رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق

موقع أيام نيوز

فقط وتأمله .. كم يبدو اليوم جذابا وكله وقار وشموخ بملابسه التي تزيده فخامة .. حيث كان يرتدي بنطال من اللون الأسود يعلوه قميص أبيض اللون وفوقهم سترته الجليدية الطويلة من إحدى درجات اللون البني الكافيه ويضعها على كتفيه دون أن يغلغل ذراعيه داخل الأذرع الخاصة بالسترة مما أعطته رجولية مذهلة كان عقلها ېصرخ بها محاولا إيقاظها من أحلامها الوهمية التي لا صحة لها في الواقع ولن تجلب لها سوى المتاعب هذا الرجل هو آخر رجل في الكون قد يكون من نصيبها أو أن تحظى بعشقه لها لهذا يجب عليها التوقف عن عشقه قبل أن تكون سببا في دمار نفسيا لها !! .
حاولت
إزاحة نظرها عنه ولكنها لا تستطيع وفجأة وجدته يلتفت برأسه ناحية طاولتهم بحركة عفوية منه فوقعت عيناه على التي تتأمله بهيام لتشهق هي بزعر وتشيح بوجهها بعيدا مغمغمة لنفسها في اغتياظ منها 
_ شافني .. شافني غبية .. أنا غبية !!
أخذت ټخطف إليه نظرات خلسة تتأكد هل ما زال ينظر ناحيتها أم لا فوجدته عاد يكمل حديثه مع هذا الرجل لتتنفس بارتياح وهي تقسم بأنها لن تنظر له مجددا أبدا إلى حين رحيلها الذي لابد أن يكون الآن قبل أن تقع في موقف أكثر إحراجا انضمت لها رفيف وهي تهتف باسمة 
_ هاا إيه رأيك أنا اعتقد إنك فكيتي شوية
نظرت لها وتمتمت برقة 
_ آهاا فعلا طلعت شوية من الطاقة السلبية اللي جوايا ميرسى يارفيف جدا إنك فكرتي فيا وجبتيني
نقلت رفيف نظرها لأخيها وهتفت في صوت منخفض بأذنها به شيء من الخبث ويحمل تلميحات فهمتها جيدا 
_ بس دي مش فكرتي !! يعني الشخص اللي المفروض تشكريه مش أنا !
نظرت بدورها إلى مكان استقرار نظراتها ثم عادت لها وقالت بإحراج امتزج پخنقها البسيط 
_ ممكن تبطلي تلمحياتك دي عشان أنا فهماكي كرم زي سيف الله يرحمه بالنسبالي يعني اخويا
رفعت حاجبها باستنكار على كذبها الساذج وأصدرت ضحكة مرتفعة ثم عادت تهمس في أذنها بنبرة أكثر لؤما 
_ لا والله وهو أخوكي برضوا هتفضلي تتأملي فيه ومتشليش عينك من عليه إنتي مفضوحة أوي على فكرة !
ضمت عيناها بتوتر واضطراب وفورا تخلت عن محاولاتها الفاشلة لإقناعها بأنها ليست معجبة به وقالت بعفوية واضطراب 
_ بجد !! يعني ممكن يكون لاحظ أو حس !
قالت مندهشة وهي تضحك بتلقائية 
_ كرم مين ده اللي يلاحظ !! عارفة
لو كان حسن أو زين كنت أقولك كانوا زمانهم كشفوكي مش زمان عشان دول مش ساهلين لكن كرم ده خايب اراهنك إن كان شك للحظة أصلا انتي احمدي ربك إنه بيتكلم معاكي طبيعي من غير ما يتوتر دي معجزة في حد ذاتها .. بس تعرفي أنا عذراكي إنتي عندك حق هو اخويا يتحب فعلا
رمقتها شزرا باغتياظ وغمغمت محاولة إخفاء خجلها 
_ أنا عايزة امشي الوقت اتأخر !
_ حاضر هروح اندهولك
قالتها بمشاكسة وهي تهم بالقيام ولكنها قبضت على ذراعها هاتفة بصرامة 
_ لا متروحيش مش عاوزاه يوصلني أنا همشي وحدي
تركت رفيف مزاحها جانبا وأجابتها بقوة جادة 
_ أولا مش هيرضى يسيبك تمشي وحدك ثانيا الساعة 11 يعني الوقت متأخر
هل لا تهتم بكل هذا فقط لا تريد أن تكون معه فقربها منه يبعثرها ويشتت ذهنها ويزيد من ترسيخه في قلبها وهي ترفض شعور استسلامها له على الرغم ما أنها تعرف أن هذا العشق لن يجدي بنفع عليها ولكنها تركتها تذهب لتخبره واستقامت فورا تتسلل إلى الخارج دون أن يروها محاولة الهرب منه وأن تستقل بأي سيارة أجرة قبل أن يأتي خلفها ولكنها تسمرت واقفة في نصف الردهة الطويلة والحمراء المؤدية للشارع الرئيسي حين سمعت صوته المرتفع نسيبا ينده عليها 
_ شفق !!!
فتأففت بيأس وأخذت نفسا عميقا لتحبسه لثانية في صدرها وتخرجه زفيرا متمهلا وتجاهد في لملمة قلبها الذي تبعثر بمجرد سماعها لصوته وأخيرا التفتت له مغلوبة على أمرها
لتجده أمامها مباشرة ويردف متساءلا 
_ رايحة فين 
رسمت ابتسامة مزيفة وخلفها كانت تخفي قناع هزيمتها للمرة الألف في الفرار منه فيخرج صوتها رقيقا كهيئتها الضئيلة والصغيرة 
_ مش رايحة مكان كنت هستناك عند العربية لغاية ما تاجي
_ اممم طيب يلا
سارت معه نحو السيارة الخاصة به واستقلت بالمقعد الأمامي بجواره واستقل هو بمقعده ثم انطلق بها يشق الطرقات وهي تتابع الطريق بسكون تام مستندة برأسها على زجاج السيارة اتاها صوته الهادئ يسألها باهتمام 
_ شوفتيه تاني أو كلمك !
تمتمت
بنفي وهي لا تزال على نفس وضعيتها 
_ تؤتؤ .. من ساعة الحاډثة ومشفتهوش تاني والمفروض إني اطمن وافرح بس قلقانة اكتر
ثم اعتدلت في جلستها وطالعته مغمغمة في ثبات وحرارة 
_ فاكر صحبتي اللي كانت معايا في المستشفى
_ آه فاكرها ليه !
قالت بتوجس وقلق 
_ إنت أكيد عرفت طبعا إنه كان مستنينا في الشارع لغاية ما نطلع فهي شافتك لما وصلت وقالتلي إنه أول ما شافك كأنه شاف عفريت واتنفض واستخبي بسرعة قبل ما تشوفه وبتقولي إنه خوفه كان غريب
كان مركز نظره على الطريق وقد كان قلقها بالنسبة له مبالغ فيه قليلا ولا داعي لكل هذا الخۏف حيث أجابها مبتسما في عدم اقتناع 
_ طبيعي ياشفق ېخاف ماهو عارف أكيد أنا مين وإني دايما معاكي وإني بحاول اوصله
تأففت بضجر من تصرفه على أنها طفلة وتخشي من أي شيء وغمغمت في نبرة مستاءة وهي تنتصب في جلستها وتعتدل لتكون مواجهة له تماما 
_ كرم افهمني أنا قصدي غير كدا خوفه مش طبيعي هو عارفك ودي حاجة احنا مختلفناش فيها بس هو كمان عارف إنك أكيد متعرفهوش شكلا وإلا كان هيخاف كدا ليه أوي تصرفه بيوحي بحاجة
واحدة وهي إنه عارف إنك لو لمحته بس هتعرفه فورا وهو يعرفك كويس والصراحة أنا خۏفي زاد أوي وبذات بعد ما شكيت إنه ممكن يكون .......
توقفت عن الكلمات ولم تتمكن من البوح له بما يدور في ذهنها منذ شهر كامل وهي تعاني من رعبها أن يكون ماتظنه صحيح فإن كان هو بالفعل لن يلحقها من الأذي بقدر ما قد يلحقه هو ومن جهة أخرى تخشي أن تكون نهايتها مشابهة لها بالأخص بعدما اتضحت رغباته القڈرة بها !! أما هو فكلامها قد أيقظ عاصفة القلق الكامنة بداخله وبدت له كلماتها مقنعة جدا ولكن توقفها في النهاية أثار فضوله بشدة حيث هتف في ترقب وحزم 
_ شاكة في أيه !
اشاحت بوجهها عنه وعادت لجلستها الطبيعية تنظر للطريق أمامها هاتفة في تصنع عدم المبالاة بالأمر ونبرة صوت قوية وجديدة تماما 
_ لا متركزش حاجة تافهة أساسا ومش مقنعة بس أنا مش عاوزاك تتدخل في الموضوع ده تاني لو سمحت ملكش دعوة وأنا هتصرف وحدي لإنه ممكن يأذيك
استعجب من نبرتها وطريقتها مما جعل الشك في أنها تخفي أمرا خطړا عنه ينمو ويسقتر في أعماقه أكثر وأخذ يفكر ما الذي قد تخفيه عنه ولكن كان شكها أبعد من أن يتمكن هو من توقعه .
حاول تمالك أعصابه فهي لا تكف عن طلب الشيء الذي لا يمكنه تنفيذه لها وغمغم في صوت أجش 
_ شفق احنا اتكلمنا في الموضوع ده كذا مرة وقولتلك إني مش هقدر اتصرف كأني معرفش حاجة وهقولهالك تاني إنتي أمانة وأخوكي موصيني عليكم
ولو إنتي شيفاني من النوع اللي بيخون الأمانة فأنا عندي استعداد اسيبك تتصرفي وحدك زي ما بتقولي ثم إني مش فاهم إيه سبب خۏفك ده !!!
تمكن هو من تمالك أعصابه ولكنها فشلت حيث صاحت مندفعة من فرط خۏفها عليه فهذا الأحمق سيؤدي بنفسه للهلاك وهو لا يشعر .. وهي لن تسمح بأن تكون سببا في أي أذى يصيبه 
_ بقولك ھيأذيك أنا متأكدة مش عايز تفهم ليه ! وبذات بعد ما عرف إنك تعرفني ومعايا ولو كان اللي في دماغي صح فأنا مش هسمحلك تتدخل في أي حاجة تخص الموضوع ده تاني نهائي لإنه كدا هيبقى بنسبة 100 بيخططلك عشان يبعدك عن طريقه !!
أصدر زفيرا حارا وهو حقا لا يفهم ماتحاول تلميحه بكلماتها الغامضة هذه ولكن انفعالها المفاجئ جعله يتأكد من أنها تعاني من الضغط العصبي والنفسي منذ فترة فقرر أن يتعامل معها بلطف ورقة كما اعتادت منه حيث أوقف السيارة جانبا وغمغم مبتسما برزانة 
_ طيب وأنا سامعك أهو قوليلي إيه اللي في دماغك عشان نعرف نتكلم بدل ما إنتي متعصبة كدا
أدركت فداحة الخطأ الذي ارتكبته للتو بانفعالها الغير لائق عليه فمهما كانت معاناتها وضغطها العصبي وخۏفها عليه لا يشفعوا لها حين تتحدث إليه بهذه الطريقة وبالأخص حين تقابل منه هذا الرد اللطيف والجميل مثله تماما وضعت كفها على وجهها مغمغمة في إحراج شديد منه 
_ أنا آسفة ياكرم انفعلت ڠصب عني والله بس أنا اعصابي تعبانة جدا الأيام دي ممكن نقفل على السيرة دي دلوقتي ارجوك وتوصلني البيت لإني تعبانة
وعايزة أنام
تفهم رغبتها في عدم التحدث و العودة للمنزل فعاد يحرك محرك السيارة وينطلق بها متمتما في خفوت مازحا ليحاول تلطيف الأجواء المشحونة بالطاقة السلبية 
_ ماشي بس أنا رأي إنه أي كان اللي في دماغك فهو أكيد ميستهلش كل القلق والتعب العصبي ده ولا يستاهل قلقك عليا كمان .. يعني ميغركيش الوش البرئ ده لإن وراه بلاوي !
حاولت قدر الإمكان منع ابتسامتها ولكنها فشلت بعدما فهمت ما يقصده من آخر جملة وأن قلقها عليها ليس في
محله وإنه يخفي خلف رقته ولطافته وحسن معاملته مع الجميع أشياء لا يتوقعها أحد منه أي أن لا قلق عليه فهو يحسن التصرف في هذه المواقف .. ولكن مهما حاول أقناعها بأنه يخفي شخصية مرعبة في داخله لن تصدق فكيف لكتلة اللطافة والرقة هذه أن تكون في وجه الشړ والاڼتقام وهي تشك إن كان يستطيع أذية نملة من الأساس !! ولكن لا مانع في المثل الشهير اتق شړ الحليم إذا ڠضب !! ........
انتهى الحفل وعاد الجميع لمنزله وكانت يسر في غرفتها بمنزلها الجديد منزل زوجها ! كان يقسم لها في الزفاف إن حين ذهباهم للمنزل ستنال من عقابه ما تستحقه وهي حقا تتساءل بسخرية عن عقابه هذا أين ذهب فلقد أتوا للمنزل منذ ما يقارب النصف وهي دخلت الغرفة ولم تسمع له صوت حتى ولا تعرف أنام أم ماذا يفعل ولكن ما تثق به أنه فقط يقول كلمات ولا يمكنه التنفيذ !! .
ثم بدأت في خلع الفستان عنها وارتدت منامة قطنية قصيرة وكانت على وشك أن ترتدي فوقها رداء منزلي طويل فهي لا تأمن شړ هذا الفاسق و لا
_ بتعمل إيه !
_
تم نسخ الرابط