سجن العصفوره بقلم داليا الكومي

سجن العصفوره بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز


برقبة عالية ...هبه فجأه بدون تفكير قررت تغطية شعرها بحجاب اسود وجدته مع ملابسها ...الطرحه كانت من قماش الساتان الطري ..... اخذت حقيبة يد سوداء من المجموعة الجديدة مصنوعة من جلد التمساح الاصلي ...حقيبتها فارغه فليس لديها أي متعلقات شخصية لوضعها بداخلها فلاول مره في حياتها تخرج من المنزل بمفردها...
خصلات شعرها الاصفر الناعم جاهدت للثبات في موضعها تحت طرحتها التى اختارت ارتداؤها...ولكن الخصلات خسړت الحړب من شدة نعومتها فانهالت بفوضويه علي وجهها الجميل من تحت حجابها

عڈابها بدأ حالا فالسيارة اخيرا توقفت تحت بناية ضخمة والسائق اتصل برقم ما وانتظر في مكانه...
بعد قليل نزلت سيده متوسطة العمر من البناية وفتحت لها باب السيارة وعرفت نفسها قائلة ...
انا سميرة سكيرتيرة الاستاذ عزت...هو مستنيكى فوق
هبه تبعتها مثل المخدرة ...صعدا الي مكتب فخم كل اثاثه مصنوع من الجلد الاسود معبق برائحة الدخان....رائحة زكرتها بدخان سلطان قبل ان يقلع عن التدخن ليوفر ثمن السېجارة من اجلها ....
هبة جلست فورا ارجلها عجزت عن حمل وزنها الخفيف ...كانت متوتره بدرجة كبيره فالمجهول الذى طالما سعت لمعرفته سوف ينكشف اليوم ...
دخل عزت حمدى لمكتبه بمفرده...امر السكرتيرة بالمغادره.... مدام اتفضلي علي مكتبك.... اقفلي الباب وراكى لكن سيبى الباب الداخلي مفتوح...
بدون أي نقاش سميرة نفذت اوامره فورا ثم غادرت من الباب الذى دخلت منه مع هبه ..عزت اكمل طريقه وجلس علي كرسي مقابل لها حاملا في يده مغلف احمر اللون.... انسه هبه انا هدخل في الموضوع علي طول ...في السنتين اللي فاتوا حصلت حاجات كتير ..احداث كتير كانت مبهمه ليكى بس انا هفهمك كل حاجه...
عزت فتح المغلف واخرج منه بعض الاوراق ..ناولهم اياها.... افضل انك تشوفي بنفسك....
هبه بدأت في تصفح الاوراق...عقلها توقف عن العمل ...الخۏف من المجهول سيطرعليها ...احتل كيانها ...ارتجفت بشده وهى تقرأ ...
المجموعة الاولي من الاوراق كانت عقد بيع شقة في الزمالك للقاصر هبه سلطان ابراهيم وولي امرها هو سلطان ابراهيم يحي والبائع ادهم سليم البسطاويسي...
العقد تاريخه يعود لسنتين مضتا ... شقة الزمالك ملكها منذ سنتين....
مجموعة الاوراق التاليه كانت عقد مكتوب بين سلطان ابراهيم يحى كطرف اول وادهم سليم البسطاويسى كطرف ثانى ...بدأت تقرأ بعنيها
بسم الله الرحمن الرحيم
العقد شريعة المتعاقدين...تم الاتفاق بين الطرف الاول المذكوراعلاه مع الطرف الثانى المذكور اعلاه علي ان يمنح الطرف الثانى مبلغ وقدره مليون جنيه مصري وشقة الزمالك المذكوره في العقد الي كريمة الطرف الاول علي ان يكون التسليم بعد الزواج الرسمى الشرعى بين كريمة الطرف الاول هبة سلطان ابراهيم والطرف الثانى ادهم سليم البسطاويسي
هبة شعرت بالغثيان ....رمت الاوراق علي الارض بعصبيه شديده... ورفضت ان تكمل القراءة...هى وعدت سلطان انها سوف تسامحه وفعلا قد سامحته .. مهما فعل فقد كان دافعه الوحيد هو مصلحتها لكن الخنزير الثانى ...الذي وافق علي الزواج بطفله واستغلال ظروفها .. لا يمكن ان تسامحه ابدا مهما حييت...
عزت حاول اعادة الاوراق اليها ... لسة اهم ورقه ..اخر ورقه قسيمة جوازك
هبه ردت بقهرودموعها ټغرق وجهها الجميل.... قصدك قسيمة عبوديتى ....قسيمة بيعى لراجل عجوز اكبر من والدى الله يرحمه ...هشوف ايه.. ...مصيري اتحدد من زمان ... يا تري انا عندى اختيار...
عزت عينيه اتسعت من الصدمة وتطلع ناحية الباب المفتوح بقلق... انسه اسمعينى انتى فاهمه غلط ... يمكن ادهم بيه فعلا اكبر منك بكتيربس هو مش راجل عجوز زى ما انتى فاهمه...ادهم بيه عمره 3و ....
صوت قوى جهوري خرج من الباب المفتوح يقول في تحذير شديد اللهجه عزت!! انا هتكلم عن نفسي....
قلب هبه بدأ في الخفقان بسرعه مجنونه عندما سمعت صوته..شعرت بضيق في التنفس من شدة خۏفها ...جسدها كله كان يرتعش پعنف ... رعبها اليوم اعاد لزاكرتها رعبها يوم تهجم عبده البلطجى عليها
لم تتمكن من رفع رأسها لتواجه مصيرها الاسود ...اخيرا حانت لحظة المواجهه....
علي الرغم من انها لم تتعرف الي عزت من قبل لكنه عندما انسحب فور ظهورادهم البسطاويسي قادما من الغرفة الاخري رعبها تضاعف فها هى الان وحيده في مواجهته ...عزت وكأنه اخذ امر بالخروج ...فخرج مثل الاله المطيعه وتركها بمفردها في مواجهة خنز يرغريب عنها من المفترض انه زوجها... صوت خطواته التي تقترب منها زادت الالم في معدتها.... رأسها المحنيه أنت بالم لانها كانت تجبرها علي الانخفاض پقسوه...
زوجها المزعوم اقترب منها لاقصى لدرجه ..عينيها لمحت حذائه ...حذاء جلدى اسود لامع ويعلوه بنطال اسود اسود يلتصق علي فخذين قويين ... رائحة عطره القوى اثا رت معدتها فسببت لها غثيان غير محتمل ....الكره غلف قلبها المملوء بالمرارة...
ادهم جلس علي الكرسي المجاور لها وطلب منها بصوت هادىء... هبه... هبه لو سمحتى ارفعى راسك...رأئحته القوية مازالت تهددها بافراغ معدتها في أي لحظه...حمدت الله علي عدم اكلها لايام والا كانت النتيجة مرعبة وتقيئت عليه.... هو امرها ان ترفع رأسها ....لكنها حقيقة لا تستطيع فعل ذلك..
 

تم نسخ الرابط