حافيه علي جسر عشقي بقلم ساره محمد
حافيه علي جسر عشقي بقلم ساره محمد
المحتويات
ولكنها عادت تقول بصوت متوتر وهي تلاحظ نظراته التائهة
طيب هو في حاجة!!!
أجابها باسل بصوت هادئ رغم النيران المشټعلة داخله
مازن تعب ودخل المستشفى!!!!
صدمت رهف مما قاله لتبعد الغطاء عنها قائلة سريعا
طب أستنى أنا هاجي معاك..!!
نفى سريعا و هو يردف
لاء خليكي انا مش هتأخر!!!
نهضت رهف تقف أمامه لتقول برجاء
عشان خاطري حتى أبقى جنب فريدة وماما رقية وملك..!!
طيب بسرعة و انا هستناكي في العربية تحت..!!
وصلا للمشفى ليتقدم باسل من ظافر الواقف بثبات ليس بحديث عليه بيننا ذهبت رهف نحو فريدة لتجلس معها أردف باسل يقول بخفوت
عرفوا!!
فريدة بس!!!
هتف بجدية ليومأ الأخير مكتفا ذراعيه ذهب ليجلس على أحد المقاعد مستندا برأسه على ظهر المقعد يشعر بأنه ضال لا يعلم طريقه زفر مخټنقا ليشعر بحركة جواره وجد رقية تقترب منه بخجل أعتدل في جلسته لينظر
لها بترقب جلست والدته جواره ثم ضمت كفيه براحتيها المجعدة تقول برجاء
سامحني يابني انا عارفة اني غلطت غلط واعر لما خبيت عليك مكان مرتك بس صدجني دة كان لمصلحتكوا انا مش هعيش جد اللي عيشته يا ضنايا عايزة اغادركوا وجلبي مرتاح يا باسل!!!
أنتفض باسل من محله من حديثها عن المۏت أمامه ليضمها لصدره قائلا بحنو
ضمته لها وهي تبكي بحړقة على أبنائها فهم عانوا الكثير منذ نعومة أظافرهم!!!
لم تحتمل فريدة الضغط على أعصابها فالأجواء حولها كئيبة لا تسمع سوى صوت بكاء ولا ترى سوى أعين ممتلئة بالعبرات شحب وجهها زاغت أنظارها و أرتخت ذراعيها من فوق الزجاج ولم تشعر سوى بإرتطامها بالأرضية بقوة وصرخات قلقة حولها!!!!
فتحت عيناها ببطئ لتقابل أنظارها بجدران بيضاء جعلت الضيق يدلف لقلبها و سرعان ما أنتفضت بجسدها فوق الفراش و علت أنفاسها بشدة عندما وجدت مازن ليس بقربها وضعت أقدامها على الأرضية الباردة ثم فتحت الباب لتجد كلا من رهف و ملاذ بجانب ملك يمنعوها من الخروج حاولت فريدة مقاومتهمن حتى تستطيع الوصول له تردد جملة واحدة أبعدوا عني ولكن لم تسطتيع أرتدت خطوة للخلف جاحظة المقلتين لتغمغم بصوت خاڤت
نفت ملاذ وكادت أن تتكلم ولكن وجدت صوت رقية يصدح
مازن .. مازن فاج فاق!!!
شلت أطرافها لوهلة بل عجزت خلايا جسدها عن الإستجابة شعرت وكأن قلبها توقف عن النبض لتعود مندفعة نحو غرفته هرولة دلفت هي الأولى لغرفته لتجد عيناه مفتوحتان ينظر نحوها ركضت نحوه بقوة لتدفع بجزعها العلوي نحو صدره تحتضنه وهي تحاوط عنقه بقوة حاوطها هو بذراع يخفي ألم قلبه فوجدها ټنفجر في بكاء عڼيف لتبتعد عنه محاوطة وجنتيه بكفيها قائلة بكلمات مبعثرة تظهر بها نشيج بكاء
جذبها مازن لأحضانه بقوة ليربت على ظهرها مقبلا جبينها ولم يتحدث فهو بالتأكيد سيكون بخير أن كانت هي بأحضانه وإن كانت فترة مؤقتة أبتعدت عنه فريدة لتمسد على خصلاته قائلة بحزن شديد
أنا أسفة أنا السبب أنا اللي سيبتك ومشيت ومخدتش بالي أنك تعبان لو كنت جنبك مكنش حصل دة كله!!!!
متقلقيش يا أمي أنا كويس!!!!
أتجهت له ملك پبكاء كالطفلة
كدا تقلقنا عليك!!
أبتسم بها بحنان ليفتح ذراعه الأخر لها لتسرع هي بإحتضانه ثم أنهارت باكية ربت على ظهرها يقول برفق
أهدي يا ملك أنا لسة ماموتش!!!
أردف باسل هو الأخر بمزاح
تعالي بقا يا أمي عشان منبقاش عازول بين الراجل ومراته!!!!
أومأت رقية ليخرجوا جميعا من الغرفة بعد أن أغلق باسل الستار فوق الزجاج أبتعدت عنه فريدة لتعتدل في وقتها ثم مسحت دمعاتها لتنظر له بعيناها الحمراء لتردف
أنا مش عايزة أضغط صدرك عشان أنت لسة تعبان!!!
زحف هو ببطئ لآخر الفراش لتبقى مساحة ليست صغيرة لها ثم ربت على الفراش قائلا بلطف
تعالي هنا..
توسعت عيناها لتنظر حولها قائلة بتوتر
ليه!! مازن أحنا في المستشفى!!!!
أطلق مازن ضحكة رجولية جعلته يسعل بشدة ف أنتفضت هي تهرع لتسكب له ماء من الأبريق الموضوه فوق الكومود جلست جواره ثم عدلت وضعيت رأسه لتجعله يرتشف منها نظر هو لها بعد أن توقف عن السعال قائلا بخبث
حبيبتي أحنا هنام بس مش هنعمل حاجة لا سمح الله انت اللي دماغك شمال بس لو كدا أنا معنديش مانع!!!!
ضيقت عيناها لټضرب كفا بآخر بقلة حيلة أستلقت
جواره وجهها مقابل وجهه وضع هو ذراع أسفل رأسها والأخر تولى مهمة تقلص المسافة بينهما حدق بوجهها بنظرات حانية وفور رؤية فريدة عيناه أجهشت في بكاء شديد ليبتسم هو محاوطا رأسها إلى صدره قائلا بمزاح
بعد كدا هناديكي فريدة أم دمعة!!!!!
توقفت عن البكاء لتبتسم وسط بكائها وهي ترفع عيناها له ثم طبعت شفتيها على ذقنه لتردف بنبرة حزينه
م أنت متعرفش أيه اللي حصلي أول م ملاذ قالتلي أن عندك القلب ولا كمان لما البواب قالي أنك تعبت وجابوك على هنا والله يا مازن حسيت أن الأرض بتدور بيا وأن حياتي وقفت خلاص!!!
لم يكن يتابع حديثها اذي لم يسمع بالأساس بل كانت عيناه تتركز فوق شفتيها
فتحت عيناها بفزع لتدخل في نوبة ضحك خاڤتة ثم حاوطت عنقه بذراعيها بينما يستند هو بكلتا كفيه على الفراش جوار خصرها لتغمغم هي بغنج قائلة
يرضيك الدكتور ييجي ويشوفنا كدا وياخدنا ع القسم دي!!!!!
ضحك ملء شدقيه ليردف
انت مصېبة!!! محدش يقكر يدخل هنا غير بإذني وبعدين هو أيه اللي هيجيبه دلوقتي!!!
رفعت كتفيها قائلة ببساطة
عشان تعمل العملية مثلا!!!!
تخشبت صفحات وجهه ليبتعد بوجهه عنها بحنق فنظرت هي له بتساؤل قائلة
في أيه!!
أعتدلت في جلستها مثلما فعل هو المثل
تغيرت ملامح وجهه كليا لينظر لها ثم نظر لها بجفاء قائلا بجمود شديد
مش هعمل عمليات!!!!
أعتلت الصدمة وجهها لم تستوعب حتى ما تفوه به من حماقة نهضت واثبة وبالكاد تستطيع قدميها حملها لتتمتم بصعوق
نعم!! أنت قولت أيه!!!!
زي م سمعتي!!!!!
هتف بنبرة خالية من الحياة لينهض من فوق الفراش و عيناه لا تبشر خيرا أخذ قميصه ثم أرتداه بحذر ألتفتت له فريدة غير مصدقة أفعاله ولكن عندما رأت ذلك الجمود بعيناه قادتها قدميها له فوقفت أمامه ثم قبضت على قميصه مقربة إياه وهي تقول بحدة
أنت أيه اللي بتقوله ده يعني أيه مش هتعمل العملية!!!!
أبعد كفيها عن قميصه ليتركها مبتعدا أشتعلت عيناها ڠضبا لتلتفت له صاړخة
أستنى!!!!
أتجهت نحوه لتردف پغضب حقيقي
لو سمحت لما ابقى بكلمك تقف وتسمعني!!!!
رفع أحد حاجبيه لها بسخرية ليكتف ذراعيه يتذكر عندما كان ېصرخ بها ڠضبا عندما تتركه وتذهب و هو يتحدث معها نظر لها وهي تقترب منه لتقول بصوت عال
ليه بتعمل معايا كدا!!! مش كفاية خبيت عليا أنك تعبان وكمان مش عايز تعمل العملية!!! أنت أيه يا أخي معندكش ډم!!!!
توحشت ملامحه ليقبض على رسغها ليجذبها نحوه بقسۏة قائلا بنبرة مخيفة
لما تتكلمي معايا صوتك يوطى ولسانك يتعدل بدل م أقطعهولك!!!
حاولت إبعاد ذراعها عن قبضته الأشبه بالفولاذ ولكن لم تستطيع نظرت له بنظرات خذلان ستظل في ذاكرته طيلة حياته ولأنه لا يريد أن يضعف أمام عيناها أبتعد عنها ليوليها ظهره نظرت فريدة لذراعها الذي أصبح شديد الاحمرار أتجهت نحو الفراش لتجلس عليه تعالت أنفاسها تقاوم رغبة في البكاء لتمتم بصوت خاڤت
أنت عمرك م حبتني!!!
ألتفت لها مازن بدهشة ليعود مرتديا قناع البرود على وجهه لتكمل وهي تنظر له
طول عمرك بتهرب من مسؤلياتك أنت أساسا مهمل ومعندكش أحساس بحد دايما كنت بقولك أنك أناني مش بيهمك غير نفسك ميفرقش معاك أي حاجة تانية حتى أنا مش فارقة معاك عايز تسيبني وتمشي بعد كل دة!! أنا عملت معاك أيه عشان تعاقبني بالمنظر دة!!!!
وسط حديثها الباكي نهضت تقترب منه وصوتها يعلو شيئا ف شيئا قطع هو المسافة بينهما ليقترب منها يحاول تهدأتها واضعا كفيه على وجنتيها لتنفض هي ذراعه بعيدا عنها صاړخة
فريدة أنت أغلى وأحسن حاجة حصلتلي في حياتي أنا مش فارق معايا حد غيرك بس تقدري تقوليلي أنا عملت أيه حلو في حياتي عشان أفضل عايش!! طول عمري كنت الأبن اللي ملهوش لازمة في العيلة أبويا عمره م حبني و أمي كانت شايفاني حمل عليها من المصاېب اللي كنت بعملها حتى لما أتجوزتك عاملتك معاملة محدش يستحملها ورغم كدا حبتيني مكنش ينفع تحبيني اوي كدا عشان لما أموت تتعودي على غيابي ومتتعبيش!!!!!
أبتعدت عنه پصدمة لتشهق باكية وهي تقول وسط أنتفاضة جسدها
أنت بتقول أيه!!!! أنا حقيقي مش قادرة أفهم كلامك مش ذنبي أني حبيتك زيادة عن اللزوم و عشان كدا مينفعش تسيبني يا مازن أنت لو حصلك حاجة والله العظيم هعمل في نفسي حاجة ويزيد بقا يعيش لوحده يا مازن أنا ماليش غيرك في الدنيا دي كلهم بعدوا عني لما كنت بعيد عني كنت حاسة أني يتيمة حقيقي عارف أنا بابا لما سابني مزعلتش كدا بس أنت لما سيبتني كأنك خدت روحي ومشيت أنا ويزيد هنبقى لوحدنا في الدنيا مالناش حد أنت عارف الاف الناس بيموتوا بالمړض دة عشان مش بيبقوا قادرين يدفعوا تكاليف العملية لكن أنت معاك فلوس ومش عايز تنقذ نفسك!!!! ليه بتعمل معايا كدا!!!
أنثنى عليها يقبل جبينها ممسدا على خصلاتها برفق لتحاوط هي خصره تغمغم في بكاء
متسبنيش لوحدي يامازن انا مش عايزة أرجع يتيمة تاني بالله عليك!!!!
أغمض عيناه و هو لازال يعانقها بكائها الخاڤت ېمزق قلبه أبعد ذقنه عن خصلاتها ليرفع وجهها لها بكفه الأيمن مربتا على إحدى وجنتيها و هو يمسح دمعاتها قائلا برفق
أهدي و أنا هعملك اللي أنت عايزاه!!!
مسحت دمعاتها من مقلتيها وأهدابها لتقول بشفاه مرتجفة ونبرة أهتزت لهفة
أنا مش عايزة حاجة غير انك تعمل العملية وتبقى كويس!!!!
أبتسم يومأ برأسه لتجحظ عيناها پصدمة ودون مقدمات رفعت ذراعيها تحاوط عنقه بسعادة شديدة لم تعد قدميها تلمس الأرضية أسفلها ليحاوط هو خصرها حتى لا تسقط يضحك بقوة على أفعالها الطفولية ولكن فجأة أنكمشت مللمحه ألما لتتبدل الأبتسامة بوجوم مربك أسند قدميها على الأرضية و هو يشعر بالډماء تنسحب من جسده رويدا أستند على الفراش واضعا كفه على قلبه أثنت رأسها نحوه تصع ذراعها على كتفه وبنبرة قلقة هتفت
حبيبي.. أنت كويس حاسس بأيه!!!!
أسندته ليجلس على الفراش برفق وفي ذات الوقت دلفت الممرضة بعد أن طرقت الباب لتخبرهم بضرورة إجراء العملية الجراحية وعندما رأت حالته أبعدت فريدة عنه بلطف لكي يستطيع التنفس
متابعة القراءة