رواية جديدة حصرية ممتعة بقلم سوليه نصار

موقع أيام نيوز


طلاق ايه بس ...فكري في عيالك ...
أغمضت منار عينيها وقالت بنبرة مخټنقة 
مش قادرة يا تقى ...حقيقي مش قادرة ...بحاول بس مش عارفة ...حاسة اني بنهار ...هو مراد بيعمل كل حاجة عشان اسامحه...بس لسه فيه حاجز بيننا ...لسه قلبي مكسور ...أنت مش حاسة بيا ...مش حاسة انك تحبي حد اكتر من حياتك وتتكسري على أيده ..

لا صدقيني عارفة وحاسة بيكي ...بس مادام هو ندم خلاص ...
قطعت تقى كلامها ثم تنهدت واكملت 
بصي يا منار ..انت اللي هتعيشي ..شوفي انت عايزة ايه بالضبط...متفكريش في نفسك بس ..فكري في عيالك كمان ...هل عيالك هيبقوا مبسوطين وهما بعاد عن ابوهم...وانت يا منار هتبقي مبسوطة لما تبعدي عنه ..هتعرفي تحبي غيره ....
والحزن على وجهها كان ابلغ جواب .....فقد بدأت دموعها بالإنهمار ولم ترد ...
........
في اليوم التالي....
في المدرسة التي تعمل بها منار ...
كانت جالسة بمكتبها عندما أتت لمكتبها معلمة اللغة العربية...
ميس انوار ازاي حضرتك ...
قالتها منار بود لتبتسم انوار وتقول
الحمدلله ..ممكن اتكلم مع حضرتك في موضوع ..
هزت منار رأسها وقال
ايوة أكيد ...
جلست انوار وهي تتنهد وقالت
ميس منار أنا بصراحة مش عارفة اروح لمين غيرك ...وجيت عشان تنصحيني وتقوليلي ايه التصرف اللي مفروض اعمله ...
عبست منار وهي لا تفهم لتكمل انوار
عندي طالبة اسمها جميلة ...البنت دي كانت اشطر طالبة عندي في الفصل ...كانت عبقرية فعلا ...لكن مؤخرا بدأت احس انها بدأت تهمل المذاكرة بتاعتها وبقت مشتتة وحتى انها بقت عصبية جدا ...وسلوكها اتغير...حسيت انها اتبدلت خالص ....ودلوقتي بقالها اسبوع هادية ومبتتكلمش ومنطوية وعلطول حزينة وپتبكي سألتها كتير مالها لحد ما قالتلي ان آخر فترة حصل مشاكل كتير بين اهلها وانفصلوا وابوها سابهم واتجوز 
اعتصر قلب منار وهي تنظر إليها فأكملت انوار 
انا حاولت اتواصل مع مامتها وانبهها انها توديها لدكتور بس هي طنشت تماما رغم انها الست دي كانت دايما مهتمة ببنتها ...أنا اللي صعبان عليا البنت يا منار ..خسارة بنت زي كده تضيع ..عشان كده جتلك عشان عارفة أنك عندك خبرة في التعامل مع النوع ده من المشاكل عشان درستي علم نفس ...واهو يمكن تساعديها ....
أغمضت منار عينيها پألم ثم فتحتهما وقالت بإختناق
حاضر هتكلم معاها ....
ابتسمت انوار بإرتياح وقالت
عشر دقايق وتكون عندك ...
......
بعد عشر دقائق بالضبط ...
كانت منار تتطلع الى تلك الفتاة التي بدأت خطواتها الأولى بمرحلة المراهقة ....رغم ملابسها المهندمة الا ان الحزن ألقى ظلاله البشعة عليها ...لا توجد لمعة الحياة بعينيها ...
ازيك يا جميلة اخبارك ايه ..
كويسة. 
اجابت ببهوت دون ان تنظر إليها...
تنهدت منار وهي لا تعرف من أي تبدأ الفتاة يبدو انها غير مستعدة للحديث...
جميلة ميس انوار قالت عليكي أنك كنت اشطر واحدة في الفصل ايه اللي حصل !
هزت جميلة كتفها وقالت
عادي ...
طيب فيه مشاكل بتواجهك في البيت ...
أخيرا نظرت جميلة الى منار وتجمعت الدموع بعينيها وهي ټنفجر بالبكاء فجأة ...
اتسعت عيني منار پصدمة وقالت
بس ..اهدي يا حبيبتي ...
بابا سابنا وراح اتجوز ....
خلاص يا حبيبتي اهدي ...
انا عايزة بابا ...عايزة بابا يرجع تاني ....
.....
بعد نصف ساعة ...
كانت جميلة قد ذهبت بعد ان تكلمت معها منار وهدأتها ...ثم جلست منار على مقعدها وهي تشعر بالدموع تلسع عينيها هل هي مستعدة لتلك الخطوة ..هل مستعدة ان تحرم بناتها من والدهم ويعيشون في تشتت بينه وبينها....والاهم هل هي مستعدة ان تترك مراد !..هل مستعدة للتخلي عن الحب الذي يقدمه لها ...هل مستعدة لرمي كل محاولاته لإصلاح ما فعله والجواب كان واضح !!
........
بعد ساعة تقريبا. ..
كان مراد جالسا على مكتبه ينظر الى الفراغ بينما يشعر بثقل في قلبه....يبدو ان منار لن تغفر ...انها تنسل من حياته ...يخسرها وهذا يشعره بالمړض ...يشعر انه مكبل بينما هي تبتعد عنه بتلك الطريقة ....لقد اخبرها بصراحة انها حرة لكي تغفر او لا ...لن يضغط كي تسامحه ...والآن هو في انتظار قرارها الأخير...
اخرجها من شروده رنين الهاتف ...أمسك هاتفه ورأى ان المتصلة منار ....ارتج قلبه پعنف ...معقول هي ستطلب منه الانفصال الآن ...أغمض عينيه وهو يهدأ من ضربات قلبه ولكنه فشل تمام ...فتح الهاتف ورد وهو ما زال مغمضا عينيه...
منار ...
للحظات ظلت صامتة ليكرر اسمها برجاء وهو يشعر بأن الدموع بدأت بلسع عينيه
منار ...
مراد ...أنا فكرت كتير في حياتنا سوا ...فكرت وعرفت أخيرا أنا عايزة ايه !
انسابت دموعه وهو يتوقع منها ما سوف تقوله وقال بصوت مخټنق
قولي قرارك يا منار!
مراد أنا بحبك...بحبك ومش عايزة اضيع أي فرصة نكون مع بعض فيها...أنا...أنا بحبك يا مراد ...
فتح عينيه فجأة ثم توسعتا على اخرهما وقال بلهفة
قوليها تاني كده !!!
ابتسمت منار وهي تمسح دموعها وقالت
قولتلك بحبك....
نهض وهو يشعر انه في حلم ...حلم جميل قد ينتهي ...اخذ يضحك كالمچنون والدموع تنهمر من عينيه وقال
بتحبيني ...بتحبيني انا...أنا يا منار ...قبلتي ترجعيلي يعني ...مش هتبعدي عني !
ضحكت برقة ودموعها
 

تم نسخ الرابط