روايه دموعنا كامله الفصول
روايه دموعنا كامله الفصول
المحتويات
متهدج
أرجوك يا بابا متضغطش عليا
ثم تساقطت عبرة من عينيها وهى تنظر اليها قائله
ولا هتغصبنى عليه زى مصطفى
بدا التأثر على وجه عبد الحميد وقال
لما الولاد بيغلطوا الأب بيسامح .. لكن لما الأب بيغلط ولاده بيكونوا فاكرين غلطته ومبينسوهاش أبدا
نظرت الى والدها بتأثر قائله
أنا آسفه يا بابا مكنش قصدى أزعلك .. أنا بس مضايقه شوية ومش عارفه أنا بقول ايه .. حقك عليا
ابتسمت له قائله
ربنا يخليك ليا يا بابا
.. وبعد اذنك أنا هروح ل سماح أعد معاها شوية
ماشى يا بنتى بس متتأخريش .. وخلىب الك من نفسك
ذهبت لدكتور حسن واستأذنته فى الانصراف لأنها تشعر بتوعك .. فقال لها
لا سلامتك ألف سلامه .. احنا اصلا النهاردة يعتبر مفيش شغل كتير .. مفيش مشكلة روحى ارتاحى
شكرا يا دكتور
غادرت واتصلت ب سماح قائله
سماح انتى فاضيه النهاردة
آه فاضية خير هتيجى
لو مكنش يضايقك ..
حسه انى مخنوقه ومحتاجه اتكلم مع حد
طيب يا حبيبتى منتظراكى ومتقلقيش أيمن هيتأخر النهاردة مش جاى الا بالليل
خلاص أنا خارجه أركب حالا
أثناء سيرها فى اتجاه البوابه .. ومن بعيد .. رأت سيارة تدلف الى داخل المزرعة .. توقفت ياسمين .. رات فتاة تنزل من السيارة .. فتاة جميلة ذات شعر طويل ترتدى ملابس أنيقة ضيقه عاړية الساقين .. تفحصتها ياسمين وهى تسأل نفسها ترى هل هى تلك الفتاة المدعوة ايناس والتى حدثتها مدام ثريا عنها .. كادت أن تهم بالإنصراف لكنها وجدت عمر يخرج من البيت ويذهب فى اتجاه تلك الفتاة .. و .... كانت المفاجأة التى عصفت بكل كيان ياسمين .. ألقت الفتاة نفسها بين ذراعيه وقبلته على وجنتيه بدون أدنى خجل أو حياء .. شعرت ياسمين پسكين حاد يغرس فى قلبها .. نظرت الى عمر لتتبين رد فعله .. لكنها وجدت ملامحه عاديه .. وكأن هذا هو الطبيعى والمعتاد .. وكأن مس امرأة لا تحل له أمرا عاديا بالنسبه له .. وكأن تلك الأمور أصبحت عادية لمجرد أنها ابنة عمته .. كانت الفتاة تنظر اليه مبتسمه ضاحكه تتحدث وتتحدث .. وهو واقف يستمع ويتحدث .. تجمعت الدموع فى عينيها فرأت بصعوبة الفتاة وهى تدلف الى الداخل .. أما عمر فتوجه الى سيارته وانطلق بها خارج المزرعة.
عارفه .. من كتر ما أنا حسه پألم جوايا .. حسه انى مټخدره وعامله زى المشلوله اللى مش قادره تتحرك .. أنا كنت فاكره انى خلاص هفرح زى باقى البنات .. وهرجع ابتسم وأضحك من قلبي تانى .. لما بابا قالى انه اتقدملى .. فرحت أوى .. مكنتش مصدقه .. كنت فرحانه أوى .. كنت حسه ان قلبي طاير .. كنت بفكر بسطحيه أوى .. انا زى ولاء فكرت فى القشرة بس ..
عمر مش وحش يا ياسمين
نظرت اليها ياسمين قائله بمراره
احنا مننفعش بعض يا سماح .. مش عارفه ازاى انا كنت عاميه كده .. هو واحد اتربى بطريقه غير اللى أنا اتربيت بيها .. واحد مبادئه وافكاره وحياته كلها مختلفه تماما عنى .. مفيش أى تكافؤ بينا يا سماح .. عمته كانت معاها حق .. بعد ما الحب ده يضيع مش هيلاقى حاجه تخليه يتمسك بيا .. هيعرف ساعتها اننا مكناش مناسبين لبعض .. سماح أنا طول عمرى عايزه واحد يتقى ربنا فيا .. واحد أنا وهو نعين بعض .. ونقرب من ربنا سوا .. ونبنى بيتنا سوا ونربى ولادنا تربيه صح .. ونكون قدوة حسنه ليهم .. ازاى اختارلهم أب .. بيستحل حرمات ربنا بالشكل ده
بصى اللى أنا أعرفه انه هو وبنت عمته وأخوها متربيين مع بعض وزى الاخوات .. يعنى هما واخدين على بعض اوى يعنى ...
قاطعتها ياسمين پحده
انتى مقتنعه باللى انتى بتقوليه ده .. اللى يغلط غلطه صغيره يغلط غلطة كبيرة يا سماح .. مابالك وهو اصلا مش شايف انه بيغلط ..
صمتت قليلا ثم هتفت باكيه بصوت متقطع
قلت سماح
بس هو دلوقتى اختارك انتى يا ياسمين
قالت بمراره
هو مفرقش اى حاجه عن مصطفى .. مصطفى اختارنى لانه عايز واحده يحطها فى البيت زى اى كرسي فى البيت ويبقى واثق فيها وفى اخلاقها .. وهو بره يعمل اللى على مزاجه .. وعمر زيه اختارنى لنفس السبب ..
قالت والدموع تتساقط من عنينيها
لما مصطفى خانى يا سماح الألم كنت حساه فى كرامتى .. لكن لو عمر خانى .....
تعالى صوتها فى البكاء قائله قائله
الألم هيكون فى قلبي .. وأنا مش هقدر أتحمل ده
هدئتها سماح قائله
وانتى ايه اللي يخليكى تفكرى انه هيخونك يا ياسمين
قالت ياسمين بحزم من بين دموعها
لان
حياته غلط وعيشته غلط .. وتصرفاته غلط .. هو واحد مبيخفش من ربنا وبيعمل الغلط عيني عينك كده أدام الناس .. اللى يعمل حاجه صغيره ببجاحه كده يعمل الكبيرة يا سماح
صمتت قليلا ثم قالت
وبعدين مش دى المشكلة الوحيده .. المشكلة انى اكتشفت انى فعلا انه مينفعنيش .. ده واحد هينزلنى معاه لتحت .. وأنا عايزه واحد ياخد بايدي ونطلع سوا .. عايزه واحده له نفس مبادئي نربي ولادنا على مبادئ واحدة وقيم واحدة وافكار واحدة .. مش أنا ابنى وأبوهم يهد ..
ثم قالت بوهن
مش عايزه أطلق تانى يا سماح كفايانى چرح واحد .. مش هقدر أتحمل چرح تانى .. مش هقدر أخاطر تانى .. أنا معنديش أى ثقه في عمر .. زى ما كان معنديش أى ثقه فى مصطفى
نظرت لها سماح بحزن قائله
طيب فكرى تانى .. واستخيرى تانى
نظرت اليها ياسمين قائله بحزم
أنا استخرت .. وفكرت كويس .. الراجل الى هختاره زوج ليا هختاره بقلبي وعقلى .. مش بقلبي بس .. ولا بعقلي بس .. لازم الاتنين يوافقوا عليه .. لازم يتشرف بيا وسط عليته ووسط الناس .. أنا مش واحدة من الشارع زى ما عمته حاولت تفهمنى .. أنا بنت ناس .. صحيح ناس فقرا .. بس محترمين ونعرف ربنا .. هى فاكرة انى مش هقدر ارفض عمر وقالتهالى وش كده ان مفيش بنت تقول ل عمر لأ .. بس أنا هقول لأ .. أنا وعمر مستحيل نكون لبعض .. ده آخر واحد ممكن أوافق انى أتجوزه
توجه عبد الحميد الى مكتب عمر طرق الباب فسمه صوت عمر بالداخل
اتفضل
دخل عبد الحميد فهب عمر واقفا واستقبله بابتسامه قائلا
اتفضل يا عم عبد الحميد .. اتفضلى اعد
قال عبد الحميد فى وجوم
تسلم يا بشمهندس بس أنا جاى أقولك كلمتين وهمشى عشان ورايا شغل
وقفت عمر أمامه مبتسما ونظر اليه قائلا
خير .. اتفضل
تنهد عبد الحميد تنهيدة حسرة وبدا مترددا وقال دون أن ينظر اليه
بنتى رفضتك يا بشمهندس
وقع الخبر كالصاعقة على رأس عمر .. اختفت ابتسامته شيئا فشيئا حتى تلاشت تماما .. صمت وهو يحاول استيعاب ما سمع .. فنظر اليه عبد الحميد قائلا
أنا مش ممكن أغصبها مرة تانية .. جوازتها الأولى كانت ڠصب عنها .. وحلفت بعدها انى عمرى ما هعمل كده فى بنت من بناتى
صدم عمر للمرة الثانية فى أقل من دقيقة .. عندما علم أن زواج ياسمين كان رغما عنها
نظر اليه عبد الحميد بأسف قائلا
أنا آسف يا بشمهندس
ثم استدار وانصرف .. جلس عمر على أقرب مقعد وهو مازال تحت تأثير صدمة رفضها اياه.
حضر المأذون والشهود فى بيت نهلة .. لم يحضر أى من اخوتها .. فقط أمها وزوجها .. بدأ المأذون فى مراسم الزواج .. وهنا قال مصطفى للمرة الثانية
قبلت زوجها.
الفصل 35
Part 35
أوقف كرم سيارته أمام احدى المستشفيات الخاصة .. نزل عمر من السيارة وهو يحمل ياسمين ويلقى نظرة عليها بين لحظة وأخرى .. توجه الى مكتب الإستقبال فأدخلوهم أحد الغرف .. وضعها عمر على السرير برفق .. اقتربت منها الممرضة فتراجع عمر قليلا للخلف ينظر الى ياسمين بقلق .. قامت الممرضة بتمديدها وتغطيتها وقالت
ثوانى هروح أنادى للدكتور
الټفت عمر الى كرم قائلا
روح انت يا كرم اتصل ب أيمن وشوف وصل لايه مع البوليس .. وروح هات والدها وأختها من المزرعة ..
أومأ كرم برأسه وهم بالخروج .. لكن عمر أوقفه قائلا
معلش يا كرم عارف انى تاعبك معايا وشاغلك بمشاكلى
قال كرم بسرعة
عيب عليك يا عمر هو احنا مش اخوات ولا ايه .. أنا لو كنت مكانك عارف انك هتعمل عشاني أكتر من اللى أنا بعمله
ربت عمر على كتفه شاكرا اياه .. خرج كرم فإلتفت عمر الى ياسمين الممده على الفراش ..اقترب منها ومسح بظهر أصابعه على وجنتها .. لحظات وعادت الممرضة بصحبة الطبيب .. وقف الطبيب مكان عمر الذى رجع قليلا الى الوراء وهو يتابع ما يحدث ..الټفت الطبيب الى عمر قائلا
ايه اللى حصلها بالظبط
قال عمر بحزن
كانت مخطوفه التلات أيام اللى فاتوا .. ولما لاقيتها كانت كويسه .. وفجأة نامت .. أنا معرفش هى نامت ولا هى أغمى عليها .. جبتها وجيت بها على هنا على طول
أومأ الطبيب برأسه .. ثم الټفت الى ياسمين .. فتح سوسته الجاكيت الذى ألبسها اياه عمر ثم شرع فى فك أزرار بلوزتها حتى يدخل سماعته الطبيه لتفحص تنفسها .. شعر عمر بالإختناق وبالنيران تشتعل بداخله وهو يرى أصابع الطبيب تفتح أزرار ملابسها واحد تلو الآخر .. اقترب منه فجأة وأمسكه من ذراعه قائلا
لو سمحت .. مفيش دكتورة فى المستشفى دى
الټفت اليه الطبيب قائلا بدهشة
أيوة موجود
قال عمر بحزم
طيب لو سمحت خلى الدكتورة هى اللى تفحصها
نظر اليه الطبيب پحده قائلا
وايه المشكلة يعني لو كشفت عليها أنا
قال عمر ببرود
لأ .. عايز دكتورة .. يا
إما هاخدها مستشفى تانيه
نظر اليه الطبيب بحنق .. ثم أمر الممرضة بإحضار الطبيبة المناوبة وغادر الغرفة .. اقترب
متابعة القراءة