رواية في قبضه الاقدار بقلم الكاتبة نورهان العشري
المحتويات
يقول بلامبالاه
لو تعبتي تقدري تاخدي بريك .
تفاجئت من حديثه و تحمحمت قبل أن
تقول بنفي
لا متعبتش و لا حاجه مين قال كدا
سالم بخشونه دون أن يرفع عيناه عن الورق أمامه
صوابعك إلي عماله تطقطقيها .
شعرت بالحرج من كلماته فبللت حلقها قبل أن تقول بتلعثم
لا أبدا أنا بس متعودة أعمل الحركه دي
يبقي تتعودي متعمليهاش تاني .
فرح بإستفهام
و السبب
مابحبهاش !
إغتاظت من كلمته و تسلطه فأرادت إستفزازه قائله
يبقي تحبها عشان أنا بعملها علي طول. تقريبا زي متلازمه كدا !
تجاهل أستفزازها و رفع رأسه يطالعها بنظرات غامضه قبل أن يقول بتسليه
أحبها ! مفروض أحبها عشان أنتي بتعمليها !!
لا طبعا مش كدا أنا أقصد عشان إحنا بنشتغل سوي و وارد أعملها كتير و أنت موجود. و المقصود أنك تأقلم نفسك عليها يعني !
رفع إحدي حاجبيه في حركه أستعراضيه أغضبتها و لكنه تجاهل ذلك و أستمر قاصدا إستفزازها
تقريبا محتاج أفكرك إني أنا إلي مديرك مش العكس .
قالتها پغضب خفي فأجابها بتسليه
حاسس إن الموضوع مضايقك مع إنك مفروض تفرحي !
و إيه إلي مفروض يفرحني من وجهه نظرك
يعني كنتي راحه آخر الدنيا عشان تشتغلي و أهو جالك الشغل لحد عندك دانتي كمان مفروض تشكريني !
جمرات الغاضب النابعه من إستفزازه لها أشعلت النيران بداخلها فقالت بإستنكار
قهقه بخفه قبل أن يقول بتسليه
دانتي قلبك أسود و طلعتي بتشيلي جواكي !
فرح بقوة
قلبي مش أسود و لا حاجه بس مبنساش بسهوله .
سالم بتهكم
طب خدتي القلم عشان يفكرك بيا ليه
إغتاظت من حديثه فأجابت بقوة
مقولتش عشان يفكرني بيك قولت عشان
يفكرني إني جيت هنا في يوم و كمان أنا مبفتكرش غير الحاجات المهمه إلي بتعلم جوايا ! غير كدا لا
عايزة تقنعي نفسك بأيه يا فرح
صدمها سؤاله و عرت نظراته الثاقبه شخصها المتوتر و أعادت السؤال في رأسها و قد رفض عقلها أن يفصح عن إجابته . بينما تجلت الإجابه في عيناها التي ظلت أسيرة عيناه التي كانت تخترق أعماقها بقوة و قد طال صمتها لثوان قبل أن تقوم بنفض ما يعتريها من تخبط وقالت بثبات
أبتسم بخفوت قبل أن يعيد أنظاره إلي الأوراق أمامه و هو يقول بلامبالاه
مالوش لزوم الإجابة وصلت خلاص !
إغتاظت من حديثه المبهم و ما أن همت بسؤاله عما يقصد حتي أوقفها النقر علي باب الغرفه فإلتفتت لتتفاجئ بذلك الشاب الذي ما أن رآه سالم حتي نهض من مكانه و توجه إليه بينما هرول مروان يعانقه بقوة و هو يقول
وحشتني أوي يا سالم
أجابه سالم بصدق
و أنت كمان يا مروان ليك وحشه كبيرة . حمد لله عالسلامه
تبادلوا السلامات فشعرت بالحرج و نهضت من مقعدها و قالت بعمليه
سالم بيه أنا هروح أطمن علي جنة و آجي
اومأ برأسه و قد كانت نظراته غامضه و لكنها لم تبالي و توجهت إلي الخارج ...
كانت تنظر إلي الطابق الأعلي و داخلها يمتلئ بالتساؤلات التي تجعل أنفاسها تهرب منها . فهي لم ترتح لتلك السيدة و تهاب نظراتها كثيرا و لم تكن هي وحدها فجميع من في هذا البيت كان من الواضح أنهم يهابونها . تري ماذا تريد منها و لماذا أرادت أن تصعد إلي الأعلي للتحدث معها لما لم تحادثها بالأسفل هل تريد إلقائها من النافذه ! أقشعر بدنها حين أتتها تلك الفكرة و لكن سرعان ما نهرها عقلها و وبخت نفسها قائله
أهدي يا جنة و بطلي هبل هي مش قتاله قټله يعني . هتلاقيها عايزة تطمن علي الحمل و خلاص
هكذا أقنعت نفسها و هي تصعد الدرجات بعدما أرشدتها الخادمه علي غرفة أمينه التي كانت تنتظرها و هي تنظر إلي النافذه و حين سمعت صوت نقراتها المتوترة علي الباب أمرتها بالدخول فانفتح الباب و أطلت منه جنة برأسها و عيناها الزائغه لتقتنص هي توترها فتوجهت إلي المقعد المخصص لها و قالت بوقار
تعالي يا جنة و اقفلي الباب وراكي .
أطاعتها جنة بصمت بينما دقات قلبها تدق كالطبول جراء خۏفها الذي تجلي في كفوفها المرتعشه و إهتزاز حدقتيها و هي
تجلس في إنتظار أمينه أن تبدأ في الحديث و قد لاحظت هي ذلك فابتسمت قبل أن تقول بنبرة هادئه
عامله إيه يا جنة
الحمد لله كويسه
و الجنين وضعه عامل إيه دلوقتي
إمتدت جنة تحيط رحمها بيديها و قد رقت نبرتها و هي تقول
الحمد لله بخير
فاجأتها أمينه حين قالت بنبرة ذات مغزى
باين عليكي بتحبيه . أومال ليه فكرتي تتخلصي منه !
إنقبض قلبها جزعا حتي آلمها حين سمعت كلمات
أمينه التي تابعت بهدوء
متستغربيش. أنا مفيش حاجه معرفهاش .
حاولت إبتلاع غصتها و قالت بصوت مبحوح
كانت لحظه شيطان و الحمد لله عدت علي خير
رددت
متابعة القراءة