رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق
رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
نظرة دافئة وابتسامة شفتيه الساحرة تزين وجهه
_ مفيش شكر بين الاخوات ياشفق ده واجبي !
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم بمرارة وألم يبدو أنها يجب عليها أن تكون نظرتها له أخوية فقط !! .
غمغمت في خفوت بابتسامة مزيفة
_ أيوة مفيش شكر فعلا بس إنت تستحق الشكر
_ طيب يلا جهزي نفسك عشان هتاجي تقعدي معايا في الڤيلا
همست في صوت ضعيف
_ لا لا أنا هقعد في بيتنا
تشدق في جدية تامة
_ مينفعش ياشفق تقعدي وحدك في البيت
قال بنبرة صوت خشنة
_ متبقيش عنيدة واسمعي الكلام
تمتمت في بساطة شديدة
_ مش موضوع عند والله بس أنا هبقى مرتاحة أكتر لما أقعد في بيتنا صدقني .. ارجوك بلاش تضغط عليا وسيبني على راحتي وأنا لو حصلت أي حاجة اوعدك هتصل بيك والله
لانت نبرته وقال في لطف وهو يهم بالنهوض
_ حاضر
قالتها في رقة وهي تقابل لطفه بابتسامة ناعمة على شفتيها الصغيرة وانتظرت انصرافه لتنهض من فراشها وتبدأ في تبديل ملابسها !!
.....في المساء .....
كان يقود سيارته
بسرعة چنونية ولا يطيق الانتظار حتى يصل للمنزل لكي يطبق على حنجرتها وېخنقها ويتخلص منها للأبد تلك الشيطانة التي ډمرت كل شيء بحياته .. فرقت بينه وبين الفتاة التي أحبها وجعلته يضطر للزواج منها والآن تغلي الډماء في عروقه كلما يتذكر ما روته له رحمة منذ قليل عندما اتصلت به وتوسلته أن يأتي لمنزلها لكي تخبره بشيء مهم يخص زوجته !! .
إن يسر هي اللي كانت مخططة لده كله ودلوقتي لما لقتني بحاول اقرب منك تاني هي اللي هددتني المرة دي بإنها هتأذيني وهتاذي اخويا دي شيطانة ياحسن صدقني !
_ يسر !!!
_ الفصل العاشر _
توقفت سيارته أمام المنزل وقاد خطواته الثائرة نحو الباب وفتحه بالمفتاح ليدخل ويغلقه خلفه صائحا عليها
_ يسر !!!
كانت تشاهد التلفاز وانتفضت جالسة بفزع على أثر صياحه وفورا وثبت واقفة وقبل أن تخطو خطوة من مكانها وجدته يتقدم نحوها ويغرس أصابعه في ذراعها صائحا
أخذت ترمش بعيناها بذهول مما تسمعه منه وسرعان ما انطلقت منها ضحكة أنوثية مرتفعة وهي تشير إلى نفسها بسبابتها
_ أنا هددتها بأخوها
استمرت بالضحك وهي تراه يشتعل واقفا من الڠضب وبعد ثانية بظبط توقفت عن الضحك واكتفت بابتسامة شرسة وهي تهتف
_ أنا فعلا هددتها بس
هددتها بحاجة هي مش هتقدر تقولها ليك .. أنا مصډومة فيك كنت متوقعاك أذكي من كدا طلعت طيب لدرجة السذاجة وغبي عشان بكلمتين صدقتها
_ ومصدقهاش ليه ما أنا اتوقع منك أي حاجة !
دفعت يده عنها وصاحت به بنبرة صوت مرتفعة وقد وصلت لذروة سخطها
_ أنا مش بخاف منك ولو عملت كدا هقولك في وشك أيوة أنا عملت لكن دي بنت وبعدين جواز إيه اللي اتغصبت عليه ضحكتني والله أنا فعلا أنا اللي بعتلها الراجل ده وجوزها ده كان معرفة قديمة من أيام الكلية ومن عيلة كبيرة زينا بظبط وعشان وپتموت في الفلوس لما عرض عليها
الجواز وقالها هيكتبلها الڤيلا اللي هيعيشوا فيها باسمها وهجيبلها عربية وهيديها اسهم في الشركة بتعتهم باعتك فورا لازم تبيعك مش الموضوع فيه فلوس وأملاك هي كانت طمعانة في فلوسنا ولما لقت فرصة افضل منك باعتك وإنت بكل غباء قالتلك كلمتين وصدقتهم تقدر تقولي لو هو هددها فعلا ليه مجاتش وقالتلك الحقني ياحسن وده عايز يأذيني أنا وأخويا مقالتش ليك عارف ليه
توقفت عن الكلام للحظات تعيد لملمة شتات قلبها الممزق والسيطرة على دموعها السابحة في عيونها ثم عادت تستكمل صياحها به بحړقة
_ عشان هي أصلا عمرها ماحبتك وإنت كنت دايب فيها ويمكن مازالت هي باعتك في أول محطة ولسا بتحبها ويسر هتفضل وحشة لو قټلت نفسها عشانك إنت مبتفكرش حتى تحاول تعاملني كويس وكرهك ليا مخليك أعمي .. أعمي عن أي حاجة حلوة بعملها عشانك .. مخليك مش شايف غير عيوبي وبنسبالك يسر وبتتكلم عن العشق وهي متعرفش يعني إيه عشق اللي لسا بتحبها دي تخلت عنك رغم كل اللي عملته عشانها وأنا رغم كل حاجة لسا متمسكة بيك وحبي ليك بيزيد مش بيقل رغم معاملتك واھانتك وكلامك اللي مفيش واحدة تستحمله لسا زي ما أنا بحبك وللأسف مش عارفة أكرهك وأحيانا بتمنى إني أكرهك بجد ومش بعيد في يوم من الأيام أكرهك ووقتها هباركلك على الفوز العظيم اللي حقته ده وهقولك إنت اللي انتصرت
دفعته من أمامها لتعبر وتتجه نحو غرفتها وتغلق الباب على نفسها مطلقة حرية دموعها تسمح لهم بالانهمار بقوة !! ....
مذنبة !! .. هي لا تحتاج لأحد لكي يذكرها بأنها مذنبة هي تعرف حق المعرفة أنها اخطأت ويجب أن تدفع الثمن أي كان ولكن ماذا إن اختارت هي الطريقة التي تعاقب بها فهناك عقاپ يحتمل وآخر لا يحتمل !! .
ربما لم يتمكن من اعتلاء عرش قلبها حتى الآن ولكنه بالتأكيد نجح في تثبيت وسامه في مكان ما بداخلها .. ولا يفشل في أن يزيد كل يوم مكانة وشأن في نظرها .. لا يفشل في كل مرة أن يجعلها تصمم على عدم خسارته حتى لو كانت تعرف أنها ستعاني قليلا معه ولكنها على اعتقاد تام بأن سيأتي يوم وستعلن عهد السلطان الجديد على مملكتها الخاصة
ولا سيما في أنها ستحارب من أجل الوصول لهذا اليوم ! هي مازالت لا تعشقه ولكنها أيضا لا تكرهه بل تكن له كامل الود والاحترام
هو لديه الحق فيما قاله صباحا إضرابها عن الطعام لن يجدي بأي نفع عليها لن تستفاد شيء عندما تسجن نفسها بين أربعة حوائط وتزج بنفسها بين طيات الحزن بل يجب عليها أن تتصرف كالنساء وتحمي عشها من الاڼهيار حتى ولو كان هذا العش تم بنائه على الكذب والخداع فهي بإمكانها أن تعيد بنائه بالثقة والعشق والرحمة والرفق .. بإمكانها أن تحول العش لقصر منيع لا تهدمه حتى أقوي الرياح المدمرة وسيكون ثابتا كالجبال في وجه كل الظروف ولكنها تحتاج لمزيد من الشجاعة والثقة
بالنفس حتى تتمكن من النجاح وإصلاح ما أفسدته ولتثبت له أنها لا تريد ذلك العشق الذي كان يحتلها وتريده هو .. أجل كان ! الآن هي تشعر بنفسها طائر حر طليق وتركوه حرا ولكن تركو بيده الإغلال أي أنها لا زالت تحمل آثار الماضي وذلك العشق ولكنها ستلوذ للشخص المناسب وسيفك عنها هذه الإغلال التي باتت ټخنقها.
الآن هي يجب عليها أن تعمل بنصيحة صديقتها وتحاول التقرب منه .
نهضت من فراشها واتجهت للحمام لتأخذ حماما دافىء ثم خرجت وارتدت ملابس منزلية جميلة ورقيقة وصفصفت شعرها جيدا ثم تركته حرا وغادرت غرفتها متجهة نحو المطبخ وقامت بتحضير عشاء قيم يكفي لفردين وبعد دقائق طويلة انتهت وقادت خطواتها المترددة نحو غرفته وقفت أمام الباب للحظات تفرك كفيها بتوتر تحاول استجماع شجاعتها للتحدث إليه أخذت شهقيا وأخرجته زفيرا متمهلا ببطء لثلاث مرات حتى حسمت امرها وطرقت الباب منتظرة منه الرد ولكنه لا يجيب فعادت تطرق مجددا ولا يأتيها صوته أيضا فقبضت على مقبض الباب تديره ببطء وتفتح الباب بحذر شديد لتنظر بنصف وجهها من الباب فتجده راكعا على سجادة الصلاة يقضى فرضه فابتلعت ريقها بارتباك
وفتحت الباب جيدا ثم أهلت منه ووقفت بجانبه تنتظر إنتهائه وبعد لحظات قليلة انتهي ونظر لها بريبة مغمغما
_ في إيه !
تلعثمت ولفت ذراعيها خلفه ظهرها لتعيد فرك كفيها بتوتر هامسة
_ أنا حضرت العشا
هب واقفا والتقط المصلاة من على الأرض ويجيبها ببرود وهو يطويها
_ بالهنا والشفا
اقتربت نحوه في خطا متعثرة ووقفت خلفه تهدر برقة وأعين راجية
_ تعالى اتعشى معايا أنا مش بحب اكل وحدي .. ممكن !
القى بالمصلاة على الفراش ثم الټفت بجسده كاملا وهتف في حزم وامتعاض
_ لا مش ممكن
ثم هم بأن يعبر من جانبها لينصرف فاعترت طريقه ووقفت أمامه مباشرة تطالعه بنظرات استعطاف وتهمس في توسل
_
متكسفنيش .. ارجوك
ساد الصمت بينهم للثواني حتى وجدته يقول في خشونة دون أن يتخلي عن وجوم وجهه
_ طيب روحي وهاجي وراكي
ارتفعت الابتسامة لشفتيها وأماءت فورا في موافقة وانصرفت متجهة لطاولة الطعام المتوسطة تجلس على أحد مقاعدها بانتظار قدومه دون أن تمد يدها في أي صحن وإذا بها تجده يقترب ويسحب المقعد الذي في مقدمة الطاولة ويجلس ثم يبدأ في تناول الطعام وهي تنظر له بحزن تحاول جمع بعض الكلمات لتقولها وأخيرا تحدثت بأسف وهي مجفلة نظرها أرضا
_ أنا .. غلطانة وأنا مش بلومك على أي حاجة قولتها وعملتها أو هتعملها وهتقولها لإنك عندك حق أنا مكنتش قد الثقة وخنتها أنا كنت بتكلم دايما وبقول إن مفيش علاقة بتكمل لو مفيهاش ثقة والعشق بنسبالي ثقة وأنا خنت نفسي قبل ما أخون ثقتك فيا .. أنا مش هطلب منك تسامحني لإني عارفة إنه صعب بل شبه مستحيل دلوقتي بس كل اللي هطلبه منك أنك تديني فرصة تانية أثبتلك إني ندمانة على اللي عملته وإني عايزاك إنت
ترك المعلقة من يده وهو يضحك بسخرية ويهتف في نظرة مشټعلة
_ آااه اللي هو أنا بحب راجل غيرك بس عايزاك إنت !! أنا اديتك فرصة وإنت ضيعتيها وأهدرتيها من غير ما تدركي قيمتها وللأسف أنا مش بدي غير فرصة واحدة ومعنديش فرص تاني
قالت في صوت مبحوح وأعين دامعة
_ مش عايزة أحبه أنا بكرهه ومبقتش بطيق اشوف وشه أصلا يعني اعتبرني خلاص مبقتش احبه أنا عاوزة أكمل حياتي معاك إنت يازين
أخذ نفسا عميقا وغمغم في قسۏة
_ إنتي
متابعة القراءة