها حتى أخرجت ما تبقى من الماء بداخلها أخذت تتنفس بصعوبة وقالت بلهاث و هي تطوف بعينيها علي وجوههم المترقبة
أنا لسه عايشة مامتش !
زفر سامح براحة وقال بحنو
إنتى كويسة حاسة بإيه طمنيني
تطلعت إليه وقطرات الماء
بس على جنب هنا لو سمحت
رد سامح بإبتسامة رائقة
إنتى راكبة ميكروباص والله إنتى مسخرة أول مرة في حياتي أقابل واحدة زيك كده
مطت شفتيها وقالت پغضب
ليه إن شاء الله هو إنت عرفت كام واحدة قبلي
شعر بغيرتها فقال ببرود
وإنتى مالك يلا غيرى هدومك دى لتبردى
أنزلها على قدميها فقالت بخجل
طب شكرا عالتوصيلة منجيلكش في حاجة وحشة إخرج بقا
إقترب منها قائلا وهو يحدجها بلهفة
لا لما أطمن إنك غيرتي هدومك ونمتى في السرير
تطلعت إليه بإستغراب وقالت
طب طرقنا علشان أغير
هدومي و أنام
لأ
قالها بإقتضاب فردت سهى پغضب
وحياة أمك !
حدجها پغضب وقال بعبوس
بت إنتي هتقبحی و لا إيه !
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بحنق
أمال عاوزني أغير قدامك يا حيلتها إن شاء الله
زفر بضيق وقال وهو يطرق علي رأسها بإبهامه
لا يا هانم إدخلى الحمام طبعا نفسى أعرف اللي في دماغك ده مخ ولا كبده بالزلط
تصنعت الضحك و هي تقول بنبرة فاترة
ههههه ترانی ضحكت خفة يا هندسة إخرج برضه
إتجه سامح ناحية مكتبها وبدأ باللعب على حاسوبها متجاهلا لنظراتها التي لو طالته لرسمت خريطة مصر علي وجهه بأظافرها التي تتوقف عينيه عندها كثيرا من جمالها
رفع عينيه ناحيتها وقال ببرود
خليكي واقفة بهدومك المبللولة دى لما تاخدى برد ولا نزلة شعبية تخلصنى منك
هتقت سهى بضيق و هي تضع يدها علي ظهرها الذي يؤلمها كثيرا قائلة
بعد الشړ عليا ان شا الله اللي في بالي
ضحك ضحكة عالية وهو مازال يلعب بحاسوبها وشعراته ملتصقة بجبهته من بلله ثم قال بمكر
ليه هو إنتى في بالك حد لا سمح الله
إقتربت منه و هي تتأمل وسامته ومالت نحوه برقة وقالت وهي تتطلع إلى ملامحه الجذابة الهادئة بحب
ده في بالى وفي قلبي وفي عقلى وفي روحى كمان تعرف لو حللولي ډم هيلاقوه فيه
حاول جاهدا ألا يبدو عليه التأثر من كلماتها الصريحة لاحظ تحديقها به فنظر إليها بطرف عينيه ببرود ثم نظر أمامه وقال
بحزم
ربنا معاه ده له الجنة يا بنتى أنا لو أعرف هو مين هنصحه يهرب أحسن
إعتدلت في وقفتها وقالت پغضب
بقا كده يا سامح طب قوم بقى إطلع بره يالا
قالتها پغضب وهي تدفعه خارج غرفتها ثم صفعت باب غرفتها في وجهه وقف يضحك كما لم يضحك من قبل إقترب منه ريان وقال متعجبا
في حاجة يا فندم !
رد سامح بابتسامة مقتضبة
لا مافيش كنت عاوز حاجة إنت
القائد عاوزنا يا فندم هنتحرك بالليل
ارتسمت الجدية على ملامح سامح مرة أخرى وقال
الرجالة جاهزين
أومأ ريان برأسه مؤكدا و قال بقوة
تمام يا فندم
أبدلت سهى ملابسها وجففت شعراتها و هي تتأوه پألم في كل جسدها نتيجة إرتطامها بالماء
تمددت في فراشها ونامت بتعب دون أن تشعر
في المساء إستيقظت على طرقات بباب
غرفتها وقفت متثاقلة من ألمها وفتحت الباب تفاجات بهيئة ريان بملابسه العسكرية الكاملة فقالت بتعجب
إيه اللي إنت عامله في نفسك ده إحنا هنحارب خلاص
ضحك ريان ضحكة عالية وقال بنبرة هادئة
مش بتبطلى قلش إنتي علي فكره إحنا طالعين مهمة إدعيلنا بقا
فجأة تسلل القلق والخۏف لقلبها وقالت و هي تهز رأسها بهيستيرية
إنتم مين ومهمة إيه !
قال وهو يتطلع إليها بنظرات شمولية مبتسما برقة
ما فيش حاجة كده على السريع وهنرجع منصورين بإذن الله خلى بالك من نفسك تمام أنا سايب هنا جندى مقاتل سهى المهدى مش الآنسة سهى مفهوم
إبتلعت ريقها پخوف وردت ببلاهة
تمام يا فندم هو سامح رايح معاكم!
اومأ برأسه وقال
أيوة ده هو قائد المهمة دی أنا قولت أجي أسلم عليكي یالا سلام
فقالت مسرعة لإيقافه بعض الوقت
خلى بالك من نفسك تروحوا وترجعوا كلكم سالمين ان شاء الله
إبتسم لها بهدوء وقال بتلقائية مؤلمة
إدعيلي يا سهى ربنا يمن عليا بالشهادة
تجمعت العبرات في عيونها بسرعة وقالت بنبرة متحشرجة
بعد الشړ عليك ليه بتقول كده!
ضحك بإتزان وقال
ليه هي الشهادة شړ أشوف وشك بخير
صافحته قائلة
مع السلامة هستناك لما ترجع تحكيلي كل اللي حصل
أدى لها التحية العسكرية وإنصرف دلفت غرفتها ووضعت وشاح على كتفها وخرجت مسرعة رأت طائرة وبعض الجنود الملثمين يقفون في طابور
إقترب منها باسم وقال
إدعيلنا يا سهی تمام
ردت من بين دموعها
بدعيلكم والله تروحوا وترجعوا بالسلامة منصورين إن شاء الله
إبتسم إليها ماجد وقال
مش هنتأخر عليك إن شاء الله يا طلبة
ردت برعشة في شفتيها
هستناكم وإن شاء الله هترجعوا كلكم
إقترب منها سامح فزاد إنهمار دموعها دون ان تسيطر عليها فقال بإبتسامة رائقة
إيه يا طلبة إنت هتعيط لا إجمد كده
تمسكت بذراعيه وقالت پخوف
سامح كنت عاوزة أقولك حاجة مهمة قوى
مسح سامح دموعها
بأنامله وقال وهو يملا عينيه بملامحها
بلاش دلوقتی یا سهی
تعلقت أنظارها به وقالت بصياح
لا لازم أقولك إنى
وضع كفه على فمها وقال مسرعا
إوعى ما تقوليهاش لما أرجع بالسلامة ان شاء الله أنا اللى عاوز أقولك حاجة مهمة
أغمض عينيه و فتحمها نافثا أنفاسه بقوة و قال
لا إله إلا الله
زاد إنهمار دموعها وقالت بصوت متحشرج
محمدا رسول الله
تركت ذراعيه و كأن روحها انسلت من صدرها و تركتها پألم يشبه ألم المۏت
إبتسم إليها
متابعة القراءة