رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق
رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
أنا هلبس وهاجي دلوقتي وحاولي معاها لغاية ما آجي يمكن توافق
أجابته بالموافقة في صوت به شيء من
الرجفة فاندفع هو ناحية غرفته ليرتدي ملابسه ويرحل فورا .
أما داخل المنزل فقدت انتهت يسر من طعامها وجلست بحديقة المنزل تنتظرهم حتى ينتهون من طعامهم فانتبه لها حسن من النافذة واستقام مدعيا الشبع واتجه لها بالخارج .. رأته يندفع نحوها كالثور الهائج فلاحت ابتسامتها المتشفية على ثغرها وفي أقل من لحظة كان يقف أمامها ويجذبها من ذراعها خلفه حتى ادخلها بغرفة خارجية في الحديقة وأغلق الباب ثم تحدث وهو يحاول التحكم في نبرة صوته
اطالت النظر به وشفتيها تميلان للجانب في استنكار ثم تمتمت وهي تمر من جواره متجهة ناحية الباب
وريني هتعمل إيه !!
قبض على رسغها ودفعها بقوة فاصطدمت بالحائط وتكمت تأوها رغبت في إخراجه فازدادت حمرة عيناها ڠضبا وهو كذلك وصل لزروته حيث وهمس معتادة عليه امتزجت بضجره
لم تخجلها ولما تدهشها كثيرا ولكنها هيجت عواصفها وبرزت عن مخالبها القوية .. هي تعرف أنه لم يتمكن من فعل شيء مما يقوله ولكن مجرد القول يثيرها بالكامل .. هذا الفاسق يتحدث وكأنها فتاة من الشارع وليست ابنة عمه الذي كان يتحدث معه بالداخل ويجلس معه على طاولة واحدة . فلم ترد على انحطاطه بالكلمات بل بيدها التي هوت على وجنته بقسۏة وهي تهتف باشمئزاز
ثم دفعته من أمامها واندفعت للخارج وتركت العنان لدموعها المريرة والمنكسرة نزلت الدموع حاړقة كالنيران فقلبها يتحرق من حبه وهو وغد لا يستحق عشقها له فقط يستحق الكره وهي تفشل في اعطائه الكره فكل ما تفعله به هو بدافع عشقها لها وتضعه تحت راية انتقامها .. انتقامها الكاذب !! .
إحدى زوايا المنزل بجانب الحائط ومجهشة بالبكاء العڼيف مع حرصها على عدم وصول صوت بكائها لأذن أمها المړيضة .. تركهم أخيه فجأة ووالدتها بين الحياة والمۏت حالتها الصحية تزداد سوءا مع مرور الوقت منذ فجيعة أخيها أن تركتها هي أيضا فحتما ستلحق بهم لم يتبقى لها سواها وبدونها ستصبح وحيدة بلا عائلة أو ملجأ ستصبح كالطائر الذي بلا عش وتأخذه الرياح وتلقي به حيثما تريد ! . اليوم هو الخامس منذ ۏفاته وسئمت من التظاهر بالقوة الثبات وهي في أشد الحاجة للصړاخ والبكاء .. في امس الحاجة لإخراج الألم الذي يأكل ويفتت قلبها ولكنها تتحمل من أجل والدتها وتفرغ عن ما في فؤداها ببكائها المنخفض والمتخفي بعيدا عنها !! .
_ بقت كويسة
أجفلت نظرها أرضا وهزت رأسها بالرفض في مرارة وأعين تستعد بالانفجار مجددا فهمس هو بإحراج وارتباك
أماءت له وبسطت يدها تسمح له بالدخول فدخل هو على استحياء وجففت دموعها وتوجهت لوالدتها التي اشرقت من السعادة لعلمها بقدومه وخرجت لتخبره بأنه تنتظره فطلب منها أن تلحقه بالطعام والدواء خاصتها .
فتح الباب بعد أن طرقه بلطف ودخل فاستقبلته هي بابتسامة مشرقة وسعيدة ليقترب هو بعد أن بادلها الابتسامة العذبة وجذب مقعد وجلس قبالتها مغمغما برقة تليق بصوته الرجولي
_ كدا برضوا تقلقينا عليكي يا
أمي
التقطت الورقة والقلم وبدأت تدون له ما تود قوله ! فقد فقدت قدرتها على التحدث نتيجة لصډمتها بخبر ۏفاة وحيدها فأخذ من يدها الورقة وقرأ ما كتبت عليها والذي كان كالآتي مجيتش ليه امبارح
فأظهر الأسى والتأسف وتمتم باحترام
_ أنا آسف حقك عليا .. كان معايا شغل كتير خالص والله ورجعت متأخر فمكنش ينفع اجيلكم
أماءت له مبتسمة كدليل على مسامحتها له ورتبت على كفه بحنو دخلت في هذه اللحظة شفق واتبسمت براحة حينما رأت سعادة والدتها وتأكدت أنها لم تخطىء عندما طلبت منه المساعدة أما الأم فقد عادت تكتب من جديد أنا حلمت بسيف امبارح
قرأ
ما كتبته وحارب عيناه التي كادت إن تدمع ثم رفع نظره لها ورسم ابتسامة حانية على ثغره متشدقا
_ وقالك إيه
بدأت تكتب الحلم بالتفصيل في الورقة ودموعها تنهمر في صمت كنا بنتغدي وكنت إنت معانا وأنا كنت لابسة أسود أنا وشفق فهو اضايق وقلنا ليه لابسين اسود وطلب مننا نلبس الوان ولما بصلك ولقيك قاعد ساكت وزعلان
خالص حط ايده على كتفك وابتسم زي كأنه بيقولك متزعلش وبعدين قالك وهو شبه مضايق إنت مش فرحان ليا ولا إيه !
قرأ الورقة وتلاشت ابتسامته لتحل محلها التوجع والحزن ولم يتمكن من حجب دموعه ففرت من عيناه دمعة متمردة واسرع بمسحها فقد آلمه قلبه كثيرا بعد رسالته له الذي يخبره فيها بوضوح أن حزنه أو حزنهم جميعا على ۏفاته أصبح يألمه ويعذبه . رفع نظره لها وأمسك بيدها يملس عليها بحنو وبابتسامة مريرة ثم أردف بخفوت
_ طيب وأهو جالك بنفسه وقالك إنه مضايق ولما يلاقيكي مش بتاخدي علاجك ومش عايزة تاكلي وبتعيطي كدا هيضايق أكتر .. يلا كلي وخدي العلاج مينفعش تقعدي كدا
اقتربت شفق منها وجلست على الفراش وهي تمد لها الطعام بتوسل
_ يلا يا ماما عشان خاطري كلي
أمام إصرارهم استسلمت أخيرا وبدأت في تناول الطعام من يده ابنتها التي كانت تختلس النظر إليه خفية وهو شارد بشجن في الورقة التي لا تعرف مضمونها حتى الآن سوى أنه حلم عن أخيها روته له أمها !! .
وبعد دقائق ليست بطويلة استأذن هو منها ليغادر ثم خرج وتبتعه هي لتودعه فتوقف عند الباب وسألها
_ لسا متصلش بيكي
فهمت أنه يقصد ذلك القذر الذي يبتزها فهزت رأسها بالنفي ليكمل هو بجدية ممزوجة باللين
_ طيب معلش ياشفق استحملي اليومين دول عشان مصلحتك لو حابة تروحي كليتك أو أي مكان اتصلي بيا وأنا هوديكي واجيبك
انفرجت شفتيها بذهول وأجابته في حياء شديد وتوتر
_ لا ملوش لزمة مش للدرجة كفاية أوي اللي بتعمله معانا أنا مش عارفة اشكرك إزاي والله
_ لا ليه لزمة وأوي كمان احنا مش ضامنين الحيوان ده يعمل إيه فاسمعي الكلام بالله عليكي ومتطلعيش وحدك لغاية ما أعرف مكانه أنا حاولت أعرف مكانه من خلال الرقم اللي ادتهوني بس طلع بيتكلم من رقم كشك في الشارع
تمتمت بخجل بسيط وإحراج
_ بس أنا مش عايزة اتعبك معايا كفاية أنه لما يتصل هتصل بيك بلاش تدخل
نفسك في مشاكل بسببي
لم يبتسم ولكن نبرته ونظرته العفوية في لين سړقت الكلمات من فمها ووسمت وسامه على يسارها وطالعته ببلاهة
_ وهو لو رفيف مكانك كنت هسبها مثلا إنتي متعرفيش ممكن يعمل إيه متستهونيش بالموضوع ولو عليا مفيش تعب ولا حاجة اطمني بس خلينا نحل المشكلة دي من غير ما ټتأذي
كان يخبرها بشكل غير مباشر أنه يرى اهتمامه بها كاهتمامه بشقيقته وأنها ليست سوى شقيقة له ولكن شرودها به عكس الآية وتوتر هو وشعر بالإحراج كعادته ثم اشاح بنظره عنها وغمغم على عجالة كأنه يتهرب من وضعهم
_ طيب لو حصل أي حاجة لمامتك كلميني وياريت زي ما قولتلك على خروجك وكدا
لاحظت هي شرودها به فلعنت نفسها وخجلت ثم اماءت له بالموافقة لتنهي هي الأخرى هذا الحديث فاستدار وانصرف فورا ولكن بعد خروجه رغم الكآبة التي تعم عليها ابتسمت مستنكرة وبتعجب من خجله وتذكرت كيف أشاح بعيناه ووجهه عنها بتوتر بعد أن رآها شاردة به كيف لرجل أن يخجل هكذا !! فهي لم يسبق لها رؤية رجل مثله ويبدو أن هناك خفايا أعجب من الخجل في شخصية هذا الرجل ! .
مع حلول المساء وهدوء الأجواء والظلام عم كل مكان كانت الساعة تقارب على الحادية عشر وكانوا مجتمعين في الصالون العائلي يتبادلون الأحاديث باستثناء كرم الذي لم يعد للآن .
تحدث زين في وجه صارم وحاد موجها حديثه لأمه
_ بصي بقى ياست الكل متحطنيش قدام الأمر الواقع قدام الناس بعد الخطوبة وشغل اقعد مع خطيبتك واتكلموا أنا معنديش الكلام ده
نظرت هدى لابنها وضړبت كف على كف متأففة وقالت في نفاذ صبر
_ إنت مصمم تنقطني يازين !!!
تدخل حسن وهتف بنبرة تحمل السخرية وهو يكتم ضحكته
_ بص يامعلم الصراحة إنت غلطان مكنش ينفع نروح تشوفها إنت كنت تخدتها
زي ماهي ويوم الفرح تصدم بيها
طالعته هدى بنصف عينه هامسة بخبث
_ وېتصدم ليه دي البنت ماشاء الله قمر ده حتى هو عجبته !
غمز بعينه اليسار في لؤم وهتف ضاحكا باستنكار
_ ايوة بقى امال عاملنا فيها قال الله وقال الرسول ليه !
رمقه شزرا وهتف بحزم
_ ما تتلم يالا !
انحت رفيف على حسن وهمست في أذنه وهي تكتم ضحكتها
_ بس ياحسن لياكلنا .. احنا مش ناقصين
وضع يده على فمه يخفي ابتسامته التي انطلت منه رغما عنه فتكمل هدى في رزانة وحنو محاولة اقناعه
_ ياحبيبي لازم تقعد مع خطيبتك بعد الخطوبة وتتكلموا كدا عشان تتعرفوا على بعض
هتف
شبه منفعلا
_ ماما متجننيش بلا اقعد واتكلم معاها ليه واتكلم معاها ليه ما اخدها في الشقة ونقفل على نفسنا احسن انا لما اقعد معاها وحدنا ده اسمه خلوة ودي حرام
_ خلاص خلي رفيف تقعد معاكم أظن كدا معندكش حجة !
صاحت رفيف مسرعة في توتر وخوف
_ لا اقعد مع مين أنا إيه يقعدني وسط مخطوبين وبعدين أنا لو
قولت كلمة غلط وابنك معجبتهوش ممكن ياكلني
قال زين مبتسما ليتهرب من إصرار أمه
_ ايوة عندها حق
نزعت هدى الشبشب والقت به على ابنتها صائحة باغتياظ
_ اكتمي ياحيوانة يعني مش كفاية بحاول اقنع فيه !
اڼفجر حسن ضاحكا بقوة فنكزته رفيف في كتفه بضيق ويتابعهم زين وهو يبتسم ثم هتف حسن من بين ضحكاته
_ يا أمي احمدي ربك أنه تكرم وهيحضر خطوبته اصلا
بادل أخيه في المزاح قاصدا إثارة غيظ أمه وتمتم يجاريه في الحديث
_ قولها ! .. ما تروح تخطب إنت بدالي ياحسن !
دخل كرم من الباب وهتف مبتسما عندما رأى تجمعهم وضحكهم
_ متجمعين عند النبي إن شاء الله
ردوا جميعهم ب
متابعة القراءة