قصه طوفان

قصه طوفان

موقع أيام نيوز

و إقتربت من ياسين و هي تقول بمداعبة 
ده انت حبيب قلبي و لو طلبت عيني كده اديهالك يا قلب أمك 
إشرأب ياسين بعنقه من خلفها و غمز لوالده و قال بمزاح ساخر 
سامع يا حاج مش انت اللي بيتقاله كلام حلو احنا برضه في القلب بس سايبينك تاكل عيش 
ضحك جاسر عليه و هو يهز رأسه بيأس بينما عاد ياسين لوالدته و قال 
الاكل بقا يا ست الكل لانا هلكان و ھموت و انام 
وقفت ليلي وقالت بتعب محركة فقرات عنقها التي تيبست 
أنا هقوم أمشي بقا إتأخرنا النهاردة و انا تعبت 
أجابتها فريدة بتأكيد
و هي تتمطع بكسل 
بس أنجزنا بارت كبير قعدتين تلاتة زى النهاردة نلم باقي المواد 
لملمت
ليلي كتبها و وضعتهم بحقيبة يدها و قالت 
فعلا انا هروح انا بقا عاوزة حاجة 
وقفت فريدة مسرعة و قالت بإصرار 
استنى ألبس هدومي وأوصلك بعربيتي 
أوقفتها ليلي و هي تقول بقوة 
لا يا حبيبتي شكرا انا هركب أوبر بعتله ماسدج و زمانه جه قدام البيت يالا أشوفك بكرة في الجامعة سلام 
اوصلتها فريدة لباب الشقة وودعتها وهي عائدة لغرفتها سمعت صياح سهى الذي جمع كل من في المنزل أمام باب غرفتها پذعر 
وقف مازن أخوهم الأكبر خلفهم وقال پخوف 
إيه الصويت ده
في إيه !
رد جلال والدهم بقلق أكبر 
والله يا إبني ما أنا عارف 
طرق جلال باب غرفة سهي مسرعا ليأتيه صوتها قائلا 
إدخل 
لتتفاجأ سهى بالجميع يقف بغرفتها و يطالعونها بترقب وزعت أنظارها عليهم و قالت بذهول
في إيه مالكم!!! 
رد عليها مازن بقلق 
إحنا اللي مالنا يا سهي كنتى بتصوتي ليه طالما انتي كويسة قلقتينا يا مفترية 
إبتسمت سهى إبتسامة واسعة وقالت بعدما تذكرت 
أيوة صحيح فكرتني استنوا ثواني 
أخرجت هاتفها وهاتفت اللواء سالم و إنتظرت الرد حتى أتاها صوته قائلا برسمية 
السلام عليكم 
وقفت معتدلة وقالت بصرامة 
وعليكم السلام يا فندم 
تطلعت فريدة بمازن الذي يطالع سهي قاطبا حاجبيه بنفاذ صبر بينما رد اللواء باهتمام مصاحب بابتسامة رائقة 
بما إنك كلمتينى دلوقتي يا سهي يبقى عملتى المطلوب منك صح 
هزت سهي رأسها بالإيجاب وهي تقول بسعادة 
صح يا فندم أنا فرحانة قوى بس الأسماء اللي إكتشفتها لناس كبيرة قوى في البلد تفتكر هنقدر نحقق معاهم 
رد مسرعا بنبرة قاطعة 
ما فيش حد كبير على القانون يا سهى أنا فخور بيكى جدا وثقتى فيكي كانت في محلها 
إبتسمت بفرحة وقالت
متشكرة على ثقتة حضرتك فيا يا فندم بكرة إن شاء الله هيكون قدام حضرتك فايل بكل المعلومات 
اتاها صوته قائلا 
إن شاء الله يالا تصبحى على خير 
اعتدلت بوقفتها مجددا و قالت 
وحضرتك من أهل الخير يا سيادة اللواء 
اغلقت الخط وهي سعيدة ركضت على والدها وارتمت
بأحضانه وقالت  
أنا مبسوطة قوى يا جلجل قدرت اوقع اكبر ماڤيا لغسيل الاموال بمصر 
إحتضنها بقوة وقال بابتسامة كبيرة و زهو
وأنا فخور بیکی یا قلبی من نجاح لنجاح دايما 
قبلته بوجنته و قالت بحب
ربنا يخليك ليا يا بابا 
برافو عليكي يا حبيبة قلبي ربنا يوفقك دايما ويرزقك بإبن الحلال اللي يسعدك يارب 
استنكرت سهى ما قالته والدتها واعترضت بشدة قائلة بنفي 
إبن حلال إيه بس يا ماما أنا مركزة في شغلی وبس 
ابتعدت عنها والدتها و قالت بإستنكار 
هتترهبني يعني يا سهي ما اكيد في يوم هتتجوزى و تفتحي بيت 
اسرع جلال منهيا الحوار و هو يقول بجدية 
مش وقت الكلام ده و يالا كل واحد على اوضته يالا 
وقف مازن أمام سهى وقال بقلق و هو يعيد شعراتها الغوغائية خلف أذنها
حبيبتى يا سوسة ربنا يوفقك دايما ويحميكي
من عش الدبابير اللي إنتي مصممة تحطى نفسك فيه ده 
ردت معترضة بعناد أكبر 
ربنا الحامي يا مازن ما تقلقش المهم إنى ضميري مرتاح و بعمل شغلي بما يرضي الله 
ربت على ذراعها و قال بحنو رغم قلقه عليها
برافو عليكي يا سو انتي قدها و انا عارف يالا تصبحي على خير 
وقفت فريدة أمامها بإبتسامة هادئة و تطالعها بصمت فقالت لها سهى وهي تبادلها إبتسامتها
إيه !
إيه انتي! 
زادت ضحكاتهم فقالت سهى بنعومة 
هتفضلی ساكته كده كتير يا ديدة 
اقتربت فريدة منها وإحتضنتها وقالت بحب 
أنا فخورة بيكى قوی یا سو ومتأكدة إنك في فترة بسيطة هتبقي حاجة مهمة جدا 
ابتعدت سهي عنها قليلا و ملست علي شعراتها و قالت 
انا و انتي يا قلبي يالا علي سريرك بقا علشان تصحي بدري لجامعتك 
ابتعدت فريدة عنها و قالت بابتسامة رقيقة 
حاضر تصبحي علي خير يا قلبي 
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول
وإنتي من أهله يا ديدة 
تركتها فريدة و خرجت ارتمت سهى بفرحة على فراشها وهي تفكر في مستقبلها وعملها الذي تعشقه و تطمح بأن تحقق به نجاحات كبيرة 
لتثبت أن المرأة
بأي مكان قادرة علي مجابهة اي ضغوطات مثلها مثل الرجل 
بينما كانت فريدة تتطلع للهاوية وهي تفكر هل تشتاق له حقا وتتمنى رؤيته أم لا تبالي بعودته من الأساس 
تذكرت جملة ليلي عن هيأته الجديدة فأربع سنين كفيلة بتغير ملامحه التي تعشقها و تتذكرها كأنه لم يفارقها ثانية 
أما حياة فكانت تفكر كيف ستثأر لوالدتها في فريدة بعد أن عزمت على الإيقاع بأدهم مهما كلفها الأمر ورغم علمها بمدى حب ادهم لفريدة وحب فريدة لأدهم و لكن هذا لن يثنيها عن مخططها 
في الصباح كان العمل بمنزل آل المهدى على قدم وساق لإستقبال غائبهم 
في منزل جاسر المهدى كانت أميرة تنظف المنزل بسعادة
رغم الم ساقيها المتزايد و لم تسمح لأحد بمساعدتها وأعدت غرفته لتصبح جاهزة لإستقبال صاحبها بعد فراق طويل 
واعدت أصناف كثيرة من الطعام إستعدادا لتجهيز مأدبة طعام كبيرة لتعويض أدهم عن كل ما فاته 
أما في منزل عثمان كانت زهرة وحياة تستعدان ولكن بطريقة أخرى فقد توجهوا لأحد مراكز التجميل لتصبح حياة ساحرة و جميلة أكثر لټخطف عقل وقلب كبير آل مهران 
حتى ټنتقم زهرة والدة حياة من سعاد و تذيقها طعم كسرة القلب و الروح و
لكن في حبيبتها المفضلة فريدة 
وفي منزل جلال كانت سعاد تساعد أميرة في إعداد الحلويات التي سيتناولوها بعد الغداء وتحضير المقرمشات للمساء أما الشباب فكانوا في حديقة منزلهم الكبيرة يزينوها لتصبح جاهزة لمأدبة عودة كبيرهم 
مازن وياسين تعاونوا في تعليق بعض الزينة وحبال الإضاءة 
مي وسهى فكانوا يعدون المشواة لتحضير اللحوم المشوية عليها 
أما فريدة فكانت جالسة تتابعهم بعيونها وتحاول ألا يبدو عليها التوتر والإشتياق فهو لا يستحق ذلك الشعور منها و ما سيريحها بعودته أنها ستذيقه مما أذاقها سواء بسفرته المفاجأة او بإبتعاده عنها تلك السنين المنصرفة 
جلس الجميع في حديقة المنزل بعدما أتموا ترتيباتهم وعاد جاسر وإخوته من عملهم المشترك وهو سنتر ملابس جاهزة كبير وفروعه بأماكن عديدة بالإسكندرية 
طاف جاسر بابتسامة شغوفة وهو يمرر أنظاره عليهم و علي ما فعلوه بحديقة البيت و قال براحة 
أكتر حاجة بتفرح الواحد لمتنا دى 
ربنا ما يحرمنا منها أبدا 
أجابه عثمان قائلا بهدوءه الحزين 
ولسه لما أدم يرجع بكرة كده لمتنا هتبقى أحلى بإذن الله 
طالعت حياة فريدة بمكر و قالت
عندك حق يا بابا أدهم ده كبيرنا والدنيا من غيره مالهاش طعم خالص 
لاحظت عبوس فريدة و صكها علي اسنانها پغضب فأردفت قائلة
سامحني یا عمو جاسر بس أدهم كبير جيلنا و كلنا بنعتبره كبيرنا 
أوما جاسر مؤكدا كلامها 
عارف يا حياة يا بنتي تقصدى ايه ربنا يدم عليكم نعمه الأخوة و تفضلوا متجمعين عالخير 
نظر جلال لسهى وقال بنبرة آمرة
سهي بكرة ما فيش شغل وهتقعدى معانا مفهوم 
ردت سهي بإبتسامة رائقة
سيادة اللواء اساسا مريحني بكرة یعنی مانتخة معاكم ما تقلقش 
وقفت فريدة ووضعت يديها في جيبها وقالت بلا مبالاة 
أنا بقى الوحيدة اللي مش هكون في شرف استقبال ادهم عندى محاضرات مهمة 
واروا جميعهم إبتسامتهم لعلمهم بكذبها بينما ابتسمت حياة بمكر و قالت بخبث 
يعنى المحاضرات أهم من أدهم يا فريدة 
ارتسمت بسمة ماكرة على طرفي شفتيها وقالت بتحدى 
ايوة يا حياة اهم 
لاحظت مي توتر الجو بينهما فقالت بسرعة قبل تفاقم الأمر 
بكرة إن شاء الله هنشوى بقا ده غير الاكل اللي طنط أميرة و طنط سعاد عملينه ده إحنا هناكل أكل 
زم ياسين شفتيه وقال ساخرا 
مش بتفكرى غير في الأكل وبس 
حولت مقلتيها ناحيته وأطلقت نحوه نظرات ڼارية وقالت بنبرة ذات مغزى 
لا بفكر في حاجات تانية غير الأكل 
فهم مغزی كلامها فأشاح ببصره عنها ليقول مازن بمزاح 
أخيرا وحش عيلة المهدى راجع بكرة و هيشكمنا كلنا زى زمان 
ردت عليه سهى بضيق 
هیشكمكم إنتم أنا خط أحمر يا بابا 
ردصفعت سعاد كفيها ببعضهما و قالت بعبوس 
مافيش فايدة دايما إنتى وأدهم زى الزيت والماية ما بتخطلطوش مع بعض ابدا 
وقف جاسر وقال بجدية 
يالا كل واحد على شقته و الصبح هنروح الشغل ونتجمع هنا على الساعة ١٢ الضهر 
وقف الجميع واتجه كل منهم لشقت
الطوفان الثاني 
طوفان الشوق
أحيانا يأخذنا الشوق لمرحلة الفيض و المد و الجزر الا ان نصل لاقصي مراحله و هي الطوفان 
ما اقصي ان تتوقف حياتك عند هدف واحد و ربما الاشد ليجبرك شوقك بكل ثانية ان يسخر كل حواسك ناحية هذا الهدف و فقط 
لتمتلأبشعور من النقمة و الرحمة من السعادة و الجذع من الترقب القاټل و عدم ضمان ردة فعلك لطريقتك في ارواء شوقك هذا 
يبعده عنها آلاف الاميال و آلاف البشر لم يأخذه سحر باريس و لو لثانية رغم تلك المدة الطويلة التي قضاها فيها و لكن هناك سحر أكثر يسيطر عليه لم يقل مع الوقت و لا مع الفراق المؤقت ذاك و ان كان طويلا بعض الشىء 
كان أدهم في شقته يستعد للعودة لوطنه بعدما أعطاه والده الموافقة على الرجوع من منفاه و لو يدرون ان وطنه هو عيناها و فقط 
كأنه ملاكها الحارس 
إنقطعت عنه و عن مراسلته طوال الأربعة سنوات المنصرفة فأصبحت حياته بعدها كالسجن حاول أكثر من مرة العودة من أجلها و فقط و لم يعبأبالخطر الذي كان ينتظره هناك بعدما فاض به شوقه لها ولكن دائما كان
يقابل طلبه بالرفض من والده الخائڤ عليه 
لكم تخيل شكلها ولكنهم أخبروه أنها أصبحت شابة جميلة جذابة تعتمد على نفسها في كل شئ بعدما كانت تعتمد كل الإعتماد عليه هو 
تذكر آخر لحظة لهما في المطار وكيف تمسكت به حتى ابتل قميصه بدموعها وعلق به عطرها 
رفع هذا القميص لأنفه وأغمض عيونه وعاد لتلك اللحظة وهي بحضنه وعندما غاص بأنفه
في شعراتها وإشتم عطرها بنهم 
أعاد القميص للحقيبة و هو يبتسم إبتسامته بسيطة في شكلها عميقة بمضمونها ثم حمل صورتها مجددا و هو يتوعدها بأن يطفء
نيران تلك
تم نسخ الرابط