رواية اولاد فريده كاملة بقلم الكاتبة ايمان فاروق

موقع أيام نيوز


امبارح ومقلتش حاجة زي كده.
هيام متنهدة فهى تواصلت معها صباحا قبل أن يأتيها سامر ولكن لم تخبره وقتها لأنشغالها بأمر غاليتهم امم فعلا هى جاية ..نفسيتها تعبانه وطلبت من الأستاذ ناديم انه يسمحلها بالنزول واصرت عليه رغم انه مش كان موافق .. واكملت مستطردة له بعدما نظرها بعدم استيعاب فهى لديها معلومة كهذه ولم تخبره مسبقا بس موضوع خروج ماما فريدة لخبطني وخلاني نسيت اقولك الصبح وفكرت اصلا ان عندكم علم بمجيها او هى حابة تعملها مفاجأة. .

اخذا يأكل الطريق اكلا.. حتى كادت ان تفرط عجلة المقود من يده وتنفلت إطارات السيارة من فوق الأرض التي استجارت من تلك السرعة التي يسير بها ليصل إلى هناك وينصدم عندما يجد الباب مؤصد متغلغلا بأقفال حديدية كقلوبهم واخواته الذين قسو على تلك
الرحمة المهداة من رب العالمين لهم وهملو هم في رعايتها .. لينكس بعدها رأسه بخزي ويسدل اهدابه لتسقط قطرة من الدمع أمام امله الوحيد .. ويعود كما ذهب ليرجع من حيث بدأ وهو يجرجر ازيال خيبته فأمه ليست هناك ولا احد يعرف عنها شئ ..
مما جعله يزور أحد اقاربهم هناك من المحتمل أن تكون قد توجهت اليه لينفي هذا العم الطيب الذي أزره في تيته ووعده ان اتت سيقوم بأخباره على الفور..ويعود بعد ذلك مجددا بعد ان فقد الأمل في العثور عليها 
كما اخبره اخيه الأكبر كمال الذي ذهب لأستقبال وأحضار امانته الاخرى ليشاهدها وهى تحمل جبلا من الحزن لتلقيه عليه بعبراتها المشتاقة لريح أمها فور قدومه اليها لتستشعره حينما ارتخت بين أحضانه قائلة بأنفاس متهدجة وحشتني قوي يا اخويا ..وامي كمان وديني ليها يمكن اقدر اتنفس ..احسن حاسة اني بمۏت وحشتوني كلكم ..يالا بسرعة ياكمال وديني لها قوام .
كلماتها جعلته يؤصد امامها الأن هذا الموضوع فحالتها لن تستحمل ثقل اخر من الأحزان فيكفيها ما يشاهده هو عليها ليستعيد انفاسه متنهدا ويحاوطها مهدائا لها قائلا حمدالله على سلامتك يا رهف ..احنا كمان ياحبيبتي وحشتينا انتي وولادك وجوزك ..ويتقدم بعدما فك عناقها ليتوجه نحو الصغار الذين يقفوا في إستعداد لمعانقة الخال الذي دوما يتحدثون معه خلف شاشة المحمول عبر شبكة الإنترنت..ليجذبهم اليه نحوه ليستمد بعض من الحنان من عناقهم الدافئ ويعاود مجددا لريح أمه ليصتحبها الى منزلهم دون ان يتفوه ببنت شفة عن أمر اختفاء أمهم.
تعالوا ياحبايب خالو ..وحشتوني وحشتوني قوي عانقهم بحب ابوي وهو يستقب نظراتهم السعيدة بملاقاته .
ليتوجه بعد ذلك لأخته التي مازلت تبكي مما جعله يهتف قائلا وهو يسحب الحاملة التي تحمل الحقائب ويتوجه الى الخارج وهو يقول يالا يا هف هنركب العربية وبعدين تحكيلى على كل حاجه واحنا في طريقنا للبيت .
استقلت السيارة بجانبه بعدما تأكدت من وضع الحقائب بأكملها واستعدال الأطفال في مقاعدهم الخلفية لتجلس هى بجوار اخيها لتسرد له بعد ذلك ما باتت عليه وما ادى الى تفاقم الوضع بينها وبين زوجها .
هناك اعين مراقبة هنا تنتظر ولو معلومة لتبني عليها قصة من الخيال الذي يفرضه تخيلها ..فأم سعد وام محمود الجارتان اللاتي يعلمن القصة برمتها لا يونون على سردها على الجميع كنوع من أنواع العبر لمن لا يعتبر فهن لا يشغلهن الأن سوى الأطمئنان على تلك السيدة لتهتف ام محمود في سؤال قائلة الا قوليلي يا ام سعد ..هى الحاجة فريدة رجعت من مشوارها.
تجيبها الاخرى بجهل والله ياختي ما شفتها حتى البت وردة مطلعتش عندها النهاردة علشان خدت البت الصغيرة للمستشفى العام من الصبح ولسة مرجعتش. وانا مش عارفه اسيب باقي العيال لوحدهم
وقلت لما امهم تيجي ابقى اطلع اشقر عليهم .
أومت لها الأخرى وهى تقول في هتاف طب يا ام سعد انا هطلع اشوفها كده تكون رجعت وكمان لو عايزة حاجة ابقى اجيبهالها تلاقيها مستنياني كالعادة ..ولما انزل من عندها هاجي اطمنك .
انهت حوارها وهى تتوجه لمنزل السيدة دون تريث فقد عزمت الامر على ان تطمئن على تلك الجارة الطيبة كما تعودت وهى تدعوا الله ان تكون قامت بحل مشاكلها مع أولادها الخمسة وهى تستعيد لذاكرتها شكوا السيدة فريدة من اهمال ابنائها الرجال وقسۏة نسائهم عليا مما جعلها تدعي عليهم بالهداية لعلهم يعلمون قيمة تلك السيدة .
لتأتي جارة اخرى لتحتل مكانها امام ام سعد لتلقي عليها السلام وتستوقفها الأخرى مرحبة بها قائلة صباح الخير عليكي يا أحلام ..تعالي ياختي اقعدي 
شوية .
ام أحلام وهى تضع ما بين يديها على الأرض حتى تريح يديها من ثقلهم وتريح اقدامها بالجلوس بجوار السيدة الاخري فوق حجرة كبيرة تستقل جانب الباب من الجهة المقابلة للأخري وهى تتمتم بأعياء اه والله الواحد تعب من مشوار السوق .. وادي قاعدة بس قوليلي ام محمود
 

تم نسخ الرابط