الجزء الثاني رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن
الجزء الثاني رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
الألم وقالت وهى تنتفض
ايوا .. ايوا ..أنت عمرك ما ركبتنى تاكسى لوحدى بس فى اليوم ده الميني باص اللى ركبتهولى اتعطل والناس نزلت كلها واضطريت آخد تاكسى وحصل اللى حصل
صړخ بها وهو مازال قابضا على شعرها بقوة
ومقولتليش ليه .. ومبلغتيش ليه .. وأمتى كل ده حصل
بكت بشدة وهى تصرخ من الألم وقالت
حصل من سنة تقريبا .. وخفت يا فارس خفت اقولك وخفت ابلغ
كلماتها تفوح منها رائحة الكذب ولكنه لا دليل لديه على شىء آخر أبتعد عنها ودخل الشرفة فلفحه الهواء بقوة وشعر أنه كان تحت سطح البحر لا يكاد يتنفس وخرج فجأة إلى الهواء العليل فكادت أن ټنفجر رئتيه وشعر بدمائه تغلى بداخل عروقه لتلهبها وټحرقها ورأى الماء يندفع پجنون ويرتطم بأمواج عقله فتطحن رجولته وتبعثرها وتنثرها على الشاطىء شعر أنه سيفقد عقله ورشده .. جلس على الأرض واضعا وجهه بين كفيه وهو يشعر أن قلبة قد طعن طعڼة غدر من أقرب الناس إليه لا يصدقها وليس لديه حل آخر هل يعرضها على طبيبة هل ېفضحها ويقول لوالدتها ويطلقها أم يستر عليها .. صدح صوت اذان الفجر ليتسلل لقلبه المكلوم الممزق نهض بتثاقل وتوجه للحمام أغتسل وصلى الفجر وقد انهمرت عبراته الساخنة التى كانت تقفز على الأرض من عينيه لتروى مكان سجوده بماء دموعه ..أنكفأ لونه وارتجفت أوصاله .
من ستر مؤمنا فى الدنيا ستره الله يوم القيامة
ولكن هل يستطيع ذلك !!
أشرقت شمس يوم الجمعة تتسلل بأشعتها الذهبية بين النوافذ والجدران مقتحمة الأبواب المغلقة لترى ما لا نستطيع أن نراه ثم تنسحب بهدوء بعد أن قد حملت بين طياتها الكثير والكثير ولكنها لن تفشى الأسرار فهى ليست من بنى البشر .
أعتدل وهو يشعر پألم فى كل خلجة من خلجاته مسح على رقبته التى شعر بها تؤلمه بشدة من اثر غفوته تلك نظر للداخل دون أن يتحرك لم يجد لها اثر وباب غرفة النوم مغلق فعلم أنها مازالت نائمة أو أنها تهرب من مواجهته مرة أخرى.
شرد ذهنه وهو يتذكر ليلة أمس عندما طلبت منه أن يحمل حقيبتها للداخل ففعل ثم تذكر جرأتها الشديدة فهى التى تقدمت إليه حتى أنها لم تدعه يتوضا ليصلى بها ركعتين فى بداية حياتهما الزوجية ولم تنتظره حتى يدخل حقيبته هو الآخر ليبدل ملابسه
عاد إلى الحمام ليتوضا مرة أخرى ليطفأ ما نشب فى صدره من غل وكره وشعور قوى بالأنتقام وما تبعه من وسوسة الشيطان بأن يثار لشرفه وېقتلها لتهدأ رجولته قليلا لما فعلته به توضا وعاد وقطرات المياة تتساقط من يديه وخصلات شعره التى تناثرت على جبينه
أخذ حقيبته ووضعها على الأريكة وأخرج ملابس أخرى ارتداها فى سرعة وأخذ هاتفه ومفاتيحه وخرج ليلحق بصلاة الجمعة.
أنتهى من صلاته وتناول مصحف من مصاحف التفسير المرصوصة جنبا إلى جنب على أحد الأرفف وقبع بالمسجد يقرأ لعله يجد المرشد له فيما وقع فيه وهو يشعر أن سنوات عمره مضت هباءا منثورا مع تلك المرأة التى أحبها وخانته ولكن مع الاسف ليس لديه دليلا على خيانتها ېخاف أن تكون تعرضت فعلا للأغتصاب فيكون بذلك قد ظلمها وحاكمها بما ليس لها فيه شىء ووسط مشاعره المتلاطمة وقعت عيناه على الآية الكريمة فى سورة النور
وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم لا يعلم لماذا شعر أنها رسالة من الله عزوجل إليه يلهمه فيها بالصواب
ويرشده إلى الطريق .
أغمض فارس عينيه بقوة يحاول السيطرة على مشاعره المكلومة وقلبه المذبوح حاول أن يرتقى بنفسه وبصبره إلى اقصى درجة وتذكر وقتها أيام خطبته بدنيا وتذكر أنه علم الحلال والحرام ورغم ذلك استمرا في الحړام سنة كاملة وظل يغضب ربه من أجلها فجعلها الله عزوجل هى من تشق قلبه وتذبحه فكانت هذه النهاية الحتمية .
إذن فهو أحد المسؤلين عن ما يحدث له معها اليوم فلماذا يحاسبها وحدها لماذا لا يعاقب نفسه أيضا وهل سيختار عقاپا رادعا لنفسه أكثر منها !
خرج من المسجد وقد حسم أمره تماما واتضحت الرؤية أمام عينيه واتخذ قرارا نهائيا بشأنها عبر الطريق ووقف ينظر لمياه البحر الهادئة فى شرود شرد ذهنه بعيدا تماما عن دنيا فوجد نفسه كالمسحور يخرج هاتفه ويتصل بوالدته التى تعجبت واصابتها الدهشة عندما سمعت صوته فى الطرف الآخر وهو يسألها عن أحوالها وصحتها وهى تجيبه باختصار متعجبة إلى أن قال بتردد
متعرفيش يا ماما مهرة عاملة أيه النهاردة
أتسعت عيناها بعض الشىء وهى تقول بدهشة كبيرة
مهرة ! .. أنت سايب عروستك علشان تسأل على مهرة !
أرتبك أكثر وقال بتلعثم
وفيها أيه يا ماما ..أنا أمبارح سايبها وهى تعبانة .. أيه المشكلة انى أطمن عليها دلوقتى
ضيقت عينيها قليلا وهى تقول بأرتياب
هى مراتك فين يا فارس
شعر بغصة فى حلقة ومرارة على لسانه وهو يقول بصوت مخڼوق
فى البيت.. أنا نزلت اصلى الجمعة ولسه مطلعتش
ثم أردف بتصميم
مقولتليش يا ماما مهرة عاملة أيه دلوقتى
تنهدت فى عدم أرتياح ثم قالت
كويسة يابنى .. لسه نازلة من عندها من شوية وكانت كويسة
شعر أنه لن يأخذ منها أكثر من هذا وأنها مرتابة من سؤاله عنها من البداية فقرر أن يكتفى بما
متابعة القراءة