رواية في قبضه الاقدار بقلم الكاتبة نورهان العشري
المحتويات
في دمائها بينما تجمد في مكانه لا يعي ماذا يحدث ! فقط ألم هائل أجتاح كيانه حينما سقطت كلمات فرح كجمرات فوق قلبه و هي تقول بصړاخ
لازم نوديها المستشفي حالا دي حالة إجهاض
لا يعلم كيف حملها بكل هذا الرفق الذي لم يكن يظن بإنه يمتلكه و أي قوة خفيه سكبت كل هذا الحنان بين كفوفه الممسكة بها بينما ملامحه كانت قاسيه و عابسه و كأنه يرفض تلك الكلمات المقيتة التي ألقيت علي مسامعه للتو.
قبضه قويه إعتصرت قلبه و هو يضعها فوق الحامل أمام المشفى بينما كل خليه به تصرخ غاضبه علي تركها و متألمه علي حالها و شحوب ملامحها التي كانت تضج بالحياة حين كانت تتحدث مع الفرس فقد كان يستمع إلي حديثها بقلب ممزق و عقل مشتت فكل الإتهامات تشير إلي أنها مذنبه حتي حديثها و نبرة الندم التي تغلفه تؤكد علي ذنبها الكبير الذي لم تستطيع غفرانه لذاتها بينما عيناها الشئ الوحيد الذي ينطق ببرائتها . و يكاد قلبه يصدقها بينما عقله ينهره بشده و يحذره من مغبة الوقوع بسحرها الآثر فيتضاعف الذنب بقلبه و هذا ما لن يستطيع إحتماله أبدا !
فرح حين رأت شقيقتها تتوسط الأرضيه الصلبه غارقه بدمائها مھددة بفقدان جنينها فلم تتمالك نفسها إذ خرجت صرخه متألمه من جوفها بينما جسدها أخذ يهتز بقوة و هي ټحتضنها بالسيارة في طريقهم إلي المشفي و دموعها المتساقطة لا تتوقف أبدا بل أخذت تزداد كلما مرت دقيقه تلو الأخرى دون أن يطمئنهم أحد .
تود أن تصل نبرتها المتألمه إلي أعماق قلبها حتي يتمسك بالحياة و ألا يفقد الأمل مطلقا. تريد قطع
وعدا صارما لها بأنها لن تدع أحدا ېؤذيها لكنها ستستبسل في الدفاع عنها حتي المۏت . فقط لو تخرج سالمه من هذه الغرفه ! لو تري ضحكتها البريئه تزين وجهها الفاتن مرة ثانيه !
هكذا خرجت الكلمات من أعماق قلبها تناجي ربها بأن يحفظ شقيقتها الغالية و ألا يريها فيها بأسا يبكيها و لم تلحظ ذلك الذي كان يراقب جميع إنفعالاتها بهدوء تام و ملامح صارمة تتنافي مع ذلك الحنان الذي تسرب إلي قلبه دفعة واحده و هو يناظر رأسها المنكث و أكتافها المتهدله و ملامحها المنهزمه حتي خصلات شعرها التي كانت تسترسل بهدوء خلف ظهرها يتساقط منها قطرات الماء لټغرق ملابسها كما أغرقت قطراتها مقدمه صدرها ليلتصق قميصها القطني بجسدها بطريقة أشعلت نيران ڠضب ممزوج بمشاعر آخري لا يعلم من أين غافلته و أنبثقت بين طيات قلبه فقام بخلع بينما توقف لثوان حين هاجمته رائحتها العذبه التي أثارت شهيته بطريقة لم يعهدها مسبقا بل لم يتوقعها !
خلفها علي بعد خطوتان و حاوطتها رائحة عطره الممزوج مع رائحه التبغ المميز الذي يتناوله فخلقت شعور من الدفء بداخلها و الذي كانت تفتقده كثيرا و لكنها لم تكن تشعر بذلك فقد كانت خارجه من المرحاض لتوها بعد أن أخذت حماما منعشا
لتتفاجئ بتلك الکاړثة التي حدثت و لم تهتم بشأن ملابسها فحمدت ربها أنها قد إرتدت ذلك البنطال القطني القصير نوعا ما و فوقه هذا القميص من نفس قماشه و الذي بفعل المياة المتساقطة من خصلاتها التي لاحظت للتو أنها تركتها منسدله خلف ظهرها .
هتبقي كويسه أن شاء الله
بقدر خشونه لهجته و لكنها كانت تحمل دفئا تحتاجه كثيرا أو هكذا كانت تتخيل و قد تمني قلبها لو تناظره في تلك اللحظه حتي تتأكد من صدق تخيلاتها و لكن أبى كبرياءها الظهور بمظهر أنثي بائسه قليلة الحيلة لذا رفعت رأسها
متابعة القراءة