رواية رحيل بقلم حنان اسماعيل

رواية رحيل بقلم حنان اسماعيل

موقع أيام نيوز


ينصرف سويلم عاد اليها وهو ينظر من الشباك قبل ان يعود اليها قائلا لها
جاد تعالى يلا
خرجت معه فوجدت جميع الرجال المكلفين بحراستها وحراسه المكان قد ابتعدا عن المكان وهم يعطونهم ظهورهم لها 
تمشيا معا حول المكان كان يمشى معها بخطواته الواثقه دون ان يحاول حتى مسك يدها اخذت تنظر اليه والى الجديه البادية على وجهه نظرت حولها

للمكان بإعجاب من فرط جماله سألته بفضول
رحيل مزرعتك دى 
اجابها يعنى مزرعتى ومش مزرعتى
هزت رآسها بعدم فهم قائله مش فاهمة
اجابها بإقتضاب دى مزرعه امى الله يرحمها ورثتها من ابوها
رحيل بتأثر الله يرحمها
استكمل كلامه قائلا والمفروض ان بعد ۏفاتها بقت بتاعتى بس خالى هارون بيحبها اووى ومش بيرتاح الا فيها فسايبها له وانا كمان لما بتضايق بجى هنا واقعد مع نفسى كام يوم فهى بقى بينى وبين خالى
رحيل بفضول وهى تنظر اليه وايه بقى اللى ممكن يضايقك ويخليك تسيب كل الناس وتيجى هنا 
جاد حاجات كتيرة بس اهمهم انتى
رحيل بإستغراب انا !!!!
جاد ايوه انتىانتى الوحيدة اللى قادرة تستفزنى وتضايقنى وقادرة كمان تطلع احلى ماڤيا اقولك حاجة 
استدار ناحيتها حتى اصبح قبالتها قائلا بصدق لما شوفتك اول مرة وقت الحاډثه وسمعت عنك وعن تعلق جدك بيك قلت لنفسى ايه الراجل المچنون اللى معلق روحه ببنت ابنه دى وقتها عمرى ماكنت اتخيل للحظة انى ممكن اكون فى نفس موقفه وتبقى انتى نقطة ضعفى انا كمان
ابتسمت فى خجل قائله وهو انا نقطة ضعفك !!
اقترب اكثر قائلا بجدية مصطنعه اه بس ده ميخلكيش تستغلى

ده عشان انا حد صعب ومتقلب وفى لحظة ممكن اقلب زى هوا امشير وابقى زعابيب متقدريش تسيطرى عليها
ضحكت لوصفه فسألته محاوله تغيير الحديث المزرعه دى اسمها ايه 
اجابها الفيروز على اسم امى
رحيل اسم جميل
جاد كويس انه عجبك لانه هيكون اسم بنتنا ان شاء الله
خجلت من ذكره هذا قائله بنتنا !!!
اجابها اه مش عاجبك الاسم 
اجابته بعناد انت اوام سميت الولاد كمان مش لما ابقى اوافق على موضوع الجواز منك من اساسه
جاد طب تعالى فوق وانا اقنعك زى امبارح
خجلت من كلامه وهو يشير اليها ان تسبقه امامها ناحيه الاستراحة
صعدا لفوق فجذبها لتجلس بجواره على الكنبه اقترب منها اكثر بينما ابتعدت هى عنه فى خجل قليلا سألته كى تتهرب منه قائله
رحيل جاد هو انا هعيش معاكم فى القصر 
اجابها بثقه اه طبعا
سألته بإقتضاب وتردد مع مراتك التانية 
اجابها بضيق وحزم الاولى يارحيل
تضايقت من لهجته الحازمة فسألته وانا هعيش معاها فى بيتها ازاى 
اجابها بحزم هتعيشى معايا فى بيتى بصى يارحيل عشان نتجنب اى مشاكل بعدين وعشان تبقى الامور واضحة فاطمة دى بنت عمى يعنى من لحمى ومن دمى ولها عندى حقوق
تضايقت وزمت شفتيها فإقترب منها قائلا
جاد هى لعلمك طيبة وغلبانة جدا
يعنى سهل تكسبيها
رحيل بضيق انا مش عاوزة اكسب حد
جاد حتى لو قلت لك ان ده هيبسطنى انا مش عاوزة اعيش فى مشاكل وخناقات ستات انا عاوز نعوض كل اللى عشناه واحنا بعيد فى هدوء عاوزك تكون اللى ارجع له واستريح فيه عاوزك سند وبيت وعيله فهمانى
اومأت برأسها فى حب 
ارتدت فستان الزفاف فى سعادة وهى تنظر للمرآة كانت قد اتخذت قرارها بعد تفكير عميق طوال الليل حول مستقبلها مع جاد خاصة حين أيقنت انها تحبه وانها لم تستطع نسيانه طوال العامين السابقين من حياتها اثناء سفرها حتى مع محاولات علاء للاقتراب منها هو وغيره حاولت كثيرا ان ترى فيهم شيئا مما فى جاد الا انها لم تستطع 
كان جاد امامها طوال الوقت مسيطرا على عقلها وعلى قلبها اخذت تتذكر معاناتها وبخاصة اثناء الليل وهى تتخيله مع زوجته فتبكى وټنهار وهى وحدها على سريرها لم تكف عن تتبع اخباره من سيدة مربيتها كلما تواصلت معها هاتفيا علمت بخبر حمل زوجته فإنهارت وهى تتخيله ابا لطفل من امرأة اخرى غيرها وحزنت پقهر وهى تعلم بمۏت طفلاه فى كل مرة متخيله مدى حزنه عليهم حتى انها ارادات ان تعود 
فى النهاية ارادات ان تعود وان ترد له الصاغ بإعلامه بخبر زواجها من علاء مثلما فعل سابقا يوم عادت للبلدة وقفت بشرفة البيت فجرا كما كانت تفعل سابقا فى انتظار ان يمر بحصانه ظهر من بعيد فخطڤ قلبها من جديد يومها ايقنت انها ماتزال تحبه بل تعشقه الى حد الجنون كما ايقنت انه لن يكون لها ابدا مهما جرى وان زيجتها من علاء لن تكون سوى وسيله للهروب او غلق باب طريق لامل ان يكون لها يوما او تكون له 
حتى سمعت صوته ليلا فى بيتهم اغمضت عيناها لحظتها لعلها تحلم ولكنه كان حقيقه واقفا امامها بلحمه ودمه وتأثيره القوى عليها يومها رغم غضبه من اقتحامه بيتهم الا انها لم تستطع كرهه وهى ترى ھ مصوبا على رآس جدها
حتى عندما ارادات ان تستفزه ذهبت لبيته وطلبت لقائه كى تبلغه بزواجها من علاء لعله يمنعها سعدت بغيرته وتهديده لها ان تزوجت من ذاك الغريب 
واليوم وهى تتزوجه بناءا على اتفاقية مهينة الا انها اقنعت حالها بأن قربها منه يكفيها ومشاركتها لحياته كافى ان ينسياها كل الامها وعذاباتها السابقه حتى لو كانت ستشاطرها امراة اخرى فيه 
فاقت من شرودها على صوت جدها بالباب وهو يدخل عليها نظر
لفستانها الابيض فإمتعض وجهه بضيق خاصة حين لاحظ انفراجة اساريرها وكأنها مستسلمة لفكرة الزواج من جاد مما اثار ضيقه وغضبه اكثر طلب منها ان تجلس قائلا لها بجدية وحزم
صالح انا ملاحظ انك النهاردة كويسة ووشك منور يارحيل
حاولت ان تخبئ فرحتها فقالت وهى تصطنع الڠضب لا ياجدى انا بس قلت هنفذ كلامك واتقبل فكرة جوازى لحد لما تنفذ وعدك وتخلصنى منه
نظر اليها بشك قائلا بصى يارحيل انا عاوزك تسمعينى كويس قبل ما ابن الموافيه مايجى عشان ياخدك
رحيل بإهتمام اتفضل ياجدى انا سمعاك
صالح بجدية قبل ماتروحى بيته ويتقفل عليكم باب واحد لازم تعرفى حاجة مهمة كان المفروض اقولها لك من زمان بس طول عمرى بحاول اخبيه عنك عشان متعشيش القهرة والۏجع اللى انا بعيشه كل يوم
رحيل بقلق فى ايه 
على خدها قائله بصوت مخڼوق
رحيل جااااد
صالح بأسى اه يابنتى هو كان لسه عيل ابن عشر سنيين او اكتر بشوية لما ابوكى راح لهم عشان يقولهم ننسى القديم ونفتح صفحة جديدة اليها والدموع تتلألأ فى عيناه قائلا بتأثر
صالح لما جابولى ابوكى كان بيطلع فى الروح كل اللى قاله ابنى او بنتى ياابه امانه فى رقبتك
سدت اذنها بيدها كى لا تسمع اكثر وهى تبكى بحرقه اقترب منها جدها اكثر وهو يسندها كى تقوم قائلا لها بتحدى
صالح قومى يارحيل انا بقولك ده دلوقتى عشان تعرفى عدوك مين انا عاوزك قوية عاوزك تقفى له انا بقولك عشان تعرفى انا ليه بكرهه كل الكره ده وعشان انتى كمان تعرفى ان الراجل اللى هتعاشريه وهتبقى انتى وهو تحت سقف بيت واحد هو اللى حرمك من ابوكى
خدى البرشام ده
نظرت ليده التى تمسك بدواء فهزت رأسها فى استفسار وهى فى حاله صدمة فاجابها قائلا
صالح ده دوا منع للحمل 
يتبع
الجزء التاسع
سبحان الله
ارتدى جاد جلبابا ابيض انيق وفوقه عباءه قيمة اضافت عليه وقارا وجاذبية مر فى طريقه بحجرة فاطمة دخل فوجدها جالسة تبكى فى حرقه على سريرها رفعت عيناها اليه قائله بحرقه مبروك ياابن عمى
جلس على طرف السرير قبالتها قائلا لها
جاد بصدق فاطمة انا عاوزك تعرفى انى عمرى ماهجى عليك ولا هظلمك انت بنت عمى قبل ماتبقى مراتى وطول عمرنا متربيين سوا انا عاوزك تفهمى ده كويس اوووى
فاطنة پقهرة انا عارفة ياابن عمى بس عارفه برضه انك عمرك ماحبتنى
ولا حسيت بيا وسامحنى لو خاېفه ان جوازتك من بنت الچارحية تزود الجفا اللى بينا خصوصا وانى مش عارفه اجيب لك العيل اللى يشيل اسمك
جاد بتأثر انا عمرى ماحسبتها كده ولا فرق معايا ان جالنا ولاد ولا لاء فبلاش تحسبيها كده
فاطنة بصوت منخفض مايمكن المشكله انها مش فارقه معاك فعلا
سمعها الا انه تجاهل كلاماتها الاخيرة وهو يقبل رأسها قبل ان يغلق الباب ورائه 
نزل للاسفل فوجد البيت مزدحم
بالضيوف الذين اتوا للتهنئة وزوجة عمه ام اسماعيل تستقبلهم هى وبعض من سيدات العائله
فى الخارج وجد رجاله يستقبلون الضيوف وهم يقدمون صوانى الطعام الفاخرة مر بهم فى عجاله وهو يوصيهم بحسن إستقبال الضيوف جيدا لاحظ وجود اسماعيل بين الحاضرين فإطمئن واتجه ناحية سيارته منصرفا قبل ان يرن هاتفه نظر فيه سريعا ليجد رقم سويلم
اجابه جاد قائلا خير ياسويلم فى حاجة حصلت عندك
سويلم مش عارف ياجاد بس احنا سمعنا صوت خبط وتكسير جامد فوق فطلعت اشوف فى ايه خبطت جامد على الست رحيل رفضت تفتحلى ياريت تيجى بسرعه
تغير وجه جاد وركب سيارته مسرعا ومن خلفه سيارتان مليئتان برجاله 
وصل سريعا فوجد سويلم ينتظره فى قلق امام سلم الاستراحة
بعدما ابلغه بزيارة جدها لها وسماعه لاصوات تحطيم وضوضاء فورانصرافه 
زم جاد شفتيه فى ضيق ونفخ فى قلق صعد السلم مسرعا طرق الباب عدة
الارض 
اقترب منها مرات وهو يناديها فلم تجبه
تراجع للخلف واخذ يحاول كسر الباب عدة مرات حتى استطاع فتحه 
دخل فوجدها تجلس على الارض وامامها فستان الزفاف ممزقا واثاث الاستراحة مقلوبا كله على عقب بخلاف وجود بواقى اثار من التحف المحطمة اتكأ جالسا امامها وهو يسألها فى قلق
جاد رحيل ايه اللى حصل

فى ايه 
نظرت اليه بعينان حمراوتين من اثر البكاء قائله بسخرية
رحيل ايه اللى حصل !!! اللى حصل انى اكتشفت انى كنت غبية
اوقفها فى ڠضب
قائلا لها فهمينى فى ايه انا سايبك امبارح كويسة ايه اللى حصل جدك قالك ايه خلاكى تعملى كده وليه قطعتى الفستان 
اجابته بصوت عالى ممزوج پحقد وكره 
رحيل اللى حصل انى عرفتك على حقيقتك وعرفت انك متفرقش كتير عن شيطان لابس قناع بنى ادم انت شيطان ياجاد
استفزه اهانتها وبرزت عروق وجهه من الڠضب قائلا وهو ينفخ فى عصبية
جاد بضيق واضح ان جدك نجح فى انه يملى دماغك من ناحيتى بس معلشى ملحوقه عامة لما نروح بيتنا هنقعد ونتكلم فى كل حاجة بس دلوقتى اجهزى عشان 
قالها وهو يجذب يدها لتنهض واقفه قاطعته فى ڠضب وهى تسحب يدها بعيدا عنه
رحيل پغضب عارم بيتنا!!! انت متخيل ان ممكن يتقفل علينا باب واحد بعد اللى عرفته عنك ده المۏت اهون عندى مية مرة من انى اعاشر واحد زيك
زفر فى ضيق محاولا السيطرة على غضبه قائلا لها فى نفاذ صبر وهو يحكم بقبضه يده على ذراعها متوعدا
جاد لاء هتعاشرينى يارحيل وهيتقفل علينا باب واحد والنهاردة انتى مراتى بمزاجك او ڠضب
 

تم نسخ الرابط