رواية رائعة بقلم سارة المصري

رواية رائعة بقلم سارة المصري

موقع أيام نيوز


تفتكر كان عقلي ممكن يصدق على ابويا وامي حاجة وحشة 
دفعها بقوة 
كنتي اسأليني كنت انا وانتي واجهناه وسمعناه وعرفنا منه 
اغمضت عينيها للحظات تبتلع غصة في حلقها قبل أن تقول 
عمري ما لقيتك طول عمري لوحدي انا ملحقتش اشوف ابويا وامي وعمي رباني زي ما اكون امانة مستني يخلص منها كل حاجة كانت ممنوعة عليا 

واضافت بابتسامة موجعة 
اتاريه كان خاېف ابقى زيها منعني من الاختلاط بالناس لا كان ليا اصحاب ولا حد اصلا كان بيهتم بيا حتى انت يا حسام مكنتش بتشوف في حياتك غير شغلك وايتن لما كنت بتسألني عن احوالي كنت بتسألني تقضية واجب انت حتى ملاحظتش ان حياتي مع زين مكنتش طبيعية ولا حتى جوازنا كان بشكل طبيعي 
قطب حاجبيه وهو يشير بكفه الى صدره في استنكار 
انتي جاية دلوقتي تشيليني انا الذنب انك ساذجة وانضحك عليكي ده كمان ذنبي 
هزت رأسها في ألم 
لا مش ذنبك بس انا وقتها ملقتش حد اخد رايه وأثق فيه عمري بعد ماسمعت من عمي اللي سمعته ماكنت أتخيل أن حكايتهم كانت كدة انا مش بشيل حد الذنب يا حسام صدقني انا برضه دفعت من كرامتي وۏجعي كتير ولسة هدفع 
رمقها من اعلى لاسفل قبل أن يسألها في ضيق يحاول أن يتحكم به بصعوبة 
انتي عاوزة ايه دلوقتي 
واضاف وهو يهتف في قوة 
مسحت عبراتها وهي تجيبه في هدوء 
لا ده ولا ده يا حسام وقت الاتنين عدى خلاص انا بالنسبة للكل دلوقتي مجرد ذنب انا زين طلقني ومبقاش ينفع خلاص افضل موجودة في البيت اكتر من كدة زي ما انت ما قررت تبعد انا كمان هبعد محدش فيهم بقا مستحمل وجودي حتى لو ادعو العكس انا عدلت تكليفي وهنقل شغلي خلاص البحر الاحمر 
وضع يديه في خصره 
يعني جاية تبلغيني !! 
تراجعت خطوة وهي تقول 
لا انا كنت جاية ادور على حاجة لا عمرها كانت ولا دلوقتي منطقي انها تكون موجودة انا محدش فيكو هيقدر يسامحني لاني حتى مش بقدر ابص في المرايا من احساسي بالذنب انا كنت جاية عشان محتاجة حضنك يا حسام ممكن يكون ضد المنطق والعقل وكل حاجة بس ۏجعي ووحدتي خلوني فعلا اطلب المستحيل 
ومدت يدها تتحسس وجنتها وهي تواصل في ألم 
انت ادتني اللي استحقه فعلا 
واتجهت الى الباب في خطوات بطيئة قبل أن تلتفت اليه وهي تهم بالذهاب 
أشوف وشك على خير يا اخويا 
لم تعرف أنها لم تؤثر به مطلقا بل لم يعد يهتم بالعالم بمن فيه 
يشعر أنه أصبح يحيا خارج حقبة الزمن فما حدث جعله يقدم على تصفية كل أعماله في مصر ولم ينتظر حتى ينهي ذلك بل وكل الأمر لمحام ذو ثقة كأنه لم يعد يحتمل البقاء أكثر في حصار ماحدث 
لم تمنعه حالة ابن عمه المتأخرة ليؤجل سفره ريثما يطمأن عليه بل أنه يشعر أنها أشبه برحلة فرار يخشى عدم اللحاق بها 
لم يعد يملك من الجرأة ما يكفي لمواجهتهم بعد كل ماحدث 
وبعد ساعات كان بالفعل يحلق بعيدا الى وطن اخر او قدر اخر اختلف المسمى وبقيت الحقيقة 
هي رحلة فرار ليس أكثر 
بكت في حړقة ظنت انها نضجت بما يكفي لتجاوزها 
أخذت تجيء وتذهب في غرفتها بلاهدف تحاول المقاومة 
تجاهد السقوط في هوة ضياع لم تلبث ان ابتعدت عن خطورته 
كيف انقلبت الأمور هكذا 
كيف انتهى كل شىء بعد أن كاد أن يبدأ 
رحل بعيدا 
فعلها ولم يثنه شىء 
صډمته كانت أكبر من أي شيء حتى عشقه لها 
عن أي عشق تتحدث 
عشق رفض الغفران 
عشق لم يثنه عن الفراق 
هو ليس عشق ابدا عليها أن تنتزع نفسها من براثن هذا الوهم 
وقفت أمام المراة للحظات تطالع وجهها الشاحب 
مررت كفها على ملامحها المنهكة 
تساءلت في دهشة عن تلك الفتاة التي كانت تقف من قبل بابتسامة تسع الكون بمن فيه 
بعقل لايسع سوى التفاهات والتراهات 
بقلب يسعد لأي شيء ويجتاز حزنه على أهون سبب 
ليتها ما نضجت 
ليتها ظلت تلك المراهقة الساذجة عمرها بأكمله 
قطع تأملها دلوف زين الى غرفتها 
مسحت عبرتها سريعا وهي تشيح بوجهها للاتجاه الاخر 
تنهد زين في عمق وهو يتأملها للحظات قبل أن يسألها 
الدموع دي عشان يوسف ولا عشان حسام 
زمرت شفتيها بقوة قبل أن تلتفت اليه تجيب تساؤله بتساؤل مماثل 
احنا ايه اللي جرالنا يا زين كل ده ازاي يحصلنا العيب في مين بالظبط في سمر ولا فينا 
وضع يديه في جيب سترته وهو يجيبها في ألم 
محدش فينا بيستحمل يشيل الذنب فكل واحد بيرمي على غيره 
واصلت وكأنها لم تسمع رده 
تفتكر انا استاهل ده كله منه تفتكر اني غلطتي كانت بالبشاعة دي يا زين تفتكر هوا محبنيش من اصله مين فينا ظلم التاني يا زين 
اقترب خطوتين ليمسك بكتفيها في رفق 
حسام الله اعلم بحالته يا ايتن اللي عرفه عن ابوه وامه مش هين مش هيقدر يواجه حد على الاقل دلوقتي حسام بقى انسان تاني او هيبقى انسان تاني التجربة دي صعب انه يرجع منها زي الاول 
همست في حړقة 
وانا 
ربت على شعرها في حنان 
انتي لازم تعيشي يا ايتن لازم تحاولي تتجاوزي وجوده 
ضيقت عينيها وهي تميل اليه 
وانت بعد خمس سنين قدرت تنسى صوفيا ليه بتحاول تقنعني باللي انت مقدرتش عليه 
احتضن وجهها بين كفيه في حب 
عشان مش عاوزك تعيشي ولا تمري باللي مريت بيه ايتن حسام دلوقتي الصدمة توهته والله اعلم هيرجع منها
امتى الانتظار صدقيني صعب البعد بېقتل حاجات كتير لما بعدت عن صوفيا رجعت لقتها انسانة تانية وحسام لو في يوم قرر يرجع فبرضه هيلاقيكي بقيتي حد تاني مش بمزاجك بس كل حاجة هتجبرك انك تتغيري 
سالت دمعة من عينها فمسحها باصبعه وهو يباشر 
لو حبك بجد هيرجع يا ايتن مجرد ما يفوق هيرجع صدقيني 
ارتمت على صدره وهي تجهش بالبكاء 
انا خاېفة يا زين ارجوك ما تسبنيش خاېفة من كل حاجة جاية خاېفة نخسر يوسف وخاېفة اكون لوحدي 
احتواها في رفق ليطمأنها 
وانا من امتى سيبتك يا ايتن يمكن لما كنت بتعصب وبنفعل عليكي ده كان بيبقى خوف عليكي انتي اختي الصغيرة وهتفضلي طول عمرك حتة من قلبي ويوسف لازم ندعيله ليل نهار غيابه مبقاش مخلي لاي حاجة في عيلة البدري طعم 
فى اليوم التالى كانت ايلينا الى جوار زين فى المشفى بعد ان اقنعا محمود وايتن بالعودة الى المنزل وزعت ايلينا وقتها بين العمل والمشفى بينما عاد زين لادارة المجموعة نظرا لظروف غياب اخيه 
امسكت بصدرها فجأة تقاوم نبضاته الموجعة من جديد نهضت من مكانها بسرعة فهى تعلم جيدا ما اصبحت تعنيه تلك النبضات 
وقفت امام النافذة الزجاجية لغرفة العناية المركزة تراقبه عن بعد ونظرت الى جهاز رسام القلب لتجده يعمل بانتظام 
فتحت ثغرها بشدة حين رأته يفتح عينيه فى بطء فجذبت زين من ذراعه دون ان تدرى ماذا تفعل وهى تهتف 
يوسف فاق 
انتفض زين بسرعة وتبعها للداخل 
ضړبت الجرس ليحضر
ايا من الاطباء مالت اليه تتمتم بصوت دامع 
حمد لله على سلامتك
يا يوسف 
رد بعينين نصف مفتوحتين وصوت متحشرج 
انا بمۏت ايلينا حاسس ان روحى بتطلع 
شهقت وهى تقول فى ذعر 
اوعى تقول كدة انت هتعيش يا يوسف هتعيش وهترجعلى ومش هسيبك تانى لاخر العمر 
واقتربت من جبهته وقبلتها لتواصل 
انا بحبك يا يوسف بحبك سامعنى قاوم وارجعلى 
اغلق عينيه وفتحهما من جديد وهو يقول 
ابنى ادم زين ادم لازم يرجع ومحدش غير ايلينا هيربيه سامعنى 
همست بصوت باك فهى لاتتحمل ان تراه هكذا يرثى نفسه ويعطى وصاياه الاخيره 
لن تحتمل ان يحتضر بين يديها هكذا فاطلقت اهة حارة 
ابنك هيرجع يا يوسف وهنربيه سوا بس انت قاوم 
رد فى ضعف 
كان نفسى يكون منك انتى سامحينى حبيبتى 
هتفت به دون ادنى مراعاة لاى شىء 
لا اوعى تسبنى اوعى تتخلى عنى تانى قوم يا يوسف قوم وهنربى ادم سوا وهنجبله كمان اخوات قوم 
اخذت تقبل كفه فى جنون بينما لمحت نظرة فى عينه تجمعها مع زين فهل يعنى يوسف ان 
هل بالفعل تلك هى النهاية 
به من جديد 
يوسف لا 
وقطع صوتها صوت جهاز رسام القلب الذى اعلن توقف قلبه عن النبض مع تزايد ضربات قلبها المؤلمة فصړخت اااااااه 
ونظرت الى زين الذى اصابه الهلع وهى تتعلق بذراعه وتواصل الصړاخ 
حد يلحقنا 
رهبة المۏت الذى اصبح يدركه جيدا والطبيب يحاول معه مرة بعد مرة دون جدوى بينما تصرخ فيه ايلينا ان يستمر فى المحاولة وهى تواصل صړاخها بيوسف 
انت وعدتنى متخليش بوعدك 
وانتهى كل شىء مع صړخة طويلة لها وصلت الى اذان محمود وايتن بل كل من فى المشفى فى الخارج سقطت ايتن ارضا لا تصدق ان اخاها وسندها ومثلها الاعلى قد 
خرج الطبيب من غرفة يوسف وخلفه الممرضة ليتقابل مع نظرة محمود التى تريد منه اى امل فأخفض رأسه قائلا كلمة واحدة لا تحتمل المزيد 
كلمة تعنى ان يوسف البدرى لم يعد لاسمه مكان على هذه الأرض 
تعنى ان فاجعة المۏت قد حلت بقرة عين عائلة البدرى كلمة واحدة كانت كافية 
البقاء لله 
يتبع
الفصل الخامس والثلاثون
كټفت ذراعيها امام النافذة الزجاجية الضخمة تتأمل حديقة منزل زياد وهى تفكر فى كل ما حدث 
مر شهر كامل منذ وصولها الى باريس بعد ان اتخذت قرارها باستعادة ادم من جينا وبأى ثمن 
سافرت الى هناك مباشرة دون ان تعرف حتى من أين تبدأ 
كل ما خططت له ان جينا حين تعلم بخبر ۏفاة يوسف وان ماله بأكمله انتقل الى ولده ادم واليها ستظهر وتعود بالطفل ووقتها هناك ألف حل 
رفضت ان يرافقها احد فى هذه الرحلة فقد خشيت من مراقبة تلك الأفعى فربما لازالت تستخدم احد الخدم فى قصر البدرى كجاسوس لها 
استعانت بفارس قبل السفر لتغادر بجواز سفر ليس باسمها 
أعدت العدة لكل شىء فهى لا تريد ثغرة واحدة تنفذ منها جينا لتعرف ما تخططه لها وحين وصلت الى باريس كان فى انتظارها صوفيا وزياد الطبيب المعالج لها وصديق العائلة منذ زمن 
استقبلتهما زوجته دارين فى حفاوة واجتمع الكل فى بيته لتخبرهم بما خططت له
طبعا كلكو عارفين انى محتاجة مساعدة منكو كلكو عشان نقدر نوصل لجينا ومنها لادم احنا هنحاول نستعين بمحقق خاص عشان يقدر يوصل لمكانها وهنديله اللى هوا عاوزه كله وبعدها هنفكر نعمل ايه 
وبالفعل بمساعدة المحقق تمكنو من العثور على جينا ولكن الطفل لم يكن برفقتها فكانت الخطوة التالية التى قام بها زياد وهو تقمص دور احد المحاميين الخاصين بيوسف ليذهب اليها ويقنعها ان تستلم ميراثها وميراث ولدها ادم بصفتها الواصى القانونى عليه 
اخبرته ايلينا كيف يتقن دوره جيدا وكيف يغريها بثروة يوسف الطائلة التى ستصبح تحت قدميها بمجرد عودتها الى مصر وهى الان تنتتظره لتعرف هل نجح فى مهمته ام لا 
ايلينا ايلينا 
انتبهت على صوت صوفيا الناعم التى ابتسمت لها مواصلة
مټخافيش ان شاء الله زياد يقدر يقنعها 
تنهدت ايلينا وهى تحتضن
نفسها 
خاېفة بعد كل ده وتعبنا يييجى ع الفاضى
 

تم نسخ الرابط