هوس من اول نظره الجزء الاول والثاني بقلم ياسمين عز

هوس من اول نظره الجزء الاول والثاني بقلم ياسمين عز

موقع أيام نيوز


انا هروح 
اشوف الأكياس 
إنحنى ليضعهما على الأريكة ثم إتجه نحو 
المطبخ ثم عاد بعد دقائق قليلة و هو يحمل 
في يديه علبتي بيتزا بالحجم الكبير وضعهم 
على الطاولة ثم توسط صغيريه و بدأ يطعمهما
و الذين كانا سعيدين للغاية قبل أن يفتح العلبة 
الأخرى و يضعها أمام يارا التي رفضت ان 

تأكل و إستمرت في التحديق بأطفالها 
بينما ذكريات الماضي تدفقت لتنغص
لحظاتها أفاقت على صوت صالح الذي كان 
يناديها و تبين انهم قد إنتهوا من الأكل 
و حان وقت الصعود للنوم بعد إلحاح 
سليم الذي كان يشعر بالنعاس الشديد 
أومأت له و هو تتبعه ليأخذهم إلى 
جناح كبير في الطابق الثاني يقع في آخر 
الرواق لتكتشف يارا ان الفيلا كما قالت 
أروى ذات الوان داكنة و كئيبة لكنها 
لم تهتم فجل تركيزها كان حول إيجاد 
فكرة لمغادرة هذا المكان في أسرع وقت 
و التخلص من صالح إلى الأبد 
وضع صالح الصغيرين فوق السرير 
بعد أن نزع أحذيتهم و هو يسألها 
هما المفروض بيستحموا قبل ما يناموا
بس سليم خلاص نام 
أجابته و هي تنظر لهم من بعيد 
انا هغيرلهم هدومهم بس النهاردة كان
يوم متعب ليهم عشان كده ناموا بدري 
سألها ليس بدافع الفضول بل رغبة في 
مشاركتها الحديث 
هما في العادة بيناموا إمتى 
يارا الساعة ثمانية او تسعة بالكثير 
رمق ساعته بنظرة خاطفة و هو يرفع 
رأسه نحوها من جديد 
الساعة لسه سبعة إلا ربع انا هنزل 
أجيب الشنط من تحت الحمام من هنا 
و الأوضة الثانية للهدوم مش هتأخر 
غادر صالح لتتوجه يارا على الفور نحو صغارها 
اللذين كلنا شبه نائمين بدأت في نزع ملابسهما
العلوية ببطئ منتظرة حضور الحقائب و لم يتأخر 
صالح ليأتي بعد زمن قصير يجر الحقيبة 
الكبيرة التي وضعت فيها بعضا من ملابسها 
و ملابس أطفالها و يرفعها فوق السرير 
إلى جانبها حتى تختار منها كل تريد أخذت 
بعض القطع ثم انزلها و اغلقها من جديد 
دافعا إياها جانبا قبل أن ينضم لمساعدتها 
كان بطيئا جدا و هو يحرك يد ريان الصغيرة 
حتى يدخلها في كم القميص حتى أنه إستغرق 
وقتا طويلا حتى نجح في جعله يرتدي 
قطعة واحدة من ملابسه بينما إنتهت يارا 
من تلبيس سليم 
كانت تراقب بطرف عينيها شرود صالح 
الذي بدا لها جليا من خلال تعبيرات وجهه 
انه يمسك نفسه بصعوبة حتى لا ينخرط
في البكاء و هو يجرب دور الأبوة لأول مرة 
قلبت شفتيها باستياء و شفقة نجحت في 
التسلل إلى مشاعرها لكنها على الفور نهرت 
نفسها لترتدي قناع اللامبالاة مرة أخرى 
لتسير نحو الحمام حتى تغسل وجهها
و يديها ثم تعود 
نشفت وجهها الشاحب بآلية قبل أن تنتبه فجأة 
إلى وجود أغراض رجالية في الحمام 
كجل إستحمام خاص بالرجال و كذلك
أدوات حلاقة رمت المنشفة من يدها على الفور 
ثم فتحت الإدراج لتجد المزيد من الأغراض 
الأخرى التي عرفت انها لصالح فهي نفس
تلك الأنواع القديمة التي كان يستخدمها كماركات
الصابون و الشامبوان 
غادرت الحمام لتدخل غرفة الملابس و التي 
لم تخيب ظنها حيث كانت مكتضة بملابسه
مما جعلها تتأكد من أن هذا الجناح له 
ضمت شفتيها پغضب إستطاعت السيطرة 
عليه و دحره إلى آخر نقطة في عقلها 
و هي تقف بعيدا تسأله 
ممكن تدلني على أوضتي عشان انا 
كمان تعبانة و عايزة أنام 
إلتفت نحوها بعد أن أخرجه صوتها من 
غمرة أحاسيسه و هو لازال يتأمل ملائكته
الصغار و هما نائمين بأمان أشار لها نحو 
علبة البيتزا و زجاجة الماء التي أخضرها
معه من الأسفل و هو يجيبها 
تعشي الأول و بعدين غيري هدومك
و نامي مع الاولاد هنا أنا هقعد معاهم شوية 
و بعدين همشي في أوضة تحت نظيفة بس 
صغيرة مش هتكفيكي إنت و العيال عشان كده 
جبتكوا هنا الليلة و بكرة إن شاء الله 
هغير ديكور الفيلا و أجيب عفش 
جديد  
تنهدت بصبر و هي تأخذ علبة البيتزا 
حتى تأكل منها القليل لكنها إكتشفت انها 
كانت جائعة جدا بعد أن حرمت من طعام 
غدائها بسبب إقتحامه للمطعم إنتهت 
لتأخذ بعض الملابس من الحقيبة 
و تدلف حتى تغير ثيابها و لم تنس طبعا 
وضع الحجاب 
رغم ضيقه من تصرفها إلا أن صالح كان حريصا
على أن لا يشعرها بالضيق مهما فعلت فهو
لحد الان لا زال لا يصدق أنها موجودة معه
في مكان واحد و قد عادت لتنير حياته
الكئيبة من جديد و معها طفلين لم يكن ليحلم
بوجودهما حتى نزع حذاءه ثم تمدد بجانب 
بنعاس و هي تقول انا هنزل أنام في الاوضة
اللي تحت و إنت نام مع الاولاد 
سارت باتجاه بالباب لكن صوته الرخيم أوقفها
إستني 
إلتفتت لتجده يشرف عليها بجسده الضخم
و ملامحه الحادة الوسيمة التي لطالما أرقت
منامها بتلك الكوابيس المخيفة شهقت
بړعب ظهر جليا من خلال قسمات وجهها
المذعورة و هي تتراجع إلى الخلف رافعة
عينيها الخضراء نحوه و التي بدأت و كأنها
رأت وحشا أمامها 
و على الفور أدرك صالح أنها لازالت تعتقد أنه
سيعاملها كما في الماضي ليتراجع بخطواته
هو أيضا إلى الوراء مبعدا يديه وراء ظهره
و هو يقول باعتذار 
انا آسف مكانش قصدي انا بس كنت
هقلك إني مينفعش انام مع الاولاد عشان هما 
مش متعودين عليا و يمكن يصحو بالليل
عاوزينك انا هنزل خلاص و لو عزتي أي 
حاجة إندهي عليا تصبحي على خير 
اخفض رأسه ثم سار باتجاه الباب تاركا 
يارا تسترجع أنفاسها و هي لا تصدق انه 
ذهب بهذه السهولة و تركها سالت دموعها 
و هي تتخيله يجبرها على النوم بجانبه 
كما في الماضي مرددا كلمات عشقه المزيف في 
أذنها لقد نقلت لها سارة أخباره طوال تلك 
المدة التي كانت تسمعها من أمير زوجها و علمت 
انه هو الاخر ټعذب كثيرا بعد إختفائها لكن 
ذلك لك يكن ليشفع له عندها فهو المسؤول 
الأول و الاخير عن عڈابها لأكثر من خمس سنوات 
دلفت إلى الحمام بعد أن اخذت بعض 
الملابس البيتية من الحقيبة ثم غيرت 
ثيابها و تركت شعرها منسدلا على ظهرها 
قبل أن تطفئ الانوار ما عدا أنوار المصابيح 
الموضوعة بجانب السرير من الجهتين 
دثرت نفسها بالغطاء و إحتضنت صغيريها 
محاولة منح جسدها و عقلها بعض الراحة 
إلا أن الأمر بدا صعبا جدا مع رائحة 
عطر صالح التي كانت تنتشر على الوسادة 
و الفراش 
تقلبت للمرة التي لا تعلم عددها و هي تحبس 
أنفاسها حتى لا تتسلل لها تلك الرائحة 
التي تمقتها و تذكرها بماضيها المليئ
بالعڈاب و رغم 
انها قد أحضرت بعضا من ملابسها و نشرتهم 
على كامل الفراش و الوسائد إلا انها لم 
تستطع بتلك الحيلة الفاشلة منع الرائحة 
من الانتشار و التسلل داخل أنفها 
فجأة توقفت عن الحركة و تجمدت في مكانها 
متشبثة بالغطاء عندما سمعت صوت الباب 
يفتح دقات قلبها كانت تقرع كطبول الحړب 
بينما جف ريقها و تسارعت أنفاسها 
پخوف و هي تقسم انها لو نجت فلن تبق 
يوما آخر هنا 
صوت خطواته تناهت إلى مسامعها 
لتغمض عينيها بقوة ممثلة النوم بعد أن 
شعرت بصالح يقترب منها كان جسدها 
يرتجف و حدقتي عينيها تتحركان بعصبية 
تحت أجفانها و هي تستعد في أي لحظة حتى 
تصرخ 
سمعته يتوقف حذوها و
يضع بعض الاشياء
على طاولة الكومودينو و هو يتحدث بهمس 
مټخافيش انا صالح جيتلك شوية أكل و مية 
عشان لو الاولاد جاعوا بالليل 
تنفسحت بارتياح في تلك اللحظة بعد أن كاد 
ينقطع عليها الأوكسجين قبل أن تجيبه 
هي الأخرى بهمس مماثل 
شكرا 
كانت تلتفت إلى الجهة الأخرى نحو أطفالها 
لكن رغم ذلك لم يستطع صالح مقاومة 
رغبته في تقبيل شعرها الذي كان يظهر من 
تحت الغطاء مما جعل يارا تنتفض لكنه 
سار بهدوء نحو الجهة الأخرى و قبل صغاره ثم 
غادر مغلقا الباب وراءه 
صباحا إستيقظت يارا على صوت ضوضاء 
في الغرفة فتحت عيونها المرهقة بعد ليلة 
طويلة قضتها دون نوم تحدث ريان الذي 
شعر بها تستيقظ 
صباح الخير يا مامي شوفي بابي جابلنا إيه 
رفعت رأسها نحو الصغير الذي كان يقفز 
فوق السرير بسعادة و يرتدي ملابس جديدة 
و هو يحرك يديه واصفا لها 
انا و سليم بقى عندنا أوضة كبيييييرة 
لوحدنا و فيها دولاب كبيير اوييي و فيه 
هدوم كثييييرة و العاب ماما انا عاوز 
أفضل هنا مش عايز أرجع عند تيتة سوليأم 
إبراهيم 
ضحكت يارا و هي تتجلس على الفراش 
حتى تجذب الصبي نحوها و تقبله قائلة 
صباح الخير يا
قلب ماما يعني خلاص 
شفت الألعاب نسيت تيتة أم إبراهيم بقيت 
مش عاوزها 
حرك ريان راسه بنفي و هو يصحح لها 
لا انا عاوز تيتة تيجي تعيش معانا هنا 
رفعت يارا حاجبيها و هي تبتسم على 
فكرة طفلها التي ستجعلها تشعر بالأمان اكثر 
في هذا المكان حملته و انزلته على الأرض 
و هي تسأله 
بابي و سليم فين 
أشار لها نحو الباب قائلا 
في الاوضة 
همهمت يارا بتفكير ثم قالت 
طب روح عندهم و انا هغسل وشي و أغير 
هدومي و الحقكوا 
سارع الصبي نحو الخارج ليتلحق بوالده 
و شقيقه اللذين كانا يلعبان في الغرفة 
بينما دلفت هي إلى الحمام حتى تغتسل و تغير 
ملابسها و هي لا تزال تفكر في طريقة حتى 
تقنع أم إبراهيم بالمجيئ 
حمل صالح صغيره حالما دخل إلى الغرفة 
ليسأله بحماس 
صحيت ماما 
اومأ له ريان مجيبا أيوا و قالتلي هتيجي 
بعد شوية بتغير هدومها يا بابي 
همس ريان في اذن والده و كأنه يخبره 
سرا خطېرا ثم بدأ يتململ حتى يتركه 
لينضم إلى شقيقه الذي كان مشغولا 
بتركيب القطار الضخم لكن صالح أوقفهم
قائلا 
كفاية لعب دلوقتي عشان ننزل نفطر 
مع مامي 
إجتج سليم الذي كان يرغب في اللعب 
بس إحنا فطرنا يا بابي مامي هي اللي 
صحيت متأخر 
صالح بحزم ميصحش نسيب مامي لوحدها 
هتزعل مننا يلا يا حبابي الأوضة مش هتهرب 
هنفطر و نرجع هنا من ثاني 
سليم بضيق بس انا شبعان مش عايز آكل 
جلس صالح على ركبتيه أمامه حتى يقنعه 
مقترحا طب إيه رأيك إن الجنينة برا مليانة 
ألعاب كبيرة زي اللي في الملاهي 
لمعت عينا الصغير بفرح الذي هتف بحماس 
بجد يا بابي 
اومأ له صالح طبعا و هجيبلكوا العاب ثانية 
كثيرة اوي عشانكوا 
رفع سليم ذراعيه نحو والده حتى يحتضنه
قائلا أنا بحبك اوي يا بابي يا ريت تفضل 
معانا على طول 
إنظم إليه ريان مضيفا إحنا مش عاوزين 
الألعاب إحنا عاوزين بابي يبقى معانا على 
طول زي أدهم إبن انكل أمير 
سليم مؤيدا و هو يضع القطار من يده على الأرض ايوا يا بابي انا مش عايز ألعاب المهم خليك
معانا و متسافرش ثاني مامي قالت انك 
بتشتغل عشان تجيبلنا هدوم و لعب كفاية 
دول و إحنا مش هنطلب حاجة ثاني و هنقعد 
عاقلين 
ضم صالح طفليه الاخر نحوه و هو يتخيل 
كيف كانا يعرفانه و يشتاقان إليه بينما هو لا 
يعلم بوجودهم أصلا ليسأله بفضول 
قولولي يا حبايبي هي مامي كانت بتجيلكوا
لعب و هدوم كثيرة 
سليم ببراءة أيوا إحنا كانت عندنا لعب 
كثير بس مش مامي اللي بتجيبهم 
صحح له ريان قائلا مامي جابتلنا 
كورة و عربية صغيرة المرة اللي فاتت 
سليم بتفكير العربية الزرقاء 
ريان اه يلا يا بابي احسن مامي 
تزعل 
كان صالح يريد أن يسألهم اكثر حتى يعلم 
كيف كانت يارا تعيل أطفاله فطوال ليلة 
البارحة و هو يفكر و ما إن دقت الساعة 
السابعة حتى صعد إلى الجناح بهدوء 
ليجد الطفلين قد إستيقظا للتو بينما 
يارا كانت نائمة أخبرهم ان يتحركوا 
بهدوء حتى لا يوقضوها ثم أخذهم للأسفل
و طلب من المحل الذي تعود على شراء 
ملابس يارا الصغيرة منه أن يرسلوا له 
مجموعة من ملابس الأطفال من أجل طفليه
و كذلك ملابسا أخرى من أجل يارا زوجته 
فقد لاحظ ملابسها البسيطة التي كانت 
ترتديها 
تناول معهم طعام الإفطار و قد إستمتع كثيرا 
في المطبخ و هو
 

تم نسخ الرابط