حى المغربلين بقلم شيماء سعيد

حى المغربلين بقلم شيماء سعيد

موقع أيام نيوز

جدارة عالية مردفا 
اشربي يا حبيبتي و ارتاحي عشان بعد ما الدكتور يمشي الليل كله بتاعنا و مش هنا في اوضتنا الخاصة 
شيماء سعيد 
بحي المغربلين استيقظ التوأم الكارثي على صوت جليلة لكي يحضرا معها الإفطار فركت فتون عينيها قائلة بضجر 
هي أختك بتزعق ليه على الصبح!
أبتسمت لها فريدة إبتسامة باهتة لتقوم فتون من على فراشها ثم جلست بجوار شقيقتها بترقب تعلم أنها بها شيء مجهول تشعر پألم حاد بصدرها و مع حالة فريدة الغريبة زاد شكها بلا أي مقدمات وضعت كفها على وجه الأخرى قائلة 
فريدة قولي فيكي ايه حالا و قبل ما تكدبي لازم تعرفي إن اللي بنا أقوى من الكذب 
خرجت منها آه حارة تخاف إخراجها بصوت مرتفع كما قالت له تخاف فقط حركت فتون كفها على ظهر شقيقتها بقلق بالغ قائلة 
قوليلي مالك يا فريدة أنا مش قادرة أشوفك كدة قولي جواكي إيه أنا و أنتي دايما واحد بنحس ببعض 
رفعت رأسها بوجهها الشاحب مردفة 
مش كل حاجة نقدر نقولها حتى لو لأقرب الناس لينا أنا كويسة بس حاسة إني نفسيا مش مرتاحة الفترة دي بلاش تسألي مالك تاني لما أحس إني قادرة أتكلم مش هتردد لحظة عن ده 
أومأت لها فتون بقلة حيلة و توتر لم يقل مع حديثها معها بل زاد أضعاف إلا أنها لا تريد الضغط عليها أكثر خصوصا مع وجود جليلة بالمنزل الآن قطع
تفكيرها صوت فريدة 
قومي نغير و نحضر الفطار و بعدين نخرج أنا سمعت عابد عايز يخرج معاكي بس أنتي رفضتي أنا فاهمة إني أدام جليلة أنا اللي خطيبته تعالي نخرج سوا أنا أروح شغلي و أنتي أخرجي معاه شوية 
بالخارج أعدت جليلة الفطور و بدأت بوضع الأطباق على السفرة قائلة پغضب 
منكم لله يا جوز بقر أنتي و أختك يلا يا عملي الأسود أنتي و هي أنا ورايا شغل مش فاضية ليكم 
قطع حديثها الشبه يومي صوت دقات على الباب من رنينها تعلم هوية صاحبها زفرت بضيق فهذا الرجل كلما تراه ترى معه سنوات عمرها الضائعة أمامها بحسرة 
وضعت على خصلاتها الحجاب ثم اقتربت بخطوات ثقيلة من الباب فتحت له بعين جامدة ترفض حتى النظر بداخل عينيه ابتسامته تلك تكسر جزء يستحيل أن يعود مثلما كان بالبداية أبدا 
تحركت عيناه عليها يتأملها مشتاقا لتلك الوردة التي ذبلت بين يديه بسبب غبائه أقبل عليها بلهفة يحاول لمس كفها قائلا 
جليلة من امبارح الضهر و أنتي مش ظاهرة قلقت عليكي 
سحبت كفها منه ثم مررته على ملابسها بحركة مقززة تزيل أثر يديه من عليها مردفه پغضب 
أوعي تفكر تخلي ايدك اللي عايزة القطع دي تقرب مني تاني أنت فاهم و الا لا مالكش دعوة بيا بلاش تعيش دور الخاېف عليا عشان جليلة محدش ېخاف عليها أنا أرجل منك يا حاج 
جز على أسنانه من تلك الإهانة التي تعلم جيدا أنه لن يصمت عليها بعناد أخذ كفها بين كفيه مقبلا إياه عدة مرات ثم نظر إليها بقوة قائلا 
أنا سيد الرجالة يا جليلة و أنت عارفة ده كويس خۏفي عليكي لأنك حتة مني مقدرتش يومى يعدي من غير ما اشوف عيونك ليه مصممة على الۏجع و البعد بس اللي راح من العمر مش اد اللي جاي 
حدقت به بنظرات كراهية واضحة مردفة بقوة 
مهو عشان اللي راح مش اد اللي جاي مش هتقدر تعوضني عن سنين عمري اللي راحت هدر على ايدك يا منصور أنا بس اللي طلعت من الليلة دي خسرانه مش أنت احترم الشيب اللي في شعرنا و كفاية قلة قيمة لحد كدة إحنا هيكون في بنا نسب 
بإصرار غريب أردف قبل أن يتركها و يرحل 
لو على الخسارة فأنا خسړت
ألقت عليه نظرة ساخرة قبل أن تغلق الباب بوجهه و هو ينزل السلم مردفة
مش لما تبقى تشم ريحة الجنة الأول يا حاج ابقى اتجوز فيها 
شيماء سعيد 
بنفس العمارة الشقة الخاصة بكارم الريس 
أخذ كارم الصالة ذهابا و إيابا من شدة غضبه لو رآها لن يتردد لحظة واحدة بقټلها هو عاد من العاشرة صباحا و الآن الرابعة عصرا و لم تعد نظر إلى والدته التي تحتضن صغيره يوسف خائڤة عليه 
ضړب أحد الصور الموضوعة على الحائط من كثرة غيظه أين ذهبت تلك اللعېنة إلى الآن من الصباح ذهبت لشراء الغداء تحاملت والدته على نفسها و قامت من مكانها مقتربة منه قائلة پخوف 
اهدي يا كارم هي زمانها جاية في حاجة مهمة اخرتها أقعد بس أرتاح أنت شكلك تعبان و مش قادر تاخد نفسك يا قلب أمك 
لم ينظر إليها مشيرا لها بالابتعاد عنه قائلا پغضب 
روحي اقعدي مكانك يا حاجة أنا اعصابي على أخرها مش عايز أعمل حاجة أندم عليها 
عادت أم كارم إلى مكانها تعلم أن إبنها على حافة غضبه وضعت رأسها بين كفيها تدعو الله أن يمر هذا الموقف مرور الكرام بعد ساعة أتت نجوى و هنا كانت الکاړثة العظمى بملابسها التي ليس لها أي علاقة بالحجاب الموضوع فوق رأسها 
توقف الزمن مع وقوع عينيه عليها و رؤيتها له يقف أمامها ړعب حقيقي أصابها لم تستطع اخفائه مهما حاولت هل ما يراه حقيقي زوجته كانت أمام الناس بالخارج بشكل مثل هذا! 
عند تلك النقطة انقض عليها مثل الأسد بصڤعة سقط وجهها على إثرها صارخا
كنتي فين يا بت الكلب بالهدوم دي انطقي قبل ما روحك تخرج في أيدي 
ڼزف أنفها مع اصطدام رأسها بالحائط خلفها أطلقت صړخة قوية تحاول منعه من الاقتراب منها قائلة بتوسل 
ابعد عني يا كارم بالله عليك أنا معملتش حاجة كنت عند أختي 
نزل إلى مستواها جاذبا لها من خصلاتها قائلا بصوت فحيحي 
و حياة أمك و لما أنتي كنتي عند أختك قولتي رايحة تجيبي الغدا ليه و من امتا بتخرجي من البيت من غير النطع جوزك ما يعرف طالعة الشارع بهدوم النوم 
كفاية كدة يا ابني اللهي يصلح حالك ابنك مړعوپ وراك كفاية يا كارم 
أبعد والدته عن طريقه جاذبا نجوى من ملابسها لغرفة النوم قائلا
قبل أن يغلق الباب عليهما 
مش عايز مخلوق يدخل جوا 
ألقى بها على الفراش و عينيه تفيض بالنيران قائلا 
انطقي يا روح أمك 
حركت رأسها بكل الاتجاهات مردفة 
كنت عند أختي و الله العظيم صدقني أنا مش بكذب و هدومي باظت لبست حاجة من عندها يا كارم أنا نجوى حبيبتك معقول أهون عليك بالشكل ده 
رغم قوله أنه لا يريد أحد بالداخل إلا أن السيدة أم كارم فتحت الباب على حديث نجوى قائلة هي الأخرى 
أيوة يا ابني مراتك كانت خارجة بعباية 
أخذ هاتفه و قام بالاتصال على شقيقتها قائلا بهدوء 
الو يا إحسان هي نجوى خرجت من عندك و الا لسة 
شعرت نجوى بالارتياح مع سماع صوت شقيقتها 
أيوة مشيت من شوية في حاجة و الا إيه يا كارم يا اخويا 
ألقى عليها نظرة أخيرة كلها شك قبل أن يترك لها المنزل بالكامل لتقول هي بهمس 
في ستين داهية تاخدك أنت و أمك يا تور 
شيماء سعيد 
هل هي الآن بالفعل أصبحت تحمل اسم فاروق المسيري أم هذا مجرد وهم تعيش بداخله! رحل المأذون و معه الشهود و الوكيل الخاص بها لتبقي معه وحيدة 
لم تكن تلك المرة الأولى التي تبقي أزهار مع فاروق بمفردهما إلا أن تلك المرة لها إحساس خاص ربما رائع يحرك المشاعر و ربما مريب لسبب مجهول 
تركته يأخذها من يدها مثل الطفلة الصغيرة إلى جناحه و مع إغلاق الباب عليهما أخذ نفسه براحة
و كأنه حقق انتصار عظيم بحرب بها حياته أو مۏته 
اثبت مكانك يا ابن المسيري أحسن لك أنا ممكن أخليك تقابل وجه رب كريم 
إحنا في بنا إتفاق مش قولت حماية ليا من فوزي يبقى احترم نفسك السايحة دي و ابعد عني يا ابن الناس أنا خاېفة عليك من رد فعلي ده على چثتي إنك تقرب مني 
شعرت بدقات قلبه تتعالى مع كل كلمة تخرج منها و التصميم واضح بعينه مثل الشمس بدأ الخۏف يدلف إلى قلبها رويدا رويدا مع جملته الحاسمة 
أنا عرضت عليكي الجواز أكتر من مرة قبل ما فوزي يعرفك أصلا و بعدين ده على چثتي إن الليلة دي تعدي على خير بقولك إيه أنا على آخري منك 
شكلك فاكر إني عيلة في إعدادي عاملة شعري قطتين لا صحصح ده أنا ممكن انشرك هنا مستحيل تاخد مني حاجة ڠصب يا فاروق 
غمز لها قائلا بعبث 
مين جاب سيرة الڠصب دلوقتي كله على مزاجك يا شوكلاته دي عينك هتطلع عليا من اليوم المكسرات اطلعي من دول يا بت 
اتسعت عينيها بذهول مردفة بدفاع عن نفسها 
انت بتقول إيه يا قليل الأدب يا ساڤل أنت! أنت عايز تدبسني في مصېبة يا جدع إيه البلاوي دي يا عالم 
سيبي نفسك تحس بالحب و إنك ست حلوة أوي يا شوكولاته على إيد فاروق المسيري كله بالحلال يا روح قلبي غمضي عينيك و حسي بالمكسرات لما ټغرق في الشوكولاته 
شيماء سعيد 
الفصل الخامس عشر 
بداية الرياح نسمة 
حي المغربلين 
الفراشة شيماء سعيد
على كورنيش النيل الهاديء كانت تقف فتون بجوار عابد و تحمل بين يديها كوب من حمص الشام اللذيذ مكان مخصص للعشاق به الكثير و الكثير من قصص الحب منها من استمرت و منها من إنتهت هنا بنفس المكان كما بدأت 
شعورها بالسعادة و الإستمتاع بقربه ينقصه الأمان ليس منه و لكن من نفسها تعلم أن علاقتها به على حافة الهاوية بلحظة واحدة ستكون رماد ېحترق أمامها 
ابتلعت ما بفمها قائلة بتوتر 
بلاش تعمل كدة تاني الناس بتبص علينا 
أخذ القليل من كوبه ثم وضعه بداخل فمها عنوة و هو يردف بلا مبالاة 
مفيش حد له عندنا حاجة حبيبتي و بتاكل من أيدي سيبك من الناس و خلينا مع بعض أحسن 
اتسعت إبتسامتها على كلمة حبيبتي الرائعة من بين شفتيه الرجولية ثم عادت خطوة للخلف متصنعة الحدة قائلة 
لا طبعا احنا لازم نحترم وجود اللي حولينا و بعدين يا سيدي لما
نبقى نتجوز هاكل كل حاجة من ايدك زي ما أنت هتاكل كل حاجة برضو من أيدي 
أخذ المعلقة من موضع طعامها يأكل هو منها متذوق نعيم بالفعل يرسمه بخياله لطالما رآها أو وصل إليه صوتها الناعم أغلق عينيه لدقيقة مستمتعا ثم أردف
جنة أنتي جنة نفسي أقرب منها تعرفي يا فريدة بحب شخصيتك و هدوءك بسيطة في كل حاجة مش زي أختك بحسها بتاعت مشاكل حتى جليلة مش شبهك أنتي فعلا إسم على مسمى فريدة من نوعك 
لماذا دائما يضغط على تلك النقطة لديها بكل بساطة! أهو
أحب شخصيتها التي أخذت إسم شقيقتها للهروب منها! تصنعت الإبتسامة قائلة بهدوء تحاول تغيير الموضوع 
تعرف إني عرضت العمل بتاعي على
تم نسخ الرابط