روايه بقلم نورهان العشري

روايه بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


هاديس مع برسيفوني ويخفيها عن الأعين! أم يتركها ويترك نفسه لها تسحبه بنورها إلى عالمها الوردي! 
أم يخبرها كل شيء ويترك لها حرية الاختيار طافت عيناه على تقاسيم وجهها التي لا يمل من تأملها أبدا وخاصة عيناها التي كانت كنافذة تطل على الجنة جنته التي اشتاقها كثيرا فتحركت أنامله بخفة على قسماتها لتستيقظ وتشرق بشمسها على عالمه المظلم
س
_إذن هل غير هاديس نشاطه الليلي وأصبح يأتي في
الصباح الباكر!
غمرت ملامحه بسمة جميلة زينتها لهجته الشغوفة حين قال
_ما رأيك لو أسحبك إلى عالمي كما فعل هاديس مع بريسفوني! 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
همست تداعبه
_تتفوق على هاديس بنقطة فهو فقد خدعها أما الآن أنت تخيرني أم أنني مخطئة!
ظاهريا كانت تمازحه ولكن هناك استفهاما يطل من عينيها اللتين لا يستطيعا إلا الامتثال أمام طغيانهم وقد كان ذلك هو الخضوع الأول له في الحياة لذا قال بخشونة
_لم يخدعها هاديس فقد أحبته.
قاطعته مصححة
_لم يخبرها ماذا ينتظرها في عالمه وإلى أي درجة يمتد ظلامه.
_وإن أخبرها هل كان ليشكل فارقا في مشاعرها نحوه!
_على الأقل كانت ستشعر بأنها ليست مرغمة على شيء فإن اختارته فسيكون ذلك بملء إرادتها.
أظلمت نظراته لثوان قبل أن يقترب واضعا قب سطحية فوق جبهتها قبل أن تجده يغادر السرير ناصبا عوده متجها إلى باب الغرفة ولكنه الټفت قائلا بفظاظة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_سأنتظرك في المكتب بعد نصف ساعة من أجل العمل.
أومأت بصمت وهي تشاهده يخرج مغلقا الباب خلفه فشعرت بقلبها الذي كان يئن بداخلها من فرط الخۏف ولكنها حاولت طمأنته وهي تتذكر حديثها مع عمها زين قبل أربعة أيام.
عودة إلى وقت سابق... 
_كيف حالك عمي!
هكذا تحدثت بخفوت إلى زين الذي كان يجلس في الحديقة يقرأ أحد الكتب وما إن سمع صوتها حتى الټفت يناظرها بحنان تجلى في نبرته حين قال
_أهلا بك يا نور أنا بخير أنت كيف حالك!
نور بهدوء
_بخير هل أزعجتك!
زين بلهفة
_لا أبدا هيا تعالي لنجلس معا فالجو جميل اليوم.
أطاعته وهي تجلس على يمينه بينما ترك هو الكتاب من يده وهو يقول باهتمام
_أخبريني كيف تسير أمورك مع فراس!
فوجئت من السؤال الذي بدا وكأنه يشغل تفكير الجميع فلم يتبق أحد لم يسألها عن أمورها معه.
_لا أقصد التطفل فقط أردت الاطمئنان أن الأمور بينكما على ما يرام بعد ما حدث.
فطنت إلى ما يرمي إليه فرسمت ابتسامة هادئة على ملامحها وقالت بلهجة شابها التردد
_آه أجل لا تقلق نحن بخير.
شعر بترددها في الإجابة فاحتضن كفوفها التي تبسطها أمامها على الطاولة وهو يناظرها بحنان أبوي
_رجاء أخبريني إن كان هناك شيء.
لامست فعلته جدران قلبها وكذلك نبرته الحانية فحاولت التماسك قدر الإمكان قبل أن تقول بتأكيد
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_لا تقلق عمي.
شعر بتأثرها واهتزاز جفونها من فرط ما تحمله من عبرات فحاول صرف انتباهها حين
قال مازحا 
فاجأته حين قالت مستفهمة
_وهل يجرؤ أحد على فعل ذلك!
لم يخفي اندهاشه من استفهامها الذي قابله بآخر
_هل لك أن توضحي أكثر!
نظفت حلقها قبل أن تقول نبرة ملحة لمعرفة الإجابة
_هل يستطيع أحدهم الوقوف بوجه فراس النعماني أو التصدي له!
ضيق زين عينيه وقال باندهاش
_ما هذا الكلام نور!
اعتدلت في جلستها وأخذت تفرك كفيها ببعضهما البعض وهي تتلو مخاوفها دون احتراز
_ إنه فقط... أنا... يعني أقصد منذ أن كنت صغيرة وأنا أجد الجميع يهابه يخشى مواجهته بعمري لم أر أحد يعارضه أو يجرؤ على قول لا أمامه.
زين باستفهام
_وهل يزعجك الأمر!
كيف تخبره بما تشعر به من ضياع! كيف تصيغ مخاوفها تجاهه! وتخبطاتها برفقته فهو الشخص الوحيد الذي تشعر بالأمان معه حيث لا أحد سيجرؤ على أذيتها أو المساس بها عداه هو الشخص الوحيد الذي يمكنه أذيتها دون أن يردعه أحد.
كان وجهها مرآة لما تشعر به لذا اختار زين أن يجيبها على تساؤلاتها ويحد من حيرتها تلك
_أنت مخطئة عزيزتي نور نحن لا نهاب فراس نحن فقط نحترمه كونه شخص جدير بالاحترام فهو يحمل على عاتقه أعباء عائلة بأكملها وهنا لا أقصد الشركات والمصانع وما شابه ولكن هو يحمل هموم الجميع وإن ټأذى أي شخص منا ففراس قد يهدم الدنيا لأجله فهو تحمل الكثير من أجل سلامة الجميع تماما كوالده فقد كنا جميعا نحترمه ونقدره لأنه كان يستحق.
بدأ شعور من الراحة يتسرب إلى داخلها شيئا فشيئا من حديث عمها ولكن بقى الكثير مما تتوق إلى معرفته كما أن هناك الكثير من الثغرات التي تود إغلاقها إلى الأبد لذا قالت باستفهام
_لم لم تتولى أنت أو أبي إدارة شؤون العائلة بعد ۏفاة عمي رفيق! أقصد لم فراس! فأنت وبابا تكبرانه ومن المؤكد أنكما تتفوقان عليه من ناحية الخبرة بحسب العمر.
توقع هذا السؤال منها فابتسم قبل أن يجيب ببساطة
_سأخبرك أمرا قد يدهشك ولكن لا أنا ولا والدك كنا جديرين بهذا الأمر.
تبلور الاندهاش بعينيها... فتابع زين وهو يسرد ماضي يحمل الكثير والكثير
_نعم نحن نعمل معا وكلا منا يفعل ما بوسعه من أجل العائلة ولكن أن تكون القائد أمرا صعبا وأيضا في شبابنا لم نكن بهذا التعقل.
انكمشت ملامحه بحزن دفين قبل أن يتابع بشجن
_كنا طائشان قليلا وكثيرا ما كنا نجلب المشكلات على عكس رفيق كان رجلا منضبطا صالحا وكذلك فراس إنه يشبه أباه في كل شيء فهو رجل شهم ونبيل والأكثر من ذلك أنه ليس أنانيا 
على عكس ما توقعت لم يستطع حديثه سد ثغرات الماضي المبهم بالنسبة لها بل فتح أبواب لاستفهامات أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها لذا
حاولت أن تحثه على المتابعة حين قالت
_بالطبع لا يوجد أحد منا كاملا ولكن فراس أيضا له أخطاء.
زفر زين بشجن وفاجأها حين قال بلهجة مشجبه
_ قد تندهشين من حديثي ولكن في كثير من الأحيان يكن خطأك الوحيد أنك شخص جيد.
لونت الدهشة ملامحها وتجعد ما بين حاجبيها بحيرة فقام زين باحتواء حيرتها بكفوفه التي عانقت كفوفها المتوترة وهو يحاول أن يطمئنها فقال لها
_ اسمعيني جيدا نور أكثر شخص تستطيعين الوثوق به في هذا العالم هو فراس لا تضجر رأسك بتلك الأسئلة فوالله لو طلب مني أن ألقي بنفسي في البحر لأطعته لأني أعلم أنه لو لم يكن الأمر في مصلحتي لما طلب مني فعل ذلك.
تعاظمت دهشتها أكثر وتجلى ذلك بنبرتها حين قالت
_لهذه الدرجة!
زين بصدق
_نعم والأمر لا يقتصر علي فقط بل الجميع هنا كذلك.
طرأ استفهام ملح على عقلها ولم تستطع شفتاها قمعه حين قالت بترقب 
_وهل ينطبق الأمر على والدي أيضا!
زين مشددا على كل حرف يخرج منه 
_والدك كان أكثرنا ثقة به وإلا لم كان سيوصيه عليك قبل أن ېموت!
عودة للوقت الحالي... 
اخترقت كلمات زين عقلها الذي لم يتوقف عن التفكير بها منذ ذلك الحين ولكنها لن تستطيع الإنكار أنها أفسحت لها المجال للتنفس قليلا وإضفاء بعض من السکينة على قلبها برفقته وإخماد نيران الذنب بصدرها كلما كانت معه.
_نعم هناء ما الذي تريدينه صرعتي رأسي باتصالاتك منذ الصباح ماذا هناك! 
هكذا صاح شاهين في الهاتف باستياء فأتاه صوت هناء المحتقن ڠضبا
_هل هكذا تحادثني بعد ما فعلته بي ذلك اليوم و تركتني بعده اسبوعا بأكمله لا أعلم عنك شيئا!
تجاهل ما تشير إليه بصفعه لها وصاح باستهجان
_تركتك أسبوعا! كم عمرك لتقولي هذا الكلام! وأيضا هل أنا تركتك في أحد الشوارع! أنت تجلسين معززة مكرمة في منزلك.
فاض الكيل بها فصړخت بانفعال
_منزلي أم تقصد ذلك السچن الذي زججتني فيه محرم علي الخروج إلا معك تمنع عني أبسط الأشياء كرؤية أصدقائي أو الترفيه عن نفسي ولو قليلا.
شاهين محاولا قمع غضبه قدر الإمكان فقد ضړبت بحديثه عرض الحائط
_سامحيني كنت أحاول أن أجعلك امرأة محترمة يا سيدة هناء. 
شهقت پصدمة من حديثه وقالت مټألمة
_هل تراني غير محترمة يا شاهين!
شاهين بقسۏة
_فلتوجهي هذا السؤال لنفسك ماذا يطلقون على المرأة التي تريد السهر بالخارج دون زوجها وتتفاخر بمجموعة من الحمقى وتطلق عليهم لقب أصدقائها.
صاحت بانفعال
_لقد تزوجتني وأنت تعلم أن هذه هي حياتي.
قاطعها مصححا بقسۏة
_لا ليس كذلك تزوجتك بعدما كررت مئات المرات عن كونك مللت من هذه الحياة وتودين الاستقرار والهدوء والآن اتضح أن كل ذلك كان عبارة عن تمثيلية لم تحتملي دورك بها لأكثر من شهر.
ضاقت ذرعا بتجبره من وجهة نظرها فهدرت پعنف
_أجل لم أعد أحتمل كما لم أعد أحتمل تسلطك بتلك الطريقة.
شاهين بصوت حاد كنصل السکين
_حسنا كما تريدين لن أجبرك على شيء.
قالها وأغلق الهاتف بوجهها وهو يترجل من سيارته ليتوجه إلى داخل القصر 
_أخبرتني أنك تريدني من أجل العمل.
هكذا تحدثت نور بهدوء وهي تجلس على المكتب أمامه فطالعها بعينين التمعا بهما الشغف والإعجاب للحظات فقد كانت جميلة بقدر بساطة ما ترتديه لم تفرط في زينتها ولا تبرجها إنما ارتدت فستانا صيفيا بلون الكريمة وتركت شعرها ينساب كستارة حريرية أحاطت ظهرها من الخلف واكتفت بوضع ملمع شفاه أضفى بريقا رائعا على مظهرها. 
انتهت عيناه من تقييمها قبل أن تعود عينيه إلى لونهما الطبيعي وهو يتحدث بعملية تليق برجل أعمال مثله
_نعم هذا صحيح في الواقع نحن بصدد بناء فندق كبير في أحد المدن الساحلية ونحتاج إلى فكرة تكن مميزة تليق بروعة المكان وتجذب الأنظار إليها 
_وهل الاستفزاز بالنسبة إليك ميزة!
فراس بخشونة
_الأمر نسبي. 
_بمعنى!
أسند ظهره إلى المقعد خلفه ليسترخي أكثر في جلسته قبل أن يقول بكسل
_يتوقف الأمر على الشخص الذي أمامي مثلا إن كانت امرأة فاتنة بعينين تزدهر بهما أشجار الزيتون و كأنهما قطعتي
زمرد فالاستفزاز يكون متعة بالنسبة إلي
كلماته جعلت دماء الخجل تروي خديها فنبت الورد فوقهما مما جعله يقول بنبرة موقدة
_وأكون ممتنا له كثيرا حين يجعل الزهور تنبت فوق وجنتيها هكذا فيضاعف فتنتها وعذابي.
تأجج صدرها من فرط التأثر بكلماته ونظراته التي كانت تبثها مشاعر قوية جعلت أنفاسها ټتشاجر بداخلها ولم تفلح في إيجاد كلمات تعبر عن ما يجول بخاطرها فأنقذها دخول شاهين بوجه مغبر ومزاج سوداوي تجلى في كلماته حين قال
_اجعل الخادمة تجلب لي القهوة وسأكون ممتنا لو وضعت بعض قطرات السم بها.
كان يود لو يلكمه بكل قوته حتى تندثر معالمه ذلك اللعېن الذي أتى في أكثر الأوقات خطأ على عكسها فقد كانت ممتنة كثيرا لدخوله في
تلك اللحظة فقد احترق الهواء من حولهما ليجعل الأمر يزداد خطۏرة لولا دخول شاهين الذي أخذ يناظرهما بخبث جعل حنقها يتضاعف فهمست بامتعاض
_ليتها تفعل وتريحنا منك.
ضيق شاهين عينيه وهو يقول باندفاع
_ما بها هذه هل فعلت لها شيئا!
فراس بفظاظة
_وهل تجرؤ على ذلك!
تعاظم الحنق بداخله فزفر مغلولا
_لا طاقة لدي للشجار الآن وأجواء العشاق هذه تجعل معدتي تشمئز لذا سأغادر قبل أن أتقيأ من فرط التأثر.
أمره فراس بغلظة
_كف عن التذمر وأخبرني ماذا فعلت هل أمنت الشاحنات التي ستنقل السلاح من الميناء إلى المخازن!
برقت عينا شاهين من حديث
 

تم نسخ الرابط