حافيه علي جسر عشقي بقلم ساره محمد

حافيه علي جسر عشقي بقلم ساره محمد

موقع أيام نيوز

البكاء المزعج والقوي فمن يراها لا يصدق بأن ذلك الصوت المرتفع نابع من تلك القزمة !
ظلت تبكي الكثير من الوقت حتى أعلن أستسلامه أحد الحراس قائلا 
خلاص هنخليكي تقابليه ..
أبتهج وجهها سريعا لتلمع عيناها من فرط سعادتها قفزت تصفق بطفولية صړخ الأخير محتجا بإستهجان عما قاله رفيقه 
أنت بتقول أيه يا مراد لو شافها سيدنا الكبير هيتعصب علينا أحنا ..
صړخ به المدعو مراد هو الأخر متأففا بضيق 
أنت مش شايفها مهرية من العياط ازاي دي ممكن ټموت كدة !!!
فتح الحارس بوابة القصر بضيق مشيرا لها بالدخول .. دلفت ملاذ بنصر و بخطوات سريعة نظرت حولها للحديقة التي أمتلئت بالزهور مبهجة اللون لتصدم بجمالهما لم تعبأ كثيرا لتركض نحو باب القصر أخذت تطرق الباب بكفيها الصغيرتان لتفتح لها الخادمة صدمت من تلك الصغيرة لتقول بغرابة 
أنت مين يا عسولة و آآ
و في غضون ثانيتان كانت ملاذ تعبر تاركة إياها تهذي فقد ملت كثيرا أهذا كله لكي تقابل ذلك الرجل فقط وقفت ملاذ في منتصف القصر تقول الخادمة بنبرة يغمرها الغرور 
فين أوضة اللي بتستغلي بتشتغلي عنده 
جحظت حدقتي الخادمة و لكنها لم تمنع تلك الأبتسامة التي زحفت على ثغرها لتشير لها على غرفة مكتب سرحان الهلالي لتذهب ملاذ لتلك الغرفة لا تصدق أنها و أخيرا ستتحدث مع الذي سينقذ شقيقتها وقفت أمام الباب لتقف على حافة قدميها حتى تصل لمقبض الباب جاهدت كثيرا و لكن فتحته بالأخير دلفت للغرفة بخطوات خائڤة لتجده أخيرا سرحان الهلالي ذو الملامح القاسېة و العينان المخيفتان بلونهما الأسمر خصلاته تتخللها الشيب قليلا يجلس خلف مكتبه بغرور يعمل بأوراقه لفت أنتباهه تلك الصغيرة التي دلفت لمكتبه لينتفض محدق بها بذهول أخذ يتسائل من أين جاءت ولماذا وقف أمامها واضعا كفيه بجيوب بنطاله و معدته تدلى قليلا أثر الشحوم المختزنة بها لم يتخلى عن جموده ليردف 
أنت مين و بتعملي أيه في مكتبي 
لم تنبث ملاذ ببنت شفة مدت كفها الصغير في جيب بنطالها الصغير لتخرج بعض الجنيهات القليلة بسطت كفيها الصغيرتان معانا أمامه لم تجرؤ على رفع رأسها لتقول بعينان ممتلئة بالعبرات ليخرج صوتها متحشرج أثر البكاء العالق بصدرها 
دول بس اللي معايا .. ممكن يا عمو تساعد أختي عسان عشان تقدر تمسي تمشي على رجليها لو سمحت .. أنا عايفة عارفة أنك معاك فلوس كتير أوي .. لو سمحت يا عمو ساعدنا ..
قست ملامحه يطالعها بتهكم لېصرخ بالخادمة بقوة 
يا مديحة .. تعالي طلعي الأشكال دي من القصر ..
لم تفهم ملاذ ما قاله و لكن عندما وجدت الخادمة تأتي لتأخذها صړخت بقوة به و پبكاء يفطر القلب 
لاء يا عمو لو سمحت ساعد أختي .
نظر لها ببرود جليدي و كأن الرحمة نزعت من قلبه نزعا فأصبح كالحجر بل ربما قد نظلم الحجر إن شبهنا ذلك الشخص به ..
بكت ملاذ بكل ما أوتيت من قوة عندما سحبها ذلك الرجل بقوة ليدفع بها أمام مكتبه بقوة غير مراعيا صغر سنها شفقت عليها الخادمة لتهم بإيقافها و لكن منعها سرحان بإشارة منه نظر لها بعيناه القاسيتان ليقول بنبرة خالية من الرحمة 
لو شوفتك هنا تاني هحبسك في أوضة ضلمة فاهمه !!!
ثم دلف لمكتبه صاڤعا الباب خلفه أجهشت ملاذ بالبكاء لتترسخ عيناه القاسېة بعقلها لم تيأس ملاذ أبدا بل نهضت رغم جسدها الصغير الذي تألم من قوة دفعته طرقت على الباب مجددا و لكن تلك المرة بقوة أكثر و هي تصرخ به پغضب 
أفتح الباب .. أفتح أنت لازم تساعدنا !!!
رق قلب الخادمة لها لتجذبها و هي تقول برأفة 
أبعدي يا حبيبتي عشان ميحبسكيش في الأوضة أنا مش عارفة أزاي باباكي و مامتك سابوكي تيجي القصر دة ..!!!!
نفضت ملاذ يدها عنها بقوة و هي مازالت تطرق على الباب بحدة رافضة الذهاب قبل أن تعود أختها في السير كما كانت ...
فتح سرحان الباب بعينان ملتهبتان حدقتيه حمرواتان بطريقة مرعبة تطلق شرارا شهقت ملاذ پخوف طفولي عندما وجدته هكذا لتنكمش على نفسها برهبة جرها سرحان من ذراعها پعنف لغرفة كانت بالقبو باردة كالجليد حاولت الخادمة منعه و لكن لم تستطع لتركض لزوجته

السيدة رقية لتحاول منعه مما سيفعله بتلك الطفلة ألقى سرحان ب ملاذ داخل تلك الغرفة شديدة الظلام نظرت ملاذ حولها بړعب شديد محتضنه نفسها ف فوق ظلام الغرفة الموحش و لكن أيضا برودتها لا يتحملها شخص بالغ ما بالك
بطفلة صغيره لا تفقه شئ !!!
اغلق سرحان الباب عليها ليوصده بالمفتاح قابل زوجته في وجهه بملامح فزعة مما قصت لها الخادمة أمسكت السيدة رقية ب تلابيب زوجها قائلة بفزع شديد 
وديت البت فين يا سرحان .. متجولش أنك دخلتها الأوضة إياها !!!!
نظر لها بحدقتان خاليتان قائلا 
دخلتها يا رقية .. أبعدي من وشي الساعة دي ..!!!
جحظت عينان الأخيرة بقوة لتصرخ في وجهه ضاربة على صدرها بقوة 
يخرابي .. دي البت زمانها مفلوجة من العياط يا حبة عيني هات يا سرحان المفاتيح ..
تركها مارا بجوارها غير عابئا لها أبدا ..
بينما في الداخل كانت المسكينة تبكي بقوة. بشهقات لم تتوقف ينتفض جسدها بين الحين و الأخر من قوة بكاءها أخذت تناجي والدتها و والدها قائلة پبكاء شديد 
تعالي يا ماما خوديني تعالي خوديني أنا خاېفة أوي أنا عايسة عايزة أخرج من هنا تعالي يا ماما أبعدي السرير الشرير دة عني أنا مس عايسة أقعد هنا أنا بخاف من الضيمة الضلمة .. الجو برد أوي هنا تعالي يا ماما خوديني بقا تعالي يا ماما !!!!
أنفجرت في بكاء قوي لتجلس بزاوية ما في الغرفة تضم ركبتيها إلى صدرها لتنسدل خصلاتها الغجرية على كتفيها سمعت صوت من وراء الباب كان صوت فتى .. و لكن صوته حنون للغاية نبرته تغلغلت في جوارحها بقوة كان يمهس من وراء الباب بنبرة مطمأنه 
مټخافيش .. هطلعك من هنا !!!!
أجهشت بالبكاء بقوة أزرقت شفتيها من شدة البرودة و بردت أطرافها زاغت عؤناها لتصتدم رأسها على الأرضية بسكون تام و في تلك اللحظة بالضبط دلف ظافر إلى الغرفة الباردة ليشاهد ذلك الجسد الصغير يسقط امامه على الأرضية الباردة أنقبض قلبه ليركض نحوها طالعها بنظرات قلقة تشمل وجهها بأدق تفاصيله بشرتها الشاحبة بقوة و ثغرها المزموم الذي تحول ل اللون البنفسجي دموعها العالقة بأهدابها المغلقه و البعض منثور على وجنتيها كاللؤلؤ ..
لم ينتظر ليحمل جسدها الصغير بين ذراعيه كان ظافر آنذاك بعمر الخامسة عشر رغم سنه إلا أنه يملك جسد صخم ورثه من أبيه لذلك فقد كانت ملاذ كالريشة بأحضانه أستندت ملاذ برأسها على صدره بإرهاق نظر لها ظافر بشفقة ليصعد لغرفته تاركا أبيه ېصرخ به صعد الدرج بخطوات واسعة ليصل لغرفته فتح الباب بقدميها ليلج وضعها على فراشه الناعم برفق شديد عيناه الزيتونيه تجول على وجهها بقلق أعتراه و كأنها مسئولة منه هو فقط ..
أعنتت بها أمه أيضا ل تأتي تلك السيدة التي تعش معها ملاذ و براءة لتأخذ ملاذ و لكن لم تكن نفسها ملاذ .. بل كانت طفلة بقلب قاس قلب و عقل ترسخ بهما حدقتين .. تلك العينان السمراء القاسېة و المتحجرة و عيناه الزيتونية الممتلئة بالدفء النابع منها ..
ليتنا نستطيع أن نعالج خدوش أرواحنا. 
بدون مقدمات رفعت رأسها لتنظر إلى ظافر .. بعيناه الزيتونية الحنونة و لكنه يحجب ذلك الحنو بجمود قاس لتتمثل أمامها حدقتي مزيج بين قسۏة سرحان الهلالي و حنو ظافر سرحان الهلالي ..!!
نهضت ملاذ فجأة من على طاولة الطعام شاعرة بأختناق كبير .. و كأن شئ يجثى على صدرها يمنعها من التنفس حتى نظروا جميعا لها لنهوضها المفاجئ و من بينهم ظافر الذي طالعها بإستغراب .. هم بأن يسألها عما بها لتقاطعه ملاذ قائلة بنبرة لاهث تجاهد لتلتقط أنفاسها 
أنا .. أنا لازم أمشي ..
قطب ظافر حاجبيه كما فعلت والدته لتسألها بقلق 
فيكي حاجة يابتي أنت بخير 
أومأت ملاذ بصمت و هي تستشعر نبرتها الحنونة لم تنتظر بل ذهبت بخطوات واسعة نحو باب القصر لتخرج سريعا ..
ذهب ظافر ورائها ليرى ما حدث لها وجدها تقف وسط الحديقة تضع يدها على قلبها و باليد الأخرى تستنشق الرذاذ النابع من بخاخ الربو هدأت ضربات قلبها المتسارعة لتعود لطبيعتها تقدم ظافر نحوها .. وقف أمامها ليراها مغمضة العينان تحاول تنظيم تنفسها غير ملاحظة وقوفه أمامها لا يقف أمامه شئ وباللحظة الأخيرة توقف عما كاد أن يفعل بل أبتعد عنها تماما و كأنها مرض سيعديه نبض فكه لشدة غضبه التنين عيناه كما لو كانت سيضخ من داخلها الډماء منذ متى و هو يشعر بذلك الشعور تجاه أنثى منذ متى و عيناه تحيد على فتاة لقد عاهد نفسه بأن لا يميل للحب مهما صار و لكن لما عندما يرى ملاذ يشعر و كأنها مسؤليته يشعر كمل لو أنه رآها من قبل عندما يراها يشعر و كأنه عاد طفل من جديد و لكنه لن يسمح بنضج ذلك الشعور داخله سيقتلعه من جذوره في الحال ..!!!
فتحت ملاذ عيناها تطالع ظافر بإستغراب

تفحصت هيئته الغاضبة لتتمتم بتساؤل 
في أيه .. إنت كويس باين عليك آآ ..
بتر عبارتها و قد عاد الجمود إلى عيناه الزيتونية الباردة 
مافيش حاجة .. يلا عشان أروحك ..
طب وعربيتي 
هخلي السواق يبعتهالك على عنوان شقتك ..
سبقته بخطوات ذاهبة نحو سيارته أستقلت المقعد الذي يجاور مقعد السائق كما أستقل ظافر وراء المقود كانت صفحات وجهه لا تفسر الغابات الزيتونية بحدقتيه كانت وكأنها تشتعل مصدرة لهبا ېحرق الأخضر واليابس ذراعيه المشمرتان بقميصه الأسود الأنيق كانا مشدودان على المقود بطريقة مفزعة برزت أوردته البنفسجيه ب رسغيه و كأنه يعاني حربا نفسيا بداخله كل تفاصيله تلك لاحظتها ملاذ عندها لاحت أبتسامة خبيثة على ثغرها ف خطتها تسير كما المطلوب عادت ترسم البراءة على وجهها ببراعة عيناها السوداوية تلتمع ببريق ربما مخيف بريق الأنتصار الذي لطالما لم ينزاح من حدقتيها تحركت السيارة مصدرة صرير عال كانت السيارة تسير على سرعة مئة و عشرون تجمدت ملاذ بكرسيها .. و لأول مرة تشعر بالخۏف الذي جعل جسدها بأكمله ينتفض هجمت الذكريات السيئة على ذهنها تخيلت أن بتلك السرعة أفتعلا والداها حاډث أودى بقدم شقيقتها رغم إنها لم تكن بالسيارة في ذلك الحاډث و لكنها استطاعت ان تشعر بذلك في تلك السيارة بدأت تلك الحقيقة تتجسد أمامها شيئا ف شئ و بالفعل لاحظت شاحنة ضخمة يصدر منها أبواق الأنوار العالية التي كادت أن
تم نسخ الرابط