رواية اولاد فريده كاملة بقلم الكاتبة ايمان فاروق

موقع أيام نيوز


طريق عكسي ليشير كل منهما للأخر بمعنى انه رأه ليتوجه بعد ذلك كل منهما ببصره الى الأمام لتستوقفهم نقطة ما وتقتطع طريقهما اشارة المرور الحمراء لتستوقفهم رغما عنهما فيتواصل كمال مهاتفا اخيه الأوسط قائلا ايوا يا رؤوف..سامر هيقابلنا ..لف وتعالى الكافية الي على اليمين .
ليجيبه الآخر على الفور وهو يحاول ان يتفادى الزحام تمام ياكبير .. الإشارة تفتح وثواني واكون عندكم ..بس هوا سامر عايزنا ليه مقلكش اصله امبارح مقلش انه هيجي معانا.

كمال بشرود ويضم فمه بعدم فهم ليتمتم للأخر قائلا امم مش عارف والله.. اهو هنعرف دلوقتي ..هو مقلش حاجة مفيدة بصراحة بس صوته في حاجة مش مطمنة. ليستغرب الأخر من موقف اخيهم الأصغر الذي بسببه ستطر امهم بترك منزلها ليتنهد كل منهما وينهون الحوار فهم سيقابلونه بعد قليل وستظهر الأمور على حقيقتها بينهم .
اغلق الخط بينهما ليقفا متأهبين في انتظار فتح تلك الاشارة التي استوقفتهم لينظرا كل منهم بشرود أمامهم لتلك الدائرة الحمراء لتفتح شاشة
الذكريات امام مرئتيهما بعدما شاهدا أحد الامهات تعبر الطريق بحرص وهى تحمل أحد صغارها وبيدها طفل آخر وعلى جانبها الآخر حقيبة ممتلئة بمقتنيات عدة وطفل ثالث يمسك بمقبض الحقيبة وهى تمشي بعينيها تلاحق صغارها يمينا ويسارا حتى تعبر بهم بأمان ليشدوانتباههم هذا المشهد المثير للحنين لتلك السيدة التي تجوب الطرقات الأن وحدها وهم يجهلون ما هى فيه الأن..
خرج متدليا ليقابلهم دون أن يشبع فضول زوجة اخيه التي اجتهدت في السؤال من اجل معرفة ما يكنه ولكنه اهداها جزء بسيط ليلحق بأخويه بعد ذلك ويسير نحو الطريق ليستقر في هذا الميدان الذي اتفقا على لقائهم هناك..لتستوقفه هذه الإشارة الحمراء كما استوقفت اخويه الذين يحدقون مثله في هذه الأم التي تعبر بأولادها الطريق ..ليترقرق الدمع بمقلتيه عاجزا عن النزول وامه تحتل مرئتية الأن فهو يبدو كطفل تائه دونها في تية كالغريق يريد أن يتعلق بقشة لربما أمه تستقل سيارة أحد اخويه فهو لم يصرح لأخيه بأمر خطابها لربما تكون غاضبه منه هو وتمنى ان تكون تواصلت مع أخيه رؤوف لأنه الاقرب إليها كما كانت تفعل معهم دوما عندما يقلقونها في امر يكون وجهتها الاولى هو رءوف أو رهف ولكن اين هى رهف الأن فهى بعيدة كل البعد عن مخيلته فهى مع زوجها في بلد بعيد ولا تستطيع امه الوصول لها ولكن مؤكد ان تكون مع رءوف فهو القريب إليها كما يلقبوه دوما ..حدث نفسه هكذا حتى يطمئن قليلا وهويجهل ان ڠضبها شملهم جميعا بعدما عانته معهم في السابق في امسيتهم التي عقدوها من أجلها ومن أجل اقناعها بما كانوا يكمنون ولكنها فاجأتهم بما هو اكبر من تخيلاتهم.
ليتهم يعلمون فضلها عليهم فكم عانت وقاست منذ ان حملتهم نطفة في رحمها الى ان صارا علقة ومضغة لتتحملهم وهنا على وهن تسعة أشهر دون ملل ..معاناتها كانت حلم جميل لها فكم استمتعت بتلك النطفة التي ارتبطت بها لتنموا بداخل احشائها وهى تدعو الله ان تكتمل نبتتها دون النظر لعنائها وهى الأن تسير في الطرقات بائسة في حزن وريبة مما ينتظرها من مجهول قادم بينهم نعم هى ضلت الطريق معهم وتعثرت أقدامها امام خطواتهم التي تهرول في الفرار من أحضانها ..تخر قواها لتجلس فوق احد الارصفة من جديد لتستمد منها القوة حتى تستطيع المقاومة لتقف مجددا بعد ان استلقطت انفاسها مجددا وهى تحاول ان تجد حل لوضعها هذا لتحمل ألامها واعبائها فوق اكتافها في حزن ارهقها فهى الى الأن لا تعلم الى اين ستتهادى خطواتها لتسير بعدها في تيته وحزن لتقرر الذهاب الى احد الدور التي ترعى المسنين امثالها لتستوقف عربة أجرى وتستقلها في تية والبكاء يغلبها فلم تنتبه
لهوية السائق الذي لم يكن رجلا بل سيدة وقورة اربعينة العمر لتهاتفها قائلة على فين ياستةالكل 
لتنتبه فريدة لهذا الصوت الأنثوي وترفع وجهها للأمام لتشاهد تلك السيدة العظيمة التي تعمل سائق أجرة لتبتسم لها بتقدير عبر مرأة السيارة الأمامية لتقول متمتة أي حته اتاوى فيها يابنتي .
تنهيدة حارة من السائقة التي يقابلها الكثير من امثال تلك المسنة والذين ترهقهم الحياة فمن المؤكد أن خلفها حكاية مريرة لتقرر ان تخرجها من هذه الحالة قائلة روقي يا أمي ..الدنيا مش مستهلة بكا عليها ..خلى بالك من صحتك ..محدش يستاهل ان تبكي عليه.
فريدة وهى تحاول ان تتملك نفسها من البكاء لترفع يدها لتمسح العبرات المتوافدة عليها دون رغبة منها فهى تحاول التماسك ولكن رغما عنها تنتابها تلك الحالة الحزينة لتردف لها قائلة ڠصب عني والله ..الام يا بنتي لما بتكبر مبيبقلهاش لزمة خلاص قالتها بمرارة تصبغ حلقها .
تقابلها الاخرى التي يقابلها من الحكايات اطنانا كل يوم فهناك من ترك ابية واخر رمى امه وهناك من ترك الاثنين
 

تم نسخ الرابط