رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
بالفعل هنا لتتسع ابتسامته وينحني نحوها يغرقها بقبلات مشتاقه
لتفتح عيناها ببطئ مبتسمه وعاد يتساءل
انتى حقيقه ورد
فضحكت وهي تحرك رأسها
لا انت تحلم كنان
فضحك وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه
إذا مدام حلم فسأغرق به
لتتآلم من خشونه لحيته الطويله فأبتعد عنها خاشيا من ان يكون ضغط علي بطنها دون قصد
لتضحك علي فزعه ناظرة للحيته ففهم مقصدها فحرك كفه عليها ضاحكا
أصبحت كرجل الكهف
وتابع بمزاح
انتم المصريات عقابكم قاسې تحزنوا تهجروا علي الفور
فكتمت ضحكتها بصعوبه لتنظر له بعبوس مصطنع
وماذا عن نسائكم كنان
فضحك بسعاده حقيقيه وقد تأكد بالفعل انها هنا وليست حلم فزوجته الشقية قد عادت وغمز لها بمكر واستمتاع
اليوم علم ان بسمه قد رحلت من كندا نظره واحده ألقتها عليه حين اتت الشركه تجمع اشيائها وتقدم استقالتها وكأنها كانت تلومه انطفأت داخليا وخارجيا وقد شعر بالآلم من أجلها وهذا مازاد قسوته علي مرام
كان متكئ بجسده علي الأريكة يقلب بقنوات التلفاز بملل ليجد مرام تقف أمامه ب رداء نوم قصير ثم چثت علي ركبتيها
فأشاح وجهه للجهة الأخرى يؤلمها بكلماته
ادفعي تمن انانيتك شويه يامرام
ثم اعتدل في جلسته ونهض من فوق الأريكة وازاحها من أمامه وسار نحو غرفته ليتوقف ويلتف إليها
انتي اللي بنيتي الجدار ده بينا رغم اني اديتك كل حاجه انتي عايزاها
واكمل سيره ليغلق باب الغرفة خلفه فسقطت دموعها حتى خرجت صوت شهقاتها المتآلمه
رغم أنه ذات مرة أخبرها أنه لا يفضل تلك الأشياء
ولكن لا بأس ان تسعده ويحتفلوا معا متذكرين اللحظات الجميله والمضحكه التي مرت بعمرهم والأحلام التي تحققت
وفور ان فتحت مني الخط هتفت بدعابه
ما تاخدي جاسم وتسافروا كده شهر شهرين أه ارتاح شويه من طلباته واوامره
لتضحك مهرة وهي تسير بجانب الطريق فأخذت مني تخبرها عن ضغط العمل وتسألها عن حالها الي ان توقفت عن الحديث بعدما دلفت نرمين للغرفه متجها إلى غرفة جاسم بغنج عجيب تلك الأيام
لاء وبتسألني اي ساعه فاضي عشان تعمله مفاجأه هي ومدراء الشركه بمناسبه عيد ميلاده من امتي هو بيهتم بالحاجات ديه
كانت مهرة تسمعها بتركيز ويدها تمسك الهاتف بجمود
مين اللي هيعمل مفاجأة
لتتذكر مني مهرة فتضع بيدها علي فمها فحنقها من نرمين جعلها تخرج ما بداخلها ومع تردد سؤال مهرة أخبرتها
نرمين ياستي عايزه تعمل مفاجأه لجاسم
نظرت إليها مني بسعادة وهي تجدها تدلف لغرفة الاجتماعات وبعض الموظفين الهامين بالشركة بالغرفة يهنئونه بعيد ميلاده ونرمين تقف جانبه مبتسمه وهو يشكرها علي مبادرتها اللطيفه في جلب قالب الجاتوه
وانتقلت اعين البعض نحوها لتتجه عين نرمين هي الاخري اتجاهها فتتلاشي ابتسامتها
فتقدمت نحوه كما تقدم هو الآخر إليها فأعطته باقة الأزهار بسعاده وحماس أرادت ان ترسل به رسالتها لمن تقف تحدق بهم
كل سنه وانت طيب ياحبيبي
فأحتضنها جاسم غير مصدقا وجودها ومفاجأتها تلك وهمس بأذنها
حلوه مفاجأتك ديه بس انا طماع وعايز هدية أكبر من كده مش ورد بس
وابتعد عنها بعد ان تنحنحت حرجا ليطالعهم كل من يقف مبتسما ماعدا نرمين التي أرادت ان تظهر له نفسها بذلك
اليوم
وألتقطت يده بيدها ونظرت لهم ضاحكه
ممكن اخطفه منكم
فضحكوا علي عبارتها ففي النهايه هي زوجته ومن يحق لها ان تكون جانبه ومعه
فضحك جاسم هو الآخر ومني وقفت تنظر لها بسعاده من أجلها
وخطي معها خارج الغرفه وهي تشعر بنشوة الإنتصار فنظرات نرمين جعلتها تدرك أنها حقا انتصرت اليوم في حق لها وحدها
وبعدما دخلوا لغرفة مكتبه حاصرها مبتسما ومال نحوها
فين هدية عيد ميلادي
فنظرت لباقة الأزهار التي مازالت بيده
في ايدك أهي ياحبيبي
فطالع ما بيده بأستياء ثم ضحك
لاء الورد ده احنا الرجاله بنضحك بيه عليكم
وغمز لها وهو يرفع أحد حاجبيه لتدفعه عنها برفق
قليل الأدب ياحبيبي
فقهقه بصخب حقيقي وطاوق حضرها بذراعيه
انحرف يعني مع ستات غيرك
فحدقت به پشراسه وهي تضغط علي أسنانها ليهتف ضاحكا
شريره انتي يامهرة
وأقتربت منه ثم تعلقت بعنقه بدلال ومرح
لاء انا بخۏفك بس عشان متفكرش تبص لغيري
فأبتعد عنها ليطالعها بتحديق ثم
اڼفجر ضاحكا
انا توبة خلاص بعد ما اتجوزتك هو اللي يغلط مره يفكر يغلط تاني
وتعلقت عيناه بها وهو يجدها تدور حول نفسها بغنج ورقه
انا غلطه ياجاسم
فعاد يحاوط خصرها مجددا وهو يدفعها نحو الحائط
أجمل واحلي غلطه عملتها رغم مصايبك وجنانك
ومال نحوولكن طرقة علي باب الغرفه ثم انفتح الباب سريعا لتقف نرمين مرتبكه شاحبة الوجه من رؤيتهم هكذا
الفصل
الواحد والخمسون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
أرتجفت عيناها المثبته على ذلك المشهد وكلمات شقيقتها صداها مازال يقنع قلبها بأن تحارب من أجل حبها لتخرج من شرودها على صوت جاسم الجامد وهو يسألها بضيق ملحوظ حاول أن يداريه حتى لا يحرجها فهي موظفة ذو كفاءة لديه
خير يانرمين في حاجه مهمه عايزه تبلغيني بيها
فهتفت نرمين بتعلثم وعيناها ثاقبة نحو مهرة التي وقفت بجانب جاسم بزهو
تعدل من حجابها وابتسامتها تنير وجهها
إجتماع مع الشركاء الأتراك بعد ساعه حبيت افكر حضرتك بس
خرجت الكلمات من شفتيها بصعوبه وقلبها يصارع رغبته في الفرار فالوضع أصبح لا يحتمل فمشهد اقترابه من زوجته وسعادتها جانبه يجثم على أنفاسها بقسۏة
لينظر لها جاسم متذكرا ذلك الاجتماع الذي سيحضره خارج الشركه ثم اجابها بحسم
ريان هو اللي هيحضره معاكي يانرمين
فحركت رأسها بثقل وانصرفت بعد ان وقعت عيناها على مهرة التي تبدلت ملامحها للجمود والشراسه
وأبتسم وهو يطالع زوجته وقد اخذت تضغط على اسنانها بقوه وتحدق بالباب المغلق الذي أغلقته نرمين للتو واتسعت ابتسامته وهو يناديها
مهرة
ولكن لا رد منها أتاه فهي مازالت جامده الملامح وكأن نرمين مازالت أمامها وعاد يهتف بأسمها ضاحكا
مهرة نرمين خرجت من بدري على فكره
فأنتبهت لصوته الضاحك وهو يطالعها فزفرت أنفاسها بقوة لعلها تخلص نفسها من ثباتها هذا
وارتسمت على شفتيها ابتسامه رقيقه وحدقت به بعمق
هو مينفعش تنقل نرمين ياحبيبي انا مش بقول تطردها انقلها بس
ف لاح الجمود على ملامحه واتجه ناحية مكتبه
تاني يامهرة قولتلك أني شغلي مبدخلش فيه بحبه ومش بحبه مدام نرمين ناجحه في شغلها يبقى خلاص غير ان مش شايف تصرف منها يخليكي تغيري كده
وتابع وهو ينظر لعيناها
مبحبش غيرة الستات اللي ملهاش اي مبرر تمام
فتمالكت حنقها سريعا وعادت تبتسم فهي أصبحت تفهم طبيعة زوجها وتتأقلم على طباعه
تمام
واقتربت منه تعانقه بلطف ودلال
همشي انا بقى وانت كمل شغلك ياحبيبي
وطبعت على وجنته ثم ضحكت
كبرت ياحبيبي سنه زيادة وعديت منتصف التلاتين عجزت ياجاسم
وتأوهت بآلم ويداه تقرص وجنتيها بقوه
لطيفة ياحببتي
لتضحك على حنقه وازدادت ضحكاتها وهي تجده يشير على نفسه
انا في رعيان الشباب
فوقفت تضع بيدها على بطنها من شدة الضحك ليجذبها إليه متذمرا كالأطفال
عجبك الهبل اللي بقيت فيه بسببك
فأبتسمت بعشق حقيقي واندفعت تلقى نفسها على صدره وتحاوط خصره بذراعيها
انا بحبك اوي ياجاسم هفضل احبك
متابعة القراءة