شبح حياتي بقلم نورهان محسن
شبح حياتي بقلم نورهان محسن
المحتويات
ماصدقت حد يساعدني ماضيعش الفرصة من ايدي
هز بدر رأسه رافضا لسبب غامض وعادت ملامحه جامدة مجددا قائلا بإصرار بصي انا قولت كلمة .. علي چثتي لو ركبتي معه يا حياة
رفعت حياة يديها بشكل عفوي ولوحت براحتيها بعدم تصديق ثم هدرت بإستنكار لالا واضح ان عندك لبس في مخك .. انت مجرد شبح واحد مېت طلعلي .. مش ولي امري وانا حرة في تصرفاتي فاهم
عندما وصل صوت مازن إلي مسمعها صمتت على مضض وأبعدت عينيها عن بدر ثم هرولت مسرعة من أمامه نحو سيارة مازن بينما كان بدر محدقا فيها بعدم رضا.
مازن كمال منصور
32 عام
طبيب باطني
لديه شخصية اجتماعية لطيف جدا طيب القلب خفيف الروح مبتسم دائما مفعم بالحيوية والنشاط والثقة بالنفس ولديه جاذبية قوية لكنه غير مستقر وهذا نابع من حبه الكبير للشعور بالحرية ودائما يغير رأيه في وقت قصير يتمتع جاذبية أخاذة ووجه مضيء حسن المظهر ويهتم كثيرا بأناقة ملابسه وهو دائما يحب التمارين البدنية والفكرية يعشق شرب الحليب يوميا يمتلك جسد طويل رياضي وشعر بني وعينين ذو نظر حاد وثاقب تتميز بلونها الأخضر المائل للون البحر.
حياة جالسة أمام مكتب مديرة المدرسة التي بدورها نظرت إليها بنظرة شاملة.
شعرت حياة بتوتر داخلي كبير وقلق خاصة في وجود ذلك البدر المقتضب وجهه بقوة من أسلوب مازن اللطيف معها ومجاملته الرقيقة لها كلما سنحت له الفرصة.
أولت حياة اهتمامها الكامل للمرأة التي يبدو أنها في أواخر الأربعينيات من عمرها عندما قالت متسائلة بعد إغلاق ملف حياة الورقي كنتي بتشتغلي في مدرسة اسكندرية قبل ما تيجي هنا يا حياة
سألتها المديرة بهدوء وانتي ليه عايزة تعلمي اطفال الحضانة .. الافضل انك تكوني مدرسة ابتدائي!!
ابتسمت حياة برقة وأجابت بلباقة انا بحب الاطفال الصغيرين جدا ولما اتخرجت من سنتين تقريبا .. اشتغلت في مدرسة في اسكندرية بعلم الاطفال الصغيرة مش انجليزي وبس .. طريقة النطق الصحيحة والرسم وأنشطة تربوية تساعد في تأسيسهم قبل المرحلة ابتدائية
عاد إلي حياة الشعور بالحماس وهزت رأسها قائلة بثقة إن شاء الله هعمل كدا
تدخل مازن في الحديث بخفة ظل بعد أن كان صامت يتابع الحوار بنظرة مليئة بالإنجذاب نحو حياة علي خيرت الله .. نقول مبروك يا استاذة ميرفت علي قبولها معاكي
أجابت ميرفت بنظرة حازمة تليق بمنصبها من بكرا .. بس اهم حاجة عندي تكوني هنا في معادك مابحبش التأخير خالص
دمدمت حياة بابتسامة مجاملة في حين عاد لها الشعور بالقلق مرة أخرى وهي تفكر في كيفية الالتزام وذلك الوقوف وراءها دفع نفسه عنوة إلى حياتها البائسة ان شاء الله .. ميرسي جدا
أمام المدرسة بعد بضع دقائق
خرجت حياة من البوابة الكبيرة تبعها مازن بينما مر بدر عبر الحائط فهزت رأسها استنكارا منه حيث أصبح يزعجها بمطاردته إليها في كل مكان وهذا ما زاد من إضطرابها رغم عنها.
تنحنحت حياة بخفة وقالت بإبتسامة خجولة انا اسفة اوي عطلتك معايا يا دكتور اكيد اتأخرت علي شغل والمړضي بيدعو عليا
عقد مازن حاجبيه بإعتراض ثم هتف بود ماتقوليش كدا احنا جيران ودا واجبي
اتسعت ابتسامتها من أناقة أسلوبه وقالت بعذوبة ميرسي اوي انت في منتهي الذوق
ابتسم لها مازن بهدوء وهو يفرك رقبته كأنه يشاور عقله في أمر ما لكنه متردد ثم سألها بتريث تحبي اوصلك البيت !!
فجأة زأر بدر بوعيد وهو واقف بينهما وكأنه عازول عارفة لو وافقتي هعفرت امه انا جبت أخري منكو انتو الاتنين
جفلت حياة بشدة وتبخرت شجاعتها عندما تذكرت ما فعله بها في الصباح ووجدت نفسها بسرعة تهتف الكذبة الأولى التي قفزت في عقلها وهي تلوح بيديها بشكل عشوائي لالا مفيش داعي اتعبك .. انا حابة اتمشي شوية وهروح اشوف وحدة صحبتي قريبة من هنا
ابتسم بدر برضا من ردها بينما عبس مازن محبطا لأنه استمتع برفقتها لكنه قال بابتسامة قبل أن يستدير لسيارته زي ما يريحك اشوفك علي خير
اطلقت حياة زفرة راحة قائلة
متابعة القراءة