روايه عيون الذئاب بقلم ډفنا عمر

روايه عيون الذئاب بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


ألمه توسل جده و تلك الدمعة من عيناه الجد يبكي بكاء مكتوم رغم ما علمه مازال يحبه هو من رباه و راعاه وكساه هو من أطعمه و دواه أنفق عليه بغير حساب لا يذكر مرة واحدة قسي عليه سيظل جده وحبيبه مهما جرفته المقادير بعيدا عنه 
عناق جسار واختبائه بصدره أعاد ضخ الحياه فيه من جديد الصغير لم يكره لم يهون عليه مازال يحتل في قلبه ذات المكانة 
رد بلهفة حانية عيون جدك يا جسار 
لازم أبعد عشان استوعب اللي عرفته واعيد ترتيب حياتي من تاني بس عايزك تعرف حاجة واحدة برغم اللي حصل وحتي لو لقيت أهلي هتفضل جدي الغالي اللي رباني وكبرني وعلمني ازاي اعيش وغيابي من بيتك مش معناه إن مفيش مكان هيجمعنا تاني 

هتسبني!
قالها العجوز بعتاب باكي وخوف واستنكار فغمغم له هسيبك عشان الاقي نفسي ياجدي هحاول ادور علي اهلي يمكن الاقيهم 
بس مفيش أي وسيلة توصلك ليهم بعد السنين دي 
هحاول لو فشلت يبقي اسمي اني دورت عليهم 
ثم نهض بتثاقل والجد يتشبث بيده بكل ما أوتي من قوة ليربت جسار علي ظهر كفه ثم رفعه ولثمه وقال أوعدك مش هنساك ولا هبعد عنك محتاج بس مساحة ابعد واشوف هعيش ازاي 
انهمرت عين جده بسبب من دموع كفكها له جسار بكف مرتجف ولثم جبينه ثم رحل عنه 
لعل حياة أخرى تنتظره 
حياة يعرف بها نفسه
حياة لا يشعر فيها بالضياع الذي كابده طيلة حياته

وصل لمكتبه وقت السحر يترنح دلف مغلقا الباب خلفه واستند على ظهره بوهن وسريعا ما انزلق جسده أرضا الصمت حوله يناقض الصخب داخله حياته الماضية قامت على أعمدة من سراب تهاوت تحت قدميه وأصبحت مجرد حطام يشعر أنه جسد جريح مدفون تحت أنقاض لا يجد غيثا من أحد ېصرخ الصړخة تزلزل روحه ولا يسمع له أحدا صوت سرادق عزاء نصبت في قلبه بعد أن علم بمۏت والدته خاطر ما يستصرخه لېحطم كل ما حوله راح يقذف كل ما يطاله صورته علي الجدار أسمه المزيف المنحوت فوق مجسم فخم أفلامه باهظة الثمن كتبه المتراصة على الأرفف بعثر كل شيء لتشبه بعثرة روحه تماما ثم جثى يلهث متلحفا بثوب حداد أسود غطيس کسى روحه وعادت الأسئلة تتراقص في عقله في أي أرض نبتت جذوره هل أبيه حيا يرزق له أشقاء وشقيقات له عائلة من هو من 
علامات استفهام تتصارع داخله گ سيوف تتقاتل لتجد إجابة واضحة سيوف لن تغمد في حسامها قبل أن تنتصر إحداهم على الأخرى 

أنعكست أشعة الشمس من شق النافذة فبدأ يستعيد وعيه مشرعا عيناه ببطء ودار بها في محيطه لينتبه أنه في مكتبه وقد أيقن أنه ظل على جلسته حتى غفى دون أن يشعر ليحصد ألما في عنقه الملتوي بوضع
خاطيء ومضات من أحداث ليلته الفائتة برقت في عقله فاستعاد بؤسه كاملا ومكث ساكنا لا يسمع غير أنفاسه التقط هاتفه من جيب بنطاله وضغط رقم سكرتيرته ثم قال باقتضاب المكتب أجازة كام يوم مفيش داعي تيجي لحد ما اطلبك 
أغلق دون أن يعطي لدهشتها فرصة الثرثرة لينتقل لرقم أخر مكتفيا برسالة نصية بذات المعني أشرف المكتب هيتقفل كام يوم وهقفل تليفوني واتواصل معاك بعدين محتاج أكون لوحدي شوية 
وأرسل أخري لسارة وأدم ثم أغلق هاتفه لينال تلك الخلوة التي يطوق إليها ليستوعب ويفكر كيف ستمضي حياته بعد ما علمه 

فوجيء عند استيقاظه برسالته الغريبة لإغلاق المكتب مؤقتا وتوصيته بمتابعة القضايا بالنيابة عنه والأكثر غرابة هاتفه المغلق ماذا حدث مع رفيقه يا تري لم يتردد بالاتصال علي من سيحل طلاسم تلك الرسالة 
صباح الخير ياعمي عامل ايه
ألقي تحيته ليأتيه صوت الجد متلهفا بسؤال فاقم قلقه أضعافا جسار عامل ايه يا أشرف كويس هو معاك
غمغم الأخير بدهشة لأ مش معايا هو حصل حاجة ياعمي ده أنا قلت زمانه فرحان وهايص بوصول باباه ومامته ورائف بالسلامة ومش هيفتكرني لكن لقيته باعتلي رسالة غريبة انه هيقفل المكتب وبيكلفني بمتابعة القضايا بالنيابة
عنه فاتصلت بحضرتك عشان افهم في ايه 
نكس الجد رأسه بحزن تخلل ثنايا وجهه وغمغم جسار محتاجلك يا أشرف أوعي تسيبه 
طب فهمني ياعمي حصل ايه وبعدين أكون معاه ازاي وهو حتي تليفونه قفله ومش عارف اوصله 
ترددت في صدره المتعب تنهيدة حاړقة وهو يهتف 
مسيرك هتوصله يا ابني عشان كده بوصيك عليه قوله اني مستنيه يرجع مهما غيابه طال 
حديثه المبهم أجج حيرته أكثر

فقال رغم اني مش فاهم حاجة لكن اوعدك ياعمي اني مش هسيبه بس هو يظهر واعرف مكانه 
أكيد هايجيلك هو مالوش صاحب غيرك ويمكن الأفضل يختلي بنفسه شوية لحد ما يهدي 
يختلي بنفسه طب فهمني ياعمي 
خليه هو اللي
 

تم نسخ الرابط