رواية البيه يونس بقلم الكاتبة اسراء علي

رواية البيه يونس بقلم الكاتبة اسراء علي

موقع أيام نيوز


ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺭﺣﻞ .. ﺃﻋﺎﺩ ﺳﻌﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﻗﺎﻝ ﺑ ﺷﺮﻭﺩ
ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻳﺎ ﻋﺰ ﺃﻧﺖ ﺧﺎﻳﻒ
ﻣﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺃﻭﻱ ﻛﺪﺍ ﻟﻴﻪ ..! ﺃﻛﻴﺪ ﻣﺶ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﺮﻳﺔ ﻗﺘﻠﺖ ﺃﻫﻠﻬﺎ .. ﺃﻛﻴﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﺗﺎﻧﻲ ...
ﺿﻤﺖ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﻇﻠﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ .. ﺗﺎﺑﻌﻬﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺑ ﺃﻋﻴﻦ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻟﻤﺎ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ .. ﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ .. ﻓ ﻣﺎﺫﺍ ﺇﻥ ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﻨﻮ ﺛﻢ ﻫﺘﻒ ﺑ ﺣﺰﻥ

ﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﺍ ﻣﻜﻨﺘﺶ ﻋﺎﻭﺯ ﺃﻗﻮﻟﻚ .. ﻛﻨﺖ ﺧﺎﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻠﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺗﻨﻬﺪ ﺑ ﺿﻴﻖ .. ﺛﻢ ﺃﻛﻤﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ 
ﺑﺘﻮﻝ .. ﻣﻴﻨﻔﻌﺶ ﻛﺪﺍ .. ﺇﺩﻱ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ .. ﺳﻜﻮﺗﻚ
ﺩﺍ ﻏﻠﻂ .. ﻋﻴﻄﻲ .. ﻛﺴﺮﻱ .. ﺃﻋﻤﻠﻲ ﺃﻱ ﺣﺎﺟﺔ .. ﺑﺲ ﻣﺘﻔﻀﻠﻴﺶ ﻛﺪﺍ
ﺃﺯﺍﺣﺖ ﻳﺪﻩ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻤﺪﺩﺕ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻇﻬﺮﻫﺎ .. ﻭﺗﺸﺪﻗﺖ ﺑ ﺟﻔﺎﺀ
ﻋﺎﻭﺯﺓ ﺃﻧﺎﻡ
ﻟﻮﻯ ﻳﻮﻧﺲ ﺷﺪﻗﻪ ﺑ ﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺑ ﻫﺪﻭﺀ _ ﻃﻴﺐ ﻧﺎﻣﻲ ﺟﺎﻳﺰ ﺃﻋﺼﺎﺑﻚ ﺗﺮﺗﺎﺡ ...
ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﻭﺟﺬﺏ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺩﺛﺮﻫﺎ ﺟﻴﺪ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺮﺗﺎﺡ ﻗﻠﻴﻠﺎ .. ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﻟﻴﺲ
ﺑ ﻫﻴﻦ ﻭﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻘﺒﻠﻪ .. ﺗﻨﻬﺪ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺛﻢ ﺩﻟﻒ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻜﻮﺥ ﻣﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﺴﺘﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ...
ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻋﺎﺩ ﻭﺩﻟﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﺥ .. ﻭﺟﺪﻫﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻧﺎﺋﻤﺔ .. ﺗﻨﻬﺪ ﺑ ﺇﺭﺗﻴﺎﺡ ﺛﻢ ﺇﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻟﻴﻌﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓ ﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺟﺎﺋﻌﺔ ...
ﻧﻬﻀﺖ ﻫﻰ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ .. ﻓﺮﻛﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑ ﻧﻌﺎﺱ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺠﻬﻤﺔ .. ﺃﺯﺍﺣﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺛﻢ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻗﺪﻳﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ .. ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻨﻪ ﺑ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪﻩ ﻳﻘﻒ ﻣﻮﻟﻴﻬﺎ ﻇﻬﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﻄﺒﺦ ...ﻋﻘﺪﺕ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﻧﺎﺣﻴﺘﻪ ﺑ ﺧﻄﺎ ﺧﻔﻴﻔﺔ .. ﻭﻗﻔﺖ ﺧﻠﻔﻪ ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺒﻪ ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﺑ ﺧﻔﻮﺕ
ﺑﺘﻌﻤﻞ ﺇﻳﻪ !
ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﻳﻮﻧﺲ ﻟﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺟﺬﺍﺑﺔ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑ ﺳﻌﺎﺩﺓ
ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺻﺤﻴﺘﻲ ..!!
ﻫﺰﺕ ﻣﻨﻜﺒﻴﻬﺎ ﺑ ﻓﺘﻮﺭ ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺳﺆﺍﻟﻬﺎ _ ﺑﺘﻌﻤﻞ ﺇﻳﻪ !
ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻛﻞ .. ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺇﻧﻚ ﺟﻌﺎﻧﺔ ..
ﻧﻈﺮﺕ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪ ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﺖ
ﺗﺤﺐ ﺃﺳﺎﻋﺪﻙ !
ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ _ ﻷ ﺃﻧﺎ ﺃﺻﻠﺎ ﺧﻠﺼﺖ
ﺑﺮﺍﺣﺘﻚ
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑ ﻓﺘﻮﺭ ﺛﻢ ﺭﻓﻌﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ .. ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻧﺲ ﻣﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺭﺩ ﻓﻌﻠﻬﺎ .. ﻧﻌﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑ ﺟﻤﻮﺩﻫﺎ ﻭﻓﺘﻮﺭ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﻴﻖ ﺳﻮﻑ ﺗﺒﻜﻲ ﻛ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .. ﺗﻨﻬﺪ ﺑ ﻳﺄﺱ ﻭﻫﺘﻒ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ
ﻫﺘﺠﻨﻨﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺑﺘﻮﻝ ...
ﺇﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﻃﻬﻮ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﻟﻬﺎ .. ﻟﻴﺠﺪﻫﺎ ﺗﺤﺪﻕ ﺑ ﺧﺎﺗﻢ ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ .. ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻭﻇﻞ ﻳﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍ ﻟﺮﺩ ﻓﻌﻠﻬﺎ 
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺪﻕ ﺑ ﺧﺎﺗﻤﻬﺎ ﻭﻋﺪﺓ ﻣﺸﺎﻋﺮﺓ ﺟﻤﺔ ﺗﺘﺰﺍﺣﻢ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ .. ﺗﺸﻌﺮ ﺑ ﺳﻮﺍﺩ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺗﺠﺎﻫﻪ .. ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻳﻮﻣﺎ .. ﻣﻦ ﻋﺸﻘﺘﻪ ﻭﻇﻨﺖ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻮﻯ ﺷﻴﻄﺎﻥ .. ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻮﺀ .. ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻭﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺗﺪﻓﻘﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﺷﺘﺮﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﺎﺱ ﻭﺍﺣﺪ .. ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﺮﻩ .. ﺗﻐﻠﻈﺖ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺑ ﻗﻮﺓ ﻭﻧﺰﻋﺖ ﺧﺎﺗﻢ ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﻗﺬﻓﺘﻪ ﺑ ﻋﻨﻒ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﻼﺕ ﺑ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ...
ﺭﻓﻌﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻧﺲ .. ﻟﺘﺠﺪﻩ ﻳﺤﺪﻕ ﺑﻬﺎ ﺑ ﻋﻤﻖ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍ .. ﺣﺪﻗﺖ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺘﺎﻩ ﺑ ﻋﻤﻖ ﻭﻗﺎﻟﺖ
ﻣﻌﺘﺶ ﻳﻨﻔﻊ ﺇﻳﺪﻱ ﺗﺘﻮﺳﺦ ﺑ ﻭﺳﺎﺧﺘﻪ .. ﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺃﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ .. ﻣﻜﻨﺶ ﻻﺯﻡ ﺃﺻﺪﻕ ﺣﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﻗﺎﻟﻪ ...
ﻭﺗﺴﺎﺑﻘﺖ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﻣﺘﺔ .. ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺸﻬﻖ ﺭﻭﺣﻬﺎ .. ﻓﻘﻂ ﻋﺒﺮﺍﺕ ﻣﻠﻜﻮﻣﺔ ﺑ ﻃﻌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ .. ﺗﻘﺪﻡ ﻳﻮﻧﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﺯﺍﻝ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﺑ ﺇﺑﻬﺎﻣﻴﻪ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑ ﻧﺒﺮﺓ ﻋﺬﺑﺔ
ﻫﻮ ﺧﺪﻋﻨﻲ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺧﺪﻋﻚ .. ﺃﻧﺘﻲ ﻃﻴﺒﺔ ﻭﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﺍ ﺻﺪﻗﺘﻴﻪ
ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻧﺎﻓﻴﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻣﺘﺄﻟﻤﺔ ﻗﺼﺪﻙ ﻛﻨﺖ ﻏﺒﻴﺔ ..
ﻳﺎﺭﺗﻨﻲ ﻗﺎﺑﻠﺘﻚ ﻗﺒﻠﻪ .. ﻳﺎﺭﺗﻨﻲ ﻋﺮﻓﺘﻚ ﻗﻠﺒﻪ

يتبع

تم نسخ الرابط