روايه دموعنا كامله الفصول
روايه دموعنا كامله الفصول
المحتويات
من المزرعة .. معرفش مشوا بنفسهم ولا عمر طردهم .. ومعرفش أصلا القصة دى صح ولا لأ أنا مشوفتش حاجه بنفسي .. بس فى كلام كتير فى الموضوع ده .. احنا هنا فى بلد أرياف وأنا عايشة فى البلد دى والبلد صغيره والكل عارف بعضه .. عشان كده مفيش حاجه بتستخبى
كانت ياسمين تستمع اليها وعلى وجهها علامات دهشة ممزوجة بالألم
اللى أنا شيفاه على وشك دلوقتى بيدل على انى كان عندى حق .. وانك فعلا حسه بحاجه نحيته والا مكنش كلامى زعلك كده .. ربنا يعلم انى ماقولتش الكلام ده الا عشان مش عيزاكى تتجرحى .. أو يتلعب بيكى .. خاصة وانى واخده بالى ان عمر مهتم بيكي .. وواخده بالى من نظراته نحيتك .. أنا مكنش فى خوف عليا .. لانه مكنش حاسس بيا أصلا .. لكنى لما حسيت انه بيحاول يقربلك .. خفت عليكي .. قولت لازم أنبهك ..
أنا مضطرة أمشى دلوقتى عشان اتأخرت .. أشوفك بكرة ان شاء الله
قالت ذلك وغادرت .. وظلت ياسمين مكانها شاردة واجمه.
التف الجميع حول طاولة العشاء فى بيت المزرعة .. ساد الصمت طويلا .. ظلت كريمة ترمق ابنها الجالس أمامها بنظراتها بين الحين والآخر .. قطعت أمه هذا الصمت قائله
نسيت أسألك ايه الحړق اللى فى ايدك ده يا عمر
عقاپ
قالت بدهشة
عقاپ
قال بمراره وقد شرد قليل
أيوة عقاپ .. عقاپ من ربنا
قاطعت مدام ثريا حديثهم قائله
ايناس جايه بكرة
التفتت كريمة اليها قائله بإبتسامه
كويس
قالت مدام ثريا بلهجة قوية
كانت جايه أصلا عشان تتعرف على عروسة عمر .. بس بما ان الموضوع اتقفل .. هتيجي تعد يومين ونرجع سوا
أنا ما قولتش ان الموضوع اتقفل
توتر الجو .. قالت مدام ثريا پحده
يعني ايه
نظر اليها عمر بحزم قائلا
يعني أنا هتجوز ياسمين .. الموضوع متقفلش
ثم نظر الى والدته نظره ذات معنى قائلا
يا هى .. يا مفيش جواز
صاحت عمته غاضبة
أنا مش فاهمة انت ليه مصر عليها .. هو اللى خلقها مخلقش غيرها
أنا مش فاهم انتوا ليه حكمتوا عليها من قبل ما تشوفوها .. مش تشوفوها الأول وتعدوا معاها وبعدين تقرروا هى مناسبه ولا مش مناسبه .. رغم ان القرار ليا بس برده انتوا عيلتى ويهمنى ان العلاقه بينكوا وبين الانسانه اللى اخترها تكون كويسه
قالت أمه ببرود
أضافت عمته فى عصبيه
وبنت موظف على المعاش يعني لا ليها أصل ولا فصل
قام
عمر من فوره غاضبا وأزاح كرسيه وقال
كفاية لحد كدة سمعت بما فيه الكفاية
خرج غاضبا من البيت وتوجه الى سيارته .. ركب بعصبيه ثم انطلق خارج المزرعة
ساد الصمت فى حجرة الطعام وتوقف الجميع عن تناول طعامهم .. قال نور الدين موجها حديثه لزوجته وأخته
انتوا ليه مصريين تخسروه
نظرت اليه أخته پحده قائله
يعني انت عاجبك اللي ابنك عايز يعمله ده
قال پحده مماثله
وهو عايز يعمل ايه .. يتجوز على سنة الله ورسوله .. ايه المشكلة فى كده
ظهرت علامات الڠضب على وجه كريمه وقالت
عايز يتجوز واحده مطلقه
وايه المشكله يعني .. طالما شايف انها مناسبه ليه .. وطالما ان جوازتها الأولى كان الغلط من جوزها مش منها .. وكمان جوازها كان شهر واحد زى ما قالنا
قالت كريمه بإستغراب
يعني انت موافق .. موافق ان ابنك الوحيد يتجوز واحده كانت متجوزه قبل كده
قال بحزم
أيوة
موافقه .. لان دى حاجه تخصه هو لوحده ملناش اننا نتدخل فيها .. وابنك راجل مش عيل صغير .. بيدير مجموعة شركات كبيرة فى مصر .. مش هيقدر يدير حياته
قالت كوثر فى ڠضب مكتوم
انتوا حريين وافقوا زى ما انتوا عايزين .. أما أنا فمش ممكن أبارك الجوازه دى .. عنده مليون بنت مش لاقى الا دى ويختارها .. ليه من قلت البنات فى البلد .. واحدة زيها تيجي ايه جمب بنتى ايناس عشان يسيبها ويبص لبره .. ايناس مش عجباه .. والست اللى سبق لها الجواز هى اللى عجباه
نظر اليها نور الدين قائلا ببرود
هو حر .. يختار البنت اللى على مزاجه .. اذا كانت البنت دلوقتى مبتتغصبش على الجواز .. هنيجى نغصب الولد
قالت ثريا بتعالى
ويتغصب ليه .. هى ايناس دى فى زيها .. بنت عيله وأدب وأخلاق وجمال ومال وحسب ونسب .. يعني لقطة أى شاب يتمناها
قالت كريمة مبتسمه تحاول تلطيف الجو
طبعا دى ايناس دى ست البنات
قالت لها ثريا بتهكم
قولى لابنك .. بدل ما يبص بره العيله .. احنا أولى بلحمنا
قالت ذلك ثم انصرفت غاضبه الى غرفتها
دخل أيمن الأنتريه وقدم الى عمر صنيه موضوع عليها شاى وطبق من الكيك .. ونظر الى صحبه قائلا
دوق بأه الكيك ده .. حاجه كده عمرك ما دوقت زيها فى حياتك
تناول عمر رشفه من فنجانه وظل صامتا .. نظر اليه أيمن قائلا
أنا كنت متوقع كده
نظر اليه عمر قائلا
انت هتقولى زى كرم .. هو كمان كان متوقع كده .. اشمعنى أنا الوحيد اللى متوقعتش كده
أخذ أيمن فنجانه ورجع الى الوراء قائلا
للأسف احنا فى مجتمعنا شويه أفكار متخلفة عايزه بنزين وعود كبريت ويتولع فيها .. دايما ينظر للمرأة المطلقة بدنيويه كأنها مش زى باقى النساء .. حتى لو سبب الطلاق مش منها .. برده لازم يتبصلها البصه دى .. وكل أم بتبقى هتجنن لو ابنها قال ان عايز يتجوز واحده اتجوزت قبل كده على الرغم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج الا واحدة بس بكر وهى أمنا عائشة رضى الله عنها وباقى أمهات المؤمنين كانوا متزوجات قبل كده وأولهم أمنا خديجه رضى الله عنها اللى النبي صلى الله عليه وسلم قال انى رزقت حبها
تمتم عمر
عليه الصلاة والسلام
تنهد عميقا ثم قال
أنا كمان مكنتش أتخيل فى يوم من الأيام انى ممكن أتجوز واحده اتجوزت قبل كده .. بس بجد حبيتها يا أيمن .. كل حاجه فيها عجبانى .. هى دى الزوجة اللى أتمناها فعلا .. فاكر لما قولتلى انك مش بتدور على زوجة وبس .. انت بتدور على أم لولادك كمان
أومأ أيمن برأسه .. فأكمل عمر قائلا
أهو انا شايف ياسمين مش بس زوجه .. شايفها أم لولادى .. وصاحبه .. وحبيبه .. وأخت .. وصديقه .. وكل حاجه فى دنيتي .. بجد بحبها أوى .. ومش هرتاح الا لما تكون ليا
ابتسم أيمن قائلا
ان شاء الله هتكون ليك .. بس انت اصبر شوية .. وبلاش صدام بينك وبين أهلك .. لحد ما يتقبلوا الأمر ان شاء الله ..بس قول يارب
تمتم عمر قائلا
يارب .. يارب تكون من نصيبي
كان يقف يعطى تعليماته لأحد العمال عندما وجدها فجأة تقف أمامه .. صرف العامل ثم توجه ناحيتها قائلا
نهلة .. ايه اللى جابك هنا
قالت نهلة ببرود
عايزة أتكلم معاك
قال لها بتأفف
مش فاضى .. عندى شغل
قالت پحده
دلوقتى يا مصطفى
ثم استطردت قائله وفى عينيها نظره محذره
حالا
ذهبا الى حيث مكتبه وطلب من زميله مغادرة المكتب للحظات .. أغلق الباب ونظر اليها قائلا ببرود
خير فى ايه
نظرت
اليه قائله
أنا حامل
اتسعت عينا مصطفى دهشه وهتف قائلا
نعم ياختى
قالت بحزم
بقولك أنا حامل
صمت قليلا يحاول استيعاب الأمر ثم نظر اليها قائلا پحده
وأنا ايه يضمنلى انك حامل منى أنا .. انتى أصلا واحدة تييييييييييييت .. روحى شوفى مين أبوه أنا مش ممكن أعترف بيه
صاحت نهلة پحده
آه يا تييييييييييييت .. انت عارف ان محدش لمسنى غيرك
قال بسخرية
لا مش عارف .. وأنا ايه يثبتلى كلامك ده
قالت بصرامة
بسيطة يا بشمهندس .. تحليل صغير لل DNA يتعمل وفى خلال شهر واحد بتطلع النتيجه
بهت مصطفى .. فأكملت نهله قائله
ولو رفعت بالتحليل ده قضية هقدر بكل سهولة انى أثبت انه ابنك وأكتبه بإسمك كمان
جلس مصطفى فلم تعد قدماه تحملانه .. أخذ يتخيل كلام من حوله عندما تلطخ سمعته بهذا الشكل .. قال بوهن
والمطلوب دلوقتى
قالت نهلة بقسۏة
المطلوب اننا نتجوز
قفز من مقعده صائحا
نعم يا روح أمك
قالت نهلة بلهجة ټهديد
اعملها بمزاجك أحسن من الڤضيحة فى المحاكم .. ده غير الفصيحة اللى هعملهالك هنا فى شغلك وعند بيتك .. مش هخلى حد الا ويتف فى وشك
صړخ قائلا
وهتفضحى نفسك انتى كمان
قالت بمراره
أنا كده كده خلاص اتفضحت يعني عليا وعلى أعدائي
صمت يحاول استيعاب الموقف .. ثم نظر اليها قائلا
وأهلك هتقوليلهم ايه على الجوازه السريعة دى
قالت بسخريه
أهلى ..
انت عارف ان اخواتى كلهم متجوزين وكل واحد فى حاله محدش بيسأل عنى ولا أصلا أفرق معاهم فى حاجه مليش الا أمى ودى ما هتصدق تخلص منى والبيت يفضى عليها هو وجوزها
قال بسخريه
مرتبه كل حاجه يعني
نظرت اليه قائله بلهجة ټهديد
آخر الاسبوع تكون كتبت عليا يا مصطفى .. وإلا وديني وما أعبد لهتشوف منى اللى يشيبك قبل أوانك .. وانتى عارف نهلة لما بتقول حاجه مبتقولهاش على الفاضى .. بتنفذ على طول
خرجت وتركته يتخبط بين الحيرة والحسړة والندم والڠضب
جلست ياسمين فى غرفتها واجمه .. تفكر فيما سمعته من ولاء ومن قبلها شيماء .. كان عقلها مشتت للغايه .. لكن الشئ الوحيد الأكيد .. هى أنها تريد زوجا بصفات معينه .. ولن تتنازل فى هذه الصفات أبدا .. فى صباح اليوم التالى ذهبت الى عملها كالمعتاد .. استقبلتها ولاء بالإبتسام .. فبادلتها ياسمين الإبتسام ..بدأت فى أداء عملها بتركيز وفى صمت .. وفجأة وجدت سيدة تقف أمامها .. كان يبدو من ملابسها أنها سيده راقيه .. لكن لم يعجب ياسمين نظرة التعالى التى تتطلع بها اليها .. اقتربت منها المرأة قائله
انتى مدام ياسمين
قالت ياسمين بصوت خاڤت وهى تشعر بالحيره لمعرفة تلك السيدة بإسمها
أيوة أنا ياسمين
نظرت المرأة اليها من رأسها الى أخمص قدميها وكأنها تتفحص جاريه فى سوق الجوارى احمرت وجنتا ياسمين من الڠضب .. وعادت الى اكمال عملها متجاهله تلك المرأة التى ترمقها بنظرات وقحه .. اقتربت منها المرأة أكثر قائله
أنا عمت عمر الألفى
نظرت اليها ياسمين بدهشه وقد صدمت عندما علمت بشخصيتها .. أكملت مدام ثريا بنبره متعاليه
جيت أشوف البنت اللى عمر عايز يدخلها عيلتنا
احمرت وجنتا ياسمين مرة أخرى لكن هذه المرة خجلا .. وابتسمت لمدام ثريا قائله
أهلا وسهلا بحضرتك .. نورتى المزرعة
قالت مدام ثريا بنفس النبرة المتعاليه
اللى عرفناه من عمر .. ان انتى ووالدك وأختك بتشتغلوا هنا فى المزرعة
أومأت ياسمين برأسها قائله
أيوة فعلا
طيب أنا هتكلم معاكى من الآخر .. لان طبعى انى واضحه
متابعة القراءة