رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز

ليعود بنظره لها ويهتف بصوت رجولي خشن 
_ امال ليه لما سألت تحت عند الاستقبال الحاډث حصل فين قالولي عند المقاپر ياريت تقوليلي ياشفق حصل إيه بظبط 
نقلت نظرها بينه وبين صديقتها التي تشير لها بعيناها أن تخبره ولكنها أبت وصممت على موقفها حيث هتفت مخترعة كڈبة تحاول الهرب بها منه فما كان كذبها عليه إلا أنه زاده تأكيد بأن حصل شيء وهي لا تريد أخباره وربما يكون لعدم ثقتها فيه أو أنها لا تريد تدخله أكثر من ذلك هذا ما كان يحدث به نفسه .
هتفت بتلعثم واضح في اضطراب كلماتها 
_ مقاپر !! لا يمكن هما غلطوا أنا مروحتش أصلا غير الكلية !
هب واقفا وقال بصلابة وضيق من محاولاتها الفاشلة للكذب هل تظنه غبي وأحمق لكي يصدق كل هذا الحمق ! ولكنه لا يتمكن من إجبارها على شيء لا تريده وإن كانت لا ترغب أن يساعدها فلها القرار هو حاول اقصى جهده لكي يحميها ولكنها ترفض وليس له الحق في إعطائها اوامر 
_ طيب ياشفق لما تكوني محتجاني اتصلي بيا وأنا مش هتأخر عليكي يلا عشان اوصلك إنت وصحبتك للبيت أمك قلقت عليكي وخلت جيرانكم اللي قاعدة معاها تكلمني
أطرقت رأسها في خزي وخنق عندما لمست نبرة الڠصب والانزعاج من كذبها عليه لا تعرف بما فكر ولكن حتما انزعج منها بشدة اسرعت نهلة نحوها لتساعدها في الوقوف عندما انصرف هو من الغرفة لينتظرهم بالخارج وتمتمت لها باغتياظ من
غبائها 
_ غبية إنتي مش شيفاني بشاورلك عشان تقوليله عنده حق يضايق الله اعلم فكر ازاي انا الصراحة لو مكانه هقول إنك مش واثقة فيا
رمقت صديقتها بنظرة ضعيفة وعاجزة عندما تفوهت بآخر كلماتها وداهمتها مشاعر الندم لكذبها عليه ولكنها تصنعت التجاهل واستندت عليها حتى لملموا أشيائهم وغادروا معه واستقل هو بالمقعد الأمامي في السيارة وهما في الخلف ثم انطلق بالسيارة يشق بها الطرقات دون أن تنحرف عيناه حتى بالخطأ في المرآة العاكسة عليهم !! .
تتابع الجميع من حولها أهلها وأقاربها في كامل سعادتهم حتى أبيها الذي جاء صباح اليوم ليحضر خطبة ابنته كان منذ قليل
يتحدث مع كرم قبل رحيله ويضحك بقوة ! وفرحة أمها وأبيها وأخيها تستطيع الوصول لها وتشعر بها ببساطة .. ولما لا يفرحون ! فلقد اعطوها لرجل جميعهم على ثقة تامة به وربما هي أيضا تثق به بأنه لن يكون كخطيبها ولكن مع الأسف ستكون الضړبة القاضية منها هي وليس هو هي ليس لديها شك في إخلاصه لها طوال حياتهم سيكرث حياته لأجلها
ولأجل أولاده بينما هي ستكون نموذج للخداع وعدم الثقة والكذب .. وربما هذا هو الأمر الذي سيجعلها تفكر في أمر الارتباط به رسميا فمازال لديها الفرصة قبل الزواج إما أن تقبل أن تكون الزوجة الخائڼة أو تنسحب بهدوء ! .
انتفضت بخفة على أثر صوته الذي جذبها من محيط أفكارها العميقة كانوا يجلسون على أريكة فاخرة متوسطة الحجم والمسافة بينهم تتسع لشخص آخر أن يجلس في المنتصف .. التفتت له برأسها تسمعه وهو يهتف في خفوت بابتسامة صافية 
_ لو كنت أعرف إنك هتضايقي من الجو الهادئ كدا كنت قسمت الخطوبة وخليت الستات والرجالة وحدهم وكنتوا شغلتوا اغاني وفرحتوا مع بعضكم
هزت رأسها نافية فورا وغمغمت وهي تبادله نفس الابتسامة 
_ لا لا خالص مش مضايقة بالعكس أنا بحب الهدوء ومش بحب الأزعاج بتاع الأفراح .. بس تقسم ليه الرجالة والستات !!
أخذ شهيقا قوي وقال في نبرة رجولية صلبة وجادة 
_ مش بحب اشوف أهل بيتي بيرقصوا قدام رجالة .. لإن اللي بيحصل في الأفراح دلوقتي كله غلط في غلط وأنا أحب إننا نبدأ حياتنا صح عشان ربنا يباركلنا فيها .. صح ولا لا 
صح !!! وماذا عن زوجة ستدخل منزله وتنام بجانبه على فراشه وهي تفكر برجل غيره هل ستكون حياتهم بالشكل الصحيح الذي
يريده !! .. هل ستستمر علاقتهم كثيرا !! .. غامت عيناها بالعبارات وخشت أن يراهم فلم تتمكن من الرد عليه وهبت واقفة واسرعت نحو الحمام تختبئ فيه من كل شيء فلاحظت إحدى صديقاتها المقربة انسحابها من جانبه فجأة واسرعت نحوها أما هو فوقف مستعجبا وأشار لشقيقته التي اسرعت نحوه وذهبت معه لها .
هتفت صديقتها قبل أن تدخلها 
_ أنا هدخل وراها
ثم فتحت الباب ودخلت وأغلقت الباب خلفها فوجدتها تقف أمام المرآة وعيناها ممتلئة بالدموع لتهمس بانفعال وصوت منخفض حتى لا يصل لمسماعهم 
_ في إيه ياملاذ إيه عاوزة تبوظي خطوبتك !!
أجابتها بهمس ودموعها على وشك السقوط 
_ ايوة أنا مش هقدر أكمل معاه أنا مستحيل أقدر أكون ليه الزوجة اللي عايزها .. مش هقدر اخدعه أنا هبقى كدا بخونه
لانت نظرات صديقتها لها وغمغمت في لطف وحنو 
_ طيب متعيطيش عشان مكياجك .. ومتبقيش غبية دي فرصة جاتلك ومينفعش تضيعيها طلعي أحمد القذر ده من دماغك وقلبك وادي لنفسك فرصة يمكن تحبي خطيبك .. امسحي يلا دموعك اللي في عينك دي واطلعي عشان هو واخته برا ومستنينك ولو اتأخرتي الباقي هياجيوا كمان لما يلاحظو غيابك يلا ياحبيبتي ابوس ايدك
ربما تكون فرصة ارسلها الله لها بالفعل ولا يجب عليها تضيعها بهذه السهولة ستحاول أن تستغل هذه الفرصة وإن لم تستطع ستنهي هذه المهزلة الذي بدأتها بنفسها فالتلاعب بالمشاعر ليس من شيمها ! جففت دموعها بحذر شديد حتى لا تفسد المكياج ثم خرجت لهم فوجدت رفيف تهتف مسرعة في قلق 
_ مالك ياملاذ إنتي كويسة !
اخترعت كڈبة محترفة عليها مغمغمة في خفوت 
_ آه كويسة أنا بس ماخدة دور برد في معدتي وعشان الجود برد فمستحملتش
ثم نظرت للذي كان يبدو على وجهه القلق الممتزج بنظرات الشك في أمرها فأرسلت له ابتسامة عذبة ثم عادت بصحبة رفيف وصديقتها إلى مكانها وهو لحق بهم ثم رأته يشير لشقيقته بأن تأتي له وهمس لها في اذنها بشيء لم تسمعه نتيجة لصوت الموسيقى المرتفع قليلا ورحلت رفيف وعادت بعد دقائق وهي تحمل وشاحا نسائيا رائعا يبدو باهظ الثمن ولفته حول كتفيها هاتفة في رقة 
_ حطيها عليكي عشان البرد
لفتها جيدا حول كتفيها ثم حولت نظرها له فتلقت منه ابتسامة لطيفة وأدركت أن همسه في أذنها منذ قليل كان يطلب منها أن تأتي لها بالوشاح حتى لا تصاب بالبرد أكثر وهما في الهواء الطلق على قمة فندق فأشاحت بنظرها عنه فورا
وهمست في نفسها بمرارة لا تكون لطيفا معي هكذا ارجوك فلطفك سيجعلني انهي هذه المهزلة دون تردد للحظة واحدة في إني أضعت فرصة صائبة ! .
مع صباح يوم جديد وداخل مقر شركة العمايري .....
خرجت يسر من مكتب زين بعد أنتهت من حديث العمل معه وكانت في طريقها نحو مكتبها ولكنها توقفت حين لمحت رحمة تقف مع السكرتيرة الخاصة لحسن وتحاول اقناعها بأن تقبل بدخولها له والسكرتيرة تخبرها بوضوح أنه لا يريد رؤيتها وإن تركتها تدخل قد تتعرض للعقاپ والتوبيخ القاسې منه فلاحت الابتسامة الشيطانية على ثغرها وتحركت نحوهم ثم وقفت بجوارهم ووجهت حديثها إلى
السكرتيرة 
_ في إيه ياميرنا !
أجابتها الفتاة بنفاذ صبر وخنق 
_ عاوزة تدخل لحسن بيه وأنا لما قولتله قالي متدخليش حد وهي مصممة تدخله
اعتدلت بجسدها ناحية الواقفة التي ترمقها شزر فهي لم تنساها منذ آخر لقاء لهم حين هددتها بعدم فقابلت يسر حقدها ببرود وسرعان ماتحول لشراسة وتشدقت في نظرة مريبة ونبرة صوت اخافتها بالفعل 
_ ما قالك مش عايز يشوفك ياقطة ولا هو ڠصب
وإنتي مالك أصلا !! أنا مش هتحرك من هنا غير لما ادخل واشوفه ولو مش هتدخلوني بالذوق يبقى هدخل بالعافية
هيجت ثورتها واشعلتها في داخلها تلك الشمطاء تقف أمامها وتتحداها وهي لا تدري ما قد تلحقه بها إن أثارت چنونها أكثر صائحة بها بانفعال 
_ طيب امشي من هنا بكرامتك بدل ما اطلعك من غيرها ورجلك متعتبش الشركة هنا تاني وإلا إنتي حرة
أجابت السكرتيرة على رنين الهاتف الخاص بتواصلها مع حسن وكانت تومىء له بالإيجاب وتهتف حاضر ثم أعطت الهاتف لرحمة لتحادثه التي اجابت بتلهف محاول التماس فرصة لها ولكنها وجدته يصيح بها مستشيطا غيظا 
_ امشي يارحمة مش عايز اشوف وشك حتى لو ممشتيش هخلي الأمن يطردك برا
لم يمهلها لحظة واحدة لتجيب عليه حيث اغلق الأتصال فورا فانزلت هي الهاتف من على اذنها ولململت أشلاء قلبها المبعثرة بيأس واستدارت ورحلت بصمت لتبتسم يسر بتشفي وهمت هي الأخرى لتسدير وتذهب لمكتبها ولكن اوقفها كلمات السكرتيرة 
_ أنسة يسر حسن بيه عايزك
لم تلتفت لها حتى وهتفت في عدم اكتراث مزيف وغرور 
_ قوليله مش فاضية
ثم اتجهت صوب مكتبها وفتحت الباب وجلست على مقعدها الهزاز تنتظر
اقتحامه عليها المكتب وتبتسم بمكر فلقد قصدت أن تتجاهله حتى تثير جنونه أكثر ويأتي هو بنفسه فيتلقى نصيبه من چنونها أيضا وستكون هذه آخر محاولة له لتغير طريقته معها وأن اخطأ معها بشيء بسيط تقسم بأنها ستسحقه بما لديها من صور وتسجيلات له .
كما توقعت تماما فتح الباب على مصراعيه وأغلقه ثم اندفع نحوها يفرغ بها شحنة غضبه التي لم يجد شيء سواها ليفرغها بها 
_ أول وآخر تحذير ليكي يا يسر ملكيش دعوة برحمة نهائي فاهمة ولا لا
استقامت وقد تأججت نيران الغيرة بداخلها هل يفضل تلك المخادعة والساقطة ويدافع عنها رغم كل ما فعلته له .. ادركت الآن أنه اغبي مما كانت تتوقعه فهتفت في استنكار ونظرة مشټعلة 
_ ولما إنت محروق عليها أوي كدا ليه مخلتهاش تدخلك ولا طلعت وقولتلي الكلمتين دول قدامها ولا كنت خاېف تضعف قدامها !! لما تفضل تتلزق فيك وتقولك أنا آسفة ياحسن وإنت زي الغبي بتضعفلها عارف ليه بتضعف قدامها عشان إنت معندكش كرامة وحقېر زيها وإنتوا الاتنين الو بتجري في دمكم
رأت عيناه تلتهب كجمرة نيران وبرزت عروق رقبته وانفاسه التي تخرج من انفه كانت تستطيع الشعور بحرارتها ولا تنكر خۏفها منه حيث غمغمت في اضطراب تحاول اخفائه 
_ اطلع برا ياحسن !
تحرك نحوها ببطء وحاربت هي عقلها الذي يرسل لها الإشارات بالتقهقر للخلف وبقيت ثابتة بأرضها 
_ إيه آخر حاجة تتوقعيها مني يايسر له لا يمكن لعقله الغبي ولقلبه الذي لم يذق طعم العشق الحقيقي أن يتخيله ولكن ضړبت صافرات الإنذار في عقلها واعادتها لرشدها وبكل ما اوتيت لها من قوة دفعته بشراسة بعيدا عنها صاړخة به وهي تخوض حرب عڼيفة مع دموعها التي تود السقوط 
_قولتلك برا ياحسن !!
رمقها بنظرات وضيعة وهتف باستهزاء قبل أن يستدر ويرحل 
_ اعقلي وحطي عقلك في راسك عشان إنتي
تم نسخ الرابط