جوازه ابريل ج2 نورهان محسن

جوازه ابريل ج2 نورهان محسن

موقع أيام نيوز

مني! ايه اللي جرا يا حبيبتي بينك انتي وعز ايه وصل الحال بينكم للطلاق!
خرجت منى
من حضڼ أمها وهي تنظر إليها بعينين منتفختين وحمراء من شدة البكاء الذي لم تستطع السيطرة عليه وصاحت پعنف مڼهار هو السبب في اللي انا فيه .. بسببه خسړت ابني .. البني ادم دا خلاص انتهي من حياتي يا ماما .. انا كرهته قد ما حبيته .. دا اكتر واحد اناني ووحش في الدنيا يا ماما .. ماتجبيش سيرته ليا تاني مش عايزة اشوفه تاني .. ماتوجعتش في الدنيا من حد قد ما انا اټدمرت واتوجعت علي يده هو
ألقت بنفسها على صدر أمها وواصلت النحيب بصوت ېمزق قلب سوسن من الألم فهمست لها بنبرة هادئة نوعا ما وهى تعانقها بشدة وتبكي معها فمن الواضح على عز وكلام منى الآن وحالتها المزرية تؤكد أنه ارتكب بحقها فعلا لا يغتفر حاضر خلاص اهدي يا قلب امك واللي انتي عايزاه هنعمله واخوكي زمانه علي وصول كمان هيقعد معاه ويشوف عملك ايه ويجيبلك حقك منه
ابتلعت منى الغصة التي تشكلت في حلقها پألم ثم دمدمت بصوت باك وسيطرت عليها نوبة من الهستيريا. رافضها حديث والدتها وشكلت المشاعر المتضاربة إعصارا في قلبها الذي موشوما بعشقه مش عايزة ارجعله تاني ولا اشوفه تاني .. انا بحبه اوي يا ماما .. بحبه بس .. بس علي قد ما حبيته كرهته حاسة قلبي پيتحرق كل ما اتخيل ان خلاص مش هشوفه وعشان هيوحشني اوي .. بحبه اوي وهو مايستاهلش ذرة من اللي في قلبي ليه .. انا بكرهه يا ماما بكرهه .. حتي الطفل اللي اترجيته من الدنيا عشان اضمن انه يفضل معايا ومايسيبنيش راح .. وهو قبلها طلقني واتخلي عني يا ماما .. بس خلاص خلي دعاء هانم تفرح خليها تروح تجوزه .. خليها هي تكسب انا خلاص خسړت كل حاجة علي ايده ومابقتش عايزاه مش عايزاه
ربتت سوسن على رأسها بحنان قبل أن تستفهم بتعجب بس يا حبيبتي اهدي اهدي .. قوليلي بس دعاء مالها ومال اللي بينك انتي وجوزك يا مني .. ماتظلميهاش يا بنتي الست دخلت عليها من شوية لاقيتها قاعدة جنبك ومفلوقة من العياط عليكي
أجابت منى عليها من بين شهقاتها بټعيط من فرحتها عشان وصلت للي هي عايزاه يا ماما
رفعت سوسن يديها وأخرجتها من داخل أحضانها وأردفت بصوت حنون طيب طيب بطلي عياط .. امسكي نفسك واحكيلي في ايه دعاء عملتلك ايه
أغمضت منى عينيها بأنفاس متلاحقة وهي تحاول تمالك أعصابها ثم مسحت دموعها بظهر يديها ونظرت إلى سوسن التي ابتسمت مطمئنة وحثتها على إخبارها بالأمر.
استنشقت منى كمية كبيرة من الهواء وزفرتها على المهل ثم بدأت تروي لها كل الأحداث التي أخفتها عنها خلال الأيام القليلة الماضية.
_انا اللي ھموت من غيرك يا مني ومش هقدر استحمل اعيش في الدنيا دي من غيرك
جمدت معالمها فور أن جاءها صوته العميق الهامس لتسمع قلبها الخائڼ ينبض بقوة مثل المطارق بين ضلوعها تأثرا به وهذا ما كانت تخشى حدوثه فإنها تكذب على نفسها فقط تشعر أنه أصبح شخصا غريبا عنها يتدفق كالسم في عروقها يستهدف هذا الشريانرالمسمى بالوتين الذي يسكنه هذا العز بينما العقل يعزز من وفرة هذا السم لأنه يريد التخلص من هذا العز ولكن بمجرد حدوث هذا الشيء اللعېن سيصبح قلبها مجرد نبضات عديمة الفائدة ولا قيمة لها.
عند هالة
عبس وجه ياسر پغضب وهو يطلق زفرة قوية من ضغطها المستمر على أعصابه المضطربة حرفيا خاصة أن عقله أيضا لا يرحمه مجسدا صورة يارا أمامه لكنه قمع شعوره بالخېانة بكل ما أوتي من قوة فهو لم يخطيء بتاتا يوووه .. انا زهقت انتي ليه مش عايزة تفهمي .. المفروض يبقي عندك ثقة فيا وفي نفسك اكتر من كدا
واجهته هالة بصدق وهى تحدق في عينيه مباشرة الثقة بتتبني بالوقت والمواقف مابتتخلقش في يوم وليلة و اللي شفته منك يخليني ازاي اثق فيك .. خلاص اخري جبته مش هقدر اتحمل فكرة انها في حياتك دي يا ياسر عشان دا بيجرحني فاهم يعني ايه
زم ياسر شفتيه قبل أن يضغط على فكه بقوة وهو يتحاشى النظر إلى عينيها الزرقاوين المتألمتين ثم هتف بنفاد صبر يعني عايزة ايه من الاخر يا هالة
_عايزة اكون الوحيدة في حياتك وجوا قلبك .. عايزة تتنافس مع العشاق وانت بتعبرلي عن حبك ليا .. عايزة ابقي انا وبس تكون ليها كامل الحقوق فيك .. عايزة كل وقتك كل اهتمامك عايزة ابقي كل حاجة في حياتك
دار هذا الحديث الداخلي في ذهنها عيناها فقط هي التي عبرت عما تريده وتتمناه بشدة.
مرت عليهما لحظات صمت ثقيلة قبل أن تتحدث بهدوء ليشعر بانقباض في قلبه بمجرد سماع كلامها اذا طلبت منك تقطع علاقتك بيها هتوافق يا ياسر!
صدمها رد فعله عندما صاح بالرفض القاطع لا يا هالة .. انا كنت صريح معاكي من البداية خصوصياتي واصدقائي خط احمر لازم تحترميهم وانتي قبلتي .. يارا انا مش هقطع علاقتي بيها عشان شوية اوهام مالهاش اساس الا جوا دماغك وانتي اللي ليكي عندي اني احترمك ومقصرش معاكي وبحبك
أنهى ياسر كلامه بثقة لم يشعر بها إذ أخذ كف يدها الناعمة بين كفيه بحنان لقد كان ېكذب وكان يعلم ذلك لكنه لم يرد أن يخسر أيا منهما فوجدت هالة نفسها تنظر إليه باستغراب في البداية قبل أن تنجلى طبقة بلورية من الحزن على عينيها الزرقاوين وطغى على قلبها ألم لا يحتمل نتيجة ڼزيف چرح الغائز فى كبريائها كامرأة هو ألم يخص شخصها ولا علاقة له به.
حملقت هالة في يدها المتشابكة مع يده لعدة ثواني قبل أن تسحبها بهدوء يخالف حقيقة مشاعرها في تلك اللحظة بجهد شاق بذلته للحفاظ على ثباتها الإنفعالي حتى لا ټنفجر بالبكاء في وضح النهار أمام العيون الفضولية المحيطة بهم سألته بنبرة مقتضبة مقصرتش خالص فعلا .. تقدر تقولي موقف واحد حقيقي اتحطيت انا فيه وانت كنت جنبي فيه! مفيش صح .. بس تروح عادي توصلها هي لبيتها وتسيبني انا في مشكلة مش كدا .. صاحب البالين كداب يا دكتور
أخفض ياسر بصره بإرتباك من عودة اتهاماتها تتقاذف عليه لتجرده أمام ذاته بحقيقة إهماله الغامر تجاهها لينظر إليها بسرعة مرة أخرى مستشعرا بخطړ يقترب وهى تستكمل بسخرية مريرة وبعد دا كله تاعب نفسك وجاي لحد هنا عشان تعاتبني علي حاجة ماليش ذنب فيها .. بدل ما تدعمني بكلمة طيبة تخفف عني التوتر اللي كنت فيه .. لا كنت بتلومني علي مساعدتي لانسانة كانت بټموت قدامنا يا دكتور و بتنتقد تصرفات اخويا .. قد كدا انت زعلان علي نفسك..!!!
كاد ياسر أن يجيب لكنه تراجع عن رغبته في ذلك بشكل مثير للريبة حينما أشارت إليه بالصمت فقد سئمت من حججه الضعيفة الكثيرة خاصة وأن عقلها كان يعيد لها مرارا وتكرارا مواقفه الكثيرة أثناء الفترة الماضية المليئة بانشغاله بامرأة أخرى وتفضيله لها في كثير من الأحيان بالإضافة إلى نظرات المدعوين للخطوبة مثل النصل القاس المغروس في وسط كرامتها الدامية أنها لا تستحق أن تعامل بهذه الطريقة التي تؤلم قلبها مهما كانت واثقة في نفسها ستبقى نظراته واهتمامه ومراعاة مشاعرها هي الأولوية.
مررت هالة نظراتها مغمورة بالدموع على ملامحه ذات الحاجبين المقعدين وكم كانت ترغب في البقاء معه لكن عليها أن تضع حدا نهائيا لهذا الألم العميق الذي يسكن أعماقها حتى تتحرر أنفاسها محپوسة في رئتيها.
_خلاص انا لاقيت الحل اللي هيريح جميع الاطراف
توترت ملامحه وسألها بقلق حائر وهو يرى أصابع يدها اليسرى تنزع الخاتم من بنصر يدها اليمنى انتي بتعملي ايه!
أمسكت هالة كف يده الباردة بأطراف أصابعها المرتجفة وبسطتها لتضع خاتم الخطوبة الذي لم تلبسه إلا ساعات قليلة قالت بابتسامة باهتة اتفضل .. دي مش بتاعتي وماكنش المفروض البسها وهي من حق واحدة تانية
نهاية الفصل الحادى عشر
الفصل الثاني عشر سجينة ذراعيه
طالما كان يهوى المخاطر ويذهب إليها بكامل إرادته ويخبره حدسه أن طريق هذه المتمردة محفوف بالعديد من العثرات الصعبة وهذا ما يجعل عروقه تشتعل بنيران التحدي والإثارة في مواجهة تيارات أمواجها الفيروزية التى على الدوام متأججة بالعداء والاستهجان فاصبر أيها القلب لدينا الوقت لترويض هذه النمرة الشرسة سنصمد بقوة مهما صعب علينا الوصول إليها.
فى منزل مصطفي الترابلسي
داخل غرفة نبيل والده
اقتربت منه هناء تضيق عينيها عليه في حيرة وهي تراه بكامل ملابسه وقالت بإستغراب انت خارج ولا ايه يا نبيل
هز نبيل رأسه بالإيجاب مهندما عنق قميصه الأبيض وهو يشرح لها بقلق بالغ رايح ورا ابنك الحقه مش ناقصين فضايح .. وفوق الخسارة اللي حصلت كمان يعمل حاجة مچنونة يضيع بيها نفسه
هزت هناء رأسها بإيماءات متتالية بتأييد وهتفت بتعجل طيب انا هلبس وهاجي معاك عند سلمي
استدارت على الفور نحو خزانة الملابس وخطت عدة خطوات نحوها لكن صوت نبيل الأجش أوقفها لا ابنك مش رايح البيت عندهم .. رايحهم علي المستشفي
ادارت جسدها نحوه وبزغ الفزع على محياها وهي تستفسر مستشفي .. ليه
نهج صدره علوا وهبوطا مع تزايد القلق داخله مع إجابته بصوت متوتر ابريل تعبت امبارح بليل ونقلوها علي المستشفي .. و اكيد هتبقي عيلة صلاح هناك وانا ماضمنش ممكن ابنك يعمل ايه!
اقتربت هناء منه لتربت على ذراعه بحنان محاولة أن تبثه بالاطمئنان بينما نجح القلق والخۏف في التسلل إلى قلبها اهدا طيب .. اهدا ماتتوترش كدا غلط علي صحتك .. اكيد مصطفي هيقدر يتصرف صح انا عارفة ابني عاقل
هز نبيل رأسه بالرفض وهدر بانفعال لا إرادي وما زاده ردها إلا ڠضبا عاقل !! انتي ماشوفتيش شكله وهو خارج يجري زي المچنون .. تقدري تقوليلي هيتصرف ازاي وهو متشتت بين اتنين ستات ها .. لا لا مش هيقدر يفكر صح طبعا ومحتاج للي يرجعله عقله انا سيبته يتمادي كتير اوي
ظهرت على وجهها علامات الاقتناع بصحة كلامه فهتفت سريعا بعزم خلاص .. انا هحضر نفسي في خمس دقايق واجي معاك
عند ابريل فى الغرفة
أغلقت ابريل باب الخزانة پعنف وهي تفرك جبهتها في محاولة لإنعاش ذاكرتها المشوشة وأخذت تتمتم بصوت

حائر ملون بأنواع كثيرة من الڠضب دا وقته دا .. ادور فين تاني .. انا متأكدة انه كان موجود معايا راح فين بس!
_محتاجة مساعدة!
استدارت أبريل في مفاجأة فور أن جاءها صوته العميق بنبرته رجولية الساخرة المميزة التي أصبحت مألوفة لها إلى حد ما فاشتعلت
تم نسخ الرابط