رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز

هوريكي اللي ميقدرش يعمل حاجة ده !
هل سيحاول تعذيبها وضربها أم أنه سيستغل فرصة زواجهم ويحاول كسرها وقهرها بالنيل منها رغما عنها كلها تساؤلات تدور في حلقة ذهنها ولا تجد لها أجابة سوى أنها في مأزق حقيقي الآن ويجب أن تتصرف قبل أن تجعله يحصل على مايريد !! .
_ الفصل الثامن _
هل سيحاول تعذيبها وضربها أم أنه سيستغل فرصة زواجهم ويحاول كسرها وقهرها بالنيل منها رغما عنها .. كلها تساؤلات تدور في حلقة ذهنها ولا تجد لها أجابة سوى أنها في مأزق حقيقي الآن ويجب أن تتصرف قبل أن يحصل على مايريد !! .
تقهقرت للخلف ونظراتها تجول في جميع انحاء الغرفة تبحث عن شيء يحميها من بطشه بينما هو يقترب نحوها ببطء وبوجه تعلوه معالم السعادة لرؤيته لها تقف في أحد أركان الغرفة تخشاه انتهي تقهقرها عندما اصطدمت بالحائط فوقفت ثابتة كالجبل تعيد ارتداء رداء الشجاعة حتي وجدته اشرف عليها بهيئته وقال 
_ لا متقوليش إنك خاېفة !! دي آخر حاجة ممكن اصدقها عنك ! .. ولا لتكوني مضايقة مع إنك المفروض تكوني في اقصي درجات السعادة اللي نفسك فيه وبقيتي مراتي وكمان هخليكي تنعمي بقربي وده عرض خاص مش بقدمه غير للغالين عليا
وهذه الفرصة المناسبة لتستغلها وتسرق من جيبه مفتاح الباب وتفر من بين براثينه .
هي لا تخشاه بقدر ما تخشي أن يتدني لدرجة إجبارها على شيء لا تريده !! ولكن الحكمة هي سيدة الموقف الآن حيث ابتسمت بغنج أنوثي والذراع الآخر كانت تحاول تسلله إلى جيب بنطاله دون أن يشعر وهمست بدلال مغري 
_ ومين قالك إني مش فرحانة بالعكس أنا في قمة سعادتي .. لإني بحبك لدرجة متتخيلهاش ومش هحل عنك غير لما تحبني إنت كمان
إن كانت هي تحبه لدرجة لا يتخيلها فهي أيضا لا يمكنها تخيل مدى كرهه ونقمه عليها ولكنها لم تكن تبالي بنظراته لها وركزت على الهدف الذي نجحت به بالفعل وقد التقطت المفتاح من جيبه ثم دفعته بعيدا واندفعت نحو الباب راكضة ولكنها قبل أن تضع المفتاح في الباب أصدرت صړخة مټألمة عندما شعرت بقبضة يده القوية تجذبها من خصلات شعرها وتسمع همسه المرعب في أذنها كالرعد 
_ حاولت كتير أكبر دماغي منك وأقول عيب عليك ياحسن دي مهما كانت بنت عمك ومينفعش بس إنتي كنتي مصممة تطلعي الشخص القذر اللي جوايا في كل مرة كنتي بتستفزيني وبتعملي نفسك فيها شجاعة وټهدديني بإنك هتفضحيني وبسبب انانيتك وجنانك كنتي هتقولي لأمي لولا إني لحقت الموقف وبدل ما كنتي هتأذيني أنا كانت هي اللي هتتأذي وإنتي دلوقتي هتدفعي تمن تهورك ده وإنك كنتي بتلعبي معايا من غير ما تدركي العواقب
امسكت بكفه وحاولته نزعه عن خصلاتها وهي تجيب بصدق مټألمة 
_ مكنتش هقولها أنا كنت بخۏفك بس وبعدين لما سيادتك خاېف على أمك أوي كدا متحترمش نفسك ليه يعني إنت وكمان بجح
_ كملي كملي واغلطي اكتر كمان عشان تستفزيني بزيادة والعقاپ يبقى بالضعف
قال آخر كلماته ثم جذبها والقى بها على الفراش لتسقط على ظهرها ثم ينحني إليه
بنظرات كلها تشفي وخبث لتلمح هي الانتيكا الصغيرة على المنضدة بجوار الفراش وتسرع لتلتقطها وتضربه بها ولكنه قبض على رسغها بين يديه بمحاولات بائسة حتى خرت قواها وقررت رفع راية الاستسلام و أشاحت بوجهها للجهة أخرى تهمس برجاء مغمضة عيناها وصوت مبحوح 
_ حسن ارجوك كفاية !!
ارتخت قبضته على معصميها حتى تركهم تماما وهتف في صوت رجولي مريب 
_ اعتقد دلوقتي شوفتي أنا أقدر أعمل إيه نصيحة متحاوليش تتحديني وتستفزيني تاني عشان المرة الجاية مش هيأثر فيا توسلاتك
ثم ابتعد عنها واعتدل
في وقفته وغمغم بابتسامة سخرية وبرود مستفز 
_ تصبحي على خير ياعروسة !
ثم ولاها ظهره وتحرك صوب الباب ليفتحه و ينصرف فتثب هي واقفة وتسرع نحو الباب تغلقه خلفه وقد أحمر وجهها غيظا وغل وكانت تصدر زئيرا من بين شفتيها واسنانها تجز عليهم مع كف يدها الذي كورته ضاغطة عليه بشراسة ثم اندفعت نحو الانتيكا الضعيرة التي حاولت التقاطها ولكنه منعها وألقت بها على الأرض لتتناثر لجزئيات صغيرة !! ....
تململت في فراشها بانزعاج من رنين الهاتف وأيضا أشعة الشمس المتسللة من النافذة لعيناها تأففت بنفاذ صبر والتقطت
هاتفها تجيب على المتصل بصوت ناعس دون النظر لاسمه أولا 
_ الو
أجابها بنبرة رقيقة هو ينظر لساعة يده يتفحص الساعة التي قاربت على الحادية عشر ظهرا 
_ صباح الخير إنتي لسا نايمة لغاية دلوقتي !!
انتفضت جالسة بعدما تعرفت عليه من صوته وأخذت تفرك عيناها لتزيح آثار الخمول عنها وتهتف بإحراج 
_ صباح النور معلش كنت نايمة ومخدتش بالي من الاسم امبارح رجعنا متأخر من الفرح ونمت متأخر و.....
قاطعها بصوته الضاحك الذي وصلها عبر الهاتف وهو يهدر ببساطة 
_ كفاية ياملاذ خلاص أنا مقولتش حاجة عشان ده كله !!
منذ أن رأت جانبا مختلفا في شخصيته بالأمس وهي لا تنكر خۏفها البسيط منه وتوترها ازداد أكثر فحسمت قرارها أنها ستكون حذرة في كل شيء معه لم تغضب منه ولكنه سبب لها اضطرابات أكثر وحرصا في التعامل معه
! . انتبهت لصوته وهو يتمتم في خنق من نفسه معتذرا بحنو 
_ متزعليش مني بخصوص امبارح أنا عارف إن طريقتي كانت شديدة شوية بس مكنش قصدي والله .. أنا آسف !!
ابتسمت هي على الجانب الآخر بصفاء وهمهمت بنبرة صوتها الناعمة 
_ متقلقش مزعلتش يازين .. وإنت عندك حق تتعصب
_ متأكدة إنك مزعلتيش !
قالها مبتسما بمشاكسة لتجيبه بنفس نبرتها السابقة 
_ آهاا متأكدة
اتسعت ابتسامته ولمعت عيناه بوميض رجولي ماكر قبل أن يهتف بخفوت ونبرة يعلم أثرها جيدا عليها 
_ لا بس أنا عايز اصالحك وش لوش عشان أتأكد إنك مزعلتيش !!
لحظات من الصمت القاټل بينهم كان هو يتخيل ملامح وجهها الحمراء من الحياء بينما هي فكانت تحاول التغاطي عن كلماته الخبيثة وعدم التفكير فيها كثيرا حتى لا تتلعثم في الحديث فأخرجت صوتها ضعيف ومرتبك 
_ وش لوش إزاي يعني !!
اتاه ردها ونبرة صوتها المحرجة كما كان يتوقعها تماما ليكمل جرعته ويضيف قليلا من البهارات الحارة حتى يزيد من تلعثمها 
_ يعني جهزي نفسك عشان بليل هعدي عليكي وهاخدك وهنروح نقعد في مكان لطيف كدا على انفراد وهناك هقولك وش لوش إزاي
انفراد مجددا !! .. ألم يكفيه توترها واضطرابها بالأمس وهي معه على انفراد أيضا مجرد التفكير في أنهم سيكونوا معا مجددا ولا أحد معهم يؤدي لتسارع دقات قلبها وخصوصا وهو يلمح لها بهذه التلميحات الجريئة .. يبدو أنها خدعت به وكانت تظنه رجلا صارما ولا يعترف بأمور الحب التي يمارسوها العشاق بالإضافة إلى أنها لم تكن تتوقعه أنه يعرف كيفية إرسال تلميحات منحرفة بالكلام !! واتضح أنه ماكر محترف وتدينه والتزامه سينقشع ويزول حين يكون معها .
هتفت بتلعثم كان واضح هذه المرة في صوتها 
_ تاني !!!
قال مستنكرا بحب 
_ واحنا طلعنا امتى اولاني عشان نطلع تاني امبارح مكملناش نص ساعة ورجعنا
_ طيب يازين هجهز على بعد المغرب واستناك إن شاء الله إنت في الشركة دلوقتي !
قال بجدية بسيطة 
_ آه ومعايا اجتماع بعد نص ساعة
هتفت بلطف 
_ ربنا يعينك
_ آمين .. أنا هقفل وإنتي قومي اغسلي وشك واتوضى عشان دلوقتي الساعة 11 وخلاص فاضل على آذان الضهر ربع ساعة
أجابته بعذوبة ورقة 
_ حاضر
غمغم مبتسما بدفء 
_ في حفظ الله
ردت عليه بنفس جملته كما اعتادت منه ثم أنهت الاتصال وتنهدت بعمق ونهضت من فراشها متجهة صوب الحمام لتفعل كما طلب منها للتو على الهاتف !! .....
خرجت من الحمام بعد أن أخذت حمام صباحي دافىء وقطرات الماء تتساقط من خصلات شعرها المبتلة فتوقفت في منتصف الغرفة الواسعة ودارت بنظرها في جميع أرجائها الخزانة التي تحوي ملابس لشخص لا يريد دخول الغرفة لمجرد وجودها بها والفراش الضخم الذي يتسع لأثنين وأكثر ولكنه لا يضم سوى واحدا .
بنعتها بعديمة الكرامة !! وهي منذ لحظتها تفكر هل العشق يفقد المرء كرامته ! تتساءل لآلاف المرات عن سبب عشقها له !
وإن نظرت بالمنظور الواقعي فهو رجل لا يحب ولا تقبل به فتاة إلا الأقلية .. إذا هي من الأقلية ! لا بل هي من الذين حړق الهوى عيناهم فأعماهم أو بالأحرى هي ليست عمياء بل مطلعة على كل عيوبه ولكنها تتصنع العمى وتخبر نفسها مرارا وتكرارا بأنها عشقت مرة واحدة وستكون الأخيرة ولن تترك فرصتها في العشق تذهب هدرا ستقف صامدة في وجه الصعاب لآخر نفس فيها ولن تجعل اليأس يتملكها وسواء أبا أم شاء لن تتوقف عن عشقه ولن
تهدأ إلا حين تحصل على مرادها وتجعله يخر بدماء العشق والهوى أمامها مثلما أرهق دمائها لسنوات !! .
ارتدت ملابسها وصفصفت شعرها ثم توجهت نحو الباب وقبضت على المبقض وقبل أن تديره لينفتح أخذت شهيقا طويل وأخرجته زفيرا متمهلا مغمغمة لنفسها محاولة تهدئتها حتى لا تنغز في عقلها الأفكار السيئة أن ټخنقه وتفشي غليلها منه بمجرد تذكرها ما فعله معها بالأمس 
_ خليكي relax خالص واهدي ومهما يقول متتعصبيش يعني باختصار كوني باردة
ثم فتحت الباب وغادرت الغرفة متجهة صوب المطبخ محاولة قدر الإمكان تجنبه على الأقل إلى حين
يزول سخطها منه فتحت التلاجة تأخذ منها ما تحتاجه لتحضير الأفطار وحين اغلقت بابها والتفتت بجسدها أصدرت شهقة مرتفعة وانتفضت واقفة بهلع ثم ابتلعت ريقها وأخرجت زفيرا مضطرب لتجده يهتف بقسۏة متوقعة منه 
_ لتكوني صدقتي نفسك فعلا وإنك عروسة عارفة الساعة كام دلوقتي !!
أصدرت تأففا حارا ثم ازاحته بهدوء من أمامها لتتجه نحو الحوض وتقوم بغسل الطماطم الطازج والحمراء تحت الماء مولية إياه ظهرها متمتمة ببرود 
_ عارفة وبعدين إنت هيفرق معاك إيه صحيت بدري ولا متأخر فارقة معاك أوي مثلا !!
من الخلف يضغط عليه بقسۏة وعدم رحمة هادرا بشراسة وصوت مريب في أذنها 
_ إنتي هنا خدامة ووظيفتك خدمتي وبس تحضري
الأكل وتغلسي وتنضفي ومن هنا ورايح هيكون الأكل بمواعيد ولو اتأخرتي هيكون في عقاپ وخيم مفهووووم
لم تجيبه اغمضت عيناها تحاول تمالك ذمامها قبل أن تفقدها فهي يجب عليها استغلال زواجهم وتجرب معه كل الطرق لتسقطه في تعويذة العشق ! سمعته يهتف أكثر لتشتد عضلاتها وتنفرد في وقفتها من الألم 
ردي مفهوم ولا لا !
كان يتفنن في استخدام كل الوسائل التي تغضبها وتستفزها ويستمتع برؤيتها ذاعنة له يتلذذ بإذلالها وإھانتها ظنا منه أنه انتصر عليها ولكنها لا يدري أنها هي التي تسمح بهذا الانتصار بكامل إراداتها ورغبتها . خرج صوتها خاڤت بعد أن وجدت صعوبة في
تم نسخ الرابط