رواية في قبضه الاقدار بقلم الكاتبة نورهان العشري
المحتويات
ما أن سمع عمته تقذفها بذلك الإتهام الشنيع لم يستطع منع نفسه من إيقافها فبرغم كل شئ هي عرض أخاه المټوفي و لن يسمح بأن يتطاول عليه أحد و لابد لتلك الفتاة أن
تعلم بأن أي خطأ لن يكون مسموح به ..
نظر إليه الجميع پصدمه لم تدم كثيرا إذ تولي سالم الحديث حيث مدد ساقيه قليلا و هو يناظر عمته بجمود متحدثا
بصوت خاڤت لكنه مخيف
أوشكت علي الحديث فخرج صوت أمينه قويا حين قالت بصرامه
مفيش كلام بعد كلام سالم يا همت ! مرات حازم هتيجي هنا و هنتشال عالراس هي و إلي معاها. و أي حد هيتعرضلهم أنا بنفسي هقفله .
صدمت همت من موقف أمينة التي كانت تؤكد على حديث أبناؤها وهي التي كانت تمنيها سابقا بزواج أبنتها من حازم فخرج الكلام منها بزهول
أمينه بحزم وهي تجاهد حتي تمنع العبرات من الهطول من مقلتيها
أيوا أنا إلي بقول كدا . مستنيه مني إيه أرمي إبن أبني و أمه في الشار و أحمد ربنا أنه عوضني بحته منه بعد ما قلبي أتحرق عليه
همت بعتب ممزوج بۏجع
تقومي ټحرقي قلبي علي بنتي !
ألقت أمينه نظرة معتذرة علي سما التي كان حلا و قالت بصوت قوي
حين أنهت حديثها تفاجئوا بسما التي هرولت إلي الأعلي و صوت بكائها يفتك بالقلوب و لكن ما باليد حيلة فقد وضعهم القدر في مأزق لا يمكن الفرار منه حتي و إن كان بداخلهم ممتنين لإرادة الله التي بعثت نور من جوف العتمه التي خيمت علي حياتهم منذ فراق حازم بذلك الطفل الذي أحيا الامل بقلب والدته و جعلها تستطيع الوقوف علي قدميها من جديد .
أنا مش قادرة أصدق إلي بسمعه معقول يا أبيه الكلام دا أنا مش مصدقه البنت دي . و حازم عمره ما حب حد غير سما .
نظر سالم في ساعته و قال بصرامه متجاهلا ثورتها
يالا عشان تروحي جامعتك . السواق بره هيوصلك !
عودة للوقت الحالي
زفرت حلا بحدة و قطراتها تتساقط علي وجنتيها غافله عن تلك العينان التي كانت تراقب أنفعالها و حزنها الفاتن بإعجاب خفي فقد كانت أول مرة يراها بالجامعه و لا يعرف هويتها و لكن ما لفت أنتباهه إليها هي تلك التعابير المتغيرة علي ملامحها و التي كان يتسيدها الحزن العميق فخطړ سؤال علي ذهنه
أقترب منها شيئا فشيئا ليطالعها عن قرب أكثر لم يكن ينوي التحدث معها و لكن شعر فجأة بأن عليه الإقتراب منها و ما أن أصبح بجوارها حتي وجد عيناها تغلق و قدماها تتراخي و كادت أن تسقط علي الأرض و لكن يداه كانت أقرب إليها فحملها بلهفه واضعا يدا تحت ركبتها و الآخري خلف ظهرها و توجه بها إلي مكتبه وسط همهمات من الشباب و الفتيات حوله و قام بإدخالها غرفته و وضعها علي المقعد المقابل لمكتبه و خلفه إحدي العاملات التي جلبت حقيبتها و وضعتها علي المكتب أمامه فأمرها بإحضار كوب مياه لإفاقتها و نظر إلي العامله الآخري و قال مستفهما
أنتي تعرفي البنت دي
أجابته نافيه
لا معرفهاش
فنظر للآخري و التي أجابت نفس إجابتها فنظر حوله لتقع عيناه علي حقيبتها و قال لإحداهن
أفتحي شنطتها و طلعي بطاقتها نكلم أهلها ييجوا يشوفوا بنتهم .
ظهرت إمارات الخۏف علي العامله و تراجعت للخلف فقال بإندهاش
إيه في إيه مالك
العامله برجاء
بالله عليك يا ياسين بيه بلاش أنا أحسن تضيع منها حاجه كدا و لا كدا تتهمها فيا . أنا ماليش دعوة
ناظرها بزهول قائلا
إيه الجنان دا أنا إلي
بقولك أفتحي شنطتها و طلعي بطاقتها
العامله برجاء
سايقه عليك النبي بلاش.
زفر بحنق و نظر إلي العامله الآخري التي تحاول إفاقتها فتراجعت للخلف پذعر فتقدم مستسلما يفتح الحقيبه و لم يلاحظ تلك التي إستعادت وعيها ببطئ فكان أول ما وقعت عيناها عليه هو ذلك الرجل الضخم يفتش في حقيبتها فصړخت پذعر قائله
حراميييييي!!!
أثناء الطريق توقف السائق أمام إحدي محطات الوقود و ترجل منها بعد أن استأذنهم و غاب لبعض الوقت ثم عاد حاملا أكياس كثيرة بها شتي أنواع الحلوي و العصائر و المياة و ناولها لهم في الخلف فشعرت فرح بالخجل
متابعة القراءة