جوازه ابريل ج2 نورهان محسن
جوازه ابريل ج2 نورهان محسن
المحتويات
الموقف أمامها برعشة مضطربة بينما صاح بصوت حاسم مليئ بالصرامة كلامك معايا انا ولا انت مابتعليش صوتك غير علي الحريم
تغضنت ملامح مصطفى وكل خلية فيه تطالب بالاشتباك معه ولكن قبل أن يتمكن من التحرك نحوه اعترض يوسف طريقه بجسده الرياضي ممسكا بذراعه مهدئا إياه حتى لا يتطور النقاش إلى معركة مصطفي اهدا .. دي مستشفي مش مكان مناسب للزعيق والخناق
اختتم مصطفي حديثه بنظرات الاحتقار التي وجهها لباسم الذي اشتعلت رماديتيه من الامتعاض وهو يهم بالتحرك نحوه ليفتك به لكن أبريل وضعت يدها بشكل عفوي على صدره وهي تنظر إليه بنظرة ردعته عما كان ينوي فعله وبصعوبة سيطر على نفسه.
حدق فيها مصطفى بنظرة حالكة شرسة وهو يهتف بإستياء ووعيد والراجل دا .. وعد منه .. انه هيعرف ازاي يحاسب حتة عيلة زيك .. علي كل كلمة وفعل عملتيه .. وهندمك عليه
نظر إليه مصطفى بنظرات لاذعة بعد أن أشتعلت نيران الڠضب بداخله بسبب حركاته معها وكلامه الواثق له وقال بحدة مفيش حاجة انتهت اللعبة يدوب هتبدأ يا ابن الشندويلي
وجه مصطفى إليه نفس الابتسامة الساخرة ليقول له بنبرة قوية باردة عكس نظراتهم الڼارية نحو بعضهم البعض تمام .. بس افتكر الڼار اللي بتلعب بيها مش هتطولك لوحدك .. ولو كنت راجل زي مابتقول عليك ابقي احميها من اللي جاي .. دا لو قدرت تحمي نفسك الاول من اللي هعملو في واحد واحد فيكو
شعرت إبريل بالخۏف من جدية تهديده المباشر لها لكن باسم قطع تحليل أفكارها بل أنها فزعت بقوة عندما رأته يندفع نحو مصطفي بعد أن تخلى عن آخر ذرة من سيطرته ووجه له لكمة قوية على أطاحت بفكه للجهة الأخرى وهو يصيح بلكنة غاضبة ....
نهاية الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر توثيق اللحظة رواية جوازة ابريل 2
لم يكسرني اكتشاف أن الوجهة كانت خاطئة بل الوقت الذي قضيته أمشي فى طريق كنت أظن أنه صحيح وطغت الصدمة على ملامحي عندما أدركت مدى حماقتي في اختياراتي كم كنت مندفعة وساذجة حينما صدقت أكاذيبهم المنمقة كم أخطأت عندما سمحت بتكرار الأخطاء لكن من هذه اللحظة فصاعدا سأرفض الأشياء التي ټحطم قلبي والأشياء التي تجرحني والأشخاص الذين يتعمدون إيذائي سأتقن لغة التمرد وسأختار الانسحاب من المعارك الخاسرة ولن أهتم بمن يتهمني بالأنانية وحب الذات.
بعد فترة وجيزة
عند هالة
خرجت هالة من الحمام لترى فريد واقفا بجوار الباب ومتكئا على الحائط وحالما لاحظ طلوعها تقدم منها متأملا ملامحها الناعمة التي شابها شحوب طفيف بعد أن غسلت وجهها بالماء البارد عدة مرات لتمحو آثار البكا ء لكن عينيها الزرقاوين كانتا كالنافذتين الشفافتين تعكسان له مدى ضيقها من الذى حدث منذ قليل وما شاهده حين خرج من باب المستشفى عازما على الذهاب إلى منزله إلا أنه وقف مترددا في التدخل حتى رآه يسحبها بالقوة من ذراعها حينئذ لم ينجح في السيطرة على حاله وهرع نحوهما تلقائيا.
افاق فريد من أفكاره محمحما بهدوء انتي كويسة
أجابت هالة بصوت رقيق متجنبة النظر إليه الحمدلله تمام
_طيب اتفضلي
حدقت هالة في يده الممدودة بفنجان القهوة قبل أن ترفض بأدب دا بتاعك .. شكرا!!
لم ينكر استنتاجها بل فضل عدم إخبارها بأنه أرسل إحدى الممرضات خصيصا لإحضار القهوة لمساعدتها على الهدوء ليخبرها بحزم حنون امسكي .. انتي محتاجاه اكتر مني
فريد بمرح ماتقلقيش ماشربتش منه ولسه سخن لحسن حظك
أمسكت به بين يديها قائلة بضحكة ناعمة أبرزت جمالها الهادئ شكرا
أغمضت هالة عيناها بينما ترتشف منه قليلا مستحسنة مذاقه قبل أن تستمع إلى رنين هاتفها في جيب معطفها الطبي لكنها فضلت تجاهله إذ ليس لديها الآن القدرة على الرد على أحد وهذا ما إستشعره مما جعله يقترح عليها بلباقة تحبي نقعد في الكافيتريا شوية وبالمرة تعزميني علي قهوة تانية
بقلم نورهان محسن
أثناء ذلك
داخل غرفة ابريل بالمستشفي
قاطع باسم تحليل أفكارها وقبل أن تدرك أي شيء وجدته يندفع مثل السهم النارى نحو مصطفى بعد أن تخلى عن آخر ذرة من سيطرته على أعصابه مسددا له لكمة قوية أطاحت بفكه إلى جانب الآخر وهو يجلجل بلكنة غاضبة و دي مني عشان تهدد كويس
_دا انت طلعت مش بس بتعرف تاخد البنات علي خوانة يا ابن الشندويلي!
_حاسبي يا ابريل ماتقربيش خليكي بعيد
صاح يوسف بهذه الجملة مشيرا إليها بعدم الاقتراب بس كفاية هتلمو علينا الناس
في خضم صراعهم تلقى يوسف نصيبا من الضړب وهو يقحم نفسه في هذه الفوضى العارمة وسط إهاناتهما اللاذعة المتبادلة وصرخات أبريل المړتعبة التي تراجعت فى إحدى زوايا الغرفة قبل أن ترى اندفاع عز الدين الذي هرول تاركا والدته واقفة مع ريهام وسلمى تنتفض قلوبهم فزعا من الأصوات العالية في الداخل.
في اللحظة التالية نجح عز ويوسف في فض الاشتباك بصعوبة بينما حاول باسم تخلص من ذراعى عز مشيرا لمصطفى بسبابته فى تحذير وهو يصيح بصرامة غاضبة دي حاجة بسيطة من اللي هتشوفه علي ايدي اذا اتعديت حدودك تاني واتعرضتلها بحرف يا خسيس
دوت كلمات مصطفى الڼارية بصوت حاقد ردا عليه وانا اقسم بعزة وجلالة الله ماهسيبك الا لما ادفعك تمن اللي عملته دا غالي يا .. وساعتها مفيش مخلوق هيرحمك من اللي هعمله فيك
إحتدت ملامحه بنظرة ازدراء من رماديتيه القاسيتين هاتفا بصوت حاد متحفز إلى الإنقضاض عليه مجددا شكل لسانك واخد علي الټهديد وخلاص .. لاخر مرة هحذرك بلاش تختبر صبري..
انقطعت كلمات باسم تزامنا مع صوت الباب يغلق بقوة ليلفت انتباه الجميع أعقبه زمجرة صلاح بصوت عال وهو يردد محذرا هيطلبولنا الشرطة لو ماوقفتوش شغل البلطجية اللي بتعملوه في بعض دا!
اشتدت لهيب أنفاسه الحاړقة وهو ينفض يدي يوسف عنه ويزمجر منذرا إياه بحدة حساب ابنك تقل معايا اوي يا صلاح .. وكلمة منه كمان اقسم بالله مش هبقي ضامن نفسي
ارتفعت زاوية فم باسم بابتسامة ساخرة وهو ينظر إليه بتحدي سافر مما جعل نبيل يتدخل في النقاش الذي دلف بعد صلاح بقليل مناشدا صوت العقل برأس إبنه صلي علي النبي يا مصطفي .. عصبيتك دي انت اول حد يضر منها .. يلا خلينا نطلع من هنا قبل ما نبقي فرجة للناس اكتر من كدا
صلاح بوقار وثبات نبيل .. من فضلك هات ابنك وهنخرج نتفاهم برا ونحل الموضوع
_مفيش تفاهم .. والاھانة اللي حصلت دي مش هتعدي مرور الكرام
ما إن انتهى من كلامه المليء بالامتعاض حتى خرج من الغرفة بعد أن حدق بها بسواديتيه الملتهبة بنيران الڠضب فى لحظات مرت كالدهر عليها بسبب شدة خۏفها منه.
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
فى كافيتريا المستشفي
وضعت فنجان القهوة الفارغ على الطاولة وفركت جبهتها منهكة من قلة النوم ليسألها بعذوبة اطلبلك قهوة تانية
رفضت هالة بلطافة قبل أن تعرب عن خالص شكرها لا ميرسي اوي .. وشكرا علي اللي عملته
منحها إبتسامة عذبة قبل أن يرد بصوته الواثق مفيش داعي للشكر القصة بسيطة .. بس مقدرتش افضل واقف بتفرج خصوصا ان الممرضات عينهم كانت عليكم
انشغلت هالة فى التفكير بكلامه الذي ملأ صدرها بالضيق ثم قالت بسخرية مريرة حقهم يكلمو .. مش حدث هيحصل كل يوم ان دكتورة تتخطب بليل وتفسخ خطوبتها
تاني يوم الصبح
إلتمع الإعجاب في عسيلته برقتها المعهودة التي سړقت لبه بينما زرقاوتيها الغامرتين بحزن جعلت شرارة من الچحيم تنفث لهيبها في صدره فنفض من ذهنه تلك الأفكار متحدثا بجدية تليق به طالما مقتنعة باللي عملتيه خلاص .. كدا كدا الناس هتتكلم
هزت هالة رأسها تأييدا وقد اغرورقت عيناها بالدموع فمسحتهما بسرعة قائلة بصوت منخفض فعلا .. بس جايز عيبنا اننا مش بنقدر نعترف اننا فشلنا وهو دا سبب محاولتنا الكتير في حاجة عارفين نتيجتها كويس بس مع ذلك عمالين بنحاول جايز حاجة تتغير
تحولت أفكار فريد تلقائيا إلى خطيبته التي استمر في محاولات عديدة معها لتغيير أفكارها لكن لم يفلح فى ذلك فزفر الهواء بقوة وهو يمسد بأصابعه على عينيه المنهكتين قبل أن يهمس بخفوت مفيش انسان بيتغير الا اذا كان القرار نابع من جواه هو
_فريد
تصلب فريد مكانه للحظات قبل أن يرفع رأسه إلى مصدر الصوت الناعم
الذي ينادي باسمه ليجد أنها قد خرجت من أفكاره متجسدة أمامه بهيئة باكية مصحوبة بكلماتها المتقطعة وهى تلقي بنفسها فجأة بين أحضانه متشبتة برقبته بكلتا ذراعيها مرددة پبكاء حبيبي .. انت كويس .. جرالك حاجة!!
انتصب واقفا من مقعده قبل ان يتساءل بدهشة هدير!! انتي جيتي هنا ازاي
ارتمت بأحضانه علي حين غرة متعلقة بكلتا ذراعيها
متابعة القراءة