رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

عقله
وأرتسمت أبتسامه على شفتيه ثم غفا بأرهاق بعد ان طرد صورتها من عقله 
جلست مهرة على مقعدها بعد أن ألقت التحية علي مني 
ونظرت إلى جهاز الحاسوب الذي لم يكن موجودا بالأمس 
وتطلعت للأوراق التي لم تكملها وتنهدت بسأم 
لتجد مني تخبرها عن بعض الايميلات التي ستبعثها ثم ذهابها إلى أحد المدراء لجلب بعض التقارير منه 
لتضع بوجهها بين راحتي كفيها ثم دفنت وجهها بين الأوراق 
وبعد ساعه نهضت من مقعدها وأقتربت من مني تمد لها يدها 
انا مهرة 
فأبتسمت مني بعد ان فهمت أنها تريد ان تبدء معها صفحه غير مشوها 
وانا مني او مدام مني 
فجلست مهرة على المقعد الذي أمامها 
اول أنطباع أخدتيه عني كان وحش 
فهزت مني رأسها وهي تضحك وتركت ما كانت تطالعه 
بالعكس 
فرفعت مهرة أعينها نحوها بدهشه
لتتابع مني حديثها 
شخصيتك عجباني جدا يامهرة بتفكريني بنفسي قبل مااتجوز
فأتسعت عين مهرة من ردها وعدلت من نظارتها لتبتسم مني 
لو اتجوزتي الراجل الصح هتعرفي
وعادت تنظر إلي الملف الذي كان أمامها وأكملت بجديه 
يلا علي شغلك 
فنهضت مهرة من أمامها وفاقت على صوت رنين هاتفها فأخرجته من جيب سروالها 
ايوه ياورد 
وأنهت حديثها مع ورد بعد ان أخبرتها ان لديها مقابله ثانية اليوم وسيتحدد لها إذا كانت ستعمل ام لا 
كما أخبرتها ان أكرم سيذهب معها أيضا 
جلست ورد بتوتر تفرك أيديها وهي تنتظر دورها لمقابلة والد الطفل كما ظنت وجدت الفتاه تخرج بأبتسامه متسعه فيبدو أن الأختيار سيقع عليها 
فأزداد توترها فالأختيار بينها وبين تلك الفتاه بعد ان كانوا سبعه متقدمين لتلك الوظيفه 
وطرقت الباب بطرقات خافته ثم دخلت وهي تهتف 
السلام عليكم 
فرد كنان عليها بلكنته التركيه السلام وفعل ذلك أيضا معاذ مساعده 
فرفعت ورد عيناها نحوهم وأتسعت حدقتيها غير مصدقه ان الرجل الذي يجلس أمامها الأن هو نفسه من ألتقت به أمس 
فحدق بها كنان للحظات وأشار إليها بأن تجلس 
فتقدمت ورد نحو المقعد وجلست عليه وبدء يتحدث معها بالتركية فكانت تجيب عليه بتوتر 
الي ان إنتهت المقابله وشعرت من نظراته الجامده انها لا تقبل في تلك الوظيفه 
وانصرفت وهي تطأطأ رأسها ارضا ونظرت الي الفندق الذي قد أنتهي تجهيزه بأبداع 
وكادت ان تغادر الفندق لتجد صوت معاذ يهتف بأسمها 
أنسه ورد 
فوقفت تنتظر قدومه نحوها فأبتسم معاذ مهنئا 
مبرووك على الوظيفه
فأرتسمت السعاده علي وجه ورد غير مصدقه 
يعني انا أتقبلت 
فحرك معاذ رأسه بالموافقة 
بكره تكوني هنا الساعه تسعه بالظبط 
وتابع بأبتسامة عمليه 
اهم حاجه مواعيدك تكون مظبوطه سيد كنان دقيق أوي في مواعيده 
فهتفت ورد بسعاده 
متقلقش حضرتك تسعه بالظبط هكون هنا 
وأنصرفت من أمامه وهي تخرج هاتفها كي تخبر أكرم أنها قادمه اليه 
وقفت مهرة امام مكتبه تطالع الغرفه الواسعه بتفحص ثم نظرت إلي الأوراق التي اعطتها لها مني قبل ان تسبقها لاستراحة العمل كي تضعها علي مكتبه 
ووقعت بعينيها علي مقعده وألتمعت عيناها 
من زمان وانتى نفسك تقعدي علي كرسي زي ده يامهرة
ورغم ان مقعد مكتبها بالخارج مريح الا ان هذا المقعد له هيبة خاصه أرادت ان تجربها 
ووضعت الأوراق علي المكتب وأتجهت نحو المقعد الجلدي ولمسته 
هجربه عشان أشتري واحد للمكتب بتاعي زيه 
وجلست علي المقعد بأسترخاء 
لاء عنده حق ميتعبش من القعده 
وظلت تطالع المكتب الفخم
المرتب بعنايه وحاسوبه الذي يحمل ماركه عالميه بأستياء متذكره أفعاله معها 
شوف معاك فلوس ازاي 
وتابعت وهي تشير نحو موضع القلب 
بس مش نضيف من جوه 
وأخذت تدور بالمقعد بمتعه الي ان أصبح ظهرها لباب الغرفه وعيناها نحو الشرفه التي تطل علي منظر مريح للنفس 
وزفرت أنفاسها ببطئ ثم بدأت تقلد صوته وتقمصت شخصيته
ولم تشعر بوقوفه خلفها إلى ان وجدت المقعد يدور للأمام فأتسعت عيناها وقد أخرستها الصدمه 
وهي تنظر إليه وجاسم يحدق بها 
يتبع
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
الفصل السابع 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
أبتعلت ريقها وهي تري نظراته الجامده تحدق بها ثم ابتسمت بشحوب وألتفت حولها لعلها تهرب من نظراته وتجد لنفسها مخرج من تلك الورطه الحمقاء التي أقحمت نفسها بها ولأول مرة تشعر بشعور الفأر الواقع بالمصيده وعادت لأبتلاع ريقها مجددا وهي تجده يعتدل في وقفته ويعقد ساعديه أمام صدره 
متسائلا 
بتعملي ايه هنا 
فأعادت سؤاله عليه كي تلهيه قليلا إلي ان تجد فكرة تخلصها من هذا الحصار 
بعمل ايه هنا !
وداعبت ذقنها بتفكير وهي تضم حاجبيها ببعضهما 
بتعملي ايه يامهرة هنا بتعملي ايه 
ثم ضړبت جبهتها ونهضت من فوق المقعد متسائله 
هو انا قعدت هنا ازاي 
وتابعت دون ان تترك له فرصة للرد وألتقطت الأوراق التي أتت بها لمكتبه 
كنت جيبالك الورق ده 
وعندما وجدته ينفخ أنفاسه وسيتكلم وضعت الأوراق بين يديه 
وفرت هاربة من أمامه فأسلم حل هو الهروب 
لينظر جاسم لطيفها ثم نظر الي الأوراق التي بيده متذكرا تقليدها له بصوت خشن متوعدا لها 
كانت السعاده ظاهرة علي وجه ورد وهي تقف أمام شقيقها أكرم تخبره عن قبولها في تلك الوظيفه 
ليسيروا معا يتحاكون 
وفجأه رن هاتفه ليقفوا عن السير لينظر أكرم الي الرقم بتوتر 
ثم هتف بتعلثم 
ايوه يا ماما لاء انا مش في المحل انا في مشوار كده 
وتابع وهي ينظر لورد 
ساعه وهكون في المحل 
وبعدما اغلق هاتفه نظر الي ورد التي تحولت ملامحها للانكسار وتقدمت منه وهي تشفق علي حالها هي وشقيقتها 
هم ابنتي المرأة المنبوذه التي لم تتقبلهم زوجة أبيهم يوما رغم
أنها هي من زوجة والدتها لوالدها 
ليقترب منها أكرم بأسف 
متزعليش ياورد انا عملت كده منعا للمشاكل انتي عارفه ماما 
فأبتسمت بفتور وهي تتذكر زوجة أبيها 
اه عارفاها حتي
بعد اللي مهرة عملته عشان ابنها برضوه بتكرهنا 
وتابعت پألم 
وانا اللي افتكرت ان تضحية مهرة بسنة من عمرها تشتغل تحت رحمة واحد وهي عمرها ماحبت حد يتحكم فيها هيتغير حاجه 
لينظر اليها أكرم بأسف وهو لا يعرف بما سيجيب 
فالأجابه معروفه والدتهم هي من تتحكم بكل شيء
ووالدهم لا يكسر لها كلمه 
عادت مهرة من عملها بأرهاق وهي تسير بخطوات بطيئة لتنظر إلي محل البقالة ثم أقتربت منه 
ازيك ياشيكا 
فنهض شيكا من مقعده وجذب لها مقعد وبدء يخبرها عن إيراد اليوم 
كل حاجه تمام ياست مهرة 
ووضع مفتاح محل البقالة أمامها 
كده الفترة بتاعتي خلصت 
وأنصرف نحو مصدر رزقه الثاني لتبستم مهرة وهي تلتقط المفتاح متمتمه 
جدع وأصيل الواد شيكا 
دلفت مهرة لداخل الشقه تستنشق رائحة الطعام بمتعة ودبدبت على معدتها بتلذذ 
ريحة الأكل حلوه اووي
وهتفت بأسم ورد لتخرج ورد من المطبخ وهي تمسك بأحد المعالق 
أتأخرتي كده ليه يامهرة 
لتستنشق مهرة الطعام مجددا وهي تتخيل أصنافه 
عديت على المحل وأخدت المفتاح من شيكا 
فحركت ورد رأسها بتفهم لتتسأل مهرة وهي تقترب من المطبخ 
انتي طابخه ايه النهارده ياورد
فضحكت ورد على مظهر شقيقتها 
أشتريت البطه اللي نفسك تكليها من زمان وعملت 
وظلت تتباطئ في الحديث الي ان اتسعت عين مهرة 
عملتي محشي 
فتعالت صوت ضحكات ورد 
كل الأنواع قولت أدلعك قبل ما ابدء الشغل 
لتبتسم مهرة وتقترب منها ټحتضنها 
مع اني مش عايزاكي تتبهدلي بس عمري ماهقف في طريقك 
فضمتها إليها ورد أكثر الي ان شهقت بفزع 
صنية البسبوسه 
وركضت نحو المطبخ لتضحك مهرة وهي ترقص حاجبيها 
يارب كتر من إحتفالات ورد 
جلس جاسم يتناول طعامه بمفرده دون شهية فبعد رحيل كريم وأصبح شعوره بالوحده
يزداد 
ليجد هاتفه يدق فنظر لرقم المتصل وكل يوم فكرة أرتباطه برفيف ټقتحم عقله
فبعد أشهر قليله سيكون في منتصف الثلاثين 
وأشار للخادمه كي تزيل الطعام الذي لم يمس منه الا القليل وأبتسم وهو يعاود الأتصال بها
تم نسخ الرابط