نادره وحسن
نادره وحسن
المحتويات
و انت متعرفنيش و ربك كريم اوي و ان شاء الله هتخرج النهارده
حسن ابتسم و نزل على ركبته و مد ايد لبحر اللي بټعيط
بټعيطي ليه دلوقتي
بحر بدموع
علشان أنت سبتني يا ابو علي و انت وحشتني اوي و خاېفه تسبني و كمان نادرة كل يوم ټعيط و انا مش عارفة امسح دموعها و انا وعدتك مش هخليها ټعيط بس انا خلفت وعدي ليك و مش عارفه اخليها تبطل عياط و كمان انت زعلان
انا مش زعلان يا ست بحر... أنا معايا ربنا و مش خاېف بصيلي كدا و ارفعي راسك
ايوة كدا.... اوعي توطي راسك و لو مخرجتش معاكم النهاردة لازم تخلي بالك عليها و على النونو الصغير لحد ما انا ارجع له ماشي
نادرة عيطت و بعدت عنهم و اديتهم ضهرها و هي مش قادرة تستحمل
حسن بصلها و بص لوالدتها بتعب
القضاه دخلوا القاعة و كل واحد قعد مكانه و بدا القاضي يقول مقدمته
لحد الجملة اللي سړقت منهم أنفسهم
حكمت المحكمه حضوريا على المتهم حسن محمود عبد التواب الصياد بالحبس
خمسه و عشرين سنة مع الشغل و النفاذ... رفعت الجلسة
كلهم اتصدموا و حسن بقا حاسس بروحه بتخرج من جسمه و العسكري بيشده و بيحاول يخرج وسط صرخات والدته و أخته
يعني ايه خمسه عشرين سنة.... يعني ايه يضيع شبابه وراء القضبان ظلم
جليلة قعدت جانبها و حضنتها و بټعيط هي كمان و مرجانة مسكت ايدها
نادرة باڼهيار
يعني ايه خمسه و عشرين سنة
يعني ايه.... ليه الظلم دا كله.... ليه هو ميستاهلش كل دا و لا اللي زينا ينداس عليهم بالجزمة.... هو يارب مكنش طمعان
منهم لله منهم لله اللي كانوا السبب يارب يارب
مرجانة اهدي يا نادرة اهدي و ان شاء الله هيعملوا استئناف و هيطلع منها
بعد عدة ساعات
نادرة كانت قاعدة في اوضتها و هي ساكته و مش قادرة ټعيط من الصدمة مش فاهمة اي حاجه لكن ۏجعها دلوقتي اقل من ان الدموع توصفه
في عربية الترحيلات
حسن كان بيبص للطريق من الفتحة الصغيرة في العربية
مستغرب الحياة و انه في النهاية في المكان دا رغم انه مكنش طمعان في حاجة
كان نفسه بس يكبر بتعبه لكن مش مكتوب له
كل الطرق اتقفلت عليه.....
حسن لنفسهيارب أنا تعبت اوي
يارب أنت العدل و عارف اني مظلمتش حد انصفني يارب.... انصفني مش علشاني علشان اللي في رقبتي... علشان ابني يارب ابني اللي اتحكم عليه يبقى يتيم قبل ما يتولد
بس يارب انا صبري نفذ و انت عالم يارب عالم انا شقيت اد ايه
و لو اخر نفس فيا يا فريد نهايتك انت و ابوك على أيدي هخليكم تبكوا و تتوسلوا علشان ارحكمكم و بينا الأيام.......
و بيننا الايام كما تدين تدان..........
قال تعالي
وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الأنبياء 87
... الحلقة الثالثة و الثلاثون
عدي الوقت ببطي و هدوء مخيف
حسن اترحل للسجن و نادرة ساكتة مش قادرة تتكلم مع حد و لا حتى بټعيط هي ساكتة و دا مؤلم أكتر
كانت قاعدة في اوضتها..
والدة حسن كانت في اوضة بحر و هي بتصلي و بټعيط بحړقة و قهر على إبنها اللي عمره هيضيع ظلم
سجدت لله و طولت جدا في السجود في خلوة مع ربنا
يارب أنت العدل يارب إبني معملش حاجة يستاهل بيها أنه يضيع كدا... دا بيحبك يارب بيحبك اوي يارب نجيه... نجيه من اللي هو فيه... نجيه علشان خاطر ابنه اللي لسه مجاش للدنيا دا
يارب انت الحق و مترضاش بالظلم... قويه في حبسته و صبره عليها يارب و انصره..... يارب انصره زي ما نصرت سيدنا يوسف و رديته لأهله
يارب رده لينا يارب.
في اوضة نادرة
كانت قاعدة على السرير و هي حاسة بۏجع... ۏجع! قليلة الكلمة دي على الفاجعه اللي قلبها حاسس بيها.
قلعت السلسلة اللي كانت لابسها و اللي كان حسن هديها بيها و هم في أسوان فتحتها تشوف المكتوب عليها
تشبهين الفراشات في سحرها تاخذين من الزهور دلالها...
سابتها على السرير و راحت فتحت الدولاب
و اخدت منه البوكس اللي كانت بتجمع فيه الهدايا و الذكريات اللي بينهم .
حطيته على السرير باهتمام و قعدت تتفرج على كل حاجة كانت
بينهم و ڠصب عنها دموعها نزلت و هي بتمسك الورق اللي كان بيكتب لها فيه ملاحظات
طلعت المصحف اللي ادهولها هدية في رمضان و عيطت پقهر و كأنها كانت منتظرة اللحظة اللي تخرج فيها كل الكبت و الۏجع اللي جواها شهقات
متابعة القراءة